أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب فارس - الإيشارب الإرهابي














المزيد.....

الإيشارب الإرهابي


حبيب فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نجَتْ من حادث سير مروع لكنها اختنقت بطرف الحجاب!


ليس العداء الغربي المتنامي للحجاب في السنوات القليلة الماضية إلاّ عنواناً من عناوين العداء للإسلام وبشكل خاص للعروبة والعرب، وبالأخص مقاومة المشاريع الإمبريالية – الصهيونية. عبثاً يحاول المرء مقاربة هذا التقليد لدى"محاربي" الحجاب من زاوية ارتداء الراهبات لمثله أو من زاوية ارتداء مثله وأكثر من قبل النساء الهنديات أو اليونانيات أوغيرهنّ من نساء بعض بلدان جنوب وشرق أوروبا وجنوب آسيا.

في بعض ضواحي المدن الأسترالية الكبرى وبعض الأرياف مثلاً، حيث تعيش الجاليات اليونانية، كنت تشعر قبل نيف وعشرة أعوام وأنت تشاهد أغطية الرأس النسائية من شراشف وايشاربات بتلك النسمة الحميمية التي تلفحك كما لو كنت في إحدى البلدان العربية، طبعاً لا لأسباب دينيّة بل لتشابه التقليد، لم تتخلّ تيك النسوة عن عادة ارتداء غطاء الرأس إنما الذي تغيّر هو زيادة ارتدائه من قبل النساء المسلمات، وبالأخصّ العربيات.

قبل "الحجاب العربي" في الغرب، لم يوضع غطاء الرأس تحت عنوان حقوق الإنسان أو حقوق المرأة، كما لم ينظر إليه كأحد عناوين الإرهاب. الأنكى أن أحداً من القيمين على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الصحيّة ومراكز أبحاثها، ذات الميزانيات الخيالية، لم يكلّف نفسه مثلاً، إجراء دراسة حول ما قد يوفره "الحجاب" على ميزانية الدولة وجيوب دافعي الضرائب، في بلد يعتبر سكانه من أكثر سكان بلدان العالم إصابة بسرطان الجلد. هذا المرض الذي وبحسب الإحصائيات الرسمية هو أكثر أنواع السرطانات شيوعا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-44 عاما، يصاب فيه اثنين من كل ثلاثة (نساء ورجال بالتساوي) لدى بلوغ سن سبعين عاماً، يتلقى الأطباء أكثر من مليون استشارة طبية حوله في العام الواحد، يعالج أكثر من ألف مريض به في اليوم الواحد ويموت جراءه 1700 شخص في العام. وإذا كانت الأبحاث العلمية تؤكد أن السبب الرئيسيّ لسرطان الجلد هو التعرض للإشعة فوق البنفسجية من إشعاع الشمس والمصادر الصناعيّة الأخرى، فالمفارقة أنّ ملايين الدولارات تنفق على الإرشاد والدعاية من أجل الوقاية بما فيها ارتداء أغطية الرأس خاصة في الأيام المشمسة وشديدة الحرارة. ومن المفارقات الأخرى أنّ العديد من المؤسسات الصناعية المولّدة لهذه الإشعاعات ترفض بشكل مباشر وغير مباشر تشغيل النساء المحجّبات، ناهيك عن أماكن عمل القطاعات الغذائية التي من أهم شروط العمل فيها ارتداء غطاء الرأس (طبعاً ما عدا الحجاب!).

