أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - تحولات أيديولوجية_2














المزيد.....

تحولات أيديولوجية_2


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 895 - 2004 / 7 / 15 - 06:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتسابق للخروج من التهمة الأخلاقية المزدوجة,مرة للحصول على شهادة البراءة, ومرة للوصول إلى الموضوعية والتسلّح بالعلم. في الحياة العامة والظاهرة نجهد للتطابق مع المبادئ الأخلاقية السائدة,نعيش الحياة الفعلية في الخفاء,وكلنا يعلم أنها لا تتوافق إن لم تتناقض,مع الأخلاق الرفيعة المعممة,ونعلم استحالة تحقيق الشرط الأخلاقي الأساسي في سوريا وجوارها بأبسط صيغه,عدم التناقض أو التوافق بين الشعور والسلوك وبين الرأي والممارسة. تبدأ رحلة الانفصال بين القيم والرأي وباقي التوجهات الفردية منذ الطفولة الأولى,لنصل في مراحل النضوج إلى الانفصال الأكبر بين المعرفة والأنشطة المختلفة, التي تحرسها جميع المؤسسات. الرغبة الجنسية,والعدوانية, والحسد,والطمع الإنساني,هي المكونات الأساسية لعالم الداخل,وهو مرفوض بالجملة, في ثقافتنا الخالدة.الحل بالإنكار هو الطريق الأسهل, يجنب الفرد تبعات الخروج على الإجماع,ويترك له بعض الفرص في الوصول إلى دائرة الحظوة(الثروة والسلطة) حيث تنقلب الممنوعات إلى طيبات مرغوبة وصالحة بقدرة قادر. تلك الآلية تنتج شخصية مشتركة تقوم على خصلتين أساسيتين,طفالية متأخرة, وتحقير الذات بشكل مستمر ولا واع . الطفالية تعني العيش في الخيال,كتعويض في المرحلة الأولى,وبديل دائم في النهاية, عن الواقع الفعلي النفسي والخارجي, وتقدم بنفس الوقت الحل السحري للمعضلة الأخلاقية الرفيعة بالطبع. تحقير الذات كذلك هو مبعد منذ البداية إلى اللاوعي,وينتج عنه بشكل مباشر ودائم,قسوة مفرطة على الآخر,بدءا من الأبناء ومطالبتهم بتحقيق المعجزات ,التي هي قناع للمعضلة الأخلاقية المؤجلة. لدى هذا الصنف العربي والمسلم بامتياز عشق وحيد للحق والمجد والعظمة,واحتقار لما عدا ذلك,وهو الحياة الفعلية بتفاصيلها ويومياتها.

في حرب الخليج الأولى راجت الأساطير,عن أسلحة صدام حسين, وفدائييه, وولديه, ومجلس قيادة ثورته بالطبع,ولم يستثنى من ذلك تفرد الشخصية العراقية بالعموم. شاركت وروجت وكنت مقتنعا, ولم يخطر ببالي أن هذا البطل العربي"صلاح الدين الجديد" سيقبل بكل الشروط المهينة,وختامها القبض عليه في جحر,هو الذي لا يرف له جفن لو قتل عشرة آلاف بمسدسه.
تأخرت كثيرا في معرفة الهدف الوحيد لصدام, وهو الحفاظ على حياته فقط وبأي ثمن.

