أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - كتاب الايجنغ الصيني iChing لأول مرة بالعربية حوار مع المترجم ونبذة عن الكتاب الخطير















المزيد.....



كتاب الايجنغ الصيني iChing لأول مرة بالعربية حوار مع المترجم ونبذة عن الكتاب الخطير


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


أدب الاستخارة وفن قراءة الطالع من الصين الى العرب بين الشعوذة والعلم الصحيح: حوار مع بشار عبد الله مترجم كتاب التغيرات..

يُعَد كتاب التغيرات (Iching) الصيني واحداً من أهم مائة كتاب في التراث العالمي، وتنبع أهمية الآيجنغ من كونه كتابا في الحكمة إلى جانب انه يستخدم ككتاب للاستخارة وقراءة الطالع والتنجيم بشكل يسير وسهل على كل راغب. وظل هذا الكتاب النادر مُنية القارئ العربي على مر السنين الى أن تصدى لترجمته من اللغة الانكليزية الى العربية لأول مرة الشاعر والاعلامي بشار عبد الله وأصدره عن دار فضاءات للنشر بعمان عام 2008 وهو الى ذلك روائي ومترجم من مواليد مدينة الموصل بالعراق نشرت له دار هاتس أف تكسن في امريكا الترجمة الانكليزية لرواية فاتح عبد السلام عندما يسخن ظهر الحوت عام 2003 وفاز كذلك بجائزة الاستحقاق في الرواية العربية للعام 2005 ضمن جوائز مؤسسة ناجي نعمان الأدبية ببيروت عن روايته الشعرية (من يسكب الهواء في رئة القمر). هنا لقاء معه من أجل القاء الضوء على أهمية صدور النسخة العربية لكتاب الحكمة الصيني الآيجنغ وكيفية استعماله واستخارته:

ح.ح - كيف حدث أن التقيتَ بكتاب التغيرات؟

ب.ع - ان اهتماماتي بأمور الغيبيات والمجهول هي التي قادتني إلى هذا الكتاب بالصدفة. كنت قد قرأت عنه سابقا، وذات يوم قلت لصديقي سعد محمود وهو ناقد وقاص وروحاني مهم إن بي رغبة لاستخارة غير تقليدية، فقال لي عندي نسخة من كتاب صيني اسمه كتاب التغيرات، في اليوم التالي أحضر النسخة ومن الاستخارة الأولى قررت استنساخه.

ح.ح - وهل النسخة التي صادفتَها أول مرة هي نفسها التي قمتَ بترجمتها بعد عشرين عاما؟

ب.ع - النسخة التي نسختها كانت بطبعة عام 1950، ولكن الطبعات اللاحقة حتى طبعة العام 1997- وهذه الأخيرة بحوزتي الآن- لا تختلف عن بعضها إلا من حيث الجانب الفني في الاخراج والتنضيد. مع ذلك اعتمدت نسخة 1950 عند الترجمة لسبب نفسي، هو ارتباطي بهذه النسخة طيلة عقدين من الزمن وارتباطي أيضا بالاستخارات الغزيرة التي قدمتها لكثير من أصدقائي ومعارفي بهذه النسخة للكتاب .

ح.ح - ألمْ تتهرأ النسخة التي بين يديك وأنت تتأبطها حيثما حللت؟

ب.ع - عندما استنسخت الكتاب سارعت إلى أحد المصحفين أو المجلدين المهرة في مدينة الموصل وقلت له أريد أن تصحفه لي ليبقى عشر سنوات فما فوق. ما تزال النسخة متعافية، وقد صدقني المصحّف.

ح.ح - هل الكتاب الأصلي مكتوب شعرا أم نثرا؟

ب.ع - أصل نصوص كتاب التغيرات هي التي تراها بخط غامق في الكتاب، وخطاطتها خطاطة شعرية، وهذه الخاصية تمنح الكلام عمقا وبالتالي قدرة للمتلقي على التأويل. أما الشروح بالحرف العادي غير الغامق فهي حصيلة فَهْمِ المعلمين الصينيين وتفاعلها مع فهم العلامّة ويلهيلم، فهي مزاوجة أفهام.

ح.ح - لم قمت بترجمة الكتاب الى العربية؟ وما الذي تنتظر منه؟

ب.ع - ترجمته لأنه كتاب غاية في الأهمية، ولأن أحدا لم يسبق أن ترجمه قبلي، كما أنه كتاب يستحق فعلا أن ننقله إلى العربية فهو إرث إنساني، إنه للجميع وإن كان مصدره الصين. هذا كتاب هذا العصر وكل العصور ويكفيني فائدة من ترجمتي له أن يطلع عليه العرب، ويقرؤونه بلا تحفظ.

