السب و الشتم افضل من السكوت

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 12:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كلنا نحب و نتوق الى المدح و الثناء سواء كنا نستحقه ام لا و كلنا نكره النقد مهما كان بناءا ناهيك عن كونه سب و شتم يتعرض لشخصيتنا و اني لا اصدق الشخص الذي يقول بانه يقبل النقد البناء مهما كان مثقفا لسبب بسيط جدا لاننا كلنا بشر لانخلو من العاطفة ولسنا رأس بدون جسم. السب و الشتم تعبير عن جرح داخلي لا يكشف لنا فقط ثقافة الانسان و لكن الاهم كيف يعبر الانسان عن سخطه و غضبه؟ هل ينتقد الناقد و يسقط المادة بذكاء و تفنن باطني حتى دون ان تشعر ام النقد سطحي و واضح للعيان؟ السب و الشتم يكشف لنا داخل الانسان المجروح ببراعة مباشرة ليس له مثيل. ثقافة السب والشتم هي ثقافة انسانية لها دورها و فوائدها.

و لكن السب و الشتم ليس فقط فنتيل للتعبير عن الجرح و انما يكشف ايضا ضعف الانسان. فالانسان يتوجه بطبيعته الى السبب والشتم لانه لا طاقة له في الرد باسلوب آخر. اذا تعرض الكاتب اليه فمن المفروض ان لا يشعر بالجرح بدوره و انما يعطف على المهاجم طالما انها مشادة كلامية نفسية و ليس تعرض جسدي.

و هنا اريد ان اقول اني افضل السب و الشتم على التجاهل و السكوت لان في السب و الشتم رد فعل و كل شخص يعطي رد فعل مهما كانت الالفاظ سوقية يحترمك اكثر من الذي يتجاهلك كليا. السكوت و التجاهل اكبر عقاب و جرح للانسان. علاوة على ذلك في الغيرة والحسد و تصفية الحسابات الشخصية كلاميا و النقد الشخصي مهما كان سلبيا أو إيجابيا حركة اكثر وحافز لتطور النتاج الفكري فيه تفاعل عاطفي.

لا تخشى نقد الأخرين و لا شتمهم وسبهم و قذفهم و لا تقوم بتضيق الحريات و طرح المزيد من القيود بسببها. هذه خطوه للوراء فهذا لايفيد الحوار المتمدن مها كان متمدنا. التضييق على الحريات في منبر اعلامي حر لا ينفع و لن ينفع لانه يحرمنا من اسلوب معين للتعبير عما يلوج داخل النفس البشري يحتاج ان يظهر الى السطح. العمل السري اخطر من السطحي بكثير لانك لاتعرف شئ عنه.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل