أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب المطلبي - في خضم المجهول(( 3 ))














المزيد.....

في خضم المجهول(( 3 ))


عبد الوهاب المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


حين واصلنا الرحلة غربا أذهلتنا عرائس الغيوم وهي تذرف الدموع الكبيرة بغزارة ولا ادري اهي تلهو مع البحر المتجبر فقد تواضع للريح الشديدة مبديا استسلامه لأذرعتها الخفية حتى أنَّ قهقهاته اصبحت بكاءا ً متموجا ً فللزبد عزفا صاخبا جعل النوارس تهرب الى السواحل او الجزر واضطرب كل شيء ثمة سفينة كبيرة مشغولة بانقاذ الصيادين الذين عانقتهم اذرعة الريح مكافئة لهم على توغلهم ولهذا ازداد قلقي القروي وهو يرى القوى الخارقة متحديا انبهاره الفوق تصوره وأويت ُ الى فراشي..اقلب ما لدي من صور الحبيبة التي احتفظ بها في شريحة الذاكرة...احاول ان أهضم الصخب والدوار...لكني سمعتُ طرقات ٍ أنيقة ٍ على باب غرفتي...هل غفوتُ ؟ أم كنتُ احلم ؟ لا أبدا كنتُ افتح الايكونات في حاسوبي الشخصي...وخطر ببالي ان اللصوص ربما عادوا الي...رباه ماذا أفعل؟؟ بعد ترددي وصمت قصير عادتْ الطرقات على الباب من جديد ...نعم باب غرفتي ...ابدا لم أكن أحلم أو اتخيل ...قرأتُ آية الكرسي وتكلمتُ بصوت مرتجف : اللهم نعوذ ُ ونلوذ ُ بعزتك وبربوبيتك من شر الاشرار ومن كيد الفجار ومن طوارق الليل والنهار...وجمعتُ ما لدي من فتات شجاعتي المسلوبه بين مخالب الغربة الرهيبة..وببطء فتحتُ الباب َ وانثال صوتٌ ملائكي رخيم : - سوري...آسفه على الازعاج...إن كنت َ بحاجة ٍ الى من يقوم بخدمتك قل لي يا استاذ؟...آه اخذتُ نفسا ً عميقا ً وقررتُ ان ابدو مبتسما ً كانت ْ شابة سمراء رقيقة الملامح اقرب الى ملامح النساء لجنوب شرق آسيا...قلت لها : عفوا مَن أرسلك ؟...أنا لم اطلب خدمة؟؟ قالت: نحن نتجول بين غرف الزبائن لتقديم خدماتنا... ربما تحتاج ُ الى تدليك لجسمك المتعب...او احضر لك شيئا من الويسكي او أي نوع...أو تتأبط ذراعي لكي نلهوهناك في طاولات اللعب..وانفرجت شفتاها عن بسمة لاهية...لكنني اعتقد عرفت المغزى...كما قلتُ أن هذه السفينة مرادفة. الى.كواليس بعض المنتديات الأدبية...تقديم المتع المسلفنه بالبوح الحر ...
أجبتها شاكرا وحاولتُ ان أفهمها بأنني لا أتناول المشروبات الروحية وأصلي...... يبدو أنها لم تصغي لما اقول لمست ْ أكتافي وراحتْ منهمكة في التدليك..ضحكتْ بصوت ٍ خافت ٍ همستْ : ...دعني اخفف من توترات عضلات الكتفين والظهر..هيا استلقي...لا تخف لا اطلب ُ ثمنا ً باهضا ً صدقني...ولا أدري استسلمت ُ لعزفها اللطيف... فعلا انها انامل تريح الجسم...شعرت ُ بأني أسيرها...ترى هل هذا نوع من الابتزاز او الاغراء...احست ْ وربما ادركتْ ما جال بخاطري...قالت: لا تخف ْ انا لست ُ كما تظنني من أفراد العصابة..أنا احاول ُ أن أكسب َ رزقي...... ثم منحتها بعض النقود وخرجتْ شاكرة ً........
كانتْ واقفة ً أمامي...خاطبتها : حين كنت ِ شابة في منتصف العمر...ادركتُ بأنك لم تنضجي بعد...كان الغرور يقودك الى ضجيج المدن التجارية لم يسعك سماع اناشيد الحقول المعانقة لهمسات الفراشات اللعوبة وزغاريد العصافير وهي تحاور ناموس الطبيعه
وها انا وصلت ُ منهكا ً الى مقرك تكبدت ُ قر البرد والغرق ابتلالا تحت قافية المطر الغزير ثم الزلزال المخيف .. تكبدتُ هول هذه الاشياء التي لم اعرفها في بلادي اسابيع من الخوف والقلق والترقب
والشوق المرفرف كالعصفور الباحث عن الدفء....تكلمت ُ معك على قارعة الطريق انت ِلم تركزي انتباهك علي جيدا ًلم تسألي من هذا الذي يغوص ُ في ملامحك ...كنت ِ تدافعين عن وجهة نظر في رنة يأس مع نور الهدى تلك المحامية الرائعة ...وهي حكاية اخرى
قلت ِ لها كلاما بالكاد اصل الى مغزاه ...لا أعتقد بأنك توصلت ِ الى ميناء راحة البال...واردفت ِ قائلة : ان كل كنوز الدنيا لا تساوي أو تعادل راحة البال...هل فعلا ً إنك تجاوزت ضجيج المدن؟؟؟
انا رأيتك ِ لحما ودما..اقصد ُ اني شاهدتك ِ عن قرب ٍ ببشرتك القمحية تبدو ملامحك اكبر من تلك التي رأيتها في الصور التي امتلكها...فعلا ً لقد مضى عاما كاملا لكني لم اشعر به أبدا منذ ان سكنت ِ في أعماقي....الغريب في الأمر انني كلمتك ِ وشممت ُ شذى عطرك ِ وانت تلبسين بنطال الجينز وسويتر من الجلد الاسود المبطن بالفرو... وجيدك يحمل السلسة الفضية التي رأيتها في آخر صورة لك... وخصلات شعرك المتطايرة في مهب الريح ثم أسرعت ِ الى مكان لا أعرفه...ربما مقر عملك او.................؟؟
كابدت ُ البحث عنك اسبوعا كاملا ً....لم اكتف ِ بالامطار والبرد إنما زادها شيء ٌ هو الزلزال بقوة3 ، 6 درجات على مقياس رختر او اقل وتحملت ُ حمى شديدة لكني قررتُ العودة الى بلادي سريعا
وأنا اشعرُ بأني وضعتك ِ في اعماقي مجسدة ومعها صوتك ِ لآخر ترتيل ٍ قدسي .




#عبد_الوهاب_المطلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسمع ْ يا قلبي
- في خضم المجهول (2)
- ((1))في خضم المجهول
- همسات ُ القلب ما بين كلمات رسالتها
- يا ليت َ الأحزانَ تنام
- أصابها سهم ٌمن الفضه
- : مرثية الرؤيا
- جواز السفر
- ليس َ عدلا ما اراه ُ من جروح لا تنام
- آهات ٌ في محراب العشق الراحل
- أنفاس حيرى في لغة العشاق
- انانا تتوشح ابتسامة الحزن
- رسالة الى إمرأة في وكر الدبابير
- رحيل طائر العشق
- جوهرة ٌ وجمره
- ليلى هبة اللهِ ملهمتي
- عجبا ً مازلتَ سموا
- ( 2 ) المختبأ في واحات روحي
- (( 1 ))المختبأ في واحة روحي
- ألا فأرفع جبينك يا عراق


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب المطلبي - في خضم المجهول(( 3 ))