ح.ح - ماذا تقصد بعبارة بلا تحفظ؟

ب.ع - التحفظ موقف يتخذه الانسان عندما يكون في مواجهة شكوك تتعلق بالفكر والعقيدة. وهو عندنا نحن العرب موقف يراد به المحافظة ما أمكن على الوسطية والاعتدال. وكما سبق أن فرقنا في رد لسؤال سابق بين كون كتاب التغيرات كتاب منطقي بناء على ما ضمنته في مقدمتي له من أسس تبعده بمسافات بعيدة عن حدود مفاهيم الدجل والشعوذة والسحر الأسود، يكون في مقدور القارئ العربي أن يقرأه بحرية دون التخوف من احتماليات الزلل العقائدي والفكري العلمي. فهو كتاب للجميع من حيث توافره على نصوص نضجتها الحكمة في قراءة الظواهر الكونية وارتباط الانسان بشرائعها، كما أنه للنخبة من حيث إمكانية المستقرئ استخارته وتأمل المعاني التي تخرج له ومطابقتها مع أنساق المادة المُضمَرة.

ح.ح - هل أنت مترجم كتاب التغيرات فحسب أم أنت معتقد به نافلة؟

ب.ع - لمْ أُقدم على ترجمته لولا قناعتي بأهليته. لا أقول أعتقد به، فالاعتقاد والمعتقد والعقيدة مفردات لها ظلال عندنا في العربية تتجاوز القناعة به. نعم أنا مفتون به جدا، وسبق لك انت شخصيا ولي أن تعاملنا معه مباشرة قبل خمس عشرة سنة في بغداد، وكان أذهلك حينها كما أذهلني وأذهل آخرين من أصدقائنا.

ح.ح - ترى لماذا برأيك كان ذاك الانذهال بكتاب التغيرات؟

ب.ع - اعتقد لأنه كتاب يقدم إجابات ونصائح منطقية ونصائحه دائما تأتي ضد نفس المستخير، وهذا هو الأجمل فيه. فهو لا يحابي. بل يضعك أمام عيوبك ويقول لك إذا فعلت كذا تصل إلى كذا وإذا لم تنتصح فمصيرك إلى كذا. عندما تتأمل الكلام تجد أنه كلام منطقي وإن خالف هواك.

ح.ح - ما مقابل كلمة استخارة في اللفظ الصيني؟

ب.ع - أعتقد أن ريتشارد ويلهيلم هو الأدرى باللفظة الصينية، لذلك فقد نقلها إلى الألمانية بلفظة (orakel) التي نقلتها بدورها مترجمة النص الانكليزي س. ف. باينِز إلى المقابل (oracle) وتعني بالعربية: وسيط الوحي، الوحي الالهي،المشاور الحكيم، والجواب الموثوق. وأعتقد أن لفظة الاستخارة العربية بمعناها العميق تحمل هذه المعاني الأربعة، فالمستخير يلقي سؤالا لـ (وسيط) هو لاوعيه، ويتلقى رموزا هي أشبه بـ (الايحاء)، ثم يعود إلى الكتاب بوصفه (المشاور الحكيم) ليتسلم (الجواب الموثوق).

ح.ح - أنت مولع بخلق مفردات جديدة للدلالة على أحداث جديدة كما فعلت مع كلمة قصاصة للدلالة على قصيدة النثر فلماذا لم تجد كلمة بديلة لكلمة استخارة التي تحيل في مدلولاتها الى جانب من الفعالية الروحية في الاسلام العربي والتراث الشعبي؟

ب.ع - هذا سؤال وجيه، ولكنني سأعيدك إلى العام 1994 عندما قرأتُ لكَ أنتَ طالعكَ أول مرة في فندق المنصور ميليا في بغداد. أتذكر جيدا أنك أنت من أسميت كتابنا هذا بـ ( كتاب الاستخارة) واستحسنته أنا منك لفظاً عربياً بمدلول عربي، وعندما قررنا إطلاق موقع خاص بالكتاب لم أجد في مقترحك أن يكون اسمه موقع الاستخارة العربي ما يضير بل على العكس وجدته الأنسب ضمن الفضاء المعرفي الذي نعمل وسنعمل داخله. وهذا شيء مختلف تماما عن (القصاصة) مصطلحا أردنا به بداية تسعينيات القرن الماضي هز أركان المؤسسة الثقافية ومصطلحاتها القارة التي تريد محاكمة نصوصنا المغادرة وفق معاييرها القديمة.

