أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - حوار مع الشاعر التونسي عبد السلام لصيلع















المزيد.....

حوار مع الشاعر التونسي عبد السلام لصيلع


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 05:57
المحور: الادب والفن
    


الشاعر التونسي عبد السلام لصيلع في حوار مع حكمت الحاج : قصائدي أعادت الاعتبار الى الروح القومية وأطلقت النار على الانهزامية والموت..
عبد السلام لصيلع شاعر وكاتب وصحافي من مواليد 17 حزيران (يونيو) 1950 في بنقردان أقصى الجنوب الشرقي التونسي. أصدر مجموعتين شعريتين فحسب، مع انه يكتب الشعر وينشره منذ الستينات. كانت الاولى بعنوان تحديات في الزمن المأزوم عام 1999، والأخرى صدرت أواخر عام 2001 بعنوان فاطمة الخضراء عن دار الخدمات العامة للنشر، وتضم 27 قصيدة موزعة على 114 صفحة كتبها الشاعر بين عامي 1978 و2000، وقدم له بكلمة قيمة الناقد المعروف د. محمد صالح بن عمر. وشاعرنا عضو في اتحاد الكتاب التونسيين، وجمعية الصحافيين التونسيين، واتحاد الكتاب العرب، والاتحاد الدولي للصحافيين. يشرف حاليا على تحرير الملحق الثقافي الاسبوعي لجريدة (الحرية) اليومية التونسية واسعة الانتشار. وبمناسبة قرب صدور كتاب جديد له في تونس، تحدثنا اليه، فكان هذا اللقاء:
ـ في البداية طلبت الى الشاعر عبد السلام لصيلع أن يعرف القراء بنفسه عبر نبذة بسيطة عن الحياة والأعمال فأجاب قائلا:
ـ بعد الحصول على شهادة الباكالوريا التحقت بكلية الآداب التابعة للجامعة التونسية وبقيت بها سنتين. وفي صائفة عام 1974 غاردت تونس وفي نيتي متابعة دراستي الجامعية في الخارج، فاستقر بي المقام والعمل في طرابلس بليبيا الى غاية ايلول (سبتمبر) 1980. وبعد إقامة قصيرة في فرنسا، عدت الى تونس في كانون الاول (ديسمبر) 1980 وبعد سنة من ذلك التاريخ، أي في عام 1981 بدأت العمل صحافيا في جريدة العمل اليومية، والتي هي جريدة الحرية اليوم. وأنا حاليا أتولى الاشراف على الملحق الثقافي الاسبوعي لجريدة الحرية منذ سنة 1991. أصدرت في عام 1999 مجموعتي الشعرية الأولى تحديات في الزمن المأزوم، وصدرت مجموعتي الثانية فاطمة الخضراء في عام 2001، وقريبا ستصدر مجموعتي الثالثة حكاية عبد السميع في تونس أيضا. وضمن سياق الحديث نفسه فاسمح لي أن اضيف قائلا انه في نيتي اصدار ما تراكم من مخطوطات لدي عبر السنين. وهكذا فانني أفكر في نشر الموت على صدر الوطن و عذابات في المنفى وصفحات من كتاب العشق ، وكلها في الشعر. ولدي مشروع اصدار كتاب تحت عنوان أحاديث أدبية يجمع بعض تلك الحوارات التي أجريتها مع نخبة من أبرز الأدباء والشعراء والكتاب من مختلف أنحاء الوطن العربي، وآخر سيكون أضخم حجما من الاول يتضمن أهم الحوارات التي أجريتها مع شخصيات سياسية تونسية وعربية وعالمية. كما انني ازمع، بالاضافة الى ذلك، الدخول في مشروع لا أتصور مداه، وهو مشروع كتابة مذكراتي الشخصية.
- ومتى كان الموعد مع الشعر؟ نسمع انك من شعراء جيل السبعينات في تونس، فهل هذا صحيح؟
- بدأت كتابة الشعر في نهاية الستينات من القرن الماضي من خلال نشر محاولاتي الاولى في جريدة الصباح التونسية. ثم انني كنت من بين قلة قليلة من الكتاب التونسيين اختارت النشر خارج الحدود في الصحف والمجلات العربية، فنشرت انتاجي الشعري والنثري في أغلب الأقطار العربية على مدي أكثر من ثلاثين سنة.
- ديوانك الأخير فاطمة الخضراء لاقى صدى كبيرا في تونس حيث كتبت حوله عشرات المقالات النقدية والصحافية، وكان محل تكريم من قبل الكثيرين. لماذا كل هذا الاهتمام؟ هنالك لحد الآن، كما قيل لي، حوالى 60 مقالا كتب عنه. كيف تفسر ذلك؟
