أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - ذهنية الثورة والمؤامرة في عقولنا














المزيد.....

ذهنية الثورة والمؤامرة في عقولنا


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ماذا تعني كلمة او مصطلح الثورة او الانقلاب، غير الفوضى في مجتمعات لم تتجذر فيها المؤسسات وفي مجتمعات مازالت تكن العداء الى الحكومات بفعل الفجوة الهائلة ما بين الدولة والمجتمع والتي اصبحت فيما بعد اثر غياب الدولة، علاقة ما بين الزعيم والمجتمع، مما قوض القانون والدستور وساهم في شرذمة وتفتيت كيان الدولة والشعب) وبطبيعة الحال، انا لا اعني الثورات التي حدثت فيها تغيرات بنيوية وكانت فيها الطبقة الوسطى مهيأة الى التغيير، وان سلم التحولات قد بدأ من اسفل السلم الى الاعلى.
بل اعني بلاد ما يسمى العالم الثالث، ذات البيان رقم واحد والقائد الواحد، والتي لم تشهد تحول صناعي او اقتصادي او فكري، انها عاشت وحاربت مع المفاهيم المتعالية عن الواقع، لذا تحولت الى اناشيد او محفوظات، يرددها البعض عند الحاجة، ويرجع الى اصالته القرو اوسطية او الى تراثه ولا يعلم اية فترة، يمكن ان تكون نموذجاً او نبراسا كما يحلو الوصف لهم، لكي يستنيروا وسط الظلام الدامس الذي يحيط بهم. وكأن التاريخ ملك صرف لنا، نأخذ ما نشاء من حروف الزمن او نوقفه ونجمده ساعة ما نشاء، ولا نكتفي بهذا التفكير الساذج بل نضيف له حكاية اخرى من حكايات افتح ياسمسم: وهي ان تأخذ المنجز الحضاري للغرب دون افكاره وبذلك تحقق ما لم يحققه الاولون عن طريق الجمع ما بين القرن الواحد والعشرين بتقنية حديثة، مع عصر ما قبل الصناعة بافكاره الغيبية واحكامه السلطانية ويحقق العصر الذهبي في زمن الفالصو العربي.
واريد ان اكون صريحاً واقول ماذا فتحت لنا 14 تموز 1958 غير الصراعات الدامية والحروب المتوالدة.
ففي ذلك الفجر الدامي على بغداد الحزينة، من يوم 14/ تموز/ 1958 وفي اعقاب صلاة رجالات الانقلاب، اقاموا حفلتهم الدموية الشنيعة، ورقص الكثير على انغام السحل والقتل، ولقد كانت حفلة طويلة لم تتوقف دبكات الموت حتى لمن اقام هذا الحفل الدموي، ولقد اصبح الظلام والليل منذ ذلك الفجر المشؤوم ناقوس الحروب والقتل، ولم يمر صباح على بغداد الا ويحمل نذر الموت والدم والعنف، وما زلنا نهلهل ونحتفي بمقتلنا فيعاد علينا مشاهد الخراب.
بعد كل ما جرى، متى تعلم القوى السياسية والاحزاب في العراق، ان السلطة السياسية ليست غنيمة، يتم اقتسامها بين عشيرة او قبيلة الحزب، وتقدم المكارم والهبات والعطايا باسم الزعيم الى الحاشية والاتباع؟ ومتى تعرف القوى التي تحمل السلاح لفرض الهيمنة والصوت الواحد على الجميع، ان ذلك مقدمة لتقسيم العراق، لان البلد بطبيعته متعدد ومتنوع ولا يمكن ان تكون له صيغة واحدة، باسم الدين او العرق او أي مذهب سياسي، مهما كان يحمل من مشاعر جميلة ونوايا واهداف رومانسية تدغدغ المشاعر والغرائز المكبوتة، ولهذا السبب لم تتكون لنا ذاكرة تاريخية تعتمد التراكم الزمني المتسلسل وتؤمن بالاطوار الاجتماعية المنسقة مع الافكار النسبية، ضمن جدلية الفكر والواقع المتغير والذي يكون في حالة صيرورة وتشكل، فلم تكن لنا دروس او عبر من التاريخ المعاصر، بل نعتبر الكل اعداء لنا، مثل الانسان البدائي الذي يشعر ان كل ما حوله يكن العداء له بما فيها الطبيعة، فنخسر الاصدقاء ونكاثر الاعداء، ونحوم في دائرة الشك والارتياب ونتحول الى نظرية المؤامرة فنخدر في السلبية والاتكالية ونعفي انفسنا من الاخطاء والهفوات فلا نتعلم من تجاربنا ودروسنا شيئاً، ونعيش في اوهام الماضي ومجده الغابر وذكريات اصبحت نسيا منسيا.
بل ان نظرية المؤامرة المضحكة لم تخلقها سوى الانقلابات لكي تضفي على اعمالها غير المشروعة شيء من القانون الذي استباحه رجال الانقلاب واهدروا دم الابرياء باسم مبادئ الدم والعنف والتي سميت لاحقاً مبادئ الثورة، وما زال البعض يحتفل بما يسمى الثورة وربما بطاغية التاريخ السيء الصيت (الحجاج) ومن سار سيرته، وبعدها نتساءل، لماذا لا ننعم بالهدوء والاستقرار والسلام ونحن نحمل بذور الاستبداد والعبودية وكراهية الاخر.
ومتى يعلم رجال العسكر والشرطة والامن ان صلاحية عملهم تنتهي عند باب الثكنة العسكرية او مخفر البوليس او مبنى الامن؟
ومتى يعلم الشعب ان ممتلكات الدولة هي ملكه وان مؤسساتها تعمل لخدمته، وان فلسفة النظام الشمولي هو القهر والخوف والاستلاب، وان نقيضه النظام الليبرالي القائم على التعددية والانتخاب والدستور يعمل من اجل المواطن، وهو تحت الاضواء والمحاسبة بلا حصانة وان القانون هو الذي يحظى بالاحترام والطاعة لا الدكتاتور او القوة. فحينما يكون القانون في داخلنا، نكون قد اقتربنا من فلسفة المحبة واحترام الاخر، وان للاخرين الحق في العيش معنا في هذه الارض من الوطن او الكواكب، بصرف النظر عن اللون او الجنس او العرق او الدين او الطائفة او المذهب السياسي، فينتقل من الانسان الوطني ان جاز التعبير الى الانسان الكوني الذي يتألم حينما يسمع عن اخيه الانسان في موزمبيق او ماليزيا او استراليا او نيوزيلندة اخباراً مؤلمة او سيئة، في تلك اللحظة الانسانية العظيمة يتصالح الانسان مع ذاته ويتوافق ما بين سلوكه وافكاره ويتصالح مع الاخرين وتتحول نظرية المؤامرة الى نظرية للمصارحة والمكاشفة والشفافية.






