أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلمان محمد شناوة - نحن والسلطة المستبدة















المزيد.....

نحن والسلطة المستبدة


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:14
المحور: حقوق الانسان
    


دائما يبقى السؤال ؟!! هل الاستبداد تكون بفعل أرادة الشعوب أو هو نتيجة لها , لو درسنا الحكومات المستبدة في كل مكان منذ الولادة حتى الوفاة لرأينا خطوات لا تتغير , فهناك الولادة وهناك النشوء وهناك القوة وهناك التمكن وهناك الوفاة , وهو حال كل الدول فالدولة تمر بكل هذه المراحل ولادة ونشوء وشباب وقوة وكهولة ووفاة , وهناك عمر الدول الصغير و وهناك من عمر الدول الطويلة .
كل الأفكار الثورية التي قال بها عمالقة الثورة الفرنسية , جان جاك رسو وفولتير , وغيرهم حول العقد الاجتماعي والمساواة وحقوق الإنسان , ونشوء الدولة على أساس العقد الاجتماعي , وبنود العقد ثم مسيرة الحاكم إلى التفرد بالحكم وصولا إلى الاستبداد الكامل , حتى يصل إلى مقولة (( أنا ربكم الأعلى )) .
كل الأفكار حول الحرية و (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا )) كل الأفكار حول الكرامة والكبرياء والمساواة , كل الأفكار حول الدماء النازفة التي تهب الحياة لشعوب حرة إرادة الحياة , هي في مخيلة كل الثوار والمصلحين والأحرار والمسيرة الطويلة إلى الاستبداد ثم إلى طريق الأحرار .....
والإسلام هذا الدين العظيم والنبي الكريم والثورة على الاستبداد الذي استقر في العالم ذاك الوقت , وكأن كل الأديان التي أتت إلى البشرية تريد إن يتجدد هذا الحراك وكأن الاستقرار يؤدي الاستبداد والأديان مثلها مثل الثورات الكبرى في التاريخ أتت في سبيل بث الدماء في شريان الحياة الراكد , ونزف كل الدماء الفاسدة التي تقف عثرة في طريق هذا الحراك , وهذا التنفس والهواء النقي الذي يتجدد بدماء الشباب على طريق الحرية .
فجأة رأينا رجالاً باتوا هم المقربين من القائد رجالا أمثال عمار بن ياسر وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد ....... أصبحوا قادة بعدما كانوا عبيدا , أصبحوا سادة بعدما كانوا خدما ,هذا الانقلاب من إن نكون أو لا نكون هذا الانقلاب الذي يحول كل موازيين الأشياء إلى ماضي قديم في مزبلة الأمم والشعوب , ثم يولد جيل جديد من القادة ومبأدى جديدة تؤسس عليها دول وشورى دعي لها الدين الجديد ولم يعمل بها على طول عمر الدولة الإسلامية ............
ماذا يريد منا الله هل نصلى له ونعبد ونسجد الم يكن ملايين الناس كانوا يصلون له بشكل مسيحي أو صابئي أو يهودي أو غيرها من الأديان فهل يحتاج لصورة جديدة من الأديان حتى يرانا ركعا سجود , أم هو يهوى إن يظهر في كل زمن صورة جديدة لدين قديم .
العمر الطويل من الاستبداد حتى ولدت لدينا أسطورة الله في الأرض , جاء بعض الثوار في عقولهم وأفكارهم وحطموها بمعول الإنسان فلم يعد لدينا بعد الثورة الفرنسية لإلهة تعبد على الأرض , وكان الإنسان هو الذي يختار حكومته وشكلها ومن الحاكم وكم يبقي وكيفية حساب هذه الحكومة ,
الشورى التي دعا إليها الإسلام تم ؤدها من أول تجربة إسلامية ضعيفة في العصر الراشدي الأول , فكانت سقيفة بني ساعده , كانت الشورى والآراء المختلفة (( الرأي والرأي الأخر )) والدعوة إلى حكومة إسلامية تنتخب من المسلمين كافة )) وحين تم اختيار أبو بكر كانت التجربة الثانية التي تناقض التجربة الأولى فأوصى أبو بكر إلى عمر ثم أوصى عمر بمجلس من ستة أشخاص ثم كانت انتفاضة شعبية على الحكم الإسلامي الذي مال إلى الاستبداد فكانت بيعة شعبية عامة وخلافة الإمام علي ثم كان التنازل عن الخلافة من قبل الحسن إلى معاوية , ثم كانت خلافة وراثية كأنها من نتاج كسرى أو قيصر أو كأنها استمرار إلى الحكومة المستبدة .......لا أدري لماذا كانت شورى فأن كان هذا نظاما إسلاميا ما هي الآليات التي ينفذ بها هذه الإلية هل دعي الإسلام إلى الشورى , إذا لماذا لم يعمل بها إن كان يرى بالشورى النظام الأمثل لبناء دولة أسلامية لماذا لم يقوم الرسول نفسه بتربية الجيل الأول من الصحابة ولأنهم أفضل القرون كما قال هو , لماذا لم يقم بتربية هذا الجيل على ممارسة أدوات الشورى , وفرض القوانين التي تجعلنا نتفاخر بان لنا دولة إسلامية لها أدوات لا يجوز المساس بها , لقد رأينا عبر التاريخ إن الثورة الفرنسية مثلا جعلت من النظام الانتخابات من أدواتها وقامت بتجريم كل من يحاول المساس بالنظم الانتخابية والديمقراطية في البلاد , لأنها خافت على منجزات الثورة وخافت إن يأتي احد يوما من أبناء الثورة نفسها ويحول مسار هذه الثورة إلى اتجاه أخر , وكذلك رأينا إن الثورة الأمريكية في الشمال الأمريكي وضعت مسودة الحقوق التي كتبها جيفرسون ووافقت عليها الأمة , كذلك وضعت إلية للانتخابات لهذه الأمة ورأيناهم لغاية اليوم وبعد ثلاثمائة سنة لبداية هذه الثورة يسيرون من أفضل إلى الأفضل .
بينما نحن نصرخ يوميا في كل وسائلنا الإعلامية إن الشورى سبقت الديمقراطية , إذا لماذا لم نضع الأسس التي تستمر عليها الديمقراطية كيف تحولت فجأة من حاكم إلى أخر من شورى إلى وصاية إلى مجلس وصاية يختار منه الأفضل إلى ثورة شعبية والثورة الشعبية تعني إن الحكم مال إلى الاستبداد ثم إلى التنازل , فكيف نحلل هذا التنازل فإذا كانت البيعة هي عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم فكيف يحق للحاكم إن يتنازل إلى حاكم أخر , والمفروض إن يتنازل إلى الأمة أولا , والأمة هي التي ترى الأمثل ومن يحكمها , أم هو الاستبداد الذي يخلق لنا حاكم يتنازل ويخلق لنا حاكم يسوس الناس بالقوة والوراثة .
لو كانت لدينا إلية حكم صحيحة ما وجدنا إن هناك من الحكام يتنازل لغيره وما وجدنا من يقفز على الحكم بالقوة , لان من يقفز على الحكم بالقوة لازال في وعيه وإدراكه (( إن القوة تخلق الحق وتحميه )) وهي فكرة قديمة منذ الاستبداد الروماني مثلما رأينا من مروان بن الحكم وهو يضع السم إلى معاوية الثاني وينهي أسره حاكمة وراثية لتقوم أسرة حاكمة وراثية , كذلك مار أينا انتهاء سلالة حاكمة أموية وراثية وقيام سلالة عباسية وراثية حاكمة , كذلك لو كانت هناك إلية صحيحة لنقل الحكم ومحاسبة الحاكم ما وجدنا إن هناك انتفاضة تقوم على الخليفة الثالث وقتله في داره لان ساعتها يكون هناك شعور لدى الناس وهم الغالبية الكبيرة من المسلمين إذا ذهب حاكم فاسد سوف تختار العامة حاكم أخر , ولكن لم يكن لدى العامة الشعور بالاطمئنان بان هذا سوف يحدث ولأنه لم تكن هناك إلية للحكم ونقل السلطة ولم يكن هناك إلية لانتخاب شخص وفق أصول الشورى أو اى مسمى ديمقراطي أخر , لذلك لجأوا إلى الانتفاضة والثورة وكان ما كان , كل الذي تكون بالفعل هو إلية انتقال السلطة بالوراثة وهذه الإلية هي من نتاج الفكر الاستبدادي الأموي وأصبح سائرا في كل الدول الإسلامية عبر كل العصور , والذي للأسف بقي مستمرا بقوة الدين نفسه لان السلطة وجدت لها من العلماء ورجال الدين من يمدها بالفتاوى الجاهزة , لا يجوز الخروج على الإمام و (( إمام ظالم مسلم أفضل من إمام عادل غير مسلم )) و أطيعوا الله والرسول وأولوا الأمر منكم )) وغيرها من الفتاوى الجاهزة المعلبة التي تلأ ئم كل حاكم باختلاف القالب .
فكأن ما نزلت رسالة ولم يبعث الله نبيا ولم تقم قائمة لدين اسمه إسلام وما بقى من الإسلام إلا كيف نصلى وكيف نصوم وكيف نحج وهي صورة جديدة للعبادة القديمة .

