أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - جِنْ















المزيد.....



جِنْ


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 05:29
المحور: الادب والفن
    


جِـنْ
مسرحية مقتبسة عن رواية بنفس الإسم للكاتب الفرنسي:
أَلانْ رُوْبْ - غْرِيْيِهْ

التأليف المسرحي:
حكمت الحاج

الاهداء/ الى الفنان العراقي د. شفيق المهدي الذي ألهمني العمل.


المشهد الأول

(مخزن مهجور. الساعة تشير إلى السادسة والنصف. لقد حل الظلام تقريبا. صوت قطرات ماء تتساقط من حنفية. آلات قديمة. هياكل معدنية يعلوها الصدأ. الغبار في كل مكان. يدخل الرجل، وخلال الضوء الخافت يميز شبحا واقفا في المنتصف، دونما حركة، واضعا يديه في جيب معطفه، يلبس نظارة سوداء.)

الرجل : أظن أنك السيد جون؟
الشبح: : .....................
الرجل : أنا اسمي بوريس . جئت بعد أن اطلعت على الإعلان .
الشبح: : .........................
الرجل : هل أنت السيد جون؟ من فضلك .
الشبح : ليس جون . بل جين . أنا أمريكية .
(يفاجأ الرجل بأنه يتحدث إلى فتاة)
الشبح :[مكملا حديثه] هل هناك مشكلة في أن تعمل بإمرة فتاة؟
الرجل : قطعا لا ، سيدي .
الشبح : ها أنت ذا تناديني بـ " يا سيدي " ، مع انك عرفت بأنني لست رجلا .
الرجل : نعم ، هذا صحيح ، ولكن هم الذين قالوا أنه.....
الشبح : على أية حال ، إنس الموضوع .
الرجل : على أية حال ، يبدو أنه ليس هناك خيار آخر .
(صمت)

الشبح : أنت شاب وسيم . لكن لا يبدو عليك أنك فرنسي . كنا نريد فرنسيا، ولا ينفع في هذه المهمة إلا فرنسي ، فكيف أرسلوك؟
الرجل : أنا فرنسي . وعندي دائما ما يجعلني نافعا في أية مهمة .
الشبح : ولكن ليس هذا هو الموضوع .
الرجل : وما هو الموضوع إذن؟
الشبح : من الضروري جدا أن تنطلي عليهم . أقصد ، أن تنطلي أنت عليهم .
الرجل : تستعمل، آسف، أقصد، تستعملين الكلمة وكأنك تعنين الحيلة مثلا . حسب علمي فإن كلمة تنطلي لا تستعمل للعاقل.
الشبح : أرجوك، أنت لست هنا لتناقش مسائل علم اللغة. ألا ترى إنك تضيع الوقت؟
الرجل : حسنا. لنقل، متفقين، إنني يجب أن أنطلي عليهم كالحيلة. أليس هذا ما كنت تريد، أقصد، تريدين قوله بالضبط؟
الشبح : تقريبا .
الرجل : الحمد لله .
الشبح : أنت أطول من اللازم، كما يبدو .
الرجل : لست عملاقا، على أية حال .
الشبح : هلا تقدمت نحوي قليلا .
الرجل :(لا يبدي حراكاْ)
الشبح :[بنفاذ صبر] ما بك؟ هيا تقدم .
الرجل : نعم نعم. أنا أتقدم .

(يصبح لصقها، بعد أن تقدم إليها بضع خطوات. يمد يديه يتحسسها. يمسك بصدرها. إنها الآن امرأة حقيقية بالنسبة إليه، وليست شبحا ملتبسا على الإدراك).

الشبح : إلمسني . إلمس . إمسك . إذا كان هذا يرضيك .

(يجب أن يكتشف الرجل بأن ما يلمسه بكل إثارة، ما هو إلا لعبة عرض أزياء (مانيكان) كاملة، سرعان ما يتساقط عنها كل ما كان يواريها من الملابس. وبطبيعة الحال ، فإن اللعبة لن تتحدث إليه، بل إن صوتها سيخرج من سماعة منصوبة في مكان ما في المخزن. مما سيولد لدى الرجل إحساسا شديدا بالمراقبة).

المانيكان : لا تلمس . إنه ملغوم .
الرجل : أرجو المعذرة . فأنا غبي جدا . سامحوني .
المانيكان : نعم ، هكذا . فأنت ما زلت مجبرا على مخاطبتي بصيغة الإحترام .
الرجل : وهل في هذا أي شك؟
المانيكان : لا تتكلم بهذه الطريقة. أسلوبك في الكلام يضايقني، ويبعث على الإشمئزاز .
الرجل : هل علي أن أغادر؟
المانيكان : لا تستطيع ذلك . لقد فات الأوان . الباب الخارجي مراقب .
الرجل : إذن ، ماذا سأفعل؟
المانيكان : أقدم لك لورا . إنها مسلحة .