سنة 92 تعرضت لأحد الخطوط المأساوية,التي تفجر عالم الداخل دفعة واحدة,بعدما تمرنت طويلا على شعور الخيبة, وإدراك الخطأ الشخصي,في ذلك الوقت كرهت عبد الرحمن منيف, بعدما كنت مدمنا على قراءته,ربما مستقبلا أقدر على كتابة تلك التجربة,بحياد, وموضوعية, لست مؤهلا بعد لذلك, فأكتفي بالفكرة الأساسية لمقالي هنا: الانتقال من المطلق وعالم المثل إلى الواقع الفعلي, الذي هو في حالتي شديد القسوة والقبح. لكن لا بديل.
للانتقال من الطفالية إلى النضج وبالتزامن من التحقير الذاتي إلى احترام الآخر,تلزم شروط متعددة, يمكن إجمالها بإعادة الوحدة لأجزاء الشخصية المفككة,بانسجام عالمي الداخل والخارج. في ذلك الخصوص: الحاجة هي الكلمة السحرية, لا توجد أخلاق تحت الحاجة.
تتلخص تجربتي بأربعة شروط:
1:الصحة, الجسدية والنفسية, وأتساءل بأسى كم منا بصحّة جيدة.
2: العمل, الحصول على عمل يحقق بعض المتعة,إضافة إلى كفايته للشروط الأساسية للعيش بأمان, وفق المعايير العالمية الحالية.
3:العلاقة بالجنس الآخر,الشريك ة , بالدرجة الأولى.
4: الوسط الاجتماعي, المتسامح والمتعاضد, بما فيه الأسرة والأهل والأصدقاء, لا يرهق المرء بما يفوق طاقته.
أعتقد أنها شروط لازمة لتحقيق التوازن النفسي والانسجام الاجتماعي, ومن تتوفر لديهم يكونون قد تجاوزوا بالفعل عتبة الحاجة, التي بعدها تتضح الأخلاق الطبيعة والمساعدة على العيش,ليبدأ الواجب والواجبات بعد هذا المستوى.
في شروط حياتنا الفقيرة, تماديت في الوقاحة, وتجاوز كلامي حدود,احترام الذكاء ودرجة الحساسية الطبيعيين, أعرف ذلك ,وأدرب نفسي على قبول ما يصعب قبوله,تلك ضريبة الانتقال من الموقف الثوري إلى الموقف النقدي حسب ما أعتقد اليوم, والغد للغد.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خداع الذات
- الليبرالية في سوريا - 3
- الليبراليون والأيديولوجيا - 2
- الليبراليون الجدد وحظائر الأيديولوجيا
- حقائق بوذا
- ضرورة نقد الليبراليين الجدد
- دولتهم ودولتنا
- طرطوس في جبلة
- من يخاطبنا نحن
- ارحمونا من محبتكم
- محنة الديمقراطي السوري
- ضرورة المصالحة
- الأنترنيت جعلنا نرى ثرثرة في اتجاه واحد
- كأس جهاد نصرة المكسور
- العدو في ثقافة الموت ظاهرة العداء لأمريكا نموذجا
- الديمقراطي الأبله يهنئ بميلاد عراق جديد
- الديمقراطي الأعزل
- الديمقراطي المسكين
- البشلاوية
- نرجسية2 القناع يمتص الوجوه


المزيد.....




- قبل قمة ترامب وبوتين.. زيلينسكي يطرح 5 مبادئ لـ-مفاوضات السل ...
- الكأس السوبر الأوروبية: باريس سان جرمان يحرز اللقب بفوزه على ...
- نتنياهو ينكر مجددًا وجود مجاعة في غزة.. وحماس تدعو إلى -مسير ...
- غرامة بـ110 آلاف دولار لسائق ملياردير في سويسرا.. ما السبب؟ ...
- خلال استقباله لاريجاني.. رئيس وزراء لبنان يوجه -رسائل حازمة- ...
- رئيس أركان إسرائيل من جنوب لبنان: غيّرنا الواقع الأمني
- محادثات في برلين تسبق قمة ترامب وبوتين بألاسكا
- غياب الأغلبية في الكنيست يؤجّل التصويت على تمديد أوامر استدع ...
- رسالة “الجمل” لشباب الجامعة العمالية: قاوموا اليأس ودافعوا ع ...
- -تعاون في حدود السيادة-.. قراءة في زيارة لاريجاني إلى لبنان ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - تحولات أيديولوجية_2