ح.ح - إذن قل لي ما معنى أن نستخير؟

ب.ع - الاستخارة هي إضمار لسؤال في النفس، وهنا أقصد بالنفس تحديدا اللاوعي الذي ينطوي على مسيرتنا الحياتية منذ الولادة حتى الموت. لكننا بسبب وقوعنا تحت ضغط الحضارة الحديثة الصاخبة وتحت معارفها التي تكاد تشل قدرتنا على التفكير الأصيل، بمعنى التلقي البدئي للعالم، نعاني من تشابك حقيقي لخيوط حياتنا، فأنت لا تستطيع مثلا فصل خيط عن خيط آخر لأن الخيوط تداخلت فيما بينها وانعقدت على بعضها البعض. الاستخارة تتطلب بدءا نوعا من الهدوء الذي يجعل إضمار السؤال، أي إسقاطه إلى داخل أتون اللاوعي فاعلا، مثل حجر يلقى في بركة راكدة، تجد أن الماء في رد فعله لفعل الحجر الملقى يصدر دوائر متوالدة، تلك هي استجابة اللاوعي الراكد للسؤال الملقى فيه. ولأن اللاوعي هو وعاء كل شيء يتصل بحياتنا على الأرض، فهو بالتالي ذاتنا. يمكننا القول بأن السؤال المضمر هو خطوة نحو إدراك شيء من الذات.

ح.ح - هل نراجع في ذلك ماضينا أم نستطلع مستقبلنا؟

ب.ع - نحن بحسب القوانين الأرضية التي تحكم وجوداتنا الجسمانية نتمتع بعقل مكاني (وعي) محكوم بالقبل والبعد، بالأعلى والأسفل، أعني بالمتوالية الخطية وهكذا نكون محكومين بتسميات ومفاهيم كالماضي والحاضر والمستقبل. فإذا سألتك أين كنت ستكون عند الاجابة محكوما بصيغة الفعل الناقص كان، فتتحدث عن وضع سابق، وإذا قلت لك إلى أين أنت ذاهب، فسيحكم إجابتك مصدر الفعل ذهب الدال على المستقبل وهكذا. أما النفس (اللاوعي) فهي ترتبط بمتوالية دائرية فلا بداية ولا نهاية، وكل نقطة على الدائرة هي البداية والنهاية في آن واحد. تماما مثل كتاب ناجز تجد بداية مادته ونهايتها محفوظة في وقت واحد بين دفتيه، لكنك لكي تعيه لا بد لك من إعمال الوعي فتقرأه، وهنا تقع في منظومة البداية والوسط والنهاية. من هنا عند الاستخارة نحن نتعامل مع نوع من الزمن دافق كالنهر الذي رآه كونفوشيوس وصاح، هذا هو الزمن حاضر دائما. ولأننا بالاستخارة نلامس شيئا من مكونات ذاتنا ذا صلة بالموضوع المضمَر، نكون أمام شيء أشبه بالجبل الجليدي الذي يبرز خمسه خارج سطح الماء، ويغرق أربعة أخماسه داخل الماء، لكننا نتمكن من تحديد شكل الجزء المغمور من الجبل الجليدي استدلالا من الجزء الظاهر، وهنا تسقط عن الموضوع اتهامات خطيرة كالقول بالتحرش بالغيب الذي هو اختصاص رب العزة جلّ وعلا.

ح.ح - كيف ينفع هذا الكتاب اذن في الاستخارة؟

ب.ع - أولا لقد مضى على هذا الكتاب أكثر من ستة آلاف سنة وهو قيد الاختبار، وأعتقد أن مدة زمنية طويلة كهذه تنذهل خلالها الأجيال بما يقدم من قراءات تدعونا للنظر مجددا في مفاهيمنا تجاه الفرق بين معنى نص عميق يحمل إرث الوجدان الجمعي، وبين مفاهيم الدجل والسحر وما إلى ذلك من المفاهيم السلبية التي لا تليق بالانسان وجودا وكينونة وكرامة. آلية هذا الكتاب هي ببساطة شديدة تحويل السؤال إلى رموز مرئية عن طريق رسم أشكال الرميات الست، حيث تمثل الرميتان الأولى والثانية الأرض، والثالثة والرابعة الانسان، والخامسة والسادسة السماء. هكذا تكون أمامنا صورة إنسان بين السماء والأرض. ثم يأتي النص ليحول الرموز إلى شروح.

ح.ح - ما الفرق بين الاستخارة وقراءة الطالع ومعرفة البخت؟

ب.ع - في رأيي لا فرق، فالمعنى واحد وإن تعددت التسميات. المستخير هو نفسه طالب الطالع وطالب البخت. أي طالب التعرف على ما سيقع له من أحداث على وفق حدث أولي قام به، فالحدث الأولي يمثل البذرة لكل ما سيأتي. لذلك إذا استخرت عن أمر لم تقم بخطوة فعلية عملية تجاهه، ستأتيك قراءة عامة. والقراءة تتخصص أكثر كلما كان هناك فعل تحقق فعليا. عندها سيكون هذا الفعل الأولي هو بمثابة الجزء الظاهر من جبل الجليد الذي حدثتك عنه، ولن يكون صعبا معرفة ملامح الجزء المغمور منه، وهو ما نسميه (مستقبلا) بناء على وعينا الذي سبق أن قلت لك أنه محكوم بهذا النسق الخطي للزمن (الماضي- الحاضر- المستقبل).