(تتحول المانيكان إلى فتاة تحمل بندقية آلية ، وتلف حول نفسها حزاما للإطلاقات النارية)

لورا : هاللو . كيف الأحوال؟
الرجل :[يشعر بالتهديد، فلا يملك جوابا)
لورا :[تشعر بأنها قد أخافته، فتبعد عنه سلاحها] أرجو أن تتعود على طريقتي. نحن مضطرون إلى العمل بهذا الشكل من الحيطة والحذر . يجب أن نكون حذرين من أعدائنا . كذلك يجب أن نختبر إخلاص أصدقائنا الجدد الذين ينضمون إلينا.
الرجل :[متلعثما] في الحقيقة ......
لورا : عملنا يتطلب السرية المطلقة . ويقتضي منا مجازفات كبيرة. وأنت سوف تساعدنا . سنزودك بمعلومات دقيقة جدا ، إلا اننا نفضل، في البداية على الأقل، أن لا نكشف لك عن المعنى الخاص لمهمتك، ولا عن الهدف العام لمنظمتنا. وهذا طبعا، لأسباب احتياطية.
الرجل : وإذا ما رفضت العمل معكم بهذا الشكل؟
لورا : عزيزي. هنالك شئ ما في بالك يشغلك، ولكنك تحاول أن تخفيه .
الرجل : نعم هذا صحيح . ولكنه شئ لا علاقة له بالعمل .
لورا : يخيل إليك هذا . إنما في الواقع، إن كل ما تفكر فيه له علاقة بعملك معنا. فهيا قل لي بماذا تفكر؟ ما الذي يشغلك ويجعلك مترددا بهذا الشكل؟
الرجل : ها أنك قد أصبحت رقيقة، ولا علاقة لك بالأسلحة .
لورا :[تقترب منه وتحاول أن تغويه] الآن ستقول لي ما الذي تفكر فيه .
الرجل :[مستسلما] أفكر في صراع آدم وحواء، أليس هو الماكنة التي تحرك التاريخ، وتدفع به إلى الأمام؟
لورا :[تدخل معه في إثارة جنسية لا يقاومها] هل تفكر كثيرا في مثل هذه الأمور؟ كنت أحسبك تفعلها بدلا من أن تفكر فيها؟ وماذا ينفع التفكير فيها؟ لماذا لا نفعلها بدلا من أن نتكلم عنها..

(يضيع صوتها تدريجيا، ويحل الظلام)



المشهد الثاني

(في كافيتيريا. الرجل يجلس إلى إحدى المناضد، بينما فتاة تجلس إلى منضدة في زاوية أخرى، ترتدي سترة حمراء، وهي مستغرقة في قراءة كتاب ضخم. إنها طالبة في كلية الطب، ومجتهدة .يدخل النادل، ويقترب من الرجل)

الرجل : فنجان قهوة من فضلك .
النادل : حلوة؟ مرة؟ وسط؟
الرجل :[مترددا] أأأأ لتكن ساده ، أو .. وسط . نعم ، وسط. لتكن وسط .
النادل : كما تريد ، سيدي .[يخرج النادل).
الفتاة : الساعة الآن هي السابعة وخمس دقائق . سوف تتأخر عن موعدك .
الرجل :[ينظر بشكل خاطف إلى ساعته)
الفتاة : هل تأكدت ؟
الرجل :[ينظر إلى الفتاة والذهول على وجهه)
الفتاة : لديك موعد في السابعة والربع، عند المحطة .
الرجل : هل تعملين معنا؟
الفتاة : كم أنت أحمق؟
الرجل : هل أنت صديقة جين؟
الفتاة : أنت تتكلم كثيرا .
الرجل : كفي عن قراءة هذا الكتاب اللعين وتكلمي معي .
الفتاة : الطريق الذي سيوصلك بشكل أمين، هو الثالث إلى اليمين، إذا ما تابعت سيرك في الشارع .
الرجل : شكرا على أية حال.

[ينهض ويتجه لدفع الحساب، ويخرج. الفتاة تغلق كتابها الضخم، وتضعه فوق المنضدة)

(ظلام)



المشهد الثالث

الرجل :[يكلم نفسه بصوت عال بينما هو يمشي في شارع موحش] يا ترى ما هو الهدف الأساسي من مهمتي؟ لا أكاد أفهم ؟ هل المطلوب هو أن أراقب أحد المسافرين وكفى ؟[يخرج صورة فوتوغرافية من جيبه ويحدق فيها] عندي هنا كل أوصافه، وأكيد أنني سأتعرف إليه بسهولة . ولكن ألا تبدو مهمة صغيرة وتافهة؟ كنت أتصور أنهم سيعطونني مهمة تتناسب مع مؤهلاتي. ولكن، أن أراقب أحد المسافرين الذين سينزلون من قطار الساعة السابعة والربع، ثم أمشي وراءه حتى الفندق الذي سينزل فيه فقط، فإن ذلك ليس بالأمر المثير. أليس كذلك؟

( يبرز أمام الرجل شئ ما سرعان ما سيتضح إنه شخص يركض، وسرعان ما سيقع هذا الشخص . ينتبه الرجل ويتوقف. ثمة شخص ممدد على بطنه، ولا تصدر عنه أية حركة. إنه جثة هامدة. يتقدم الرجل نحو الجثة وينحني عليها بحذر. يقلبها، فيكتشف أنه طفل. الرجل يحمل الطفل بين يديه ويمضي به إلى حيث يتصور أنه المكان الذي قد جاء منه الطفل قبل أن يموت. وما المكان سوى غرفة فيها منضدة كبيرة من الخشب الأبيض. هنالك أيضا عدة مقاعد غير متجانسة الأشكال . سرير حديدي قديم. مجموعة من حقائب السفر، مفتوحة الأغطية. الرجل يضع الطفل بكل رقة، على السرير. يصرخ الرجل ليعرف هل أن أحدا ما هناك. تظهر طفلة عند الباب. تتقدم نحو السرير وتغطي الطفل الراقد بشرشف أبيض، وتضع على صدره صليبا خشبيا).

