أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - ايران والتحول المدني















المزيد.....

ايران والتحول المدني


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن نحتاج إلى كثير من التأني لفهم ما يحدث في الشارع الإيراني ما هي الرسائل التي يبعث بها الشارع الإيراني وما هي الدلالات التي تفرزها التظاهرات بعد الانتخابات الأخيرة....
بداية نقول إن عدد المتنافسين على رئاسة الحكومة الإيرانية هم أربعة جميعهم بلا استثناء محسوبين على معسكر المحافظين وهم
الدكتور محمود احمدي نجاد .......
احمدي نجاد فاز بنسبة 62.6 % .
وقد حصل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على 24 مليونا وخمسمائة ألف صوت من أصل 39 مليونا إجمالي عدد الناخبين، محققا فوزا ساحقا على منافسيه بنسبة تجاوزت 62 بالمائة.
المهندس مير حسين موسوي . فاز بنسبة 33.7 % .
((وتولى موسوي رئاسة الحكومة في إيران منذ عام 1981 إي بعد عام من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية حتى 1989 تاريخ إلغاء هذا المنصب، هنأته السلطات الإيرانية لحسن إدارته الملفين الاقتصادي والاجتماعي خلال أعوام الحرب العراقية الإيرانية الثمانية.
حصل مير حسين موسوي على 13 مليون صوت، أي مانسبته 33 بالمائة .
الدكتور محسن رضائي ((الذي تولى رئاسة الحرس الثوري الإيراني )) .
((تم تعيين محسن رضائي بواسطة آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية‏,‏ قائدا للحرس الثوري في عام‏1981,‏ عندما كان يبلغ من العمر 27 عاما إلى أن استقال عام 1992 وانضم للعمل السياسي , وهو ألان ويتولي حاليا منصب الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام‏، وذلك منذ‏1997.‏
حل محسن رضائي ثالثا بحصوله على 678 ألف صوت أي ما نسبته اثنان بالمائة.
الشيخ مهدي كروبي .
مهدي كروبي الرئيس السابق للبرلمان الإيراني والبالغ من العمر 72 عاما وهو إصلاحي تولى رئاسة مجلس الشورى قبل إن يهزم في الانتخابات التشريعية عام 2004 وهو تولى هذه المهمة بين عامي 1989 و 1992.
حل الشيخ مهدي كروبي رابعا وحصل على نحو 300 ألف صوت بنسبة قدرها نحو واحد بالمائة.
ووصلت نسبة جميع الأصوات المدلية بها إلى 39165191 ما يعني إن نسبة المشاركة هي أكثر من 85 بالمئة.

وحدها المظاهرات الأخيرة التي ميزت بينهم كون موسوي وكروبي مع الجماهير الغاضبة التي تدعو إلى إعادة الانتخابات , وهم بكل الأحوال مصحلتهم في إعادة الانتخابات .....
يقول احد المحلليين ....
أن مير حسين موسوي لم يكن يوما من الأيام إصلاحيا، بل لم يذكر أنه اقترح رأيا خارج إطار طروحات المحافظين، كل ما في الأمر أنه ليس أحمدي نجاد، وأنه أقل حدة ورعونة إذا ما قورن بالسياسة المستفزة التي انتهجتها حكومة نجاد مع دول المنطقة والعالم. ثالثا، أن المظاهرات التي تخرج كل يوم لم يكن وراءها مير حسين موسوي – أو أي من رموز المعارضة الآن كمهدي كروبي أو خاتمي -، بل إن موسوي لم يخرج إلى المظاهرة ودعا أنصاره في البداية لعدم الخروج، ولكن حين خرجت المظاهرات بشكل واقعي على الأرض آثر الانضمام للشارع، لاسيما بعد أن أعلن المرشد يومها أنه لن يقبل بالتشكيك في فوز نجاد. رابعا، حتى اليوم ليس ثمة من تنظيم حقيقي يقود المظاهرات، وما يفعله رفسنجاني وموسوي وخاتمي وآخرون هو أنهم يعلنون التضامن مع الشارع، ويناورون في الخفاء لعقد صفقة تخرج النظام من مأزقه. وأخيرا، ليس ثمة من رسالة سياسية واضحة المعالم – أو أجندة مطالب - لهذا التحرك في الشارع غير المطالبة بإعادة الانتخابات ......
في إيران هناك ضوابط في اختيار المرشحين بحيث لا يستطيع أي كان الترشيح لرئاسة الجمهورية , فبين كل المتقدمين لرئاسة الجمهورية لم يستطع سوى أربعة الوصول إلى التنافس على كرسي الرئاسة , والأربعة من المحسوبين ضمناَ على الجانب المحافظ , وربما هم أكثر محافظة من نجاد نفسه . ولكن الشارع هو اليوم الذي ميز بين المرشحين فموسوي أو كروبي أو محسن رجائي هم
حراس النظام القديم .....
في رسالة وجهها إلى رجال الدين في قم قال مير حسن موسوي ....
"لم يكن أحد يتصور تزويراً على هذا النطاق الواسع على مرأى من العالم أجمع، من جانب حكومة أحد أركانها هو التزامها احترام الشريعة الإسلامية , فالبلد التي ملأت العالم كله حديثاً عن ديمقراطيتها العظيمة وحملها لرسالة الدفاع عن الإسلام ونعتت نفسها باسم "الثورة الإسلامية". هي نفسها التي تقوم باعتقال المعارضين لرئيسها المشكوك في شرعيته، وتمنع الاحتجاجات أو التظاهر للتعبير عن إحباط الشارع الإيراني، وتغلق مكاتب القنوات والصحف العربية والعالمية التي ترصد احتجاجات المعارضين وتشكيكهم في نتائج تلك الانتخابات، التي جاءت بأحمدى نجاد للسلطة مرة ثانية في دليل واضح وفاضح على استبداد مقنن تحت راية ولاية الفقيه، أو آية الله العظمى الذي يسيطر على مقاليد الأمور .

الشارع الإيراني هو المحرك الحقيقي للأحداث .....
لم تأتِ المظاهرات عبر مجاهدي خلق أو نجل شاه إيران الذي يطالب بعرش أبيه، لكنها مظاهرات على النظام من داخله ويدعو لها أنصار النظام ورجاله مثل شقيق الرئيس السابق محمد خاتمي وحفيده الإمام الخومينى وزوجة مير موسوى.

الطلبة الإيرانيون في جامعة طهران الذين تحدوا السافاك "جهاز مخابرات الشاه الرهيب"، وأخذوا يهربون أشرطة الخومينى داخل الجماعة وينسخونها ويوزعونها على الشعب الإيراني، والذين احتلوا السفارة الأمريكية تعبيراً عن رفض التدخل الخارجى فى شئون بلدهم هم أنفسهم الذين يخرجون في الشوارع وفى الجامعات وعلى أسطح المنازل، منددين بإعادة انتخاب نجاد الذي يرونه ديكتاتوراً أفسد علاقة بلادهم بالغرب والعالم العربي، وأراد وضعها في عزلة وتحريض العالم ضدها.

قوة تحرك الشارع الإيراني نراه من خلال ما استطاع إن يهربه الشباب من أفلام ولقطات وصور تم تصويرها بأجهزة الهواتف النقالة وتم بثها عبر شبكة الانترنت , لذلك كانت شبكة الانترنيت اخطر ما رافق صخب الشارع , ولم يجدي نفعا منع وسائل الأعلام الغربية والشرقية من ان تغطي احداث الشارع الإيراني , استطاع الشباب إن يشكلوا شبكة مراسلين كبيرة تغطي معظم الشارع الإيراني , تصور وترصد الإحداث وتبث الحكايات عبر شبكة الانترنيت , بعين الشارع الإيراني وقلبه وعقله , بخلاف كل الإحداث التي تقع في العالم حيث يتم البث عبر وسائل الأعلام المختلفة , حيث كانت هناك حدود لما يبث أو لا يبث , وأحيانا كثيرة كان المقص الرقابي أو المصلحة الدعائية أو الإعلامية تتدخل لقص بعض الأحداث هنا وهناك , لكن الوضع الإيراني مختلف فبعد ما اختفت وسائل الإعلام من الشارع الإيراني استطاع الشارع الإيراني إن يبتكر وسائل كان المراسل بها والمذيع هو الناخب العادي والذي تلقى الصفعات من قوات مكافحة الشعب ..... انه الحراك الذي وقف له العام اجمع مذهولا ...بما حدث وكيف حدث ولما حدث... الكثير من دول العالم والمنطقة عينها على إيران , لان إيران محرك مهم للأحداث , وأثبتت الأيام إن إيران لاعب رئيسي يحسب له ألف حساب .
يمكن ننظر إلى عقلية الشارع الإيراني بقول حفيدة مؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله الخميني، زهراء إشراقي، التي انتقدت ممارسات السلطات الإيرانية قائلة، في حديث لمحطة «بي بي سي»، إن «خطتنا الأساسية هي الدفع باتجاه تغيير كل القوانين الإيرانية لتضمن حق المساواة للمرأة». ورأت إشراقي أن فوز مير حسين «موسوي كان هو الفرصة التي تنتظرها المرأة الإيرانية، لأنه يمثّل قوة دفع كبيرة». وأضافت رئيسة «جمعية حماية المرأة الإيرانية»، التي احتجزت مع زوجها محمد رضا خاتمي (شقيق الرئيس محمد خاتمي) لساعات يوم الأحد الماضي، أن موقفها لم يتغيّر.
