عندما تتحول النعمة الى النقمة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 18:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

يتوفر لكل انسان و شعب وشركة بمرور الزمن بعض الفرص الذهبية opportunities حسب تحليل SWOT . هذا المختصر الانجليزي يتكون من اربع كلمات :
Strengths نقاط القوة
Weaknesses نقاط الضعف
Opportunities الفرص التي تتوفر
Threats التحديات و التهديدات في الطريق http://en.wikipedia.org/wiki/SWOT_analysis

عليك ان ترسم جدول باربع خانات تكتب فيها بامانة وصراحة نواحي القوة والضعف لديك و الفرص التي تتوفر لك خلال مسيرة حياتك و التحديات التي تجابهك في طريقك لتتعرف على نفسك بصورة افضل. هذاهو التحليل بالضبط الذي تحتاجه العرب بصورة خاصة ويحتاجه المسلمون بصورة عامة ليتعرفوا على انفسهم و حاضرهم و يتكون لديهم فكرة واضحة على ارض الواقع بعيدة عن الاحلام الوردية. لقد توفر للعرب على مرور الزمن فرصتان كبيرتان:

اولا فرصة الاسلام
وفر وحقق الاسلام بدوره ثلاث فرص للعرب لم تحلم بيها في اغرب و ابعد احلامها:
- التوسع جغرافيا على مسافات شاسعة من اسيا و افريقيا بعد ما كانت متقوقعة في صحراء الجزيرة. لربما استفادت العرب من طريقة حياتهم الاجتماعة كبدو ورحالة متنقلين على الاحتكاك مع اقوام سامية اخرى كاليهود و الاراميون... الاقوام المتحضرة التي بنت حضارات او مع اقوام غير سامية كالفرس و الاغريق.. او استفادت من طبيعة الصحراء القاحلة السطحية التي تحرقها الشمس بالنهار و تزينها الليل بالقمر والنجوم. طبيعة تعكس تطرف الليل و النهار ساعدت على التفكير في مسائل غير تجارية كالصوفية و الحنفية ادت الى ظهور الاسلام. راجع:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=206579
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=206768

- تأسيس دين تطور الى دين شمولي يدعي انه آخر الاديان تنظم جييع نواحي الحياة اتشرت على مساحات واسعة لتتحول الى ثاني اكبر دين بعد المسيحية و قوة سياسية كبيرة.
- اغناء اللغة العربية وسيطرتها على الشرق بعدما ازاحت و غيرت لغات قوية كانت تسيطر على الساحة لترتفع الى لغة الشرق الاولى و الاسلام lingua franca

ثانيا النفط
بظهور الصناعة و السيارات ظهرت حاجة ماسة الى مادة توجد بكثرة في المناطق التي تسيطرعليها العرب اليوم. لازلنا و نحن في عام 2010 في حاجة الى النفط رغم مشاكل التلوث.

و لكن الاسلام و النفط سينتهي دورهما اوهما في طريقهما للتحول الى نقمة. اصبح الاسلام اليوم مكبل و عائق لتطور العرب و المسلمين لايمكن التمسك به في عصرالديموقراطية والعلم و تحرير المرأة. اذا لم يتراجع الاسلام ليصبح مسألة شخصية بحتة و تتحول المساجد الى معارض و دور اثرية او تخدم كدور للتنقيب العلمي تبقى البلدان الاسلامية طفيلية متخلفة لا تتقدم. الدين كما يمارسه المسلمون حجرة معرقلة تستنزف طاقات و وقت اقوام متعددة. العربية السعودية تستفاد من الحجاج اقتصاديا و ولكنها تخاف من موسم الحج سياسيا.

اخرج النفط بعض العرب من الظلمات الى النور واصبح البدوي غني يعيش في ناطحات السحاب اسوة بالامريكي و بعكس الامريكي لا يحتاج حتى ان يعمل ناهيك عن دفع الضرائب. اصبحت بعض الدول العربية غنية بفضل النفط بينما بقت بعضها فقيرة تختنق في الزبالة. ولكن النفط يشجع على الكسل و ترك الحرف القديمة و التعود على الترف والبذخ . لايتمكن العربي ان يرجع الى الوراء اذا انتهى دورالنفط في يوم من الايام. اضافة الى المشاكل التي يخلقها النفط للطبيعة و الصحة فانه ايضا يخلق تحديات كبيرة للدول المصدرة له بسبب الاطماع الاجنبية و اعتماد الاقتصاد العالمي عليه.

الفرص الذهبية التي توفرت للعرب لا يمكن ان تستمر الى الابد. يجب التهئ الى عصر جديد عصر ما وراء الاسلام و النفط والعمل من الان لابعاد الدين عن الدولة و الشعب و تطوير صناعات تستطيع الاعتماد عليها في المستقبل. تعتبر الموارد البشرية من اهم الموارد الاقتصادية لا يمكن حبسها ثقافيا و جنسيا. الموارد البشرية اهم من النفط. لايمكن ان يتطور اقتصاد بحبس الطاقة النسوية وراء حجاب. يجب توفير الحرية الجنسية للمرأة و الرجل خارج مؤسسة الزواج لكي لا تلتهي و تنشغل هذه الطاقات و تتعذب نفسيا من الحرمان الجنسي.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل