أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟















المزيد.....

هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 17:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تبدو المقاربة بين الإسلام والإرهاب صائبة من كل الزوايا ، فليس كل فعل إرهابي ، مهما اشتدت حركته واتسعت دائرة تأثيره ، يعني العنف ، حينها يمكننا اختصار المسافة الفاصلة بينهما ، والقول إن العنف هو ديدن الإسلام ، ويتضح العنف من خلال نتائجه التدميرية على المادة قبل الروح .
ففي إحدى زوايا الربط بين الإسلام والإرهاب، أنه يعني الردع ، أي رد الفعل إلى أساسه الذي يحاول الارتداد منه ، وبالتالي منعه من التحقق ، فيما يشبه الترهيب النفسي الذي يحول دون تحقيق أهدافه .
فالارتكاز على معنى واحد ، قد لا يعفي الباحث من تهمة التحيز إلى تبني رؤية دون الأخذ أو الإشارة إلى الرؤية الأخرى ، لهذا فإن الاشتغال على أحد المعنيين السالفين ، لا بد أن يؤدي إلى المعنى الآخر ، وإلا فأن التحيز هو التهمة الجاهزة دائماً في كل زمان ومكان .
ولطالما أشرنا إلى عدم صوابية الربط بين الإسلام والإرهاب ، فهذا لا يعطي مسبقاً شهادة البراءة ، لكلٍ من المفهومين السابقين ، وعلاقة بعضهما ببعض ، ولعل صور المعارك الدامية في الصومال بين الأحزاب والجماعات الإسلامية ، وكذلك التفجيرات المدمرة في جمهورية باكستان الإسلامية ، تقدم البرهان القاطع من تلقاء نفسها ، ودون أدنى مواربة أو محاولة لتجميل الصورة أو الالتفاف على حقيقتها ، وذلك بأن العنف هو الذي يتحكم بإدارة دفة الصراع بين الإسلاميين أنفسهم ، وأن القول الفصل لمن يمارس العنف بصورة أشد دموية على خصمه ، باعتبار أن الدم يستسقي الدم ، وبالتالي فإن العنف يستسقي العنف في كل جولة من جولات
الصراع .
غير أن هذا العنف ، سواء كان في الصومال أو باكستان ، يؤكد لنا أن في اتجاه واحد ، أي أنه صراع إسلامي – إسلامي ، قبل أن يكون صراعاً إسلامياً – غربياً ، ولو أنه يدعي " الجهاد " بداية ، ثم لا يلبث أن يطلق النار على نفسه ، فهل أن الأمر في أساسه يتعلق بالصراع على السلطة ، كما حدث في الجزائر في مطلع تسعينيات القرن الماضي وفي أفغانستان إثر تدخل الولايات المتحدة على خلفية هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وأن كان جله تحت شعارات الإسلام ، أم أنه لا يعدو كونه سلوكاً مغروساً في كينونته المفطورة على العنف ، سواء قبل الإسلام أو بعده .
في الواقع أن الإجابة على السؤال السابق ، قد تبدو معقدة ومتشعبة في آن معاً ، لأنه إذا كان أساس هذا العنف ، مجرد الصراع على السلطة ، فلا شيء يبرر ربطه بالإسلام ، ففي أصقاع إفريقيا تدور صراعات شتى على السلطة ، ولنا في جنوب إفريقيا أوضح مثال ، وكذلك الحال في أسيا ، إذا ما أخذنا سيرلانكا في الحسبان .
كما لا نستطيع الجزم أن العنف المتولد في أوساط المجتمعات الإسلامية أو إلى ما عداها من مجتمعات مجاورة ، عائد إلى التكوين النفسي والجيني لدى الإنسان الشرقي ، دون الإنسان الغربي ، أو إلى التنشئة الدينية للإسلام بعينه ، فكل الديانات السماوية والأرضية ، فيها من الرحمة ما يشي بالسلام الكامل ، وأيضاً فيها من الدعوة الصريحة إلى العنف والتي تنضح فيها نصوص كتبها المقدسة ، ما ينذر بأبدية الصراع ، ولسنا في وارد استعراضها في هذا الصدد .