ح.ح - هنالك من قال أن هذا الكتاب ما هو إلا عودة إلى نصوص الشعوذة والسحر المعروفة في التراث العربي، بمعنى بضاعتنا ردت إلينا من قبيل شمس المعارف الكبرى للامام البوني أو غاية الحكيم للمجريطي . كيف ترد على ذلك؟

ب.ع - السحر، هو ببساطة أي عمل فيه خرق لقانون طبيعي. ولكن علينا الانتباه إلى أن مفهوم السحر يتغير، فمثلا ما كان يتصوره الناس عند ظهور الراديو بداية القرن الماضي، لا سيما في بلداننا العربية، على أنه نوع من السحر وفيه جن يتكلم، تلاشى الآن تماما بعد أن اطلع هؤلاء الناس أو من ذرياتهم على القوانين العلمية التي تحكم هذا الاختراع. وإذن فكما يقول كولن ولسون، السحر هو علم المستقبل، لأن العلم دائما في استكشاف واكتشاف، والفعل ما أن يبرر بقوانين علمية حتى تسقط عنه تهم الشعوذة والسحر. وأعتقد أن ضرب الرمل علم عربي يكاد لا يختلف كثيرا عن هذا العلم أعني (كتاب التغيرات) من حيث المبدأ. ولكن علينا أيضا أن نتخلص من عقدة البضاعة. فمثلما نحن أصحاب حضارة، علينا الاعتراف بوجود حضارات مماثلة وربما أغنى. فنحن لسنا الوحيدين على هذه الأرض نعتاش على إرثنا. والمعرفة إنسانية للجميع، والنبوغ موجود في كل بقاع الأرض.

ح.ح - وهل كون الكتاب قادماً من الصين ينفي كونه من كتب الدجل والشعوذة والسحر الأسود؟

ب.ع - ليس الأمر هكذا ببساطة. ولكن علينا أن نتتبع تاريخ ظهور هذا الكتاب بداية القرن العشرين وانتشاره بنسخة ويلهيلم وهو علاّمة ألماني أمضى أكثر من عشر سنوات في الصين لترجمته، والتعلم من فطاحل المختصين به من المعلمين هناك الذين توارثوا علمه أبا عن جد. ثم المقدمة التي كتبها أهم رجل في عصره علميا هو عالم النفس المعروف سي. جي. يونغ وهو من أبرز تلامذة فرويد في علم النفس التحليلي، فلا يعقل أن يغامر عالم معرفي تطبيقي مثل يونغ فيضمن مقدمته استخارته للكتاب عن مصير الكتاب نفسه.

ح.ح - أرجوك لم أفهم ماذا تقصد. هل تقصد إن يونغ استخار كتاب التغيرات عن كتاب التغيرات؟

ب.ع - نعم صحيح لقد سأل يونغ الكتاب بعد أن اعتبره في ذهنه محدّثه: كيف سيكون مصيرك بعد أن تنشر في كتاب؟

ح.ح - وماذا كان الرد؟

ب.ع - ردّ الكتاب قائلا:
( قِدرٌ مقلوب الأرجل.
من المجدي إزالة الطعام الراكد.
يتّخذ المرء سَرِيّةً من أجل ولدها.
لا لوم).

ح.ح - وكيف فهم يونغ هذا الكلام؟

ب.ع - فهمه من الشرح الذي تحته والذي يقول:
إذا كان القِدر مقلوبا رأسا على عقب قبل استخدامه، فلا ضرر ولا ضرار بل على العكس، فهذا الوضع يبقيه نظيفا خاليا من أي خَبَث. إن موقع المرأة السّرِيَّة موقع وضيع، ولكن لأنّ لها ابن تلقى احتراما وتقديرا. تعبّر هاتان الاستعارتان عن فكرة مؤداها أن في مقدور كلّ ذي إرادة خيّرة، في حضارة بالغة التطور، كما يشير هذا السداسي، أن ينجح بطريقة أو بأخرى. وقد يحظى باستجابة الآخر وقبوله، مهما بلغت درجة وضاعته، شريطة أن يكون مستعدا لتطهير نفسه. وهو بذلك يبلغ مرحلة يستطيع عندها أن يثبت لنفسه أنه منتج في المآثر، وبالنتيجة يحظى باهتمام خاص واعتراف بما يقدمه من خدمات. ثم حوّله الكتاب إلى خط متغيّر يقول:
ثمة طعام في القِدر.
رفاقي حُسّادٌ،
لكنهم لا يستطيعون الإضرار بي.
طالع حسن.
وجاءه شرحها كالآتي:
في أي فترة تشهد ثقافة متقدّمة، يكون من دواعي الأهمية القصوى أن يحقق المرء منجزا ذا شأن وقيمة. ولكنه ما أن يركّز على انجازات حقيقية كهذه، فإنه سيعاني يقينا من حسد الآخرين وكرههم له، ومع ذلك لا خطر عليه مما يحملونه تجاهه من مشاعر كهذه. فهو كلّما حدّد نفسه أكثر بإنجازاته الفعلية، تضاءل أكثر فأكثر حجم الضرر الذي يلحقه به حاسدوه. ).

ح.ح - ولكن مهلا فقد استوقفني شئ .. كيف تفسر لنا وجود كلمة حديثة مثل ثقافة في نص يعود عمره الى آلاف السنين؟

ب.ع - أنت ترى الكتاب أمامك وفيه نصوص أشبه بالخطاطة الشعرية ومكتوبة بحرف غامق (bold) هذه هي النصوص القديمة التي يعود تاريخها إلى ستة آلاف سنة. أما الشروح النثرية التي تحتها فهي خلاصة فهم ويلهيلم للنصوص المكتوبة بالخط الغامق آنفة الذكر، بعد معايشة لعشر سنوات مع مختصين بالكتاب. من هنا تجد مفردات حديثة كالـ (ثقافة). فالشروح كتبت بلغة العصر الذي هو قرننا العشرون. وانت يمكنك أن تستشف مصداقية الرد بعد أن تتابع مراحل انتشار الكتاب خلال القرن العشرين وبداية قرننا الحالي، وللعلم فإن كتاب التغيرات يكاد يكون معروفا في العالم عكسيا بقدر جهلنا نحن العرب به. فهو منذ أكثر من عشرين سنة مترجم إلى معظم لغات العالم، ربما النسخة المعتمدة هي نسخة أخرى أقدم تسمى نسخة ليجي، لكنه في الأقل معروف ويستخيره الغربيون ويعجبون بمعطياته.

ح.ح - وماذا بشأنك أنت؟ هل تمارس الاستخارة بكتاب التغيرات؟

ب.ع - نعم انطلاقا من فهمي له الذي أوضحته لك آنفا، استخيره دائما في أمور مصيرية، لنقل أنه مرجعي، إنه أفضل من أي استاذ، فأي أستاذ قد يقع تحت تأثيرات الواقع فيخطئ، لكن النص ثابت وعميق، يأخذ منه مستخيره الاجابة والايضاح لما هو ملتبس في اللحظة، ولا ينضب، إنه كما يصف نفسه مثل بئر يأتي الجميع إليها وينهلون منها الماء، وهي لا تقل ولا تزيد. وهي أي البئر باقية على الدوام وللجميع.

ح.ح - لماذا لم تترجم مقدمة العالم النفسي الكبير يونغ؟

ب.ع - لقد ترجمت نص الكتاب الذي هو ( كتاب التغيرات) والشروح التي قدمها ويلهيلم الذي نقله من الصينية إلى الألمانية. فإذا ترجمت مقدمة يونغ عندها سأضطر إلى ترجمة مقدمات عدة احتواها الكتاب بنسخته الانكليزية كمقدمة ويلهيلم نفسه، ومقدمة الناشر، ومقدمة المترجمة س. فز باينِز إلى الانكليزية ومقدمة ابن ويلهيلم وهكذا ستجد أن المقدمات لا تنتهي وهي ليست من صلب الكتاب. ما فكرت به هو أن أترجم النص فقط والشروح، وأن أقدمه بنفسي على وفق فهمي له. وهذا ما فعلته.

ح.ح - هل الكتاب الذي بين أيدينا هو النص الكامل المكمل؟

ب.ع - نعم هو ذاك، نص كامل كما ورد في ترجمة ويلهيلم الألمانية.

ح.ح - قل لي كيف يصير قارئ الكتاب متمرسا في الاستخارة؟

ب.ع - هذا سؤال مهم. أولا لا يكفي أن يكون قارئه أي قارئ. لا بد أن يتوافر نوع القارئ على معارف ومختبر عال في التلقي. فهو لا يقرأ تفسيرا، بل يتلقى تأويلا ويطابقه مع موضوعه قيد الاستخارة. وأما التمرس فيتطلب أولا الالمام بطريقة التأمل والاضمار وقبل ذلك بطريقة تنفيذ الرميات وتسجيلها ومعرفة ما تعنيه الثلاثيات الرمزية وما هي ظلال معانيها.

ح.ح - هل يستطيع القارئ أن يستخير لنفسه؟

ب.ع - الركن الأول في العملية أن القارئ يستخير لنفسه أو لأي موضوع يكون هو طرف فيه ويؤثر فيه.