الرجل : مرحبا. هل أمك موجودة؟
الطفلة : أمي؟
الرجل : لقد سقط أخوك بينما كان يركض فـ ....
الطفلة : خذ [تضرب الرجل بالصليب على رأسه فيسقط على الأرض مغشيا عليه. تعيد الطفلة الصليب إلى مكانه فوق صدر الطفل الراقد. ثم تذهب وتأتي بشمعدان نحاسي فيه ثلاث شمعات مطفأة. تضع الشمعدان فوق المنضدة، ثم تشعل الشمعات بعود ثقاب)

الرجل :[يفيق من إغمائه] أين أجد التلفون؟ أرجوك ، يجب أن نتصل بالإسعاف . ربما يكون أخاك في حالة خطرة .
الطفلة : جون ليس أخي . والإسعاف لن يفيدنا بشئ ، بما أن جون قد مات .
الرجل : وهل إسمه جون؟
الطفلة : طبعا، وإلا فماذا تريد منا أن ندعوه؟
الرجل : وهو ليس أخاك؟
الطفلة : لقد مات منذ البارحة .
الرجل : ماذا تقولين؟ كيف مات منذ البارحة؟
الطفلة : عندما نموت، يحصل الموت بصفة دائمة . عندما نموت نموت دائما.
الرجل : ولكن، هذا الكلام لا ينطبق على جون؟
الطفلة : إنه ينطبق على كل إنسان، كما هو ينطبق على جون .
الرجل : وهل يموت دائما؟
الطفلة : نعم . في هذه الأيام هو يموت دائما. والمرات الباقية ، يبقى أياما عديدة دون أن يموت .
الرجل : وهل يستمر هذا طويلا ؟
الطفلة : ساعة . دقيقة . قرن . لست أدري. ليست لدي ساعة .
الرجل : هل يخرج وحده من الموت؟ أقصد، هل تساعدينه أنت في ذلك؟
الطفلة : في بعض الأحيان يعود لوحده . وبشكل عام ، عندما أغسل وجهه. أنت تعرف، المسحة الأخيرة على العينين .
الرجل : لا . في الحقيقة، أنا لا أعرف .
الطفلة : كيف إذن أنت رجل كبير؟ هل هي مصادفة؟
الرجل : وكيف أنت أيضا تتكلمين كالكبار؟ هل هي مصادفة؟
الطفلة : أنت تعيد كلامي ولا تريد أن تتعب .
الرجل : أنا أتأمل فيما نحن فيه، لا أكثر .
الطفلة :[تنام جنب الطفل في السرير] عندما يموت، أنام إلى جانبه، ونسافر معا إلى الجنة .
الرجل : ولكن أين أمك ؟
الطفلة : رحلت .
الرجل : متى ستعود ؟
الطفلة : لن تعود .
الرجل : وأبوك ؟
الطفلة : مات .
الرجل : وكم مرة مات أبوك؟
الطفلة : هل أنت مجنون ؟ عندما يموت الناس ، فإنهم يموتون نهائيا. حتى الأطفال يعرفون هذا .
الرجل : أين تعيشان، أنت وأخوك؟
الطفلة : قلت لك ، جون ليس أخي . إنه زوجي .
الرجل : وتعيشان في هذا البيت ؟
الطفلة : نعيش أين ما نريد .
الرجل : لا أدري لماذا تصورت أنه أخوك ؟
الطفلة : إذا كنت تريد أن ترى صورته، فإنها هناك ، معلقة على الحائط .
الرجل : من ؟ زوجك ؟
الطفلة : لا . بل صورة أبي .[تشير إلى صورة على الحائط)
الرجل :[يتفرس في الصورة] وهل كان بحارا ؟
الطفلة : طبعا .
الرجل : هل مات في البحر ؟
الطفلة : لقد غرق في البحر .
الرجل :[يقرأ شيئا ما تحت الصورة] إلى ماري وجون، من أبيهما المحب. [يستدير نحو الطفلة] هل إسمك ماري؟
الطفلة : طبعا . وماذا تريد إذن أن يكون اسمي؟
الرجل : تصورت إنه ربما يكون جين ، مثلا ؟
الطفلة : وأنت ؟ أليس اسمك هو "سيمون" ؟ "سيمون لوكور"؟
الرجل : سيمون لوكور ؟ أنت طفلة عجيبة .
الطفلة : هنالك رسالة تخصك يا سيد سيمون. إبحث خلف الصورة، وستجدها مخبأة هناك بعناية، في انتظارك .
الرجل :[يتوجه إلى مكان الصورة] يبدو أن الرسالة لم توضع هنا منذ وقت طويل.[يأخذ الرسالة بين يديه ويقلبها ويقرأ] إلى السيد بوريس؟[يلتفت إلى الطفلة] ما هذا ؟ إنها ليست لي.
الطفلة : هذا هو اسمك الحركي في المنظمة . أنت مكشوف الآن يا رفيق.[تخاطب الطفل الراقد جنبها] كفى يا جون . يمكنك النهوض الآن. لقد وجد الرسالة .(الطفل والطفلة، ينهضان من رقدتهما على السرير. يقبلان ويحتضنان بعضهما البعض بفرح)
الطفل والطفلة :[بصوت واحد] أنت أبونا من الآن .
الطفلة : أنا ماري لوكور .
الطفل : وأنا جون لوكور .
الرجل :[يفتح الرسالة ويقرأ] لم يكن موضوع قطار الساعة السابعة والربع سوى خدعة صغيرة لكي نبعد الشكوك. مهمتك الحقيقية ستبدأ من هنا. والآن، لقد تعرفت على طفليك اللذين سيرافقانك حيثما يجب عليك أن تذهب. حظا سعيدا. الإمضاء، المخلص لك دوما: جون.[يرمي بالرسالة بانفعال إلى المقعد المجاور، ويردد مع نفسه] جون؟ جين؟ جن؟ يا إلهي..
الطفل : أنا جائع .... من المتعب حقا أن تكون ميتا .
الطفلة : هيا لنمضي جميعا. لم يتبق لدينا الكثير من الوقت.
الرجل : وإلى أين نحن ذاهبون؟
الطفلة : إلى المطعم .
الرجل : وهل سيأتي معنا جون أيضا؟
الطفلة : يبدو أنك قد نسيت مضمون الرسالة؟
الطفل :[متدخلا] نحن معك حيثما تذهب .
الرجل : هل ستقفلين الباب، وتطفئين النور، أم لا؟
الطفلة : لا يهم، ما دام جوزيف وجانيت هنا .
الرجل : من جوزيف وجانيت؟
الطفلة : شئ غريب؟ ألا تعرف حقا، جوزيف وجانيت؟
الطفل : أنا جائع جدا .
الرجل : بسرعة. إنه جائع جدا .
الطفلة : طبعا. فهذا هو وقت عشائه . يجب أن يأكل، وإلا فإنه سيموت من جديد .
الرجل :[وهم يهمون بالخروج جميعا] ماري، كم هو عمرك؟
الطفلة : ألا ترى انه ليس من اللياقة بمكان أن تسأل سيدة عن عمرها؟

