أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية














المزيد.....

الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 15:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في عالم الانظمة الشمولية لايوجد سؤال بلا جواب انه عالم اليقين والحقيقة المطلقة ، فكل شيئ معلوم وواضح وجلي لهم فقط ، انهم يقبضون على اللحظة التاريخية او الروح المطلق ، ولذا انهم يرون مالم تره الجماهير او الجموع البشرية فالتاريخ يبد أ بهم ومنهم ، انهم القدر ومن يقف في طريقهم انما يعرقل مسيرة الامة ونهوضها التاريخي وانبعاثها الحضاري كما يزعمون.
من هذا العالم الطوباوي تبدأ رحلة العنف والقهر وسفك الدماء باسم الرسالة والايمان والوحدةوالعودة للسلف وخليط من هذايانات واساطير العقل المطلق التي تنطلق من التاريخ والذاكرة لكي تتماهى مع الارادة الفاشية ، ويكون الثقل كبيرا على النشيء والطفولة ويبدأ ما يسمى بالتأميم للاقتصاد والتعليم والثقافة وعالم نحن وهم والفضيلة والرذيلة والاخيار والاشرار والمقدس والمدنس فلابد من تطهير ( هم) من الذاكرة والارض لكي تتحقق( الجمهورية الطهرية والملائكية او الفاضلة ) ؟ .
وتبدأ سياسة التزييف والتزوير للتاريخ فيصبح الكتاتور ذا تاريخ مشرق وناصع ، وتصبح سلالته ذا اتصال عريق بالمقدس وتنتفي عنه الطبائع البشرية ، فالالهام يحيط به وصواب الرأي وسداد الفكرة والبصيرة ، مزايا مايسمى بالقائد الفذ ، فتجتمع به كل السلطات ، فيصبح القانون والشريعة هو انه المثل الاعلى للرعية والجماهير
فمن حقه ان يقتل مايشاء وهجر مايريد وينفي الملايين في بقاع الارض انه يطهر الارض من الاخر الذي يهدد
مشروعه باقامة الجمهورية الفاضلة حتى لوقامت على الملايين من الجماجم ، طالما القائد يحمل الفكرة المقدسة
طالما القائد يحمل الفكرة المقدسة والمبادئ العظيمة كما يتوهم فمن حقه ان يحرق اجيال كاملة من اجل غد مشرق لايراه سواه !
وتصبح الفكرة اقدس من الانسان ، والنص اسمى من حياة الملايين من البشر انه لايخطئ ولايفشل فالحقيقة في قبضة اصابعه .
وتكون وطاْة النظام الفاشي على التربية والتعليم قاسية ومدمرة فبصبح مايسمى ( القائد والحزب والثورة ) ثلاثي العنف والقهر هم كل الفضاء للتاريخ والذاكرة ، فما يتعارض معهم فهو الشر والرذيلة والمدنس ، وهم الاخيار والاطهار ، وحينما يظهر من داخل الحزب من يعارض الدكتاتور فيوصم بالردة ويتم التشبيه به بما حدث في عهد الراشدين من ، انه يتماهى مع المقدس .
واغتصاب الذاكرة الجماعية يكون على شكل مراحل متدرجة ويبدأ من العائلة حتى الهرم السياسي المحيط بالدكتاتور فنسيج العلاقات الاجتماعية الذي تشكل عبر مئان السنين يتغلغل به ويساهم في تفسخه وتهديم اواصر المودة والتألف والمحبة والانساية ليحل محلها البغض والحقد والانتقام والكراهية والعدوان ، فتضعف الروح الاجتماعية الا بما بما يخدم الدكتاتور وتنعدم الثقة بين الناس ويتحول بعض من الجمهور الى مخبرين عن كل مايمس الزعيم الملهم باية كلمة ولاخلاص لمن ينتهك التابو او المحرم سواء كان شيخا مسنا او امرأة او طفلا وحتى المجنون لايسلم من حقد الد كتاتور .
وتبدو مقولة الاستبداد التي تعاقب الاخ بجريرة اخيه ( انج ياسعيد فلقد هلك سعد ) فيها بعض من العدالة ازاء الهلاك العام الذي سوف عائلة سعد ومن له صلة بهم حتى لو كانو فيما وراء البحار ، انه طاعون الدكتاتورية .
وعلى الصعيد السياسي نرى الامة العراقية ، بكل مكوناتها سوف تختزل ، الى جزء او قطر لما يسمى بالامة،
وتختفي جميع الاعراق والاثنيات والتركيبات السكانية الاخرى ،لصالح عرق احادي نقي اي عنصري ، وهي دعوة للشقاقوالفرقة والتقسيم ،لاسيما حين يصبح الحزب وهو الجزء ، حيث ان(party ) مشتق من ( part ) الجزء هو الذي يمثل الامة العراقيةتحت مايسمى بالقيادة القطرية، وهذه الثلة من الحزبيين او العسكر تتحدث عن الدول العربية باسم مشروع في اذهانهم سوف يتحول بفعل العنف والقهر الى مشروع قبيلة او عشيرة لكي يحافظ اولئك الاشخاص على امتيازاتهم .
وبعد مرور عقود طويلة دون ان تتحقق الامة المثالية التي تعيش في شعارتهم العقيمة ، يبحثون عن كبش فداء اوعدو دائمي لكي يلقون باللائمة والقصور عليه.
انهم لايحملون سوى ثقافة الوعد بالمستقبل وحين لايتحقق هذا الوعد الهلامي على الارض تبدأ حروب ليس لها نهايةيفتعلها الدكتاتور لكي يعيش في هذ المناخ الموبوء .



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الانتظار
- العدالة نتاج الديمقراطية
- المغالاة في الوطنية
- المؤمن لا يلدغ ..
- حراس الانترنت
- بذور العنف من الطفولة الى المجتمع
- الفرد مابين الديمقراطية والاستبداد
- الوطنية السياسية والفكرية
- لماذا الخوف من المعرفة؟
- حرية الإعلام مكفولة دستورياً.. ولا عودة لنظام الوصاية على ال ...
- الذات العارفة ونفي الاخر
- العنف اللفظي
- خديعة مشايخ الارهاب
- ثقافة جلد الذات
- وللتراب ملف ايضا ؟
- السلطة والمال العام
- تصدعات الهوية
- الثقة السياسية من اولويات بناء الدولة
- الاستبداد الفكري
- أزمات و كوارث طبيعية


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية