أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - الاستبداد الفكري














المزيد.....

الاستبداد الفكري


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 08:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا تنفرد السياسة في مقولات الاستبداد (انا الدولة والدولة انا) بل تصل الى الثقافة وتتحول الافكار النسبية الى مطلقة ويصبح صاحبها مقدسا لا يقبل الجدل والحوار وتضيق مساحة التفاهم والقواسم المشتركة حين تتماهى الفكرة مع الانسان.

ويتحول الموضوعي الى شخصي والعكس صحيح ويتوقف التلاقي الفكري والنمو العقلي والتبادل المعرفي وتكون بدايته الغاء الاخر ونهايته تصفيته جسديا ويكمل السياسي مشروعة المطلق القائم على الاحادية وتضخيم (الانا) والتفرد في امتلاك الحقيقة.

يقول الباحث عبد السلام بنعبد العالي: عن الفرق بين مظاهرات فرنسا الطلابية عام 1968 وعام 2006، (فلسنا هنا امام ممارسة تجسد نظرية ولا امام نظرية تؤول العالم وتريد ان تغيره فهذا الجيل لا يريد ان يحول العالم وانما ينغمس فيه.

كان الجيل السابق يرفع شعار (نقد المجتمع الاستهلاكي) اما هذا فيريد ان يستمتع به. انه لا يريد الا ان ينال نصيبه من الدنيا. ولا عجب ان تكون رموزه هي وحتى وان ظلت هي نفسها فقد تغير معناها، فـ(تتشي جيفارا) على سبيل المثال لم يعد انموذجا ثوريا بل غدا اغنية جميلة تردد صورة تزين القمصان.
لم يعد الامر يتعلق بذوبان الفرد في النموذج في القضية وانما غدا الفرد نموذج نفسه، كان جيل 68 يرفع شعارانا القضية اما الجيل الجديد يردد القضية انا وانا اولا وقبل كل شيء

ان الافكار التي تتلبس الحقيقة المطلقة تدعي ان لها رسالة الى جميع البشر، تتحول الى المقدس، انها بذلك تشرع القتل وسفك الدماء وتؤسس بخلق حروب وصراعات ليست لها نهاية تخرج من التاريخ الى عالم متخيل وغير ملموس.
ان القرن العشرين كان الاكثر دموية في التاريخ وصبغت صفحاته باللون الاحمر وتلاشى حلم الانسان باقامة عالم اكثر سعادة ورفاهية وينعم بالامن والاستقرار والسلام دكنه قد قرع ناقوس الخطر بامتلاكه اسلحة نووية، فلم يعد فرض الافكار ممكنا آزاء التهديد المرعب الذي داهم البشرية وكانت لحظة انفصال الفكرة عن الانسان ونهاية الانسان السوبر مان او الانسان الكامل ونهاية المشاريع الكبرى ولاحلام الرومانسية التي قادت البشرية الى جهنم الصراعات والحروب العالمية التي فتكت بالجنس البشري.

لقد اصبح التعايش بين الافكار والاعراق والاديان والمذاهب السياسية، ضرورة لا بديل لها واصبح الانسان يعيش كما هو وليس كما يجب او ما تصوره احلامه وطموحاته القاتلة انه فقد المعاني الكاذبة والامال الوهمية بالتفوق والجبروت ولكنه ربح نفسه وخسر اجنحته واحلامه التي طالما حلق بها في عوامل اخرى من صنع خياله يحيطها بالحقيقة والتي طالما تغنى بها ومات من اجلها واحال العالم خرابا وركاما بسببها.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمات و كوارث طبيعية
- الي شبكنا يخلصنا
- دوامة الفساد
- الثقافة الفاشية في ذاكرة المكان
- اوهام مابعد انسحاب اميركا من العراق
- جمعيات الارهاب
- المجتمع المدني بين القانون والفوضى
- الديماغواجية‎ ‎وخداع الشعوب
- أسعار النفط بين الأمس والغد
- الارهاب النائم
- الحقوق ليست منحة
- مسافات الحرية وقاية من الطغيان
- اوهام القوة
- تأهيل ثقافة المجتمع
- المدينة الفاضلة عبر التأريخ
- مأزق الدستور .. نقد و تحليل
- سرديات العقل وشقاء التحول الديمقراطي في العراق المعاصر
- عرض كتاب العرب وجهة نظر يابانية
- حوار مع د . ظاهر الحسناوي
- حوار مع الباحث سعد سلوم:


المزيد.....




- اليمن.. -تحالف الشرعية- يطلب من المدنيين إخلاء ميناء المكلا ...
- أنقرة تستقبل الرئيس الصومالي بعد أيام من اعتراف إسرائيل بـ-أ ...
- عملة سورية جديدة تدخل التداول في يناير لتحل محل إصدار حقبة ا ...
- ترامب يعلن تدمير مرسى لفنزويلا يُشتبه في استخدامه لتهريب الم ...
- ترامب يهدد إيران بضربات جديدة ويحذر حماس من -ثمن باهظ- إذا ر ...
- كسر القاعدة.. ما الوسام الإسرائيلي الذي سيحصل عليه ترامب؟
- مجلس الأمن يناقش اعتراف إسرائيل بـ-أرض الصومال-
- الشرطة: منفذا هجوم سيدني -تصرفا بشكل منفرد-
- لماذا يطالب سياسيون بريطانيون بسحب جنسية الناشط علاء عبد الف ...
- الأردن: أمطار غزيرة تتسبب في إغلاق شوارع وانهيارات ترابية.. ...


المزيد.....

- أسباب ودوافع السلوك الإجرامي لدى النزلاء في دائرة الإصلاح ال ... / محمد اسماعيل السراي و باسم جبار
- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - الاستبداد الفكري