أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - هل يسقط نظام الملالي في إيران؟














المزيد.....

هل يسقط نظام الملالي في إيران؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 13:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما يحدث في إيران اليوم ، وفي المحصلة والتقييم النهائي، ليس ببعيد جداً عن المناخات الديمقراطية التي باتت تميز، وتطبع، الحياة السياسية في إيران منذ قيام الثورة الإسلامية، العام 1979. فحالات المد والجزر السياسي، والانتخابات، وتداول الرؤوساء والحكومات والسلطات، والمظاهرات، ومظاهر التعبير السياسي، وتنوع الآراء والأفكار والتوجهات، والتموضع بين معتدل ومحافظ وإصلاحي هي أمور أقل من أمر طبيعي، ودلائل ومؤشرات على عافية سياسية، وليس كما يحاول البعض تصويره اليوم من سلبية مطلقة لدى التعاطي مع الشأن الإيراني.

وقد اعتاد الإيرانيون على هذه الأنماط من التعبيرات السياسية وأساليب الاحتجاج، وما أحداث الطلاب التي جرت في 1999 وضد الرئيس خاتمي نفسه، والأخرى في الأعوام 2002، و2003، إلا خير دليل طبيعة الحيوية والحراك السياسي الإيراني المستمر. لكن هذا، كله، في الحقيقة، يبدو، فعلاً، غريباً وغير اعتيادي، وخارج عن السياق، تماماً، إذا ما قورن مع محيط عربي استبدادي مترهل وشائخ، متمنع ومضاد للتغيير، وهذا يفسر سر هذا التعاطي للبعض الإعلامي العربي الموتور مع الحدث الإيراني المصحوب بشيء من التشفي والشماتة. فغياب أي نوع من الفعل والحيوية والحراك السياسي في الجوار العربي، هو ما يجعل الحدث استثنائياً في إيران، ويعطيه أهميته، ويبرزه ويدفعه إلى واجهة الحدث وبؤرته، وليست، بالضرورة، طبيعة الحدث ذاته، أو مدى قوته وفاعليته وتأثيره أو المأمول والمنتظر منه.

صحيح أن إيران تعيش اليوم مخاضات جديدة هي في صلب تطور وتقدم أية مجتمعات حية، وليست خاملة وراكدة ومستكينة إلى أقدارها كدول الجوار، وهذه المخاضات والتحولات البنيوية الضرورية لتجدد وبقاء "النوع السياسي"، واستمرار وتطور المجتمعات الحية، وليست بالضرورة تعبيرات لمظاهر ومؤشرات سلبية مطلقة تتعلق بمستقبل النظام، فالمجتمعات الحية والحيوية ترفض الخمول، والاستئناس لإنجازات وقتية، تعيش على أمجادها مدى الحياة.

غير أن هذه التحولات، التي تأخذ أشكالاً صراعية وصدامية حادة وفوضوية خارجة عن السياق، قد يتم استغلالها من قوى طامحة للإمساك بتلابيب القوة الإيرانية المغرية وتجيير المحصلات السياسية الناتجة عن ذلك كوسائل ضغط على نفس تلك الحكومات التي تهلل اليوم للحدث الإيراني ومفاعيله. فالاهتمام بالملف النووي الإيراني، هو اليوم الشغل الشاغل لقوى إقليمية فاعلة، وأخرى دولية، أكثر فعلاً، للضغط على إيران بغية إرجاعها إلى "قطيع"، وسرب المنطقة الذي بدا أنها باتت تغرد خارجه نووياً، وعسكرياً، واقتصادياً. فقد عودتنا هذه القوى الدولية، بأنها ليست مع قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تزعق وتصدح بها، وتغرد وتصفق لها، وهي بالقطع في آخر اهتماماتها، وما كل هذا الضجيج إلا مقدمة لصفقة أخرى، باتت فيها سياسة الصفقات، سمة للدبلوماسية الأمريكية في إطار حالة العجز والفشل العسكري الذريع الذي رافق إستراتيجياتها وخياراتها "الوقائية" والحربية في العالم ويبدو أنها لم تعد تملك إلا التهويل الإعلامي.

ومن الواجب التذكير بأنه من مصلحة أمريكا وجود "فزاعات" محلية لتخويف عرب النفط، وبالتالي لتبرير وجودها وتدخلها في المنطقة فتارة تخوّف من صدام وأسلحة تدمير لم تكن إلا في مخيلة بوش وبلير، وتارة من الإسلاميين، وتارة من الملف النووي الإيراني، والآخر السوري، ورابعاً من حزب الله...إلخ، وكله في سبيل تشريع التدخل الأمريكي وإقناع العرب بشرعية هذا التدخل.

