أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحسن - تبييض الارهاب وغسيل دماء














المزيد.....

تبييض الارهاب وغسيل دماء


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 13:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تبييض الارهاب وغسيل دماء
الابرياء بمفاهيم الدين والوطن

لقد حدد الخبراء غسيل الاموال، على انه غسيل الاموال غير المشروعة وهي الناتجة عن ارتكاب جرائم زراعة او تصنيع او تهريب او نقل المخدرات والاتجار بها والجرائم المنظمة والارهاب وتهريب الاسلحة النارية والذخائر والمتفجرات او صنعها او الاتجار بها وعملية الدعارة المنظمة وسرقة المواد الكيمياوية والجرثومية او تهريبها او الاتجار بها والاتجار بالاعضاء البشرية واختلاس الاموال العامة وتزوير العملة وسرقة الاثار والاتجار بها.
لقد كنا نعتقد في السابق ان تجارة المال غير المشروع او ما يسمى بغسيل الاموال وتبييضها، هو اعلى مراحل الانحطاط الاخلاقي، ولكن في العراق، ظهر من يتفوق على ذلك، عن طريق التجارة بالدماء البريئة وتجيير تلك الاعمال الشائنة والشاذة عن الشرع والقانون، باسم الدين والوطن وهم يحزون الرؤوس، ويختطفون الاطفال والنساء ويقتلون الابرياء في كل مكان ويرتكبون جميع المعاصي والمحرمات. ان الارهاب والدول الحليفة معه بلا اخلاق فمن العبث التعامل معهم من خلال المفاوضات وتقديم التنازلات، انهم بلا برنامج سياسي او رؤية واقعية للامور وتحكمهم نوازع شريرة للقتل والثأر والكراهية وسفك الدماء البريئة.
ولذلك لا يقبل الارهابيون والدكتاتوريون بانصاف الحلول ففي الحرب العالمية الثانية كانت خطيئة الحلفاء هي اعتقادهم بان زعيم النازية سوف يرتضي بجزء من جيكوسلوفاكيا مقابل توقف اطماعه في القارة الاوروبية الا ان الابتزاز كان بلا نهاية.
ومشكلة الارهاب لا تتجزأ فعندما يقتلون التركي او الاميركي والفرنسي لا يتورعون عن قاتل العربي او المسلم الكردي وغيره من الهويات او الجنسيات الاجنبية، انها قضية تحلل اخلاقي واجتماعي وهوس سياسي، انها قضية عصاب يصيب الاشخاص ممن يسكنون الكهوف او تسكن الكهوف عقولهم. حينما يتعرض الانسان للخداع على الارض يمكن كشف ذلك بمرور الوقت أي انك قد تخدع بعض الناس لبعض الوقت ولكنك لن تستطيع ان تخدعهم طوال الوقت.
ولكن كيف يكون الامر بالنسبة للقادة الذين يجعلون اتباعهم اضاحي او قرابين بشرية ويزرعون في نفوسهم الحقد والعنف والبغضاء ويعدونهم بعالم اخر لا يمكن التحقق منه الا في هوسهم. مما يدل على الخديعة والاحتيال ان اولئك الزعماء لا يرسلون ابناءهم للموت المجاني بل يدفعون الصبية المغرر بهم والشباب والنساء المضللين بوسائل مريضة للتأثير فيهم. انهم يقتلون في دخيلة الانسان، روحه الانسانية العظيمة التي يرتقي بها عند سائر مخلوقات الارض، فيحولونه الى روبوت ويفجرونه عن بعد، ليقتل المزيد من الابرياء والناس العزل، ويختارون الاعياد والمناسبات ليستأنسوا باضاحيهم البشرية ويمتعوا ارواحهم المتعطشة للدم.
انني اتساءل هل يمكن تجزئة العنف؟
لماذا لا تكون للبعض نظرة واحدة اتجاه هذا النوع من اعمال القتل للنفس والاخرين، فالانسان حين يكفر الاخر ويدعو الى اهدار دمه فانه يمارس مثل هذا الفعل مع الجميع وحتى مع اتباعه الذين يراهم على غير الخط الذي رسمه لهم. ولهذا السبب نرى الدول التي تدخل جيوشها في حروب تعمل بعد انتهاء القتال على تأهيل المقاتلين للحياة المدنية من اجل دمجهم بالمجتمع. وجعل عمليات القتل حالة استثنائية او طارئة لان المفارقة هنا تتجلى في ان الدول تدعو في حالة السلم الى سيادة القانون واحترام حقوق البشر، بينما الحروب تقتل جميع العناصر الانسانية في دخيلة الفرد، ومن جرائها يكون المقاتل في حالة ضرب مع ابناء جنسه او الدولة التي جندته.
ان النظرة الاحادية التي تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة وترفض التعدد على الصعيد الديني والسياسي والعرقي تحمل في داخلها بذور تدميرها وفنائها وتنقل تلك العدوى الى الاخر الذي هو جزء حيوي من الانا.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم والقانون والسلطة
- مصداقية الاعلام.. هل تحاول كسب الجمهور او تغييره؟
- عسكرة الحياة المدنية
- فوضى الافكار واثرها في ادامة الحرب في العراق
- العراق بين العنف والديمقراطية
- معايير التقدم والتخلف
- اتحاد الامم بين الاكراه والحرية
- هدايا الارهاب والاستبداد؟
- الشرق والغرب في خطاب اوباما
- الحزام الاخضر
- اجنحة الشمع وسقوط الصنم
- تراجيديا الضحك
- ياهو مالتي
- الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية
- ثمن الانتظار
- العدالة نتاج الديمقراطية
- المغالاة في الوطنية
- المؤمن لا يلدغ ..
- حراس الانترنت
- بذور العنف من الطفولة الى المجتمع


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحسن - تبييض الارهاب وغسيل دماء