(ظلام)

المشهد الرابع


(يتكرر منظر المشهد الثاني، أعلاه. في الكافيتيريا. الفتاة، طالبة الطب نفسها، وبنفس ملابسها. تنهض عندما ترى الثلاثة يدخلون. تغلق كتابها وتحمل أغراضها وتهم بالخروج)

الطفلة :[وهي تدخل] الجو جميل .
الطالبة :[وهي تخرج] المساء عليل .

(تتوقفان لحظات. تنظران لبعضهما البعض ، ثم تفترقان. [يجلس الرجل والطفل والطفلة، إلى طاولة واحدة . يدخل النادل)

الرجل : لنرى ماذا يطلبان أولا .
الطفل : أريد بيتزا بالجبن فقط .
الطفلة : أطلب شيئا آخر. إنهم يعملونها بالجراثيم .
الطفل : ولكنني لا أريد إلا بيتزا بالجبن .
الرجل : دعيه يأكل ما يريد. وأنت ماذا تطلبين؟
الطفلة :[للنادل مباشرة] هات لنا ، أنا وأخي، عصير البرتقال. أما السيد [تشير إلى الرجل] فهات له شايا ثقيلا جدا. السيد من روسيا.
النادل : أمرك سيدتي .
[يخرج النادل)
الرجل : لماذا قلت له إنني روسي؟
الطفلة : أنت روسي لأن اسمك هو بوريس. ويجب أن تشرب الشاي مثل بوريس يلتسين .
الرجل : بوريس يلتسين ؟
الطفلة : رئيس روسيا.
الرجل : ولكن هذا اعتداء واضح؟
الطفلة : هل نظرت إلى النادل جيدا؟
الرجل : ولماذا علي أن أنظر إلى النادل جيدا؟
الطفلة : ألم تلاحظ إنه يشبه الرجل صاحب الصورة في البيت ؟ ذلك البحار الذي مات غرقا في إحدى الرحلات؟
الرجل : آه ، نعم ، تذكرت. في البيت. وهل توفي حقا؟
الطفلة : طبعا . لقد غرق في البحر تماما .
الرجل : وماذا يفعل هنا إذن ؟
الطفلة : إنه يأتي هنا ، بل أقصد ، إن روحه هي التي تأتي هنا لتخدم الزبائن. لقد كان يعمل هنا لسنين طويلة، قبل أن يصبح ميتا.
الرجل : واضح جدا . أنا أفهمك .
الطفلة : حقا؟

(يظهر النادل، وهو يحمل الطلبات. إنه لا يشبه صورة البحار إطلاقا).

الطفلة :[للنادل] شكرا. غدا تمر بكم أمي، وهي التي ستدفع الحساب كله .
النادل : هذا لطف منك، سيدتي الجميلة.

[ينحني أدبا ويخرج)

الرجل : ولكن كيف يمكن أن يكون هذا الشخص قبل موته نادلا في هذه المقهى، في حين أنه كان يعمل بحارا في ما وراء المحيطات؟
الطفلة : كان ذلك بالطبع يتم خلال إجازاته. وفي الحقيقة أنه كان يأتي ليرى عشيقته التي كانت تعمل هنا هي الأخرى. وكان يتنكر في زي الندل لكي لا يلاحظه أحد. الحب، كما ترى، يجعل الإنسان يعمل أشياء عظيمة .
الرجل : وماذا حل بعشيقته؟
الطفلة : عندما علمت بنبأ الفاجعة الأليمة، انتحرت بأن تناولت طبقا من البيتزا المعمولة بالجراثيم .
الرجل : الجراثيم؟
الطفلة : إشرب. قهوتك ستبرد. سيد يلتسين. (تضحك)

(ظلام)


المشهد الخامس


(نفس المنظر في المشهد السابق. الطفل والطفلة وقد كبرا، وأصبحا الآن، جون وماري. الرجل يشرب قهوته).

جون : أشعر بالجوع. أريد بيتزا بالجبن .
ماري : أطلب شيئا آخر يا جون. لقد شرحت لك هذا الأمر مرارا ولكنك لا تريد أن تفهم .
الرجل : هذا ما أسميه الفولكلور الخاص بكما. (يضحك)
ماري : إنها مسألة حياة أو موت. ولا أحد يريد أن يفهم .
جون : لا داعي للخوف. البيتزا بالجبن ليست إلا طريقة للإثارة .
الرجل : وجه هذا الكلام إلى أختك. بالنسبة لي، أنا لا يهمني إن أكلت أم لا.
ماري : كيف لا يهمك ؟ ألسنا رفاقا ؟ ألا تعتقد إن العدو الذي يستهدف جون قد يستهدفك أنت أيضا؟
الرجل : ولكن هذا موضوع آخر .
ماري : طبعا ، المتحذلقون أمثالك لديهم دائما الإجابات التي تحرف مسار الحقيقة .
جون : إن كانت النتيجة إنني لن أحصل على البيتزا بالجبن، بسبب إنها ملوثة، فيجب في الحالة هذه أن نغادر . هناك من ينتظرنا بفارغ الصبر .
ماري : هيا إذن لنذهب .
(تهم بالنهوض)
الرجل :[يمسك بيدها] لحظة واحدة لو سمحت. أريد أن أعرف ما هو الموضوع، قبل أن نغادر .
ماري : حسنا إذن ، سأطلعك على المخطط .ولكن بعد أن تترك يدي.
جون : ولكن المخطط معروف .
الرجل : ولكن لا بأس من التذكير إن لم يكن لديك أي مانع.
ماري : أولا ، علي أن أعود إلى المنزل .
جون : المنزل ، ها ها .
ماري : لكي أنجز واجباتي .
جون : واجبات في الرذيلة .
ماري : وأقوم ببعض الإتصالات .
جون : إتصالات مشبوهة .
ماري : وأتحدث إلى بعض الناس .
جون : أحاديث في الكذب .
ماري : في حين سيقودك أخي إلى اجتماع سري، حيث ستتلقى تعليمات جديدة. ومن الواجب ألا تعرف مكان هذا الإجتماع، ولكن كيف؟
جون : فعلا يا عزيزتي، كيف سنخفي عنه مكان الإجتماع؟
ماري : في السابق كانوا يضعون قطعة قماش على العينين ويشدونها من الخلف، هكذا [تجرب عملية شد الأعين بقطعة قماش، مع الرجل] أرأيت ؟ غير أننا استطعنا ابتكار طريقة جديدة .
الرجل : وما هي هذه الطريقة؟
ماري : ستتنكر بهيئة رجل أعمى. ستلبس نظارة سوداء معتمة تماما، وستحمل بيدك العصا البيضاء، طبعا.
الرجل : شيئا فشيئا أكتشف إن العمل في منظمات سرية من هذا النوع يحمل في داخله طابعا من الغرابة، أكثر مما تصورت .
جون : لا بل إنك ستجد أيضا خفة الدم وروح الدعابة في بعض الأحيان .
الرجل : صحيح؟
ماري :[إلى جون] جون، أحضر الأشياء اللازمة .