حق المساوة للمرأة .....وهو كذلك الدفع في اتجاه التغيير .....
الشارع الإيراني هو الذي اختار موسوي وكروبي ...بينما نرى إن محسن رجائي انزوى بعيدا...فمحسن رجائي لا يزال ابن لهذه المؤسسة المحافظة ولا يزال يفكر تفكيرهم ... وينبض قلبه بمشاعرهم .... بينما موسوي وكروبي اقرب إلى الجماهير الصاخبة ...وهو الذي يحركه ألان ... وليس موسوي هو الذي اختار الشارع ....
لكن الشارع الإيراني شارعين وليس واحد ...هناك شارع شمال طهران والطبقة المتوسطة الأقرب إلى المفاهيم الاجتماعية المتطورة ...الشارع الذي يتطلع إلى المزيد من الحريات ..الشارع الذي عينه على الغرب والإصلاحات الاجتماعية ومزيد من الحريات للمرأة وإعطاء مزيد من مساحة الحرية لمنظمات المجتمع المدني ...الشارع ينادي بالحرية والمساواة وحقوق المرأة وحقوق الأقليات ...الشارع الذي يتولد منه الحراك المجتمعي إلى توطيد البني التحتية للمجتمع المدني .. والذي شب عن الطوق بحيث يحاول إن يتملص من ولاية الفقيه إلى ثقافة المجتمع المدني .... هذا الذي أيد موسوي وكروبي ويقف حاليا ورآهما ... هذا الجيل في إيران له تصور مختلف للثورة والتدين والعلاقات الاجتماعية. لقد خرج إلى الشارع ويصعب أن يرده أحد.
قصة الشباب الإيراني المولود بعد الثورة ويمثل ثلثي السكان وقف وقفته الكبرى حينما جاء بخاتمي للرئاسة عام سبعة وتسعين. انطلاق هذا الشباب ليس سياسيا فقط... منذ ذلك الحين وهو يواصل الدفع إلى أعلى لرفع السقف الموضوع على الحريات.
يقول الأاستاذ فهمي هويدي.......
حينما دققت في الصورة لاحقا، أدركت أن الذين أكدوا الإعادة ومن رجح حسم المعركة لصالح موسوي من الجولة الأولى تحدثوا عن أجواء طهران وبنوا تقديراتهم على المواكب الحاشدة التي ملأت العاصمة ضجيجا وخطفت الأبصار في شارع «ولى عصر» أكبر وأطول شوارع المدينة.
وحتى أكون أكثر دقة فلعلي أقول إن تلك كانت أجواء شمال طهران، وهي المنطقة التي تتعدد فيها الأحياء الراقية ويسكنها القادرون، الذين يملكون السيارات التي ظلت تجوب العاصمة طوال الليل.
مراسل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي يصف حين تجوله بشوارع إيران.......
توقفت بجانب سيارة تصدر عنها موسيقى بوب حديثة ولكن بكلمات إيرانية , كان بالسيارة شباب من أنصار موسوي خرجوا يرقصون في الشارع الرئيسي في أصفهان .... وبين هذه الأمواج من البشر كانت الفتيات يهتفن ويمشين بجوار الشبان.
تخففت الفتيات من الحجاب شيئا فشيئا. اختلط الجنسان بشكل واضح في المطاعم والمقاهي ودور السينما والمسرح. نعم قوانين المنع كثيرة لكن التحدي لها أكبر. كما أن هناك تراخيا واضحا في تطبيقها. ففي احد مقاهي وسط طهران كانت هناك لافتة بارزة تمنع النساء من تدخين الشيشة. ومع ذلك كانت البنات يتناوبن تدخين الشيشة مع رفاقهن من الشبان.