إيران دولة مؤسسات متعددة وهذه في عمق البنيان السياسي الإيراني، والاحتجاجات ما تزال ذات طابع فوضوي وغير منظم وتفتقر لمرجعية سياسية قوية موحدة قادرة على تحريكها والتحكم بها، كما كان الحال مع الخميني الذي كان لكاريزميته، كما لشرعيته وإرثه الديني والسياسي، أثر كبير في إحداث ذاك التغيير الدراماتيكي وقتذاك . سقوط نظام الملالي ليس وارداً، وليس من ضمن أولويات الإدارة الأمريكية، والعبث بترتيبات الإقليم الحالية، هو ليس في مصلحة الولايات المتحدة تحديداً، وما هذا التهويم والتهويل الأمريكي، عبر أدواتها في المنطقة، سوى محاولات للضغط على إيران لإجبارها على الإذعان والرضوخ للشروط والمطالب الأمريكية حيال الملف النووي . فإيران قوية هي في مصلحة الإقليم أولاً، ومصلحة أمريكا ثانياً، والفوضى في إيران، من نظام ضعيف، ليست في مصلحة أحد، وخاصة الأمريكيين.
اللافت ها هنا، حتى الآن، هو هذه اللامبالاة الرسمية الإيرانية مع الإصلاحيين،والثقة الزائدة عن اللزوم أحيانا التي يبديها المرشد والرئيس أحمدي نجاد، وتجاهل زعماء الإصلاح، ما يؤكد أن الأمور ما زالت ضمن السياق وسيطرة النظام على الوضع الداخلي بقوة، والأمور لم تأخذ بعد طابع المواجهة الشاملة أو الصدام الفعلي وهي لم تزل في إطار إعلامي بحت دأب الغرب على تضخيمه بشكل مدروس ومتعمد.

تبدو تطورات الحدث الإيراني الداخلي، واستغلالها إعلامياً، كإحدى السبل القليلة والنادرة المتاحة اليوم أمام واشنطن، لمعاودة سياسة الاسترضاء مع إيران، ليس إلا، في ظل استمرار رفض إيراني، يشبه التعنت، لجهة تقديم تنازلات جذرية في مسألة الملف النووي. وأما المصلحة والعنصر والعامل العربي، في الموضوع برمته، والذي لا في العير ولا في النفير، أساساً وأصلاً، فهو، ويا للحسرة والندم، والأسف ليس إلا أداة ومطية تستخدم للهدف والمصلحة الأمريكية، وكل هذا التغريد والطرب والتهريج الإعلامي لن يكون بأية حال، ذا نفع أو فائدة على العرب على الإطلاق، وتوقف الاحتجاجات، وخفض التركيز الإعلامي عليها، مرهون، إلى حد كبير، بالتقدم بالمفاوضات على صعيد الملف النووي، بالذات، وعندها فقط قد تصمت هذه الأصوات المهللة للديمقراطية والحريات.





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج غالاوي يرد التحية للشيخ القرضاوي
- ثقافةُ الموت أولاً
- بترول العرب للعرب: متى يصبح الخليج عربياً؟
- معطوب يا ولدي معطوب!!!
- ماذا لو طالب اليهود بحقوق تاريخية في السعودية؟
- لماذا لا يحاكم القرضاوي بتهمة التحريض على الكراهية والاعتداء ...
- إستراتيجية الجدران الفولاذية
- تهنئة لفضيلة الشيخ القرضاوي بأعياد الميلاد المجيد
- إلى زغلول النجار
- ماذا تبقى من ثورة الأرز؟
- الخليط الفارسي
- العلمانوفوبيا
- خليك ع النت
- كيف سيرد الخليجيون على طهران؟
- مكافأة البرادعي
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعود إلى القاهرة بعد عقد اجتماعات مع مس ...
- إسرائيل تهاجم وزيرا إسبانيا حذر من الإبادة الجماعية في فلسطي ...
- تكريما لهما.. موكب أمام منزلي محاربين قديمين في الحرب الوطني ...
- بريطانيا تقرر طرد الملحق العسكر الروسي رداً على -الأنشطة الخ ...
- في يوم تحتفل فيه فرنسا بيوم النصر.. الجزائر تطالب بالعدالة ع ...
- معارك في شرق رفح تزامناً مع إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو س ...
- لماذا لجأت إدارة بايدن لخيار تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل؟
- بوتين يشيد بقدرة الاتحاد الأوراسي على مجابهة العقوبات الغربي ...
- كشف من خلاله تفاصيل مهمة.. قناة عبرية تنشر تسجيلا صوتيا لرئي ...
- معلمة الرئيس الروسي تحكي عن بوتين خلال سنوات دراسته


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - هل يسقط نظام الملالي في إيران؟