كل حاكم يأتي أول ما يقوم بوضع الأسس التي تقوم عليها سلالة حاكمة وكيف تكون إلية انتقال الحكم من الملك الذي توفاه الله إلى الملك ولي العهد بكل بهدوء واطمئنان وبدون جريان الدماء وجعلوا هذه الأمر من الأمور الحضارية التي تميز هذا الحكم عن ذاك .
ولكن حين يثور الشعب وتحت الثورات المتلاحقة يكون مجلس شورى صوري يختاره الأمير أو القائد أو الملك يأتي بالتعين لا بالانتخاب الشعب ليضيف له صورة قديمة من عصر الإسلام الأول ويقول كان الرسول يقو (( وشاورهم بالأمر )) لكن نفس الرسول يقو (( وإذا عزمت فتوكل )) فهذا المجلس مثله مثل المجلس الأول في العصر الأول للإسلام ماهر إلا مجلس صوري يعطي للأصوات الشعبية صفة استشارية فقط , ولا يكون لهم أي صفة ملزمة , قحتي مبدأ الشورى افرغ من محتواه فصار مجلس شوري ليس لقراراته أي صفة ملزمة فهو يأتي أولا من تعين من الحاكم , والحاكم له له حق التعيين وله حق الإنهاء ونتساءل لو كان هذا المجلس يأتي بالانتخاب ويكون علاقة مباشرة بين العامة والحكم ساعتها إلا يفكر الحاكم إلف مرة قبل إن يخطو خطوة واحدة حين يجد من الشعب من يحاسبه ونغلق بابا من أبواب الاستبداد .
الديمقراطية دخيلة علينا وهي من نتاج فكر غربي كافر (( هذا ما يقال لنا إناء الليل وإطراف النهار )) ويرتقي رجال العهد الجديد المنابر ويقولون لنا الديمقراطية رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه , ورجال العهد الجديد ما هم إلا نتاج حضارة الاستبداد هذه نحن رفضنا الرجال فكان منا حكام سقطت أصنامهم بثورة البقاء ثورة مثل الثورة الأولى على الخليفة الثالث عثمان بن عفان حين مال إلى الاستبداد فكانت ثورة وكانت انتفاضة , واليوم حين سقط الصنم لأنها قامت أيضا ثورة وقامت انتفاضة ولكننا للأسف رفضا الحاكم ولم نرفض فكرة الاستبداد , فا هم اليوم يولد لدينا من رحم الانتفاضة قادة جدد هم بطبيعة الحال مشاريع جديدة لعصور أخرى من الاستبداد , انتهى حاكم مستبد وقام للأسف إلف حاكم مستبد والكل يدعو لنفسه وأقاربه وعشيرته الأقربين , إما الوطن فلا يدعو له احد والدماء النازفة اليوم تنزف ليس لإنشاء وطن حر , إنما لإنشاء إلية حكم مستبد جديد .
وبقى السؤال هل الاستبداد جاء رغما عن إرادة الشعوب أم جاء نتيجة لهذه الإرادة وكان نتيجة لمجمل أفعالهم كيف تحول الإسلام من شورى أول الأمر إلى ملك عضوض اشد وطأة من كسرى وقيصر كيف كانت الوراثة في الحكم , هل لأنها أفضل صورة من صور الحكم بحيث اتخذها المسلمون وتركوا وراء ظهرهم كل الأفكار الثورية التي نادي بها الإسلام لماذا كانت الانتفاضة على عهد عثمان ولماذا كان التنازل هل بالانتفاضة حقق المسلمون شي من إرادتهم أم بالتنازل حقق المسلمون شي من إرادتهم إلا يحق لنا إن نتساءل كيف تحول الحكم إلى هذه الصورة من حكم الأقلية للأكثرية الصامتة .



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين بلا رجال دين
- المتنبي ينعى نفسه
- جند السماء
- شيعة .... وسنة
- ابن جبرين ..يجب ان تعتذر
- وحدها ...ماجدة الرومي بقيت
- الوزير ربما ... ربما يجد حلا !!!!!
- الا تستحق لبنان انعقاد قمة عربية
- الوزير المبتسم ..وصواريخ المقاومة
- مغامرة حزب الله ...بين العقل والجنون
- المرأة خذلت المرأة .............. كويتياً
- العلمانية .....والتعايش
- الرق وبقايا الثقافة الاسلامية
- الرئيس المؤمن
- هند حناوي
- السقيفة ... و ؤد الديمقراطية
- القمة العربية ..تحتاج لوجوه جديدة
- الى ...كاتبة من وطني
- تشالز ... شيخ الازهر القادم
- الجنة الان .... الجنة بعد ذلك


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلمان محمد شناوة - نحن والسلطة المستبدة