ح.ح - كيف تقدم تعليمات عملية لاستعمال الكتاب في الاستخارة؟

ب.ع - في مقدمتي للكتاب بنسخته العربية ذكرت تلك التعليمات وهي ليست من بنات أفكاري، بل هي التعليمات المتفق عليها. ولا باس أن أكررها في هذا المقام فأقول: تتم الاستخارة من خلال إضمار السؤال المطلوب العثور على إجابة شافية عنه إضمارا باطنيا بعد مدة من الهدوء النفسي، تليها عملية إلقاء ثلاث قطع نقدية معدنية لست مرات، يدوّن بعد كل رمية العدد الناتج عن احتمالات أربعة هي [6، 7، 8، 9] ويصار إلى رسم رمزه البصري من أسفل إلى أعلى بحيث يكون رمز الرمية الأولى في أسفل السداسي يليه رمز الرمية الثانية فوقه وصولا إلى رمز الرمية الأخيرة الذي يعتلي قمة السداسي الناتج. ويكون للعددين [ 7] و [ 9] رمز خط موصول، هكذا (ـــــــــ)، وللعددين [6] و [8] رمز خط متقطع، هكذا ( ـ ـ)، ويعطى للنقشة(الصورة) في القطعة المعدنية العدد (3) وللكتابة (2)، فكل رمية ستقع والحالة هذه في احتمالات أربعة لا خامس لها، هي [ ثلاث نقشات = 3+3+3= 9 ورمزها خط موصول تتوسطه دائرة لتدلّ على أنه خط متغيّر، هكذا ــOــ، أو ثلاث كتابات = 2+2+2=6 و رمزها خط متقطع تتوسطه علامة x هكذا ـ xـ لتدلّ أيضا على أنه خطّ متغيّر ، أو نقشتان وكتابة = 3+3+2= 8 ورمزها ـ ـ، أو كتابتان ونقشة = 2+2+3=7 ورمزها ـــــــــ وهذان الخطان ثابتان. وكما مرّ بنا فإن كل خط مساو لـ [6] و [9] يعدّ متغيّرا وبالتالي يستلزم تعديلا إلى معكوسه، فالخط المتقطع ( ـ x ـ) يصبح موصولا ( ـــ) والخط الموصول (ــOــ) يصبح متقطعا( ـ ـ)، ومن التعديلات الجارية على الخطوط المتغيّرة في السداسي الناتج (يمثل الحاضر) ينتج لنا سداسي آخر يمثل صورة المستقبل، ويجسد ثلاثيّه الأعلى ما هو قريب آيل للظهور، فيما يجسّد ثلاثيه الأسفل ما هو خفي وبعيد. على أن المستقبل زمن لا وجود له على وفق كتاب التغيّرات بالمعنى الذي نتداوله، فالصينيون نظروا إلى الزمن على أنه حاضر دائم التدفّق، وفي ضوء هذا المفهوم يكون في الإمكان التكهن بالمخفي من الحاضر (ما نسميه نحن مستقبلا) من خلال ما هو ظاهر منه، كما يصار إلى التكهّن بشكل وحجم أربعة أخماس الجبل الجليدي المغمورة في الماء استدلالا من خمسِهِ الظاهر فوق الماء، أو التكهّن بما سيكون عليه شكل شجرة تفاح وثمارها لحظة غرس بذرتها، استدلالا من صورة ظاهرة لها في الذاكرة الحاضرة وفي العالم الخارجي.

ح.ح - حسناً ولماذا الرميات الست؟

ب.ع - كما سبق القول في أن الصينيين جعلوا للأرض خطين وللإنسان خطين وللسماء خطين، أما لماذا خطان لا خط واحد لكل من هذا المثلث فالجواب لأنهم وعوا أن عالمنا يقوم على الثنائيات، وهكذا خصصوا لكل خط رمية.

ح.ح - ولماذا العملات الثلاث؟

ب.ع - في الصين كان المستخيرون يعتمدون طرقا معقدة في الاستخارة وهي أعواد اليارو (المقدسة عندهم )، ثم مع الوقت، استبدلوها بطريقة العملات المعدنية الثلاثة لأن المطلوب من الرمية أن تقدم شكلا للصدفة متمثلة بالسقوط الاعتباطي للعملات المعدنية الثلاث على الأرض. كما أن قراءة الطالع بتخت الرمل عندنا أيضا وضع له المحدثون طريقة رمي العملات المعدنية بديلا عن الطريقة القديمة المعقدة في التنقيط. والعملات المعدنية في قراءة كتاب التغيرات هي من عنديات الصينيين أنفسهم.

ح.ح - ثمة أسماء عديدة للتعريف بالكتاب؛ التغيرات، الايجنغ، الاستخارة، إلخ، ما هو الاسم الأصلي للكتاب؟

ب.ع - اسم الكتاب بالصينية (إيجنغ) (iCHING) واللفظ متكون من مقطعين، الأول (كتاب) والثاني ( تغيرات) وعليه فترجمته للانكليزية ( Book of Changes) وبالعربية (كتاب التغيّرات) وهناك من يسميه ( كتاب التغيّر) أو (كتاب التحولات)، ولكن التغيّرات هو الأنسب في ضوء اللفظة الانكليزية.

