كيف ننمي الاتجاهات العلمية لدى أبنائنا ؟

عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 20:16
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

الاتجاهات العلمية المرغوب تكوينها عند أبنائنا هي الموضوعية ( التجرد عن الذات أو الهوى ) والإيمان بأن لكل حدث سببا" وعدم التسرع في إصدار الأحكام ونبذ الخرافات والنظرة الايجابية للفشل والإيمان بنسبية المعرفة العلمية والشك العلمي الذي يحرر الفرد من الانقياد إلى الآخرين وحب الاستطلاع وسعة الأفق والتفتح العقلي والإصرار في البحث عن الحقيقة واعتماد الأدلة والبراهين والإيمان بالعلم وسيلة لخدمة البشرية والأمانة العلمية وغير ذلك من الاتجاهات العلمية 0 وان تنميتها لدى أبنائنا لايمكن أن يحدث دون تخطيط مسبق لأنها مهمة ، والنقاط الآتية تمثل الخطوات التي يمكن إتباعها في هذا المجال :
• عرض قصص ووقائع من التاريخ تبين اتجاهات العلماء ، فتاريخ العلوم حافل بأمثلة كثيرة من العلماء الذين عانوا من الفشل في تجاربهم ثم نجحوا في تنفيذها ، فالعالم يحصن نفسه ضد الإحباط ويعتبر الفشل جزء من الخبرة 0 ويمكن تكليف الطلبة بإعداد تقارير عن حياة العلماء وتدوين أهم الاتجاهات العلمية لديهم 0
إن هذا العرض من شأنه أن ينمي هذه الاتجاهات لدى الطلبة 0
• تهيئة مناخ صفي يتسم بالنشاط والحيوية ويعتمد المناقشة أساسا" فعندما يذكر أحد الطلبة فكرة ما يمكن الاستفسار منه كيف توصل إليها وماهي أدلته وفسح المجال لكل طالب لكي يبدي رأيه وتعويد الطلبة على سماع آراء الآخرين واعتماد أسلوب العصف الذهني Brain Storming الذي ينبغي فيه الالتزام بأربع قواعد هي : لا تنتقد الأفكار أيا" كانت ولمن كانت ، والأفكار الغريبة هي المفضلة ، وان تعديل الأفكار وتوحيدها مسموح به ، ويستند هذا الأسلوب إلى مسلمة مفادها أن أفكار أي طالب من شأنها أن تحفز أفكارا" أخرى عند طلبة آخرين 0
• تعويد الطلبة على استخدام المقاييس والأجهزة للتوصل إلى النتائج وإعادة التجربة مرات عديدة قبل تعميم النتائج لأن أهم صفة من صفات ذوي الاتجاه العلمي عدم التسرع في إصدار الأحكام والحذر من التعميمات الجارفة 0
• يجب توفير المدرس ذي الاتجاه العلمي ، فأرقى المناهج وأحدث الوسائل التعليمية تكون عاجزة عن تنمية الاتجاه العلمي لدى الطلبة مالم يتحل بهذا الاتجاه مدرس العلوم لأن الطلبة يتخذون من المدرس قدوة لهم 0
• لقد كانت الفلسفة القديمة في استخدام المختبر في تدريس العلوم ترى أن مهمة المختبر هي مهمة توكيدية بمعنى أن الغاية من استخدام المختبر هي تأكيد ماتم التوصل إليه سابقا" من معلومات وحقائق ، أما الفلسفة الحديثة في استخدام المختبر في تدريس العلوم فإنها ترى أن الغاية من استخدام المختبر هي الاستكشاف وليس مهما" أن تنجح التجربة حيث من الممكن تحويل فشل تجربة إلى موقف تعليمي جيد من خلال إثارة أسئلة تتعلق بأسباب فشل التجربة 0 إن هذا من شأنه أن يعزز اتجاها" علميا" ايجابيا" هو النظرة الايجابية للفشل 0
• يحضر المدرس مواد جديدة وغير مألوفة إلى الصف لغرس حب الاستطلاع لدى الطلبة وتكليف الطلبة بإعداد تقارير عن موضوعات علمية مختلفة بتشجيع الإعارة من مكتبة المدرسة وخارجها 0
• تعليم الطلبة مهارات التفكير العلمي كالملاحظة والقياس والتصنيف والتفسير وان كل مهارة من هذه المهارات تحتاج إلى تخطيط من قبل المدرس ، والمدرس الذي يفهم طبيعة العلم فان ذلك سينعكس على طريقة تدريسه ، فالمدرس الذي يعتقد أن العلم هيكل من المعلومات فقط فانه سيركز على تزويد طلبته بالمعلومات فقط ويكون همه الوحيد تلقين الطلبة أكبر قدر منها وتأتي أساليب اختباره لتستدعي تلك المعلومات منهم ، أما المدرس الذي يرى أن العلم هو ليس هيكلا" من المعلومات فقط وإنما هو أيضا" طريقة في البحث والتفكير 00 إن هذا المدرس سوف لا يكترث بالمعلومات وإنما يركز على طرق استخدامها 0
يرى المنظر التربوي اليماني د0 عبد اللطيف حسين حيدر أن للعلم أربعة عناصر رئيسة هي المحتوى المعرفي وطريقة التفكير والاتجاهات العلمية ويجب على المدرس أن ينظر للعلم من جوانبه الأربعة وليس من جانب واحد فقط 0
المصادر
1- د0 يعقوب حسين نشوان ، الجديد في تعليم العلوم ، 1989 م ، ص 14 0
2- د0 عبد اللطيف حسين حيدر ، تدريس العلوم في ضوء الاتجاهات التربوية المعاصرة ، 1993 م ، ص 41 -42 0

#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل