أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلمان محمد شناوة - العراق وأعياد الميلاد















المزيد.....

العراق وأعياد الميلاد


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 07:56
المحور: حقوق الانسان
    


بداية أهنئ مسيحيي العراق بحلول أعياد الميلاد المجيدة واشاركم وأنا المسلم العربي بكل وجداني واشد على أيديهم بكل محبة بولادة رسول المحبة السيد المسيح عيسى بن مريم ....
يحتفل المسيحيون في كل بقاع العالم بأعياد الميلاد المجيدة , ما عدا المسيحيين في العراق , حيث نجد أنهم قد فقدوا روحية الاحتفال واثروا العزلة والاحتفال بشكل ضيق هنا وهناك .....
أعلنت هذه السنة كنائس مسيحية في مدينة البصرة العراقية عدم إجراء مراسم الاحتفال بأعياد الميلاد والاقتصار على أداء القداس في الكنائس والبيوت لان العيد يتزامن مع إحياء الشيعة لأيام عاشوراء ذكرى مقتل الإمام الحسين في واقعة ألطف قبل أكثر من 13 قرنا وهي أيام حزينة عند الشيعة . كما سيحذو المسيحيون في كركوك حذو إخوانهم في البصرة ، كما أرجأت المدارس المسيحية إقامة احتفالاتها السنوية بأعياد الميلاد إلى نهاية الشهر الجاري لتتواكب مع احتفالات رأس السنة الميلادية , واتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة بالقرب من جميع الكنائس والأديرة في العراق وتشير إحصائيات عراقية أن عدد المسيحيين في العراق كان أكثر من 850 ألف شخص لكن هذا العدد انخفض بعد الغزو الأمريكي للعراق في ربيع عام 2003 وفرار أكثر من 250 إلف مسيحي إلى خارج البلاد على خلفية اتساع دائرة استهداف المسيحيين والأديرة والكنائس من قبل الجماعات المسلحة والمليشيات الطائفية.
تأتي احتفالات أعياد الميلاد هذه السنة متزامنة مع أحزان محرم هذا من ناحية من ناحية أخرى يبدو المشهد المسيحي في العراق هذه السنة من أسوء ما يكون , عاشت هذه الديانة في العراق لمدة ألفين سنة وربما هم أصحاب الأرض الحقيقيون قبل دخول المسلمين إلى العراق بعد الفتح الإسلامي , المسيحيون عاشوا داخل مجتمعاتهم المغلقة لمدة طويلة من الزمن , ولكنهم كانوا شريحة اجتماعية مهمة في العراق ....بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ....وبسبب الأوضاع الأمنية المتردية أثر الكثير منهم للهجرة للعراق ...فهاجروا إلى أمريكا ودول أوربا ...ساعدهم في ذلك أقاربهم في تلك البلدان, وكذلك عمل الكنائس الغربية في تسهيل دخولهم إلى هناك...الكثير منهم أصدقاء لي , كنا نتحدث كثيرا عن الأوضاع هنا وهناك ...كنا نتحدث عن سهولة دخولهم إلى الدول الغربية وصعوبة دخول المسلمين إلى الدول الغربية ..مع اننا تشاركنا قي لحظة ما نفس الألم والهموم والأوجاع والغربة في الدول المجاورة .... وكنا نتحدث كذلك عن الحنين إلى الوطن ..والذي أبدع البعض منهم في كتابة القصص والراويات والإشعار في الحنين إلى بقعة تراب من ارض بغداد أو الموصل أو الشمال العراقي العزيز ...ومن خلال تجربتي مع أصدقائي من المسيحيين والصابئة ...كانت لي ملاحظة هي سهولة اندماجهم مع المجتمعات الغربية .... مع صعوبة اندماج المسلمين مع المجتمعات هناك ... بعد إن قضى الكثير منهم أكثر من عشر سنوات في المجتمع الأمريكي أو الأوربي , عادوا ألان إلى العراق , بعضهم عاد بشكل نهائي والبعض الأخر عاد بشكل متردد , لكنه ارجع عائلته إلى ارض العراق , مع صعوبة العيش في العراق على شريحة تعودت العيش السهل والمرفه ...تعودت العيش بالأسلوب الغربي , هذه الشريحة من العراقيين عادوا لأنهم صدموا بشكل العلاقات الاجتماعية الغربية المبنية على الحرية الكاملة للجنسين , احدهم اخبرني ... بقوله... لم استطيع تحمل الحياة الغربية مع ما وفره لي من عيش وكرامة لم اشعر يوما فيها في العراق ....إلا إني لم أتحمل وخاصة حين كبرت ابنتي أن يأتي يوما إن تدخل إلى البيت وبيدها (( البوي فرند )) ا وان يتحول بيتي إلى ملتقى عشاق بين أبنائي وصديقاتهم .....
المجتمع المسيحي كان متحفظا بالبداية إلا انه اندمج اندماج شبه كامل في المجتمعات الغربية بحيث , وان كنا نرى حنين الإباء إلى المجتمع العراقي , إلا إن الأبناء باتوا لا يعلمون شي عن ارض الوطن .....
بسبب الأوضاع العراقية بات أعداد المسيحيين والصابئة في العراق في تناقص يثير الألم حقا.... هذه السنة يبدو إن التوجه لعدم إقامة أي احتفال ديني والاكتفاء بإقامة صلاة القداس داخل الكنائس وحتى البيوت بشكل عائلي ...المشكلة إن الوضع الأمني لا يزال في حالة تردد ...فكثير ما تأتي التهديدات إلى الأقليات الدينية في العراق من جهات مجهولة ..لا يعرف احد من وراءها ... والمجتمع المسيحي لا يستطيع إن يتجاهل هذه التهديدات بحجة إن الأمن استتب في العراق ..فالحوادث تقع يوميا .. ولا يوجد من يوقفها ... ولم يسمع يوما إن جهة ما قد عوقبت لأنها وجهت تهديدات هنا وهناك , لا بل إن كثير من أصحاب رؤوس الأموال المسيحيين اثروا الهجرة إلى دول الجوار أو دول المهجر ...حني يشعروا بالأمن عن أنفسهم وغوائلهم وأقاموا هناك أعمالهم .....
هذه السنة تأتي متزامنة مع أحزان محرم , هناك شعور عام لدى المسيحببن بالاقتراب من الحزن الشيعي , واثر الكثير منهم عدم إقامة احتفالات صاخبة بالميلاد , وهم في الحقيقة لا يستطيعون حتى الاحتفال بكنائسهم , فلذلك إن إقامة أي احتفال على الطريقة العربية , أمر غير وارد في العراق أبدا ....لذلك نجدهم انسحبوا إلى إقامة احتفال على اقل درجة بشكل عائلي في بيوتهم .....
الشيعه ومنذ السقوط استطاعوا الاحتفال بشعائرهم بحرية كبيرة في العراق , بعد ما كانوا ولعقود طويلة غير مسموح لهم بإقامة أي احتفال ديني , الشيعة استطاعوا التخلص من شعور الخوف وإقامة احتفالاتهم الدينية وإقامة سرادق الأحزان في كل مكان ومنذ 2003 لأنهم استطاعوا إقامة منطقة نفوذ خاص بهم في جنوب العراق , هذه المنطقة لا يجروء أي إنسان مخالف لهم في العقيدة الدخول بها ... ولذلك استطاعوا الخروج للشارع وإقامة المواكب الحسينية .. وعمل المسيرات في جميع إنحاء منطقة النفوذ الشيعي ...ساعدهم قي ذلك أعدادهم الكبيرة , بحيث أصبح السنة في الجنوب أقلية , تخاف على نفسها , فأثرت المسالمة والعيش بسلام , وإرضاء الأكثرية الشيعية في الجنوب , بضرورة التعايش , بعكس الشيعة الموجودون في الوسط , حيث نجد أكثرية سنية وأقلية شيعية , نجد أنهم لا يزالوا يعيشوا حالة إلا أمان النسبي , وان نسبة القتل التفجيرات في وسطهم لا زالت موجودة بنسبة اكبر
الاحتفال بالأعياد الدينية لأي جماعة كانت كبيرة أو صغيرة وإقامة الشعائر يمثل إثبات لشخصية تلك الجماعة , إن أهم حق من حقوق الإنسان هي إقامة الاحتفال الديني المصاحب لتلك الجماعة , الجماعات الدينية تجد لها متنفس حين إقامة أعيادها , الأعياد هي عبارة عن متراكم أنساني للتعبير عن الدين بطريقة أو أخرى , كثير من الأعياد قد ولدت عبر الزمن نتيجة حدث معين أو فعل معين ولكنه كان يمثل ضمير تلك الجماعة , أعياد الميلاد سواء كان في إل 25 من ديسمبر أو في السادس من يناير عند الإخوة الأقباط إلا انه يمثل الضمير المسيحي الحي المتحرك منذ إلفين سنة .....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركز ذر للتنمية
- محنة العقل العربي
- الصابئة المندائيون
- مجتمع مدني
- متلازمة داون
- العلاج بالخلايا الجذعية
- الخلايا الجذعية
- علاج الزهايمر
- الزهايمر
- القائمة الخديعة
- أشكالية ولاية الفقيه
- ايران والتحول المدني
- إيران والتحول المدني
- دارون
- الانتخابات ... والتغير
- اوباما ....حلم وتحقق
- غزة ...حين البوح
- نشأت الفيدرالية
- نظرة على الانتخابات
- العراق والفيدرالية


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلمان محمد شناوة - العراق وأعياد الميلاد