لكن يوجد شارع أخر وهو شارع جنوب طهران مجتمع الفقراء الذي يرون نجاد المخلص والمنقذ بل هو احد أتباع المهدي المنتظر إذ ثبتت في أذهان عامة الناس أن أحمدي نجاد واحد منهم وأصدق تعبيرا عنهم. إذ قدم نفسه بمظهره البسيط وجسده النحيل ووجهه الذي لا تظهر عليه آثار النعمة، حتى بدا صورة طبق الأصل كأي حرفي أو عابر في الشارع. عزز من تلك الصورة إدراك الناس لحقيقة أنه يعيش حياة بسيطة، لم ينس فيها أنه ابن حداد في قرية «أرادان» التي تسكنها 40 أسرة فقط، ولا مكان لها لا على الخريطة الجغرافية أو الاجتماعية في إيران. ثم إنه كأي مواطن ريفي، شديد التدين والتواضع، ولم يعرف عنه تعلقا بالوجاهة أو الثراء. ولأنه «واحد منهم» فقد ظل طوال السنوات الأربع الماضية مشغولا بتحسين أوضاع الفقراء والضعفاء، ومتفننا في كيفية توفير الخدمات لهم والتخفيف من أوجاعهم، خصوصا من خلال رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة معاشات المتقاعدين. ولأن الأمر كذلك، فلم يكن مستغربا أن يلتف حوله الفقراء، وألا تكف نخب المثقفين وسكان المدن عن توجيه النقد إليه والنفور منه..... يقول الأستاذ فهمي هويدي وهو من المطلعين الجيدين للداخل الإيراني ....
مفاجأة انتخابات الرئاسة الإيرانية مضاعفة. ذلك أنه خلافا لكل التوقعات، فإن أحمدي نجاد لم يفز فحسب، وإنما تم له ذلك في الجولة الأولى ودون إعادة. وهو أمر يبدو أنه استغربه أيضا!
يقول مراسل الصحيفة البريطانية .... كدت أفقد الأمل في أن أعثر على مظاهر شديدة للتدين في طهران إلى أن وصلت إلى تجمع انتخابي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد. وهنا رأيت الشادور الإيراني الأسود على رؤوس النساء . الغالبية العظمى من النساء لا يبدو منهن إلا الوجه والكفان.
ثم مرت بنا مسيرة لأنصار مير حسين موسوي أبر منافسي أحمدي نجاد. لم أتيقن أن أنصار الأخير فقراء حتى رأيت أنصار مير حسين. لا وجود للشادور الأسود إلا في ما ندر. الفتيات متزينات بالحلي وأدوات الزينة. الفتيان يتبارون في قصات الشعر وثيابهم هي الأخرى تبدو أنيقة وأغلى ثمنا.
في تجمع أحمدي نجاد كادت تسحق أجساد وهامات في السباق إلى عربة لتوزيع المشروبات والمأكولات المجانية.
الأستاذ فهمي هويدي يقول إن الفقراء هم الذين كسبوا المعركة .... ولكن المعركة لازالت لم تنتهي بعد ..
هل سقطت نظرية ولاية الفقيه ...أم لم تعد تتسع للمفاهيم الاجتماعية المتطورة وحسب حاجات الإنسان ... أم تولدت من ولاية الفقيه ...نظرية استبدادية جديدة .... الم نرى الشارع الإيراني ينادي بسقوط الديكتاتور ... فمن هو الديكتاتور .... هل هو احمدي نجاد .. الدستور الإيراني ينص صراحة بان المرشح ينتخب لدورتين انتخابيتين متتاليتين ولا يجوز له إن ينتخب مرة ثالثة ... الم نرى إن رافسنجاني وخاتمي انتخب كل منهم لدورتين انتحابيتين ..ثم خرجا من الحكم ... إلا نرى إن القانون والدستور الإيراني ضد ولادة ديكتاتور جديد ... ولا وجود في إيران لرئاسة مدى الحياة ......
لكن منصب ولي الفقيه هو (( منصب لمدى الحياة )) ... فهو يمثل الإمام المهدي المنتظر والذي طال انتظاره ...بحيث كان الحراك لولادة نظرية ولاية الفقيه هو مخاض شارع قوي باتجاه الحياة المدنية وحقائق الإنسان البسيط واحتياجاته .. والشعور الدائم عند رجل الشارع بحاجته للعدالة المفقودة ....