وقد يجري السؤال، رداً على ما جرى ذكره، إذن لماذا انتفى العنف كلياً من المسيحية في أوروبا، وظل يفعل فعله في الإسلام ؟ ليس لأن أوروبا عطلت سلطة الكنيسة ، وأبقت أبوابها مفتوحة لمن شاء الدخول أو الخروج منها دون حسيب أو رقيب ، في حين بقيت المساجد الإسلامية ( المسجد الأحمر في باكستان ) بؤرة لكل نماذج العنف ، بل لأنها أنهت أحلام رجال الدين في التربع على السلطة من خلال الكنيسة ، وقد يفهمها البعض هنا ، بداية ثورة فصل الدين عن الدولة ، من خلال الركون إلى العلمانية السياسية والقانونية والاجتماعية ، كما في فرنسا وألمانيا وبريطانيا ، فهذه الدول الثلاث ، وأن كانت قد مارست العنف تجاه بعضها ، كما فعلت ألمانيا النازية ضد فرنسا ، أو تجاه العالم الآخر ، مثلما فعلت بريطانيا في الهند ، وفرنسا في إفريقيا ، فإنها لم تمارسه في الإطار العام باسم الدين أو المذهب ، حتى لو أدعى البعض ذلك ، بقدر ما مارسته بفعل تحقيق مصالحها السياسية والقومية ، بعكس حال المجتمعات الإسلامية التي لم تستطع أن تحيد الدين في كل صراعاتها الداخلية ، كما في أفغانستان ، أو الخارجية كما حصل أبان الحرب العراقية – الإيرانية ، التي دامت لثماني أعوام ، وحصدت من الأرواح ما يزيد عن المليون إنسان ، ومهما حاول البعض توصيف هذه الحرب وربطها بأسباب عرقية ، وإضفاء الطابع القوي عليها ، كصراع عربي - فارسي ، إلا أن أسبابها المذهبية، التي حملتها الثورة الخمينية في بداية عهدها في طهران عام 1979 ، هي التي بعثت ومازالت تبعث على العنف ، يوازيها في المقابل إيديولوجية الولاء والبراء كعقيدة سياسية أكثر منها دينية ، والمعمول بها من قبل الجماعات السلفية ، بحيث أن كل هذا الصراع الإسلامي – الإسلامي يرسخ في الذهن ، لطالما كان العنف نابعاً من الإسلام نصاً من خلال الاستناد على بعض الآيات القرآنية ، وروحاً من خلال الاستعداد الدائم للموت في سبيل النجاة والخلاص من مباهج الحياة الدنيا .
أما الزاوية الثانية التي تعني الردع بما يخالف معنى العنف ، والردع في حقيقة أمره يعني الاستعداد ، على قاعدة أن الاستعداد للحرب يمنع الحرب ، فكل مسلم ، فرداً كان أو جماعة ، يعتبر نفسه مطالباً بالاستعداد والتهيؤ في أوقات الحرب ، عملاً بسورة الأنفال " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " وسواء عنت العنف لدى البعض ، أو الردع لدى البعض الآخر ، فإن تياراً واسعاً من المسلمين من ذوي الاتجاهات المحافظة ، يرفضون رفضاً قاطعاً وصمهم بالعنف والإرهاب ، وسواء اعترفوا بفقه ذوي الاتجاهات الراديكالية ، أم لم يعترفوا في تمثيلهم للإسلام ، فإنهم بين حجري رحى العنف الذي يمارس باسمهم ، والردع الذي لا يستطيعون من خلاله وقف طاحونة العنف ، ولأنهم لا يستطيعون فإنهم متهمون في توفير المناخ الملائم في توفيره .
كما أن الإيمان بمبدأ الفرقة الناجية من عذاب الآخرة ، وسع شقة الخلاف بين المسلمين أنفسهم ، بحيث صار كل مسلم ينظر في مرآة أحواله ، بأنه هو الناجي ، وأنه بريء مما قد ينسب إليه من أفعال يرتكبها أبناء ملته ، فلا أحد يحاسب بالنيابة عن أفعال غيره .
مبدأ الإيمان بالفرقة الناجية ، جعل قضايا التكفير والتطرف وما تنطوي عليه من أفعال عنفية ، ككرة النار الملتهبة ، يتقاذفها المسلمون فيما بينهم ، هرباً من تحمل مسؤولية ما آلت إليه أمور مجتمعاتهم من الغرق في مستنقعات دامية ، وخوفاً من أن تحرق بلهيبها المستعر ، من لم يكتوِ بعد بنارها .
http://thaaer-thaaeralnashef.blogspot.com/



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتور 22 ( مومس الوريث )
- الإصلاح وإشكالية الإسلام
- الديكتاتور 21 ( التوريث )
- الحوار المتمدن .. ورحلة البحث عن الحوار
- الديكتاتور 20 ( النجل )
- الإسلام والغرب : الترهيب المتبادل
- الديكتاتور 19 ( الإعدام )
- الديكتاتور 18 ( النفي )
- الديكتاتور 17 ( فرمانات)
- أهلة التطرف الإسلامي
- الديكتاتور 16 ( الشاهد )
- مأسسة الطائفية في سورية
- شيوخ الإرهاب في دمشق
- الديكتاتور 15 ( الحِداد )
- الديكتاتور 14 ( الانقلاب )
- الديكتاتور 13 (صحوة الزعيم)
- نقد رعاعية النظام السوري
- الديكتاتور 12 (معسكر الجيش)
- هيثم المالح ... الحق لا يوهن الأمة
- الديكتاتور 11 (المؤامرة)


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