(يذهب جون إلى زاوية في المكان ليحضر العصا والنظارة السوداء ويعود ليسلمها إلى الرجل، الذي سرعان ما يتعامل معها بخفة من تعود عليها)

ماري : هل كل شئ على ما يرام؟
الرجل : أعتقد ذلك .
ماري : كم مرة قلت لك أن لا وجود لكلمات من هذا النوع في عملنا. كلمة أعتقد تنساها معنا. إنها من مخلفات وضعك القديم . معنا تقول: أنا متأكد من ذلك. أفهمت؟
جون : يا جماعة، لا داعي لهذا، فالوقت يدركنا .
(يدخل النادل)
النادل : الحساب من فضلكم .
جون : هل عندكم بيتزا بالجبن؟
ماري : كيف حال عائلتك؟ هل ستقومون بزيارتنا عن قريب؟
جون : سمعت انكم تعملون البيتزا على الطريقة الإيطالية .
ماري : ليس شرطا أن تكون البيتزا إيطالية .
النادل : هذا صحيح سيدتي . نحن نعمل بيتزا وطنية جدا .
ماري :[إلى جون] أرأيت ؟
جون : ولكنني لم أكن أقصد ذلك ؟
الرجل : ومن يعرف ماذا كنت تقصد بالتحديد؟
النادل : الحساب من فضلكم .
ماري : قلت لك ستأتي أمي وتدفع الحساب كله .
الرجل : هل من الممكن أن أدفع أنا الحساب؟
ماري : قلت لك اسكت. لماذا لا تسكت؟
الرجل : أنا متأسف. ولكن ماذا أفعل، الحب أعمى. (يضحك)

(ظلام)


المشهد السادس


(إضاءة خافتة جدا . ولا شئ على المسرح يحدد نوع المكان)
الرجل :[يضحك] وماذا أعرف أيضا؟
جون : لماذا تضحك؟
الرجل : ألا يبدو وضعي الحالي مضحكا؟
جون : الحب يجعل الإنسان يقوم بأشياء عظيمة .
الرجل : أرجو ألا تسخر مني .
جون : أبدا أبدا .
ألرجل : إذن ما العلاقة بين كلامي وكلامك؟
جون : كيف ذلك ؟ هناك علاقة واضحة. الحب أعمى. هذا شئ بديهي. وعلى أية حال، ينبغي ألا نضحك. إنه لشئ محزن أن يكون المرء أعمى .
الرجل : إذن، أنت تستنتج، حسب كلامك، إن الحب حزين .
جون : ها أنت ذا تظهر نفسك ضليعا في المنطق .
الرجل : إنه نوع من القياس الرياضي، ليس إلا .
جون : الحب حزين .
الرجل : الحب أعمى .
جون : أنت حزين .
الرجل : إذن أنا أعمى .

(ظلام)



المشهد السابع


(من الآن فصاعدا، الرجل أعمى. وعلى الممثل الذي سيقوم بدور الرجل أن يلبس نظارة معتمة فعلا ، ويجب ألا يرى شيئا على الإطلاق. المكان: نفس المنظر في المشهد الأول. المخزن المهجور. "الرجل"، و "جون" ، واقفان، بينما "جين" تتكلم، وكأنها تخطب في حشد من الناس)

جين : لقد جمعتكم لأتلو عليكم بعض الشروح التي أراها ضرورية. إن آيديولوجية منظمتنا السرية العالمية، بسيطة جدا. لقد حان الوقت لنتحرر من الآلات، لأنها هي وحدها التي تضطهدنا، ولا شئ غير ذلك. يعتقد الناس ان الآلات تخدمهم، في حين انهم هم الذين يخدمونها. لقد صارت الآلة شيئا فشيئا تتحكم فينا، ونحن لها طائعون. لم يعد للوعي الإنساني أي دور. لكن علينا أن نقولها بصراحة، إن استلاب الآلة هو الذي أثار الرأسمالية الغربية، والبيروقراطية السوفياتية، وليس العكس . نحن لسنا سوى عبيد نعمل على تدمير أنفسنا من أجل الإنتصار الكبير. الآلة تراقبكم. لا تخشوها أبدا. الآلة تتطلب وقتكم كله. لا تسمحوا لها بأخذه. الآلة تظن ان لها امتيازا عن الإنسان. لا تفضلوها عليه أبدا.
الرجل : لا حياة لمن تنادي. ألم تسمعي بهذا المثل؟
جين :[تصرخ] اسكت. كم مرة قلت لك أن تسكت؟
جون : سأسكته بهذه.

[يأتي جون بمطرقة كبيرة ويهوي بها على رأس الرجل فيسقط هذا على الأرض غائبا عن الوعي).

(ظلام)



المشهد الثامن


(نفس المنظر في المشهد الثالث. الرجل الآن ممدد على السرير . يستقر على صدره صليب خشبي . جين ، ممدة على الأرض، وإلى جانبها بركة من الدماء).

الرجل :[يجلس على السرير] آه، يا إلهي . أين أنا؟ وكم الساعة الآن؟ متى حصل موتي؟ هل أنا ميت منذ وقت طويل؟ إن كنت قد مت منذ وقت طويل ، فهل فاتني الموعد الهام في المحطة، الساعة السابعة والربع؟ يا إلهي. أين أنا؟ ومن هذه المرأة الميتة الممدة على الأرض؟
(يعود إلى النوم)

(ظلام)



المشهد التاسع


(في الكافيتيريا. الرجل يجلس إلى منضدة. وبدلا من النادل، هناك امرأة عجوز هي التي ستقوم عوضا عنه بالخدمة)

العجوز : سيدي، ماذا تطلب؟
الرجل : قهوة من فضلك .
العجوز : كما تريد، سيدي .
الرجل : لو سمحت. أسال عن النادل الذي كان يخدم هنا، أين هو اليوم؟
العجوز : أي نادل، سيدي؟
الرجل : الشخص الذي يخدم هنا في العادة .
العجوز: عفوا سيدي، أنا التي أقوم بالخدمة هنا، وليس عندنا نادل.
الرجل : ولكنه كان هنا البارحة. لقد رأيته بنفسي .
العجوز : هذا غير ممكن سيدي، فالبارحة كان يوم عطلتنا.
الرجل : ربما أكون على خطأ. لا تهتمي .

