أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - بين منفى الجسد ومنفى الروح














المزيد.....

بين منفى الجسد ومنفى الروح


حنين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


ما هو المنفى؟
هل هو أن تحمل جسدك وجواز سفرك وحقيبتك وتضيع بعيدا طويلا، أم هو أن يحمل شعورك الداخلي بالوطن روحك وجواز سفره وحقائبه ويتركك هكذا باحثا عن وطن هو حولك ولكنك خارج دائرة احتوائه.

أيهما أشد قساوة؟ أن تذهب بعيدا عن أرضك أو أن تذهب أرضك بعيدا عنك ؟
أيهما أكثر ايلاما؟ أن تفتقد شوارع طفولتك أو ان تفقد طفولتك شوارعها ؟

المنفى الخارجي مؤلم حقا، ومتعب ومن الصعب أن نتنفس فيه، ولعل أغلب المثقفين العرب يعرفون معناه في زمن فقد فيه كل شيء معناه، ولكن قلة من المثقفين العرب يعرفون معنى أن تكون منفيا الى داخلك، أن تفقد احساسك تماما بشيء آخر غير الاغتراب، وحدك تقف أمام واجهة من زجاج وراءها خريطة العالم...تتأملها قليلا وتهمس شياطينك في اذنك :
يا إلهي ... العالم اضيق من أن يحتويني. !

حينها فقط يمتد معنى الوطن ليصبح هاجسك الأول، حاجتك الأكثر الحاحا، قضيتك الأكثر أهمية، و بكاؤك الأشد صمتا.
حينها فقط تدرك أن الوطن ليس وثيقة سفر ولا بطاقة هوية ولا عنوانا تعود اليه في المساء، وليس رصيدا في البنك ولا منصبا سياسيا ولا بضعة كيلومترات مربعة تدعي أنك أحد الورثة الشرعيين فيها... الوطن شيء آخر تماما، إنه عصفور أخضر صغير بحجم الحلم يظل الى الابد صديقنا الأقرب.

المنفى. لا يعني أن نذهب بعيدا، بل يعني أن نكون بعيدا حتى حينما نكون بالقرب، والوطن لا يعني أن نكون داخل حدود ترابنا الجغرافي إنما أن يكون هذا التراب داخل حدودنا النفسية. هذا هو الفرق بين المنفيين جسدا والمنفيين روحا، بين هؤلاء الذين ابتعدوا بارادة مادية يمكن التخلص منها بارادة مادية أخرى، وبين هؤلاء المنفيين روحا الذين ابتعد عتهم انتماؤهم الداخلي بارادة خفية لا سلطة عليها ولا أمل من التخلص منها لأنها مثل مس الجن، لا مرئية ومستفحلة في المسامات . أتذكر دائما أن البياتي كان يقول: يموت الشاعر اما منفيا واما مجنونا واما منتحرا. فأما المنفى فهو بيولوجيا بداخلي ولا استطيع اخراجه، وأما الجنون فلطالما كنت على قناعة بأنني غير سوية نفسيا مادمت أحاول تغيير العالم وأدخل معه بيأس في معارك دامية تنتهي بنزفي ، وأما الانتحار فهو اصراري على مواصلة هذه الحرب الخاسرة الى آخر نقطة دم. ..
فهل أنا شاعرة ؟
ربما. وربما أنا فقط اتفلسف أكثر من اللازم.
حنين



#حنين_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدباء... أم مهرجون ؟؟؟
- حينما تبتسم الملائكة - 1
- بوابة المغادرة
- رسالة الى تورنتو
- تماثيل من الملح
- على خطى جرش//عمان كمحطة للنزيف المشتهى
- الياسمين الأحمر - إلى كل اللواتي أكل الظلم من اجسادهن وشرب ا ...
- وشوشة النرجس الأبيض
- ليلة في انتظار غودو
- رائحة الاغتراب
- لماذا تركت المطار وحيدا ؟
- رفقا بأعصابي
- في مديح رجل مجنون -1
- البيت
- مسمار لصورتي في جدار ذاكرتك
- راعية النجوم
- المفاتيح في جيب الحزن
- تنبؤات جنية
- المطرودون من الجحيم
- متى يستفيق العرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - بين منفى الجسد ومنفى الروح