وهي كانت بالفعل حركة ايجابية العودة إلى الحياة .... فمشكلة نظرية المهدي المنتظر لدى الشيعة ... هو الانتظار الذي طال بحق منذ اختفاء الإمام المهدي منذ سنة 260 هجرية لغاية اليوم فتعطلت بسبب ذلك كثير من تفاصيل الحياة الدقيقة لرجل الشارع مثل (( صلاة الجمعة )) وهي ركن مهم للمسلم بحجة إن صلاة الجمعة من الأمور الخاصة بالإمام لا يجوز إن يقوم بها سوى إمام معصوم ... وتعطلت بغيابه أمور قريبة من حياة الإنسان البسيط ... وبسبب نظريات الغيبة والتقية وغيرها أدت إلى اتجاه الشيعة اتجاه سلبي في الحياة والانزواء عن الحياة العامة ... والرضاء بحكم المستبدين بحجة ... إن وقت الظهور لم يحن ... ولاية الفقيه هي نقطة تطور مهمة في حياة الشيعي هي ببساطة أخراج كل نظريات الحكم وإقامة الدولة العادلة من متون الكتب إلى ارض الواقع ..فكانت الصدمات التي هذبت نظرية الحكم مع الواقع ألمعاشي للإنسان ... فكل ما كان يعتقده المتدينون يصلح للامسان ...فتطورت ولاية الفقيه مع احتياجات الناس ...ولو قرأنا الدستور الإيراني نجد إن حتى الولي الفقيه له حدود تشكلت في الدستور الإيراني .. ومع أنها بدأت وكأنها فوق القانون .. إلا إن الولي الفقيه لم يعد تلك الأسطورة التي يتصور في الأذهان .. بأنه فوق البشر وانه نائب عن الإمام وحثي نظرية عصمة الإمام تلك الشخصية القادمة من السماء تغيرت ملامحها في ذهن الإنسان البسيط( وما دامت حدود هذه الشخصية قد دونت في الدستور وبينت واجباته وحقوقه ... كذلك رسمت طريقة انتخابه وطريقة عزله كل شي يتجه إلى الحياة المدنية وبدأت تفقد الشخصيات الأسطورية بريقها وتأثيرها على الشارع.... واليوم حراك الشارع الإيراني أيضا .... استمرار لحركة الشيعة الثقافية والسياسية والتحول إلى الحياة المدنية .... ما يحدث اليوم هو دفع النظرية الدينية بكل ملابساتها وغيبياتها ...وجعلها واقع معاشي حاضر لمتطلبات الإنسان واحتياجاته الأساسية ... دافع لجعل النظرية المستقرة في متون الكتب ...خبز يومي وغذاء يومي وصحة يومية وتعليم وكرامة ورفع مستوى المعيشة للفقراء والتي يتطلعون للعدالة الاجتماعية ....أكثر من تطلعهم لعدالة المهدي أو الخميني أو الخامئني ...عدالة الإنسان البسيط ......
الشارع الإيراني هو الذي اختار موسوي وكروبي ...بينما نرى إن محسن رجائي انزوى بعيدا...فمحسن رجائي لا يزال ابن لهذه المؤسسة المحافظة ولا يزال يفكر تفكيرهم ... وينبض قلبه بمشاعرهم .... بينا موسوي وكروبي اقرب إلى الجماهير الصاخبة ...وهو الذي يحركه ألان ... وليس موسوي هو الذي اختار الشارع ....
عين العالم كله اليوم على إيران .. هناك الكثير الذين المنبهرين بالطريقة الإيرانية أو الديمقراطية الإيرانية .. وهناك الكثير الذين ينتظرون سقوط التجربة الإيرانية .. هناك المختلفون معهم عقائدياَ وهناك الخائفون من التحرك السريع الإيراني للعالم النووي وهناك من يريد إن يحجم إيران وهناك يستفزهم الحراك الإيراني بدون سبب .... ولكن الحقيقة الكل ينظرون إلى إيران .. ومهما كانت نتيجة هذا الحراك اليوم ... إلا انه سوف يكون له تأثير كبير على المنطقة ....
وسيكون المنتصر في النهاية هو الشارع الإيراني ...ليس موسوي ولا نجاد ولا كروبي ... هو الشارع الإيراني فقط لا غير



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والتحول المدني
- دارون
- الانتخابات ... والتغير
- اوباما ....حلم وتحقق
- غزة ...حين البوح
- نشأت الفيدرالية
- نظرة على الانتخابات
- العراق والفيدرالية
- قصص من بغداد البعيدة
- رئاسة جمهورية لبنان
- الشعب مصدر السلطات
- حول الدستور العراقي
- اليوم اكتملت انوثة حبيبتي
- الأردن المستفادة دوماً
- سارة خاتون والتراث العراقي
- سمك لبن تمر هندي
- ثقافتنا المتحجرة
- الجريمة في الشخصية العراقية
- اموال الخمس والزكاة .......... اين هي ؟
- نحن والسلطة المستبدة


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - ايران والتحول المدني