(ينهض من مكانه. فجأة ينتبه إلى صورة البحار، المعلقة على الحائط)

العجوز : إنها صورة بوريس، أبي، وهو في ملابس البحارة. لقد كان روسيا.
الرجل : وهل مات في البحر؟
العجوز : بل غرق في البحر .
الرجل : وأنت ؟ ما اسمك؟
العجوز : إسمي ماري .
الرجل : آه ، طبعا طبعا . لقد نسيت .
العجوز : لا بأس يا سيدي . كلنا ننسى .
الرجل : هل تعرفين إذن ما المقصود بالرقم 334143 ؟
العجوز : أعتقد انه رقم تلفون .
الرجل : أنا أيضا كنت أعتقد ذلك. إلا انني وجدته مكتوبا في كل مكان تقريبا. العجوز : ربما هي شفرة سرية؟
الرجل : ماذا تقصدين؟
العجوز : لماذا لا تتفضل بالجلوس، سيدي؟ هل المكان غير لائق؟
الرجل :[يجلس من جديد] أعطني بيتزا بالجبن، من فضلك.
العجوز : أنا جد متأسفة يا سيدي. لم نعد نقدم هذا النوع من الطعام.
الرجل : ولماذا؟
العجوز : لقد منعتنا إيطاليا من بيعها .
الرجل : هل تمزحين معي؟
العجوز : آسفة يا سيدي. إنها زلة لسان .
الرجل : حسنا. لا بأس. خذي حسابك. سأغادر .
العجوز : ولكن لماذا يا سيدي؟ هل أزعجناك بشئ؟
الرجل :[متذمرا] يا إلهي. ما هذا؟
العجوز : أعتذر إليك يا سيدي إن كنت قد ثرثرت معك .
الرجل : على كل حال، ثرثرتك أفضل من صمتهم .
العجوز : لا أفهمك سيدي .
الرجل : هذا أفضل.
(يخرج)


(ظلام)



المشهد العاشر


(في طريق عام والرجل يلبس النظارة السوداء وبيده العصا البيضاء. يظهر صبي صغير)
الصبي : هل تريد مساعدة يا سيدي؟
الرجل : نعم، أريد ذلك. شكرا .
(يمسك الصبي بيد الرجل، ويقوده)
الصبي : إنتظر لحظة .
الرجل : نعم، سأنتظر لحظة.
(يضحك)
الصبي : يجب أن لا تضحك، سيدي، فإنه من المحزن أن يكون المرء أعمى .
الرجل : ما اسمك؟
الصبي : إسمي جون .
الرجل : وهل تسكن هنا في هذه المنطقة؟
الصبي : كلا ، بل أسكن في منطقة أخرى .
الرجل : هذا يعني انك تتسكع بعيدا عن بيتكم؟
الصبي : أنت مصيب يا سيدي .
الرجل : إلى أين تريد أن تقودني؟
الصبي : إلى محطة القطار .
الرجل : وهل ستركب القطار؟
الصبي : كلا ، بل سأنتظر شخصا ما .
الرجل : ومتى سيصل؟
الصبي : القطار يصل المحطة في الساعة السابعة والربع. سنتمكن من الوصول في الوقت المحدد إذا ما سلكنا الطريق المختصرة . فلنسرع .
الرجل : سأكون حذرا .
الصبي : سوف أوجهك قدر الإمكان .
الرجل : لا تستعجل .
الصبي : إذا لم نسرع فلن نصل في الوقت المحدد. وسوف نفقد الشخص. وسيلزمنا وقت طويل للبحث عنه في المحطة .
الرجل : المهم ألا تستعجل .
(يتعثر الصبي فجأة ويسقط على الأرض)
الرجل :[يصرخ] جون. جون.
(ظلام)




المشهد الحادي عشر


(المنظر كما في المشهد الثاني. الطفل ممدد على السرير والصليب الخشبي على صدره والطفلة تقف إلى جانب السرير والشمعدان في يدها)

