أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 26 ( السم )














المزيد.....

الديكتاتور 26 ( السم )


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 19:17
المحور: الادب والفن
    


المشهد السادس والعشرون
( السم )
( بينما يقوم الطباخ بطهي طعام الغداء ، يدخل كاسر إلى المطبخ )
كاسر : أنعم صباحاً .
الطباخ ( مرتبكاً ) : أهلاً .. أهلاً سيدي كاسر .
كاسر ( يلتفت يمنة ويسرة ) : ماذا أعددت لنا اليوم من طعامك الشهي ؟.
الطباخ : كل ما تطيب له نفس سيادتكم ( يشير إلى القِدر ) كما ترى أقوم الآن بطهي قطع اللحم .
كاسر ( عابساً ) : ومَن الذي أوصاك بصنع هذا الطعام ؟.
الطباخ : أبلغتني سيدتي شيراز ، أن سيدي الزعيم يحب أن يأكل لحم الغزال عصر كل يوم اثنين .
كاسر ( يهز رأسه ) : نعم .. نعم ، وأنا أيضاً أحبه .
الطباخ ( باسماً ) : وهذا من حسن حظي .
كاسر ( يحدق بالطباخ ) : وكم تحتاج هذه الطبخة من الوقت لكي تنضج ؟.
الطباخ : حوالي ربع ساعة تقريباً .
كاسر ( يهمس ) : أريد أن أوصيك بأمرٍ ما .
الطباخ ( مستغرباً ) : تفضل سيدي .
كاسر : اذهب وابلغ الزعيم أني لن أكون في القصر وقت الغداء .
الطباخ : عفوك سيدي ، ولماذا ؟.
كاسر ( عابساً ) : لأنني سأخرج في رحلة صيد إلى الجبال .
الطباخ : وهل اذهب إليه بنفسي ؟.
كاسر ( يخفض صوته ) : أجل ، أنسيت أنك كهرمان هذا القصر وأن الزعيم لا يثق بأحدٍ سواك ؟.
الطباخ : حسناً ، لكن لماذا لا تخبره بنفسك ؟.
كاسر ( متأففاً ) : لأن الزعيم مستاء مني ، ولا استطيع مقابلته هذا اليوم .
الطباخ : حسناً ، سأخبره بما أوصيتني ، وأتمنى ألا تحرجني ثانية بهكذا طلب .
كاسر ( باسماً ) : لن أنسَ جميلك هذا ما حييت.
الطباخ ( يهم بالخروج ): يا ترى أين هو الآن ؟.
كاسر ( يشير بيده نحو الحديقة ) : إنه يطالع الصحف في حديقة القصر.
الطباخ : سأذهب إليه حالاً ( يخرج ) .
( يمد كاسر يده إلى جيب بنطاله ، يخرج الكيس الأسود بيدين مرتعشتين ثم يفتحه بتعجل ، ويقوم بإفراغ محتوياته في القِدر )
كاسر ( مخاطباً نفسه ) : بلحم الغزلان وسم الفئران ستنتهي حياتك أيها الزعيم
( يقهقه ) هه .. هه ، يا لسخرية الأقدار .
( تدخل شيراز )
شيراز : أراك في المطبخ ، ما الأمر ؟.
كاسر ( مرتبكاً ) : أهلا أمي .. أهلاً ، مررت على كهرمان القصر لأمرين اثنين .
شيراز ( تكظم غيظها ) : وما هما ؟.
كاسر ( يذرع المطبخ جيئة وذهاباً ) : الأمر الأول ، أود أن أرى الفرق بين الطبخ في غرف السياسة المغلقة ، والطبخ في المطابخ المفتوحة .
شيراز ( متأففة ) : والأمر الثاني .
كاسر : أما الامرالثاني ، فلكي أخطر الكهرمان أنني لن أحضر إلى الغداء .
شيراز : وما علاقة الكهرمان بحضورك أو عدمه ؟.
كاسر : أنت تعلمين أن الزعيم ، لا يصغي لمخلوق في هذا القصر سوى للكهرمان .
شيراز : هذا صحيح .
كاسر : وتعلمين أيضاً ، أنني لست على وئام مع الزعيم في هذه الأيام .
شيراز : ألهذا أرسلت الكهرمان للحديث مع الزعيم نيابة عنك .
كاسر ( يومئ برأسه ) : أجل .. أجل ، كما أنني ودون هذا الأمر ، لا أحب لحم الغزال ( بتشفٍ ) بل أحب لحم الذئاب .
شيراز ( حانقةً ) : أخشى ألا تخبرني يوماً أنك بدأت تحب لحم الضباع .
كاسر ( هازئاً ) : أماه ، وهل تحبين لحم الغزال مثل الزعيم ؟.
شيراز : ولِمَ هذا السؤال ما دمت تعلم أنني نباتية ولا أحب اللحوم على الإطلاق ؟ .
كاسر ( باسماً ) : هذا أفضل .
( يدخل الطباخ )
الطباخ ( محيياً شيراز ) : أهلاً بسيدتي شيراز .
شيراز : أهلاً بك .
كاسر : هلا أخبرت الزعيم بما أوصيتك به ؟ .
الطباخ : أجل سيدي أخبرته وقد أبدى تفهماً كبيراً .
كاسر ( يفرك يديه)
الطباخ ( يطفئ النار عن القِدر ويبدأ بوضع اللحم في الطبق ) : هلا أوصتني سيدتي بشيء ؟.
شيراز : أجل ، أريد أن تحضر لي وجبة الخضار بمرقة الدجاج .
الطباخ ( حاملاً الطبق بيده ) :وما رأي سيدتي بمرقه لحم الغزال ؟.
كاسر ( مقاطعاً بحدة ) : كلا ( يمتقع وجهه) أمي لا تحب لحم الغزال ، أفعل ما أمرتك به .
الطباخ : أمرك سيدي .
شيراز : حسناً . ( تخرج ) .
الطباخ ( يهم بالخروج حاملاً الطبق ) : عفوك سيدي ، الزعيم بانتظار الغداء .
كاسر ( متلهفاً ) : هيا .. هيا أسرع كي لا يغضب الزعيم .
الطباخ : أمرك سيدي ( يخرج ) .
( يتبعه كاسر )
* * *



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعات عصيبة في لبنان
- الديكتاتور 25 (انتقام الزعيم)
- قوننة الإسلام عن الهوى
- الديكتاتور 24 (الغرور)
- إصلاح العقل في الإسلام
- الديكتاتور 23 (مغامرات الوريث)
- هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟
- الديكتاتور 22 ( مومس الوريث )
- الإصلاح وإشكالية الإسلام
- الديكتاتور 21 ( التوريث )
- الحوار المتمدن .. ورحلة البحث عن الحوار
- الديكتاتور 20 ( النجل )
- الإسلام والغرب : الترهيب المتبادل
- الديكتاتور 19 ( الإعدام )
- الديكتاتور 18 ( النفي )
- الديكتاتور 17 ( فرمانات)
- أهلة التطرف الإسلامي
- الديكتاتور 16 ( الشاهد )
- مأسسة الطائفية في سورية
- شيوخ الإرهاب في دمشق


المزيد.....




- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 26 ( السم )