أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - الثقة السياسية من اولويات بناء الدولة














المزيد.....

الثقة السياسية من اولويات بناء الدولة


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:09
المحور: المجتمع المدني
    



لم تعمر الأوطان وتصفو النفوس وتتآلف الأفكار وتتلاقح الأضداد إلا بعد التواصل واحترام الآخر وقبول التنوع والاختلاف والمغايرة، وهذا يتأتى من الثقة السياسية والاجتماعية التي تذيب الحواجز وتزيل السواتر وتطمر الخنادق وتبدد الشكوك والارتياب.في البدء كان البرلمن ومن ثم المعارضة السلمية ترفدها الروح الرياضية لتسري في مكونات المجتمع، زراعة الألفة والحميمية والدفء الانساني، فما كان عدوا أو خصماً سوف تراه أمامك فيه الكثير من المشتركات التي تقربنا منه وتقربه منا. تعتبر الثقة في أوسع معانيها مقوماً أساسياً في الحياة الاجتماعية، فالفرد يعيش في عالم أخذ في التعقد، ويواجع مواقف وخيارات غير واضحة المعالم.

والثقة تشير بهذا المعنى الى تقبل درجة من التعقد في الحياة الاجتماعية ودرجة الغموض في المواقف لا تصل الى حد الخوف وعدم اليقين الكامل وإلا لما خرج الفرد من منزله الى الحياة العامة، كما لا يمكن حلها تماماً أو التوصل الى يقين كامل بشأن أبعادها وإلا ملك الفرد زمام حياته وتلاشى المذاق المميز للحياة الاجتماعية وهو التعقد والغموض.
التاريخ لا يحدثنا عن التسامح والثقة السياسية، بل ان الخداع والحيلة والمكر هي السائدة والطافية على السطح ويكاد ان يكون الغدر هو العلامة الفارقة للسلطة السياسية، حتى ان احد حكام الدولة العباسية طلب من الفقهاء إيجاد المسوغ الشرعي لما قام به من خداع وغدر لأحد من خصومه لا سيما بعد ان وعده بالسلام والأمان!
والإشكالية هنا، ما بين الماضي المثقل بالزيف والمستقبل الذي ينتظرنا وفي ذات الوقت لا نستطيع ان نخطو باتجاهه ما لم نغسل النفوس من تلك الأدران من اجل بناء الدولة والأجيال القادمة لكي تحصد ثمار الثقة السياسية من خلال التأسيس لها ووضع حجر الأساس لمشروع انساني عملاق يطفىء نيران الحروب والازمات والمصائب وهي تتوالد بلا انقطاع وكأن الموت حادينا ونحن نسير في دهاليز التاريخ المظلمة.
الثقة السياسية هي سلوك معياري/ أخلاقي يحدد مضمون التفاعلات بين شخصين أو أكثر، أحدهما حامل الثقة والأخير صاحب الثقة بحيث يستطيع الأول التمتع بقدر أكبر من حرية الحركة، ودعم تأييد الطرف الثاني له في تبني أهداف الحركة والاختيار بين البدائل وتحديد وسائل الأهداف، دون الرجوع الفوري لصاحب الثقة في التفصيلات.
أما الثقة السياسية كظاهرة اجتماعية (فتشير الدراسات الاجتماعية) الى انها ترتبط بطبيعة الثقافة السياسية وتلعب الدور المحفز المفاعل في بناء الشرعية، كما تتراوح في درجة عقلانيتها بين الثقة في المؤسسات السياسية وثقة في الزعماء السياسيين والوظيفة الأهم للثقة السياسية هي تجسير الفجوة بين الحاكم والمحكومين وتحقيق الانسجام بين الدولة والمجتمع، فيما تدفع نحو مزيد من الإنتاج والاستقرار، فبدون الثقة يصعب تحقيق تعاون بين الأفراد او ضبط الصراعات الاجتماعية.
الفرد قد يحتمل تأجيل إشباع حاجاته أو يقبل درجة عدم العدالة في توزيع الموارد كلما كانت لديه ثقة في السلطة الحاكمة، وقناعته باشباع تلك الحاجات في المستقبل واقتناعه بالوعود السياسية طبقاً للخبرة السابقة، فالأسهل ان تتحول الثقة الى عدم ثقة من ان يحدث العكس.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد الفكري
- أزمات و كوارث طبيعية
- الي شبكنا يخلصنا
- دوامة الفساد
- الثقافة الفاشية في ذاكرة المكان
- اوهام مابعد انسحاب اميركا من العراق
- جمعيات الارهاب
- المجتمع المدني بين القانون والفوضى
- الديماغواجية‎ ‎وخداع الشعوب
- أسعار النفط بين الأمس والغد
- الارهاب النائم
- الحقوق ليست منحة
- مسافات الحرية وقاية من الطغيان
- اوهام القوة
- تأهيل ثقافة المجتمع
- المدينة الفاضلة عبر التأريخ
- مأزق الدستور .. نقد و تحليل
- سرديات العقل وشقاء التحول الديمقراطي في العراق المعاصر
- عرض كتاب العرب وجهة نظر يابانية
- حوار مع د . ظاهر الحسناوي


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - الثقة السياسية من اولويات بناء الدولة