ح.ح - هل ثمة جهود عربية سبقت بالتعريف بالكتاب؟

ب.ع - كما ذكرت لك كان البريطاني الشهير كولن ولسون تطرق للكتاب في مقدمة كتابه ( الانسان وقواه الخفية) والكتاب متوفر بالعربية وهو من ترجمة سامي خشبة ومن منشورات دار الآداب. كما أن للباحث العراقي سامي الموصلي مقالات حول الكتاب، وهو المهتم بعلوم الباراسيكولوجيا وله سلسلة ترجمات في هذه العلوم.

ح.ح - هل ثمة ترجمات عربية سابقة للكتاب؟

ب.ع - كلا .. على حد علمي.

ح.ح - هل الكتاب معروف كفاية عند العرب؟

ب.ع - من تجربتي في العراق مثلا على مدى قرابة العشرين سنة لم أجد من يعرفه قبل أن أطلعه عليه. وأعتقد أن هذا حاله عند العرب جميعا، وإلا لكانت ظهرت ترجمة عربية له منذ زمن. ربما هناك اهتمامات فردية لكن الدائرة بقيت ضيقة جدا ومقتصرة على النخبة.

ح.ح - هل تعتقد أن ما قمت به سيموضع الكتاب في الثقافة العربية الراهنة؟

ب.ع - أولا أين هي الثقافة العربية الراهنة؟ نحن عندما نقول ثقافة علينا أن نعني فعلا في حركة التاريخ. لكن مع هذا إذا كان ما تقصده هل سينتشر عربيا، أقول الأمر يعتمد على عدد النسخ التي يطرحها الناشر في كل بلد عربي، وعلى الضوء الذي ينبغي على وسائل الإعلام أن تلقيه على أهميته، والترغيب به كما فعلت أوروبا، في القرن الماضي.

ح.ح - إلى أي حد كنت أمينا في الترجمة؟ نلحظ قوة بلاغية وأسلوبية شعرية عالية في النص العربي ربما تزيد من غموض النص الأصلي فهل هذا صحيح؟

ب.ع - بدءاً علينا الاتفاق على أن الترجمة لا تعني فقط نقل معنى من لغة إلى أخرى، فهناك ما نسميه بالفضاء المعرفي للنص. لم أقدم على ترجمة الكتاب إلا بعد عشرين سنة تقريبا من تواصلي في قراءته واستخارته ومحاولة فك مغاليقه. وهو نص بلغته الانكليزية المنقول عنها مكتنز بالدلالات. أعتقد أنني صببت جهد عشرين سنة من فهمي له في النص العربي، وإن كانت النسخة العربية برغم حرصي على أن لا يعتريها أخطاء طباعية إلا أن بعدي عن الناشر الذي هو في بلد آخر لم ينقذها من بعض الهنات في هذا الاتجاه.

ح.ح - هل لديك مشاريع أخرى بخلاف كتاب التغيرات تثري الجانب الروحي والغيبي من ثقافتنا العربية الجانحة نحو مادية مفتعلة؟

ب.ع - المشكلة أن العالم كله ينزلق إلى الرأسمالية العمياء التي ترمي إلى تسليع الانسان، وليس هذا هو المتوقع من ثقافتنا العربية وحدها لا سيما وأنها في العربة الأخيرة أو قبل الأخيرة لقطار عالمنا الفاسد، المنطلق نحو هدفه القاتل لقيمة الانسان. مع ذلك لا بد من جهود في الأقل لانقاذ ما يمكن إنقاذه. أفكر الآن في مشروع خطير لكنه يتطلب زمنا. وهو إعادة إنتاج كتاب للخط على الرمل بلغة عصرية يسيرة على الجميع. فهذا جزء مهم من إرثنا وإحياؤه واجب، وأتمنى لو تكون شريكي في إنتاج هذا الكتاب بما لك من سابق تجربة في مزاوجة الشعر بالرسم بالخط العربي مع الشاعر العراقي الكبير الراحل رعد عبد القادر وذلك مع كتابه الشعري جوائز السنة الكبيسة.

ح.ح - ولمَ لا.. من جهتي أظن ان رحلتي معك ومع كتاب التغيرات التي استغرقت ما يناهز الخمسة عشر عاما ليست صدفة اعتباطية. لكن دعني أسالك في هذا السياق إذا طلب أحد منك أن تستطلع له استخارته فهل ستفعل؟

ب.ع - نعم بكل تأكيد، وهذا ما أفعله على الدوام منذ عشرين سنة وانت تعرف هذا.

ح.ح - اذن كم عدد المرات التي قرأت فيها طوالع الاخرين؟

ب.ع - أما عدد المرات فلا يحصى بالتأكيد. قرأت لمئات، من الرجال والنساء، بأعمار مختلفة وثقافات مختلفة، وجنسيات مختلفة، الكل أبدى ذهوله.

