أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - بترول العرب للعرب: متى يصبح الخليج عربياً؟













المزيد.....

بترول العرب للعرب: متى يصبح الخليج عربياً؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 06:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


نشرت ما يسمى بالجامعة العربية تقريراً حول الدخل القومي في ما يسمى بالبلاد العربية، وضعت قطر في مقدمة ذلك من حيث دخل الفرد الذي بلغ 70 ألف دولار، ومن ثم ما يسمى بالإمارات العربية المتحدة، وتبتها السعودية، والكويت، والبحرين وعمان، وقالت بأن موريتانيا هي في مؤخرة هذا الركب الحضاري الرفيع.

وبداية لا يسعنا أن نقول بأن هذه الإحصائية لا "نشيلها" من أرضها، وغير صحيحة، وليست "حقانية"، طالما أنها لا تعمل على التوزيع العادل للثروة، لجميع السكان المقيمين والعاملين على أرض تلك المنظومة، فالدخل هنا ، يشمل ما يسمى بالمواطن الخليجي، فقط، وليس المقيم الذي من المفترض أن يحظى بنفس الحقوق وألا تمارس ضده أية عنصرية وتمييز في المعاملة من حيث الدخل حيث يحصل على أقل دخل، وحين توزع ثروة بلد خليجي، على أقل من 200 ألف مواطن، وتستثني من ذلك المقيم الذي يعمل بنفس الظروف، والشروط الحياتية، ولا يحظى بنفس الأجر والمعاملة، فمن الأولى عندها دراسة القضية من منظور إنساني وحقوقي، وجنائي، وتمييزي عنصري، وليس من منظور اقتصادي، والتبجح به، فهذا فضيحة أخلاقية بكل ما للكلمة من معنى، غير أن هؤلاء الخلايجة لا يحفلون بأية قيم حقوقية وإنسانية ولا يقيمون وزناً لها. ولو وزعت ثروات هذه البلدان على المقيمين فيها، وكما تقتضيه القوانين العصرية ومواثيق حقوق الإنسان، لأصبحت هذه المنظومة أفقر من موريتانيا والصومال وجزر القمر وجيبوتي كونها لا تمتلك على أية موارد أخرى. ومن هنا فإن هذه الإحصائية ومثيلاتها، إلى القمامة، ولا مجال للاعتراف والإقرار بما جاء فيها، طالما أنها غير عادلة، ومبنية على أسس عنصرية ولا أخلاقية، فلا يعقل أن توزع ثروة على قبيلة، ما بعينها، ومراعاة لاعتبارات عشائرية وعنصرية ودموية ويستثنى منها بقية السكان، وهذا ما لا تفعله لا إسرائيل، ولا الولايات المتحدة، أو ألمانيا الهتلرية، ولا نملك إلا أن نترحم على هتلر أمام نازية الأعاريب، وما يمارسونه ضد المقيمين والوافدين والعمال إلى بلدانهم من تمييز وعنصرية وإنكار لأبسط حقوق الإنسان. هذه واحدة.

والأخرى، يطالب الأعاريب، وبدو الصحراء بأن نطلق على الممر المائي المعروف باسم الخليج الفارسي اسم الخليج العربي. وهذا أمر غير منطقي، ولا وارد، ومن سابع المستحيلات لعدة أمور وأبرزها، وناهبكم عن الاعتبارات التاريخية المعروفة، فإن سياسات المنظومة البترولية البدوية التي تعمل بالضد ضد المصالح العربية لا يؤهلها لأن يطلق عليها اسم العرب والعروبة، هذا إذا سلمنا أصلاً بأي وجه حضاري وإنساني للعروبة من الأساس. وإن الدعم الإيراني و"الفارسي" للقضايا العربية المصيرية في كل من لبنان وفلسطين والعراق هو بما لا يقاس من دعم خليجي لإسرائيل وأمريكا وفتح حدودها للقوات الأمريكية لغزو البلدان العربية والإسلامية؟ ولذا فمن الواجب على كل قومي عربي حق، هذا إن وجد، أن يقوم بتكريم إيران وشكرها ورد بعض الدين والوفاء لها على دعمها لقضايا العرب المصيرية، أن يطلقوا لقب الخليج الإيراني، حتى، وليس الفارسي، على ذاك الممر المائي احتراماً، ووفاء لما قامت به إيران من دعم معروف وملموس لقضايا العرب، فيما كانت تلك المنظومة البدوية حصان طروادة، للأمريكي، والإسرائيلي وكل "زناة التاريخ"، وعذراً من مظفر النواب، للولوج إلى قلب هذه البلدان والشعوب والنيل منها. ولولا الدعم الإيراني للمقاومات ودول الممانعة والصمود في المنطقة، لكانت إسرائيل تسرح وتمرح في كل بيت عربي.

