أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - فساد الإسلام أم فساد السلطة ؟














المزيد.....

فساد الإسلام أم فساد السلطة ؟


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 15:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل كانت الدولة الإسلامية الأولى أصلاً لكل مظاهر الفساد، الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والإسلامية على حد سواء، أم أن ظاهرة الفساد مرتبطة ارتباطاً عضوياً بمنظومة السلطة، ولا علاقة لها بالدين ؟.
أينما وجدت السلطة ، وجِدَ الفساد ، والفساد بطبعه أصل لكل داء ، والدين لا يفسد ، إلا عندما يستشري الفساد في ثنايا العقل والمجتمع وكل مرافق الدولة ومؤسساتها العلمية والاقتصادية وحتى العسكرية ، وليس الدين بريئاً عن ساحة الفساد ، لكونه إحدى المؤسسات التي تتكون منها الدولة ، وهو ما قد يعني أن الدولة الإسلامية بحقيقة أمرها فاسدة ، لطالما وجدت فيها السلطة ، لكن أي سلطة وجدت فيها ؟.
إن من علائم قوة الدولة ، انعدام الفساد وانتفاء أسبابه ، وهذا يكشف لنا عن طبيعة السلطة التي كانت سائدة آنذاك ، فلم تكن الدولة الإسلامية قبل 1400 سنة من الضعف والهوان ، كما هو حل المجتمعات الإسلامية اليوم ، وأياً كانت طبيعة السلطة ، دينية أو عسكرية ، أم مزيج منهما ، فإن المقارنة الموضوعية بين واقع الدولة الإسلامية ، وواقع المجتمعات الإسلامية اليوم ، كاف لنفي الفساد عنها ، وإعادة التفكير مرة أخرى ، بأن فساد السلطة سابق على فساد الإسلام .
والفساد لن تنتهي مفاعيله من حياة المجتمعات الإسلامية ، ما لم توضع ضوابط ناظمة في إطار القانون ، وتسن التشريعات التي تخفف من غلوائه ، وهنا تنبع المشكلة مع أصحاب المؤسستين الدينية والسياسية ، فلا المؤسسة الدينية مستقلة في قراراتها عن المؤسسة السياسية ، ولا الأخيرة تستطيع مزاولة مهامها دون الحصول على الغطاء الشرعي ، كبديل عن الغطاء الشعبي .
إن التداخل بين عمل المؤسستين السياسية والدينية ، لا يبرئ ساحة الأخيرة من الفساد الراهن في واقع المجتمعات الإسلامية ، لطالما كانت المؤسسة الدينية جزءاً من منظومة السلطة ، إن أفراداً أو جماعات ، فهي أيضاً ، جزء أصيل من منظومة الفساد ، وبالتالي هل ينحصر تمثليها للإسلام بنفسها وحسب ، أم بسائر المسلمين ؟ .
إذا كانت المؤسسة الدينية بشقيها ( الشيعي والسني ) تدعي تمثيل الإسلام، فهو تمثيل لمصالحها المتركزة على دوائر السلطة، قبل أن يكون في سبيل مصالح العامة، وهو ما يعيد كرة الفساد إلى ملعبها، قبل أن يعيدها إلى ملعب المؤسسة السياسية.
ما يجب التأكيد عليه والقطع في صحته، أن إسلام اليوم بكل مظاهره ومذاهبه وحتى فساده، ليس مرتبطاً بإسلام الأمس، بل لا علاقة تجمع بينهما، سوى القرآن، ويظل الأخير تشريعاً لزمن الأمس، وكتاباً لزمن اليوم.
أما نقطة الالتقاء الوحيدة بين المؤسستين الدينية والسياسية والتي تشكل الأرضية الخصبة لاستشراء الفساد ، تتمثل برفضهما المطلق للقانون ، سواء كان قانوناً وضعياً من صنع العقل البشري ، وهذا ما ترفضه المؤسسة الدينية على اختلاف اتجاهاتها بذريعة مناقضته للتشريعات السماوية و لحاكمية الشريعة ، أو كان قانوناً إلهياً ، وهو ما ترفضه المؤسسة السياسية ، بداعي التوازن بين مكونات المجتمع والحافظ عليها بالقوة .
إن المزواجة بين القانونين تزيد من حدة الفساد ، من دون أن تحد منه ، فالفصل الذي تتبناه العلمانية ، بغرض تحقيق التقدم ، ينبغي أن يبدأ من القانون كجزء من السلطة ، وصولاً إلى الدولة ومؤسساتها المتعددة ، وما المزاوجة بين القانونين المدني - الوضعي ، وبين الإلهي - الشرعي ، إلا إخفاء وتستراً على الفساد بمشاركة الدين والسلطة معاً .
وعندما يسود إحدى القانونين على الآخر ، سيختفي الفساد كلياً من حياة المجتمع ، كما كان معمولاً بالقانون الشرعي دون المدني ، إبان عهد الدولة الإسلامية الراشدية ، وكما هو معمول الآن بالقانون المدني في الدول الغربية ، التي ينعدم فيها الفساد .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادين البدير : وجاهلية البداوة
- الديكتاتور 27 ( اغتيال الزعيم )
- الديكتاتور 26 ( السم )
- ساعات عصيبة في لبنان
- الديكتاتور 25 (انتقام الزعيم)
- قوننة الإسلام عن الهوى
- الديكتاتور 24 (الغرور)
- إصلاح العقل في الإسلام
- الديكتاتور 23 (مغامرات الوريث)
- هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟
- الديكتاتور 22 ( مومس الوريث )
- الإصلاح وإشكالية الإسلام
- الديكتاتور 21 ( التوريث )
- الحوار المتمدن .. ورحلة البحث عن الحوار
- الديكتاتور 20 ( النجل )
- الإسلام والغرب : الترهيب المتبادل
- الديكتاتور 19 ( الإعدام )
- الديكتاتور 18 ( النفي )
- الديكتاتور 17 ( فرمانات)
- أهلة التطرف الإسلامي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - فساد الإسلام أم فساد السلطة ؟