أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد شفيق - في ذكرى الحرب .. ذكريات وتساؤلات














المزيد.....

في ذكرى الحرب .. ذكريات وتساؤلات


محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 2970 - 2010 / 4 / 9 - 22:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دخلنا العام الثامن لذكرى الاحتلال او التحرير او سقوط النظام , لا اعرف ماذا تسمونها , سموها كما يحلو لكم تسميتها . كنا في مثل هذه الايام وقبلها بشهر اتخذنا من قضاء المقداية اهدم اهم مدن محافظة ديالى ملجأ لنا , بعدما أجبرت من قبل العائلة والاقارب على السفر خارج العاصمة , حتى نتخلص من القنابل والصواريخ . ومن الروايات والاساطير التي كانت تؤلف حولها , فأسطورة تقول ان صدام سوف يقصفنا بالكمياوي على غرار مدينة حلبجة , وراوية تقول بأن الفدائيين سيجعلونا دروعا بشرية بوجه الامريكان وهكذا كثر الرواة والاحاديث . وعلى العموم فالحرب كانت فرصة جيدة لزيارة مدينة ديالى وقضاء المقداية للتعرف على معالمها . كنا نتجول هناك من الصباح حتى المساء , نذهب الى الاسواق والمقاهي , وظهرا نتوجه الى المساجد لاداء الصلاة , لاننا في يام الحرب نكون على درجة كبيرة من الايمان . عصرا نعود الى تلك الغرفة الصغيرة ولله الحمد انه كان يوجد لدينا ( سطح ) فكنا من خلاله نستنشق الهواء وننظر الى الشارع . كان لدينا تلفاز نشاهد من خلاله ما يجري في العراق من تطورات , وكانت محطتنا الوحيدة هي قناة العالم الفضائية التي انطلقت مع بداية الحرب . كنا نتحكم بالتلفزيون عبر معلقة الشاي لقدمه . في عصر احد الايام وكعادتنا نتابع الاحداث , شاهدنا صبي يضرب تمثال صدام بنعله ...
انها ساحة الفردوس . لقد سقط ثمثال صدام . عم الصمت في حينها , ولقد منعنا من الكلام خوفا , فقسم يقول ( ماكو هيج شيء ) والثاني يقول ( هذا كذب ) والاخر ( عمي يريدون يعرفون اراء الناس جذب يابه جذب ) لكنني فرحت حين رأيت ذلك الصبي يضرب رأس صدام . وذهبت مهرولا الى الاخرين لاخبرهم بذلك . لقد انتهى عهد الدكتاتورية . خرج صدام من السلطة ذليلا صاغرا . بعد ذلك كنا نبحث عن سيارة تقلنا الى بغداد . وعدة ايام نحن نبحث عن سيارة . نذهب منذ الصباح الباكر الى مرأب السيارات ونعود قبل الظهر ونحن فشلنا بأيجاد سيارة . ولا اخفيكم فأن اصحاب السيارات ( اخذو ولية ) وطلبوا اسعار كبيرة . وفي نهاية الامر وجدنا بدل السيارة الواحدة سيارتين , اخترنا أحدها لانها كانت كبيرة , واخذنا معنا امرأة وطفليها , مسكينة كانت لاتعرف شيئا عن زوجها لانه في ساحات القتال . وفي الطريق شاهدنا الخراب وقد بلغ ذروته , اصحاب النفوس الظعيفة يسرقون كل شيء ويحرقون الدوائر والمدارس , سرقت جميع الدوائر الحكومية وغير الحكومية . تشكلت الاف العصابات للسرق والخطف . شاهدنا النيران تحرق اجمل بنايتها والفوضى تعم جميع اجزائها ومنطاقها . لم اجد شيئا في بغداد يبعث على الامل اطلاقا . وجدت صور صدام قد احترقت , وقسم من تماثيله سقطت واخرى لم تسقط . دخلت الى مدينة الثورة شرقي العاصمة وتفاجأت بتغيير اسمها وتسميتها بأسم الصدر نسبة الى السيد الشهيد محمد الصدر . تحولت اغلب مقرات ونوادي الحزب الى مساجد ودورا للعبادة . المواد الغذائية اصبحت باهظة الثمن , حتى وصل كيلو الطماطة الى الف دينار . استمر القتل والفوضى والخراب يملأ كافة انحاء العراق ..
عاصرنا هذه 7سنوات بحلوها ومرها كما يعبرون . ونحن نشاهد الطائفية تذبح ابنائنا والمفخخات تقتل احبائنا و و و الخ . اليوم ونحن ندخل عامنا الثامن والتي تتزامن مع اصعب مرحلة تمر بها البلاد حيث تشكيل الحكومة , ونجاح خامس تجربة انتخابية . هل يستطيع العراق ان يتجاوز ذلك البحر المملوء بالحيتان واسماك القرش ؟ ويتمكن من اكمال مسيرته الى شاطىء الامان ؟ هل يستطيع ان يقتل تلك الحيتان والافاعي التي تسعى للنيل منه بعد ان سبب لها الكثير من الازمات والمشاكل ؟ قبطان السفينة هل يحسن قيادتها والتخلص من جبال الجليد ؟ هل سيجف نهر الدم ام يستمر بالجريان ؟ هل نبني قبورا واضرحة من جديد ؟ ام نبني ناطحة سحاب وبرج بغداد على غرار برج دبي ؟ غدا سنتعرف على هذه الاجوبه فأنه قريب لناظره



#محمد_شفيق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لايوجد جهاز امني في العراق
- أمنيات وانفجارات
- لماذا يخشون علاوي ؟
- حال اطفالنا
- الدكتور ( فؤاد زكريا )
- جنابر تسمى صحف
- ابو مودة
- جولة مع هادي جلو مرعي وكتابه ( تجربة صحفي من واقعة الطماطة ا ...
- لولا الرجال ماخلقت النساء
- يوم العيد
- النداء الاخير
- القزويني والشيوعيين
- من ننتخب ؟
- تعليقا على مقال الدكتور ( كاظم حبيب ) (خلوة مع النفس ... إلى ...
- انتخبوا فهد
- لاتنتخبوه ......
- عبد الكريم قاسم والانتخابات
- عيد الحب العراقي
- اغلاق ( صفا ) خطوة مهمة
- شهداءٌ في جهنم


المزيد.....




- أمطار غزيرة في كوريا الجنوبية تخلف 17 قتيلاً على الأقل و11 م ...
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: تزايد فرص اتفاق بشأن الرهائن
- ترامب يهدد بوتين.. ماذا حدث بينهما؟
- 92 شهيدا من طالبي المساعدات معظمهم عند معبر زيكيم شمالي قطاع ...
- نذر تغير في ثوابت التعاطف والانسجام بين أميركا وإسرائيل
- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد شفيق - في ذكرى الحرب .. ذكريات وتساؤلات