وبالتوازي مع ذلك، فقد نشرت إحصائية مماثلة قريباً، تتحدث عن وجود حوالي 140، مليوناً، وليس، ألفاً، ورجاء الانتباه، من الجهلة والأميين والفقراء والجياع العرب فيما يسمى بالبلاد العربية، ويعيشون في أوضاع إنسانية ومزرية مرعبة، في الوقت الذي تهرب مليارات ما يسمى بالنفط العربي، إلى جيوب فئات قليلة من الشيوخ والتجار والعائلات والسلالات القدرية الحاكمة، دون أن يستفيد منها هؤلاء الفقراء والجياع العرب والمسلمين، وتوضع في بنوك سويسرا "التي منعت المآذن"، وثارت لذلك ثائرة شيخنا الجليل القرضاوي (للمآذن، طبعاً، وليس لغيرها كلا وحاشى لشيخنا الجليل أن يثور لقضايا إنسانية وحقوقية وأخلاقية"، بينما يعطي الإذن "الطرشة" والصماء حيال تهريب مليارات الشيوخ ووضعها في ذات البنوك السويسرية، وصرفها على قنوات العهر والرقص والإعلام المتصهين والعاهر المضاد لقضايا العرب المصيرية، وعلى كازينوهات القمار وشراء نوادي الميسر ونوادي الرياضة( سيقوم شيخ إماراتي بشراء ناد أوروبي، ربما الريال، بمبلغ ملياري دولار ويحزنزن لو سمّينا الخليج بالفارسي هل سمعتم نفس الأمر عن الملالي "المجوس"؟) والشركات المفلسة في الغرب والمجون والبورصات الهاوية، فيما أطفال العرب يحلمون بقارورة الحليب، ورغيف الخبز، والتفاتة الحب، ولمسة الحنان، ممن يسمون بشيوخ النفط "العرب والمسلمين"، ومع التحفظ الشديد على التسمية.

نعم لقد كان "الفرس" أكثر وفاء وإخلاصاً وصدقاً مع حركات المقاومة ومع قضايا العرب، في غزة، وجنوب، ولبنان، ممن يسمون بعرب الخليج، وخليجهم غير العربي، وحين يستفيد العرب من نفطهم وأموالهم ويعامل العربي بكرامة واحترام في تلك المنظومة البدوية، فلا شك سنرفض أن يسمى بالفارسي، وسندافع عن تسميته بالعربي بالنواجذ والأسنان، ولكن طالما أن "بلاد فارس"، تسبقهم في دعم قضايا العرب، والإخلاص لها، والوقوف بجانب سوريا، ولبنان، وشعب غزة المحاصر، والعراق ضد الإسرائيليين والأمريكان، فيما يحاصرهم مبارك، وبتواطر مع أعاريب النفط والاعتدال الذين يقيمون العلاقات الدبلوماسية من إسرائيل جهاراً نهاراً، وصمتهم المريب، مع شيوخهم ووعاظهم وفقهائهم، فلن يكون اسمه عندنا، وعند المنطق، وعند الله، إلا بالخليج الفارسي، تكريماً وإكراماً له و"للفرس"، وحتى ‘شعار آخر بمشيئة الله. وحين يستفيد فقراء العرب والمسلمين وجياعهم ومحروميهم منهم ومن نفطهم، وتوزع الثروات بشكل عادل، ليس على الهنود، والأمريكان، واليهود، والبريطانيين، وإنما على فقراء العرب مشاريع واستثمارات ومدارس وجامعات وخبزاً وحليباً ودواء ومساكن للمشردين والفقراء العرب، ويساهم النفط في رفع مستوى المواطن العربي الفقير المعتر والمشحر، وليس أن يذهب لقبيلة بدوية، تنعم بثرواته ويحتسب الدخل القومي على أساس دخلها هي، أو لأمريكا , وإسرائيل، وبريطانيا، ويحسب تقرير الجامعة العربية الفضيحة والمهزلة الأخلاقية، على أساس ذلك، فعندها، فقط يصبح الخليج، فعلاً عربياً، وما عدا ذلك، فلا وألف لا. ولذلك فهو خليج فارسي حتى إشعار آخر، وحين يصبح بترول العرب للعرب، يمكن التفكير بتسميته بالخليج العربي.

ورحم الله من رفع شعار بترول العرب للعرب، ذات يوم "أغبر"، وكانت نتيجة ذلك، تصفيته بالسم القاتل، على يد الموساد الإسرائيلي، وفهمكم كفاية.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معطوب يا ولدي معطوب!!!
- ماذا لو طالب اليهود بحقوق تاريخية في السعودية؟
- لماذا لا يحاكم القرضاوي بتهمة التحريض على الكراهية والاعتداء ...
- إستراتيجية الجدران الفولاذية
- تهنئة لفضيلة الشيخ القرضاوي بأعياد الميلاد المجيد
- إلى زغلول النجار
- ماذا تبقى من ثورة الأرز؟
- الخليط الفارسي
- العلمانوفوبيا
- خليك ع النت
- كيف سيرد الخليجيون على طهران؟
- مكافأة البرادعي
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟
- الدين الكبير
- احذروا الاقتصادي الإسلامي


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - بترول العرب للعرب: متى يصبح الخليج عربياً؟