#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكمية الفرد
- تبييض الارهاب وغسيل دماء
- الزعيم والقانون والسلطة
- مصداقية الاعلام.. هل تحاول كسب الجمهور او تغييره؟
- عسكرة الحياة المدنية
- فوضى الافكار واثرها في ادامة الحرب في العراق
- العراق بين العنف والديمقراطية
- معايير التقدم والتخلف
- اتحاد الامم بين الاكراه والحرية
- هدايا الارهاب والاستبداد؟
- الشرق والغرب في خطاب اوباما
- الحزام الاخضر
- اجنحة الشمع وسقوط الصنم
- تراجيديا الضحك
- ياهو مالتي
- الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية
- ثمن الانتظار
- العدالة نتاج الديمقراطية
- المغالاة في الوطنية
- المؤمن لا يلدغ ..


المزيد.....




- بتقنية الفاصل الزمني.. شاهد ثوران بركان كيلاويا في نمط نادر ...
- صاروخ الحوثيين على مطار بن غوريون ...نتنياهو يتوعد إيران
- بعد التهديد الإسرائيلي ..أي موقف للحوثيين من ضربة محتملة لإي ...
- سليم بريك : -الهجوم على مطار بن غوريون ضربة لقدرة الردع الإس ...
- حظر المساعدات أو سرقتها في غزة..هل تشكل أرضية لمحاسبة المسؤو ...
- الملك سلمان يتلقى دعوة من العراق لحضور القمة العربية في بغدا ...
- إسرائيل تستدعي عشرات الآلاف من عناصر الاحتياط، وتدرس توسيع ع ...
- البيان الختامي المبادرة الدولية للسلام – طنجة 2025
- بايرن ميونخ يتوج بلقب الدوري الألماني بعد تعثر ليفركوزن
- مراسل RT: غارات تستهدف منطقة السواد جنوب العاصمة اليمنية صنع ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - ذهنية الثورة والمؤامرة في عقولنا