الرجل : لقد أصيب الطفل .
الطفلة : أعرف .
الرجل : هل أنت أخته؟
الطفلة : إسمي جين. وأنت؟
الرجل : إسمي بوريس. أنا روسي .
الطفلة : لقد أتعبك الطريق. أليس كذلك؟
الرجل : لا تهتمي بي. قولي لي هل هو ميت؟
الطفلة : لقد كان يعاني من اضطرابات حادة في الذاكرة .
الرجل : أي نوع من الإضطرابات بالضبط؟
الطفلة : لست أدري . لكنه كان يتذكر ما الذي سيحصل له، مثلا ، في السنة القادمة. ومثلا ، أنت لست هنا سوى شخصية في ذاكرته المريضة، وعندما يستفيق، ستختفي أنت حالا من هذه الغرفة التي أنت في الحقيقة لم تدخلها أبدا.
الرجل : سأعود إذن في وقت آخر .
الطفلة : نعم . بدون أدنى شك .
الرجل : متى؟
الطفلة : لا يمكنني تحديد التاريخ بالضبط . لكنك ستأتي إلى هذا المكان للمرة الأولى في منتصف الأسبوع المقبل .
الرجل : وأنت؟
الطفلة : أنا أيضا سأختفي عند استيقاظه .
الرجل : ولكن، أين سنذهب؟ هل سنبقى معا؟
الطفلة : كلا ، للأسف. سيكون هذا مخالفا لقوانين الحتمية التاريخية. أنت ستذهب إلى حيث يجب أن تكون في هذه اللحظة، في واقعك الحاضر .
الرجل : ماذا تقصدين بالواقع الحاضر؟
الطفلة : أنت وجدت هنا بطريق الخطأ. أما " أنت " الحقيقي، فإنك على بعد آلاف الكيلوميترات الآن . وعلى ما أرى، فإنك تشارك في اجتماع سري وخطير يعقد في مخزن مهجور، أو شئ من هذا القبيل .
الرجل : وأنت؟
الطفلة : أنا مع الأسف ، سأكون قد شملني الموت سابقا، منذ ثلاث سنوات. وهكذا ترى إنني في الوقت الذي أنتمي فيه إلى ماضي " جون "، تشكل أنت وجوده المستقبلي .
الرجل : هل أنا أحلم؟
الطفلة : أنت لا تستطيع أن تحلم ، ذلك أنك محلوم بك، إن صح التعبير.
الرجل :[ينتبه إلى الصورة المعلقة على الجدار] أعتقد إنني قد رأيت هذه الصورة من قبل فهل هذا صحيح؟
الطفلة : إنها صورتك في السنوات القادمة .
الرجل : إذن، هي أيضا تنتمي إلى ذاكرة جون غير العادية، وكذلك إلى مستقبلي .
الطفلة : بالتأكيد. مثل كل شئ هنا .
الرجل : إلا أنت .
الطفلة : نعم هذا صحيح لأن جون يخلط الأزمنة وهذا يزعزع الأشياء ويجعلها صعبة الفهم.
الرجل : قلت قبل قليل إنني سأعود إلى هنا في أيام قادمة. لماذا؟
الطفلة : ستأتي ومعك طفل جريح. ويجب أن يكون هذا الطفل ابنك.
الرجل : تقصدين إن جون هو ابني؟
الطفلة : سيكون ابنك. وستكون لديك طفلة اسمها ماري .
الرجل : أنت تعلمين إن هذا مستحيل .
الطفلة : أنت تستخدم عقلك كثيرا، وهذا خطأ كبير .
الرجل : من أين أنت؟
الطفلة : أنا ؟ لقد كنت أمريكية .
الرجل : وماذا كنت تعملين في حياتك؟
الطفلة : كنت ممثلة .
الرجل : ما الذي أودى بحياتك؟
الطفلة : حادث آلة. ماكنة حمقاء تسببت في قتلي. لهذا السبب فأنا أحارب الآلات جميعها .
الرجل : وأنا، كيف سأموت؟
الطفلة : غرقا، في مياه البحر .
الرجل : يا إلهي، هذا كثير .
الطفلة: [تقود الرجل إلى السرير فيندس فيه برفق تضع الصليب الخشبي على صدره وتصعد هي بدورها وترقد إلى جانبه] ليلة سعيدة. (الى الجمهور) تصبحون على خير.

النهايــــــــ [ظلام] ــــــــــــة




#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوك الرمل مسرحية بالمحكية العراقية من فصل واحد
- -جنون- جليلة بكار وفاضل الجعايبي: رؤية جديدة للانسان والشعر ...
- تَحْفرُ الخيولُ قبرَ الفجرِ
- جسر على نهر دجلة أو قراءةٌ في تسنن حسن العلوي (2-2)
- جسر على نهر دجلة أو قراءةٌ في تَسَنُّن حسن العلوي (1-2)
- جنون في كتاب بعد أن كانت مسرحا
- موطني موطني نشيد بين شاعرين
- المرأة والحداثة والتفكيك والجندر في العالم العربي في حوار مع ...
- حتى نارك جنة.. الوطن بين رضا الخياط وشكري بوزيان
- الكلامُ المُسْتَعَادُ
- فن الشعر في ملحمة گلگامش
- Marcella
- ذكرى أبي القاسم
- مفاهيم سبتمبرية جديدة حول الإرهاب والحروب الإستباقية وحقوق ا ...
- د. الطيب البكوش: إن مساعدة الشعب العراقي أعسر تحت الاحتلال، ...
- بين الهندسة والبستان: قصيدة نثر طويلة عن المساءات الخمسة عشر
- غرفة في فندق الراحة أو مديح العذراء كريستينا ستوكهولم السعيد ...
- المفكر التونسي د. فتحي بنسلامة في حوار مع حكمت الحاج
- سبعُ قصائد
- البيت قرب البحر كالمجهول باهر وساطع


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - جِنْ