- الحقيقة ان الاهتمام بديواني الأول تحديات في الزمن المأزوم كان هو أيضا كبيرا من قبل النقاد والاعلاميين والقراء داخل تونس وخارجها. والى الآن مازال هذا الاهتمام متواصلا بالديوان رغم مرور ثلاث سنوات على صدوره حيث كتب عنه أكثر من ثمانين مقالا.. أما الاهتمام بديواني الأخير فاطمة الخضراء فكان أكبر حيث تجاوز عدد المقالات التي كتبت عنه في الداخل والخارج المائة مقالة وليس الستين.. وقد ترجم الكتاب الى اللغة السويدية.. لماذا كل هذا الاهتمام؟ سؤال يحير الملاحظين والمتابعين للشأن الأدبي والثقافي في تونس، الى درجة أنهم اعتبروا ديوان فاطمة الخضراء هو كتاب عام 2001 في تونس مثلما اعتبروا ديوان تحديات في الزمن المأزوم قبله كتاب عام 1999.
- وهل كنت تتوقع هذا؟
- شخصيا، نعم. كنت متيقنا من نجاح ديواني. لكني لم أكن أتوقع كل هذا النجاح وكل هذا الاهتمام. واذا كان لي أن أفسر تلك الظاهرة، فأقول انه لربما كان الأمر لأنني أكتب شعرا ملتزما بقضايا أمتي العربية وبهمومها القومية.. وقد بقيت طوال أكثر من ثلاثين سنة وفيا لمبادئي ولنهجي ولقناعاتي، ولكل ما كان يميز قصائدي وقصائد شعراء جيلي، جيل السبعينات، وهو ما كنا أطلقنا عليه اسم الشعر النضالي، الذي يلتزم بنضال الجماهير من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة العربية ويؤمن بقضية فلسطين كقضية مركزية للأمة العربية.. وفي العقد الأخير حدثت تطورات وتحولات جديدة في الوطن العربي وفي الساحة الدولية.. وانقلبت الموازين.. وتراجعت أشياء كثيرة في حياتنا العربية.. في مقدمتها ما رأيناه من أحداث قد لا تصدق أحيانا بسبب اتفاقات أوسلو التي فرضت على أمتنا فرضا ثم فشلت في صنع السلام وضربت العرب بالإحباط وأصابت القضية الفلسطينية إصابات خطيرة أعادتها عشرات السنين الى الوراء وأدخلتها في نفق مظلم لا نعرف كيف ستخرج منه.. في هذا الخضم صمت الشعر وارتبك الشعراء.. لكني بقيت على وفائي لقصيدتي النضالية.. القصيدة المقاومة.. والصامدة ضد الردة ومحاولات الاستسلام.. والمحرضة على الدفاع عن كيان الأمة وحماية الانسان العربي ووجوده وهويته ومستقبله.. وقد تجاوب القراء والناس مع قصائد الديوان لأنها مرتبطة بمشاغلهم وقضاياهم وبواقعهم.. وهي قصائد أعادت الاعتبار الى الروح القومية، وأطلقت النار على الانهزامية والموت، وأعادت التفاؤل والثقة الى النفوس، وأعادت الدور الى الكلمة المقاتلة والكلمة الموقف.. وهكذا تأكدت من أن الجماهير مازالت وفية لتاريخها ولرموزها ولقضاياها.. ولماضيها.. رغم ما حدث ويحدث.. ثم إن الناس في وطننا العربي أصبحوا قادرين على التمييز بين الشعر واللاشعر، وبين الصدق والزيف، وبين الجودة والرداءة.. وهم واعون بأن الشاعر الحقيقي تصنعه نصوصه الشعرية ولا شيء آخر..
- لقد حافظت على خطك الشعري منذ البداية وحتي لحظة كتابة آخر قصيدة لك. ألا تهمك المتغيرات على الخارطة الشعرية العربية عموما، والتونسية خصوصا؟
- مثلما قلت لك في جوابي السابق، أنا وفي لنهجي الشعري ولأفكاري ولقناعاتي. وقد استفدت من المتغيرات التي تعنيها أنت، في تطوير تجربتي، وذلك بالتأمل والمراجعة والتحليل والمقارنة من أجل التقدم الى الأمام. وهذا الوفاء للأصول والجذور هو الذي يمنحني القوة والمنعة والقدرة على الفهم واستباق الأحداث قبل وقوعها. ولا أخفي أني استبقت الأحداث، شعريا، أكثر من مرة، تونسيا وعربيا. وأدلتي على ما أقول موجودة ومنشورة ومعروفة، وهو عنصر من العناصر التي أكسبتني مصداقية ـ والحمد لله ـ وجعلتني أتمتع بقدر من المحبة والتقدير والاحترام لدى الناس وخاصة الذين يعرفونني جيدا منهم، ويتعاملون مع تجربتي النضالية والشعرية والاعلامية منذ سنوات طويلة، فنشأ بيننا هذا الحب الذي يجعلني أستقرئ الحاضر بعمق من أجل المستقبل. ولا أخفي كذلك في النهاية أن هذه المتغيرات التي تعنيها على الخارطة الشعرية التونسية والعربية، لا تهمني كثيرا، لأنها متغيرات هشة وشكلية ولا تستند الى رؤية واضحة.
- ولكني مع ذلك سأسألك أين تضع قصيدتك بالنسبة للشعر التونسي المعاصر؟
- أنا من جيل السبعينات. ومن رموز هذا الجيل الشاعرة جميلة الماجري والشعراء الطيب الرياحي والمرحوم المختار اللغماني والهادي عبد الملك وعبد الحميد خريف واحميدة الصولي وحمادي الكار ومحمد الهادي الأسود وسوف عبيد. كنا نتحرك في بداية السبعينات في ظروف صعبة من حيث النشر والنشاط لأسباب معروفة في تلك المرحلة. كنا جيل التأسيس لقصيدة جديدة هي القصيدة المناضلة. وجيل السبعينات هو الذي يقود الآن حركة الشعر التونسي بمضمونها الأيديولوجي العربي الأصيل. وقصيدة هذا الجيل متقدمة برؤاها الفكرية والفنية ومحافظة على قوانينها وأطرها في تناغم بين الشكل والمضمون.
- هل مازالت للشاعر رسالة في هذا العصر؟ كيف ترى الى ذلك من خلال شعرك؟
- نعم، في كل زمان ومكان، للشاعر رسالة عظيمة، وخاصة في زماننا هذا، وفي عصرنا هذا.. ان الشاعر الحقيقي هو الذي يقاوم الرداءة والتخلف والبشاعة والتعاسة والقسوة في هذه الحياة.. وهو الذي يتصدى للظلم والغطرسة، بالكلمة الصادقة.. وهو بالمرصاد لثقافة الموت والخراب والدمار، وهو ينشر أدب الحياة والفرح والأمل والحب... وتستطيع أن تعود الى قصائدي لتتأكد من ذلك، سواء القصائد التي كتبتها في السبعينات منذ ثلاثين سنة، أو التي أكتبها الآن.. نعم، مازالت للشاعر رسالة، لكن لابد أن تكون للشاعر قيمة أيضا.. وفي مجتمعنا العربي نرى الشاعر مهمشا ومغلوبا على أمره يعاني من الغبن والاقصاء والاحتقار لأنه يستبق المستقبل ويحس بما سيأتي ويفضح المستور ويبحث عن الحقيقة.
- ما رأيك بالنقد الشعري في تونس، وأنت الذي تم الاحتفاء بمجموعته الشعرية الاخيرة على أحسن ما يرام؟
- النقد الشعري في تونس وضعه شبيه بوضع النقد الشعري في بقية الأقطار العربية. فالمشكلة أن لدينا نقادا ممتازين وليس هناك نقد يواكب الكم الهائل من الإنتاج الشعري التونسي، فيوميا تصدر للشعراء دواوين على نفقاتهم الخاصة في ظروف مادية ونفسية صعبة، لكنها في حاجة الى متابعة نقدية حقيقية وموضوعية، بعيدا عن المجاملات والعلاقات والمصالح الخاصة، وبدون السقوط في تصفية الحسابات. وفيما يهمني، أقول ان علاقتي بالنقد هي كالتالى: أنا أكتب وأقدم نصا أعتقد أنه جيد ومقتنع به.. والزمن هو المحك.. والتاريخ هو الحكم.. والمستقبل بيننا.. ولا أتدخل في عمل الناقد وفي علاقته بنصي.. أنا أدعو فقط الى أن تكون هذه العلاقة ديمقراطية.. وأنا اشكر كل من قال كلمة خير في قصائدي واقتنع بها اقتناعا صادقا بدون مجاملة ولا إحراج.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسنات أو القصيدة الموصلية
- هل نكتبُ أدباً تاريخَ الرذيلة؟
- أميرة الرويقي .....الشاعرات العربيات يرفضن أن تقاس قصائدهن ب ...
- قراءة نقدية في الإنسان الإله
- لقطتان من شارع عربي
- الطريق الثالث في الرواية التونسية المعاصرة: نور الدين العلوي ...
- البحث عن رفاعة وتدشين سينما الارتجال
- الشاعر التونسي عبد الوهاب الملوح في حوار مع حكمت الحاج: الجي ...
- الأصوات
- لو..شعر : رديارد كبلنغ
- سدة الهندية
- مَنْ لا يَحْضُرُهُ الفَقيهُ
- جِنْ
- صندوك الرمل مسرحية بالمحكية العراقية من فصل واحد
- -جنون- جليلة بكار وفاضل الجعايبي: رؤية جديدة للانسان والشعر ...
- تَحْفرُ الخيولُ قبرَ الفجرِ
- جسر على نهر دجلة أو قراءةٌ في تسنن حسن العلوي (2-2)
- جسر على نهر دجلة أو قراءةٌ في تَسَنُّن حسن العلوي (1-2)
- جنون في كتاب بعد أن كانت مسرحا
- موطني موطني نشيد بين شاعرين


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - حوار مع الشاعر التونسي عبد السلام لصيلع