ح.ح - هل كان فيهم اناس مشهورون؟ لاني لاحظت ان أغلب مواقع الاستخارة عبر كتاب التغيرات على شبكة الانترنت تضع قراءات طوالع المشاهير على صدر صفحاتها الاولى مثل آدم ساندلر ومادونا وديفيد بيكهام وغيرهم؟

ب.ع - نعم.. ومن بين أولئك أصدقاء كانوا يتبوأون مناصب في الدولة خلال سنوات الحصار الجائر.

ح.ح - هل طالعت لنفسك انت؟ وكم من مرة؟

ب.ع - منذ عرفت الكتاب وأنا أعده مستشارا لي، فتصور كم يمكن لمثلي أن يستشير مثله. طبعا في البداية كنت أستخيره عشرات المرات في اليوم. كان ذلك ضروريا من حيث وجوب الدربة، وكذلك من حيث اختبار مصداقية الكتاب. نعم إنه كتاب يستحق الوثوق به.

ح.ح - اذا استطلع أحدنا لنفسه اكثر من مرة فهل ستكون النتائج متطابقة؟

ب.ع - أولا لا بد أن نعود للسؤال الأول ما الاستخارة؟ سنجد أن إضمار السؤال في النفس أي في السر فإن مضمون المضمَر سيتبطن لحظة الاضمار، وهي لحظة ستكون مختلفة عن اللحظات الأخرى في تيار الزمن الحامل للمعنى العام الموضوعي المحايد. ستكون لحظة معلّمة بالبعد الشخصي للمستخير. ما أعنيه أن اشتراطات الاستخارة إذا تحققت، نكون أمام قراءة دقيقة، حتى لو كررنا الاستخارة لموضوع واحد، ستجد أن السطور التي سيحيلك الكتاب إليها متطابقة مع موضوعك قيد الاستخارة.

ح.ح - ألا يعد ذلك نوعا من التناقض ؟ بمعنى هل تتغير المصائر على إضمار واحد؟

ب.ع - الإضمار لا يُحدث تغييرا في المصير لكنه يستكشف مساره فقط. فالمصير هو مسار الانسان أو الشيء إلى نهاية محتومة. في مقدور الانسان أن يستطلع مسار الشيء قبل انطلاقه مسرعا، واتخاذ تدابير وقائية تضمن تحقق الجانب الايجابي في المصير.

ح.ح - أخيرا دعني أسألك ما هي الآفاق المنتظرة إن لك أو لكتاب التغيرات بالنسخة العربية التي بين ايدينا الآن؟

ب.ع - بعد سنة من صدور النسخة العربية الأولى من (كتاب التغيّرات) - بترجمتي- عن دار فضاءات بعمان، انتهيت معك أنت الى إطلاق موقع على شبكة الانترنت من نوع المدونة او البلوغ، وهو تجريبي لحد الآن ونحن نحاول تأثيثه بما يلزم وما يؤهله بأن يكون موقعا مشجعا في المستقبل. وربما إذا نجحنا في العثور على برمجية قادرة على تحقيق الاستخارة والقراءة المباشرتين على النت، فهذا هو الهدف المنشود، ولكننا في كل الأحوال لن نتراخى في الوقت الحاضر أمام أي مستخير جاد يتقن في الأقل عملية تسجيل الرميات الست ويرسله لنا، على بريد المدونة الالكتروني وسيجد الجواب في غضون يومين لا أكثر.
وللبدء بالاستخارة زوروا الروابط التالية:

http://arabiching.wordpress.com
http://twitter.com/arabichibg
http://facebook..com/arabichibg
e-mail: [email protected]
http://en.wikipedia.org/wiki/Bashar_Abdulah

التقاه: حكمت الحاج



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في كتاب الاستخارة
- حوار مع جليلة بكار
- كتاب التغيرات
- المتجردة : بضعةُ أسئلةٍ
- حوار مع الكاتب الفلسطيني توفيق فياض
- زيارة السيدة العجوز والمسرح الرأسمالي
- أرواح مهاجرة... أرواح مقيمة
- حوار مع الشاعر التونسي عبد السلام لصيلع
- حسنات أو القصيدة الموصلية
- هل نكتبُ أدباً تاريخَ الرذيلة؟
- أميرة الرويقي .....الشاعرات العربيات يرفضن أن تقاس قصائدهن ب ...
- قراءة نقدية في الإنسان الإله
- لقطتان من شارع عربي
- الطريق الثالث في الرواية التونسية المعاصرة: نور الدين العلوي ...
- البحث عن رفاعة وتدشين سينما الارتجال
- الشاعر التونسي عبد الوهاب الملوح في حوار مع حكمت الحاج: الجي ...
- الأصوات
- لو..شعر : رديارد كبلنغ
- سدة الهندية
- مَنْ لا يَحْضُرُهُ الفَقيهُ


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - كتاب الايجنغ الصيني iChing لأول مرة بالعربية حوار مع المترجم ونبذة عن الكتاب الخطير