جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 06:07
المحور:
الادارة و الاقتصاد
ليس المفروض من الشركات فقط انتاج السلع التي يحتاجها المستهلك فعلا بعد التأكد من ذلك عن طريق دراسات خاصة و لكن ايضا عدم انتاج سلعة دون التأكد من عواقبها الاجتماعية. كثير من السلع التي تطرح في الاسواق و خاصة الالكترونية منها تخلق مشاكل اجتماعية خطيرة. عندما طرحت شركات الهاتف النقال بضاعتها لم تفكر و لا ثانية واحدة بالضجيج و الازعاج الذي تسببه هذه الاجهزة اللعينة لنا يوميا اضافة الى اضرارها الصحية التي لانستطيع اليوم تقديرها .اليس من المفروض ان تأخذ الشركات موافقتنا قبل انتاج هذه السلع ؟ لقد حكم علينا اليوم ان نسمع مشاكل و اسرار الناس بصوت عالي بعد ان اصبح حتى للطفل الرضيع هاتف نقال خاص به.
رغم فوائد السيارات الخاصة الا انها تشكل مشاكل كبيرة للبيئة. فهي تلوث الهواء الذي نستنشقه لنبقى على الحياة و تملي طرقاتنا و ارصفتنا بضجيج وعربات قبيحة من المعدن و البلاستيك و الزيت و البنزين... و لكني اذا استمريت في عد جميع السلع المشؤومة التي تعكر صفونا و صحتنا فسوف تسألني:
هل عندك تلفزيون؟هل تشرب قهوة او شاي؟ هل تدخن؟
نعم و لكن الغليون...
ماذا تعمل لو توقفت الشركات عن انتاج التبغ؟
نعم صحيح و لكن التدخين اتى لانني اعيش في مجتمع يدخن؟ فلو كنت ولدت في مجتمع لايعرف التدخين لما بدآت؟
طيب من هو المسؤول عن وقوعك ضحية عادة التدخين هل هي الشركة التي تنتج البضاعة ام مجتمعك ام انت لان ارادتك ضعيفة لا تستطيع المقاومة؟
الانسان الناضج يقوم بالتدخين بمحض ارادته رغم انه على علم بالاضرار الصحية. اضافة الى ذلك هناك مقاه تبقى فقط على قيد الحياة بفضل السيجارة. بعض الحكومات تعيش من ضرائب التبغ و تستفاد خزينة دفع الرواتب التقاعدية اذا سلم المدخن روحه لله قبل الاوان.
و لكن اليس المفروض من اليوم فصاعدا و قبل انتاج او استيراد اية بضاعة تمس حياتنا و صحتنا ان نكون على علم بتأثيراتها و نسترشد قبل تداولها؟ المستهلك لا طاقة له في ما ينتجه البائع.
نعم و لكن المستهلك يستطيع التحكم بالسلع بتصرفاته و عاداته التسويقية. فلو اضرب المستهلك عن استعمال الموبايل و السيارة و التدخين لاختفت من الاسواق حالا. اذن يقع اللوم على المستهلك اولا و اخيرا وعلى عاداته و تصرفاته الانانية. المستهلك هو الضحية و المذنب في آن واحد؟ هو الذي يشجع و يتحكم في انتاج السلع المفيدة و غير المفيدة.
نعم الشركات على علم بنفسيته و نقاط ضعفه فلذلك تستهدفه لبيعه بضاعتها و تجعله يعتقد انه لا يستطيع العيش بدونها ابدا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