كان يمكن تجنب الكلام عن فوائد الحجاب الصحيّة، لو لم تتصدّر علاقة الحجاب بالصحة والسلامة منذ بضعة أيام نشرات الأخبار والصفحات الأولى لصحافة مردوخ ومثيلاتها، في "سبق" صحفيّ رخيص وتافه غطى على غيره من الأخبار المحليّة والعالميّة. مفاد الخبر أن امرأة نجت بأعجوبة من حادث سير مروع ولم تصب بأية جراح أو رضوض لكنها نقلت الى المستشفى للعلاج من اختناق جزئي سببه ابتلاعها طرف الحجاب أثناء الحادث. وهكذا لم يكن مضمون الخبر سلامة المرأة ونجاتها بأعجوبة ولا تفاصيل الحادث التي غابت كلياً من الخبر، بل "الإختناق" بطرف الحجاب. وكان يمكن التفكير بالدوافع الإنسانيّة التي أدت الى إبراز هذا الخبر، لو كانت حوادث السير تعطى عادة هذا الحيّز من الإهتمام، حيث قتل جرّاءها على طرقات أستراليا 1447 شخصاً في عام 2008 و 1515 شخصاً في عام 2009 دون أن تستحوذ بمجملها على التغطية التي استحوذها خبر "الإختناق" بالحجاب! بل كان يمكن التغاضي عن عمل الحجاب "الإرهابي" وما سببه لمرتديته وبالتالي "هلع" ملايين المشاهدين والقرّاء، لو لم يعط الخبر حجماً ومساحة يفوقا ما يعطى عادة لأكثر من 250 جريمة قتل في العام الواحد!

ليس كاتب هذه السطور من المتحمّسين لارتداء الحجاب، ولا من المتشدقين بأمجاد العرب، ولا من ناكري المنجزات الإنسانية العظمى للحضارة الغربية، بما فيها احترام حقوق الفرد الغربيّ- مع التشديد على احترام الغرب لحقوق فرده لا غيره - لأنه لو طلبتَ من امرأة غربيّة أن ترتدي الزيّ الذي تقترحه عليها، مثلاً الحجاب - مقابل طلب نزعه عن رأس غيرها - ولم يعجبها طلبك تستطيع مقاضاتك وربما تجريمك، لأنك تعديت على حقها الشخصيّ في الإختيار، أما أن ترتديه المرأة المسلمة والعربية، فهذا اعتداء من الرّجل المسلم والعربي على حقوق المرأة، وإذا ما دافعت مرتدية الحجاب عن قرارها في ارتدائه، ستكون بنظر هؤلاء المدافعين جداً عن حقوق الإنسان، جاهلة ومتخلفة، حتى ولو كانت المعنيّة دولة الرئيسة المرحومة بينظير بوتو بالذات!

يكون الكلام ناقصاً إذا لم تطرح بعض الأسئلة التي لا تخص دوائر القرار الغربي وإعلامه، بل الدوائر العربيّة التي تطرح على نفسها سؤال الأميركيين لأنفسهم: "لماذا يكرهنا العالم؟". وإذ يضيق المجال للإجابة، ينبغي وضعها في رسم معسكر "الإعتدال" العربي، بملياراته و"حيات(ه)" و"شرق أوسط(ه)" و"مستقبل(ه)"، وشركاء مردوخ في "نيوز كورب(ه)" و"سكاي(ه)"، من "روتانا(هم)" الى "إل.بي.سي.(هم)" إلى آخر فضائياتهم، وصولاً للأمير طلال(هم) وباقي أخوته وعمومه وأبناء عمومه وأبناء عموم عمومه من جلالات وسموّات وفخامات؟!



#حبيب_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكاء الغياب
- أفضّل أن أكون كلبًا أو حمارًا
- لا معنى للغياب
- انتصار
- موتٌ جميلْ
- هل كسوف بعض -نُخَب- لبنان بلا شفاء؟*
- خطاب على خطاب على خطاب
- شكراً فرج الله الحلو، حسن نصرالله وميشال عون... وشكراً جيم و ...
- أسفار معاكسة
- حصارْ
- هل يكون فوز -المتنافسين- إيذاناً بنهوض البديل الحقيقي؟
- قص...يد...ة مس...تد...يرة
- -الديمقراطية- اللبنانيّة بين القيل والقال
- لو لمْ يكنْ...لما أزعجَكمْ
- حبيب فارس في مكعّبات هيام...قصائد وخواطر بماء الحزن
- حول كتاب -مكعبات هيام- ومؤلفه حبيب فارس - بقلميّ د. محمد خلي ...
- مشاوي، محاشي، تبّولة، حمّص بطحينة وكبّة نيّة بالسرّ
- مكعبات هيام
- الرّحمة لل-بابّي-
- أوزيمانديسيات*


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب فارس - الإيشارب الإرهابي