مزبلة التأريخ – 3

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2918 - 2010 / 2 / 15 - 11:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تدوين التأريخ يجب ان يكون ارتجاعي و استعادي retrospectiv اي بعد انتهاء و موت اصحابه على مجموعة ايادي حيادية جامعية تراقب بعضها البعض و تنظر للتأريخ من زويا مختلفة perspectives بعدستها الحادة و تستند على الاستنباط و الاستقراء و الامانة لان المحايد صافي الفكر امين لاينحاز لجهة و هومنصف لا يهمه الا الحقيقة رغم ان الحقيقة هي في الواقع وهم لا يمكن الوصول اليها.

والا فان التأريخ مزبلة لاهواء مدونيه. هناك طرق اخرى للتعرف على التأريخ كالجغرافية و اللغة الاستنباط و علم الاثار و الحفريات يجب الاستفادة منها اذا زاد البعد الزمني... بمجرد قراءة القرأن تكتشف كيف كان محمد فقيرا يتيما من عائلة هامشية دفعته وضعه للتعويض عن هذا النقص. هذا لا يقلل من قيمته بل بالعكس نقترب الى فهم نفسيته و شخصيته اكثر بكثير من اي مصدر آخر. لاجل البحث عن ملحمة نوح قام فريق من الخبراء بكشف جبل ارارات دون الوصول الى نتيجة بالضبط مثل ملحمة وحش لوخ نيس Loch Ness في اسكتلندا.

البعد الزمني يصعب علينا الكشف عن ما جرى. الانظمة السياسية تشوش و تحرف التأريخ و الايمان يحول الانسان الى متعصب اعمى ليبالغ و يفتلق ملحمة بعد ملحمة لارضاء ايمانه. ماذا يعني كل هذا؟ الانسان الظاهر بحاجة الى ملاحم او قصص خرافية تكبر و تعظم و تبالغ بمرور الزمن. لكل قوم قصص خرافية و لكنها تتساوى في البنيوية و الهيكل كما اكتشف العالم الاجتماعي الفرنسي Le’vi-Strauss (1908-2009) واعتمد في ذلك على ابحاث العالم اللغوي السويسري Ferdinand de Saussures . لاحظ كيف نبالغ حتى في مدح و صفات شخصيات عاصرتنا بعد موتهم بفترة وجيزة لتتحول الى ملائكة اوتمتلك صفات الهية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل