هل المستقبل مصيره الموت؟ - 2 -

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 14:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

اهتمام الانسان بالمستقبل يرجع الى عوامل متعددة اهمها فضوليته و اتخاذ الحذرو الاحتياطات و الاستعدادات لمواجهة مشاكل المستقبل كما تطرق لها بعض قصص الحيوانات الخرافية المبنية على القرش الابيض لليوم الاسود او مراقبة الحيوانات و الحشرات في الطبيعة و خاصة النمل كيف تدخر و تهئ نفسها للمستقبل. و يتصرف الانسان على نفس المنوال عندما يفتح حسابات الادخار بالبنك او التأمين على الحياة ويدفع التوقيفات التقاعدية لاجل الحصول على راتب تقاعدي في المسقبل بعد انتهاءالنظام الاجتماعي القديم في بعض المجتمعات عندما اعتمد الوالدان على الاولاد للضمان على حياتهم في الشيخوخة و لم تتوفر دور للعجزة.


فضولية الانسان لمعرفة ما يخبئه المستقبل قديم بقدم الانسان ومنتشرة خاصة في الشرق على شكل قارئي الحظ واليد و الفنجان و البروج او النجوم السماوية (في وسائل الاعلام مثل المجلات و الجرائد و الانترنيت) اوالاحلام التي اصبحت ايضا جزء من علم النفس منذ العالم النفسي النمساوي فرويد Freud. تعتبر بعض الاديان الاخرة خير من الاجلة لاتساعدنا في حياتنا و نحن على قيد الحياة بل توعدنا بالجنة او الجهنم الابدية بعدالموت. و لكن الفرائض الدينية مزعجة تمنعنا من ملذاتنا الجنسية و الجسدية والروحية في وقتنا و مشوارنا القصير في هذه الحياة التي فوق ذلك لاتخلو من المشاكل الصحية و النفسية و العمل و العائلة. الان اهم من المستقبل لا تؤجل ملذة اليوم الى الغد. عيش (في اليوم و الان ) يعلمنا علم النفس الحديث. و لكن العيش فقط في الحاضر و للحاضر يعكس مدى انانيتنا تجاه الاجيال القادمة عندما نستنفد الموارد الطبيعية اليوم ولا نفكر بهم.

التبؤ بالمستقبل making predictions يلعب من ناحية دورا مهما لمعرفة ماذا سيخبئ المستقبل في طياته و استعمال الخيال البشري لما يمكن ان يكون واقعا معتمدا على التأريخ و حقائق الحاضر. راجع مقالتي عن التوقعات اللغوية على الرابط الاتي:
http://www.usingenglish.com/articles/linguistic-predictions.html
او كنوع من العلم الخيالي science fiction الذي ساعد احيانا العلماء على القيام باختراعات لتحقيق هذه الاحلام. من ناحية اخرى تلعب توقعات المستقبل بالاخص توقعات مشاكل المستقبل anticipating problems لمساعدة الحكومات و الاقتصاد و علماء البيئة لرسم خطة ما يمكن ان تكون من سيناريوهات مستقبلية لكي نستطيع ان نستعد من الان لمواجهة هذه المشاكل. كتب الكاتب و الصحفي الانجليزي George Orwell 1903 -1950 عن توقعاته لعام 1984. قام العلماء اليابانيون بمساعدة كومبيوترات عملاقة و الاعتماد على قوانين العلم رسم سيناريو على شكل فيلم فيما ستكون عليها الكرة الارضية في سنة 2100 وهناك افلام وثائقية تنبئ حتى ما ستكون عليها الارض بعد ملايين من السنين.

و لكن الاهتمام و التنبؤ بالمستقبل البعيد صعب لا يفي بحاجة الانسان رغم اننا الان نعيش الدقائق الاخيرة في تلوث البيئة قبل ان تنتقم منا الطبيعة لقصر عمرنا و موتنا الحتمي و انانيتنا تجاه الدول الفقيرة مما يؤدي بنا الى نوع من اليأس: ليكن بعدي الطوفان. نستطيع ايضا ان نرى مدى اهتمام الانسان بالمستقبل في لغته و علمه. اكثر قرارات الانسان المسقبلية تخص المستقبل القريب و هي عفوية عاطفية اكثر منها عقلية مدروسة مثل الزواج او شراء بيت. تعطي اللغة الانجليزية بمختلف الوسائل القواعدية و العبارات اللغوية انطباعا عظيما كيف يفكر الانسان في المستقبل:
Will للقرارات العفوية الاعتباطية التي تطغى
Going to للقرارات المدروسة
Present continuous للقرارات الثنائية المبرمة
اضافة الى مفردات تشير الى المستقبل مثل intend to plan to - لتعطينا نظرة مستقبلية امامية توقعية prospective view بواسطة استعمال المصدر infinitive بالمقارنة مع gerund الذي يعطينا نظرة خلفية رجعية تعتمد على الخبرة retrospective view. المستقبل في العلم يعتمدعلى الفعل و رد الفعل cause and effect لان لكل فعل رد فعل نستطيع ان نستنتج من الماضي و التأريخ الذي تحول الى شبح phantom او من حاضرنا الذي لا يثبت و يتحول كل ثانية الى الماضي. هل نستطيع ان نقول ان ما نسميه بالماضي و الحاضر والستقبل ليس الا جزء من عمليات الهدم (الموت) و التكوين (الولادة) في الكون الشاسع لا يمكن التحكم بها من قبل كائن صغير؟
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل