اختيارات القائمة Menu Decisions

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 20:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كما قال الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر Jean Paul Sartre 1905-1985 ان الانسان يجد نفسه دائما امام اختيارات عليه ان ينتخب و يتخذ قرار. حكم على الانسان بأتخاذ قرارات طول حياته وانه بذلك لا يستطيع التهرب منها. بأتخاذ القرارات يأخذ الانسان المسؤولية على عاتقه بنفسه لتكوين حياته. حياته اذن ليست الا مرآة لقراراته او مجموع ما اتخذه من القرارات. بتطبيق قراراته يضع الانسان حجر الاساس و تخطيط لحياته اي انه يساهم بنفسه وحده لتكوين نفسه. تحمل هذه الفكرة الوجودية و الفردية في ذاتها او بعبارة اخرى التركيزعلى النفس autism ذَاتَوِيّ individualism.

رغم ان الانسان ولد ليكون حرا الا انه في الواقع ليس لديه مطلق الحرية في اتخاذ القرارات في كل شئ. لانه لا يستطيع ان يختار ماذا يريد و انما يختار ماعليه و ما موجود على قائمة محدودة مسبوكة مسبقا. فانه مثلا لكونه خلق انسان لا يستطيع ان يقرر ما هو فوق طاقته كأنسان اي لايستطيع اتخاذ قرارات ضد الاحتياجات الاساسية مثل الاكل و الشرب و التنفس. اما الاحتياجات الثانوية فهي ايضا موضوعة و مطبوعة مثل قائمة الطعام في المطعم عليه الاختيار بين المقبلات starters و الوجبة الرئيسية main course والحلويات بعد الاكل dessert اي كما قال الفيلسوف الالماني Martin Heideger 1889-1976 الانسان هو سبيكة مرمية يرمي اي الانسان خلق ليوجد على هذه الارض (مرمي) و لكنه يساهم يضا في سبكة الارض و حياته (يرمي).

اتخاذ القرارات تعني ايضا ان الانسان محدود في امكانياته لا يستطيع الحصول على الكل او عمل شيئين في آن واحد ذلك عليه التكيف مع ما هو موجود. عليه ان يقرر ويختار ولكن في القرار و الاختيار دائما ربح و خسارة في آن واحد. قرار الانسان هو دائما قرار اقتصادي يحتوي على مجازفة و مخاطرة و خسارة و امكانية الربح و الفوز.

بعض قرارات الانسان المهمة كالزواج او شراء بيت مدروسة تخطط لها - going to - planned و لكن معظمها عفوية عاطفية لا تعتمد على العقل spontaneous -will ولكن الحياة بصورة عامة لا تتطور دون التكيف مع الخيارات الموجودة على ارض الواقع. كلما كنت اختياري انتقائي مختص كلما قل امكانيات البقاء على الحياة. هذه نظرية البقاء لغير المختص.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل