جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 11:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الانسان الشرقي بطبيعته حساس يجرح بسهولة اذا تعرض للشتم رغم انه بدوره رأسه يحار يميل الى اطلاق الشتائم بسرعة و احكامه عفوية. فهو يرفض بالضبط عين الشئ الذي يجيد فيه. و لكن ماذا تقول اذا شتمتني عدا الاستعانة بالحيوانات المسكينة كالكلاب والقطط و الحمير او تتجه الى الاعضاء الجنسية و الاناث في عائلتي و مومسات المبغى و غيرها من اساليب الاحتقار و الاهانة؟ ماهي الدرجة التي تصل اليها الشتائم و القاذرورات؟ هل تعرف ان الشخص الذي يشتم مسكين مجروح يحتاج عطفنا فهواولا يكشف نفسه و ضعفه بالشتائم قبل غيره. الشتائم هي بالضبط السلاح الذي يحارب المشتم نفسه بها. اليس هذا من قلة الثقة بالنفس؟
اسمحموا لى ان احاول الان تحليل و ترجمة الشتائم نفسيا: يا ناس انا اشتم لاني مجروح و ضعيف و منفعل فقدت سيطرتي على نفسي ساعدوني. تفرغ الشتائم من محتواها اذا نظرت اليها من هذه الزاوية. واني لا اعتقد ان المشتم يرتاح و يهدأ عندما يشتم رغم ان الشتيمة منفذ لغضبه و انفعالاته. لا تنسى كل شخص يغضب و يشتم يفقد السيطرة على نفسه 100% والشخص الذي يفقد السيطرة على نفسه ضعيف هزيل مسكين لا يستطيع التحكم في نفسه معرض للخطر و هو بذلك غبي يستسلم و يخسر المعركة قبل البدء بها. احيانا لا تحتوي النكتة او الكلام الساخر على الشتائم و لكنها تؤذي اكثر خفيا لانها ذكية تحمل في طياتها جرح اعمق بكثير.
الشخص الذي يشتم يبالغ من جهة في تقييمه لتصرفات الغير و لكنه من جهة ثانية لا يرى سوء تصرفاته بوضوح او يقلل منها . يطلق علماء الاجتماع على هذا السلوك المتناقض fundamental attribution error لانه لا يرى الحقائق بوضوح , رأسه حار غالبا ما يندم على ما قاله عندما يبرد. اباحة الشتائم لاتعني تشجيع الارهاب لان الارهاب خطير يخطط في السر و ينفذ وفق خطط خبيثة خفية جبانة لا ترى المرتكبين.
بعض الناس ترفض السب و الشتم و تعتبرها قاذورات كأنما لم تشتم هي ابدا في حياتها ومعصومة نظيفة. الاذى النفسي الذي يلحق بالمشتوم يعتمد على نفسية و وعي المشتوم و هي ليست محاربة نفسية مستمرة لان المحاربة و الاذية النفسية طويلة الامد ليست سطحية عفوية و غبية كالشتائم و انما تتفنن في اساليب الاذى لا تستطيع حتى تبرهن انها محاربة نفسية. هذا النوع من الاذى يسمى bullying / harassment معروف في كل زمان ومكان يجب ان يعاقب عليه.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