أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - سيجارة إخبارية














المزيد.....

سيجارة إخبارية


حنين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


سيجارة اخبارية

لم أعد اشعل التلفاز كثيرا، ولم أعد أستطيع أن أبقي جهاز التحكم الفضي طويلا قرب أناملي، لذا أحاول أن اخفيه تحت الوسادة أو تحت الجريدة أو تحت أحزاني بعد أن اضع قناة للموسيقى.

لكن يحدث أحيانا أن تنتصر رغبتي في البكاء على رغبتي في الرقص وأن أعرج على قناة من قنوات الأخبار الكثيرة التي تسبب الكثير من المشاكل الصحية لأناس مثلي. ومع أني أعرف أنها مضرة بالصحة إلا انني استمتع بامتصاص الرعب الموجود في شريطها الطويل المتحرك أسفل الشاشة. شريطٌ من الممكن أن نجده على كل لون – اخترته أحمر هاته المرة - وأن نجد فيه من كل شيء ابتداء من تحيات و اهداءات ورسائل غرامية لكل النوائب التي من الممكن أن تخطر على بال القدر العربي وانتهاء ببعض النميمة التي نمارسها ضد أنفسنا. لا أعرف تماما كيف يحدث هذا، لكنه يحدث ولا يتوقف عن الحدوث، كما لا يتوقف ذلك الشريط اللعين عن تكرار جمله المثيرة للخيبة والحنق، وكأنما لا يوجد أي خبر سعيد في مدننا الحزينة، ولا يوجد أي شيء آخر يفعله الموت سوى أن يزور شوارعنا ويتجول فيها ويأخذ معه حين رجوعه إلى البيت الكثير من الهدايا إلى المقابر التي لم تعد تريد منه إلا أن يتركها تنام قليلا، وتتنفس الصعداء قليلاً بعد أن ملأ التراب صدرها.

أتساءل وأنا أقرأ الشريط للمرة الرابعة، ما الذي يشدني إلى قراءته ؟ ما هي تلك القدرة المدهشة التي تشدني بمغناطيسها فتلتصق عيوني بالشاشة الحبلى بالألم، أتسائلُ لماذا أواصل تعذيب نفسي وتمزيق أعصابي وتهميش طلاء أظافري الذي لم أعد أرغب بوضع لونه الدموي خوفا من أن تعبر تلك الجمل السيئة المذاق من حمرة شريطها إلى حمرته فلا أتمكن من تغيير المحطة بعدها أبدا.

فكرت قليلا في ماهية الكائن المنتمي إلى قبيلتي، هل نحن فعلا مغزولون بالألم ومنسوجون بالشجن وممزوجون بالدموع فلا نستطيع العيش بسلام مع هدوء الابتسامة وعبثية الارتياح؟
هل الانسان العربي محكوم باليأس كما الجراحات محكومة بالنزيف؟ وهل السايكولوجيا العربية متأقلمة مع حالتها المتأزمة لدرجة أنها لم تعد تستطيع التنفس طبيعيا دون مساعدة قناع الإنعاش؟ هل نحن عاجزون عن الحلم بغد أفضل لهذه الدرجة أم اننا ببساطة لا نستطيع أن نفعل شيئا ضد الحقيقة ؟
وهل كل بني قبيلتي مثلي، يدمنون شرب سجائر اخبارية تسبب لهم أزمات تنفسية حادة ؟ تذكرت أنني لا أدخن.....
فالتقطت جهاز التحكم ولم أتردد مطلقا قبل أن أضغط على الزر اليسار وأعود إلى قناة الموسيقى ذات الشريط الأخضر لتمر دموعي التي وقفت عند مفترق جفوني بسب الشريط الأحمر طويلا نحو حريتها.
حنين عمر



#حنين_عمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ست ُّالشناشيل
- سرطان
- فنجان شاي مع أدونيس والدلباني
- تغريبة النهرين
- سبورة سوداء
- أسوأ مهنة في التاريخ
- بين منفى الجسد ومنفى الروح
- أدباء... أم مهرجون ؟؟؟
- حينما تبتسم الملائكة - 1
- بوابة المغادرة
- رسالة الى تورنتو
- تماثيل من الملح
- على خطى جرش//عمان كمحطة للنزيف المشتهى
- الياسمين الأحمر - إلى كل اللواتي أكل الظلم من اجسادهن وشرب ا ...
- وشوشة النرجس الأبيض
- ليلة في انتظار غودو
- رائحة الاغتراب
- لماذا تركت المطار وحيدا ؟
- رفقا بأعصابي
- في مديح رجل مجنون -1


المزيد.....




- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما
- إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن ...
- اكتشافات بجنوب شرق تركيا تشرح حياة البشر في العصر الحجري الح ...
- عمليات جراحية على نغمات الموسيقى: اكتشاف علمي يغير قواعد الت ...
- متاحف قطر تحصد جوائز مرموقة في النسخة الثالثة من جوائز قطر ل ...
- الألكسو تكرم ستيفاني دوجول عن ترجمة -حكاية جدار- وتختار -كتا ...
- تشييع الممثلة الراحلة -بيونة- إلى مثواها الأخير في مقبرة الع ...
- نساء غانا المنفيات إلى -مخيمات الساحرات-
- شاب من الأنبار يصارع التحديات لإحياء الثقافة والكتاب
- -الشامي- يرد على نوال الزغبي بعد تعليقها على أغانيه


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - سيجارة إخبارية