المبدعون العراقيون يواصلون التألق

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 14:20
المحور: الادب والفن
    

ورد في الأخبار ان خمسة كتاب عراقيين فازوا بالجوائز الخمس الأولى لمسابقة احسان عبد القدوس للرواية والمقامة في مصر من قبل صالون إحسان عبدالقدوس الثقافي ضمن مسابقته السنوية في مجالات القصة والرواية والنقد القصصي. والفائزون العراقيون الخمسة هم من مجموع 40 كاتبا وكاتبة من جميع الدول العربية.
وبالتأكيد فان مثل هكذا أمر يجب ان لا يمر مرور الكرام و من الواجب ان تركز عليه وسائل الإعلام العراقية المرئية والمسموعة والمقروءة إضافة الى المواقع الالكترونية في الشبكة العنكبوتية (الانترنت) إذ ان مثل ذلك الحدث هو نسمة عطرة في ليل العراق الذي استطال كثيراً ويأبى الانجلاء ولاسيما مع محاولة التغييب المتعمد لجميع منجزات الفكر والفن العراقي ومساعي تحجيمها ومنع نهضتها وسط هذا التخلف الفاضح لدى الخطاب السياسي العراقي الذي يريد ان يبقينا نعيش في متاهات الظلام والحسرة لاهمّ لنا سوى التباكي على أطلالنا التي درست.
والمفارقة الجميلة من أمر تلك الجائزة انها منحت لثلاث نساء عراقيات من اصل خمسة عراقين فازوا و العبرة في ذلك جد كبيرة إذ ان الفكر المتخلف كان قد افلح قبل ايام في اصدار قرار من مجلس محافظة واسط يتدخل في عمل المرأة ويربطها برجل محرم يرافقها في حلها وترحالها حتى ضمن تنقلها في منطقنها او مكان سكنها، وإزاء هذا القرار المخجل تبرز عراقيات أخريات رفعن رؤوسنا واثبتن ما الذي بإمكان المرأة العراقية ان تفعل إذا تحررت.
يمتلئ العراق بالأدباء الموهوبين وكثير منهم يكتب بصمت من دون ان يثير زوابع الكلام، غير أن الكثير منهم والحق يقال كسولون في عرض نتاجاتهم كما ان بعضهم لم يزل موقفهم غير فعال من منجزات العلم ولاسيما المتعلق منه بالانترنت لذلك ضيعوا على انفسهم وعلى بلدهم فرصاً كبيرة فيما لو احسنوا التعامل مع ما توفره لهم تكنلوجيا المعلومات. نجد أن كثيراً منهم (منكمشون) على انفسهم، وانا اجزم انهم لو تحركوا مجرد خطوة واحدة لفعلوا العجاب العجاب ولأثبتوا للعالم مقدرة العراقي وعنفوانه وسموه ، اتحدث وأنا لا أود ان اشير الى اسماء المبدعين لكثرتها اولاً وكي لا أظلم احدا حين لا اذكر اسمه.
مغزى آخر كبير عبرت عنه عملية منح جوائز مسابقة مصرية في الرواية لعراقيين هو ما كان يشاع من ان واحة الشعر هي للعراق وان لمصر التفوق في الرواية فاثبت كتابنا ان العراقي يستطيع ان يبدع في كل شيء. ومن المهم الاشارة الى ان شهر تشرين الاول الماضي شهد فوز القاص الشاب احمد السعداوي عن روايته (انه يحلم او يلعب او يموت ) وكذلك الشاعر باسم الانصار بالمسابقة التي نظمتها مؤسسة (هاي فاستيفال البريطانية) بالتنسيق مع وزارة الثقافة اللبنانية تزامناً مع احتفالات بيروت عاصمة الكتاب العالمي .
كما حصد الكتاب والشعراء العراقيون خمس جوائز من أصل 21 أعلنتها جائزة الشارقة للإبداع العربي لعام 2009 وذلك في مجالات القصة والمسرح وأدب الطفل والنقد، فيما حصل عملان عراقيان آخران في مجالي الشعر والنقد على إشادة لجنة الجائزة المخصصة لإبداعات الشباب.
وجاءت نتائج الادباء العراقيين متميزة مقارنة بحجم مشاركتهم المحدودة في تلك المسابقة إذ أسهموا بـ 30 عملا ادبياً فقط من مجموع 484 عملاً تقدم للجائزة من شتى الدول العربية، فيما حصل ادباء مصر على خمس جوائز من مجموع 107 عملاً ادبياً تقدموا بها، وحصد ادباء سوريا اربع جوائز من 111 عملاً شاركوا به، فيما توزعت باقي الجوائز على كل من السعودية والمغرب والاردن والجزائر وعمان.
تحية الى الفائزين العراقيين الخمسة الأوائل في مسابقة احسان عبد القدوس للرواية، الى صاحبة المركز الأول الروائية خالدة نيسان عن روايتها (وداعا من كنت حبيبي) و الروائي علي حسين عبيد على المركز الأول مكرر عن روايته ( تدوينات لاجئ الى الجحيم). وصاحبة المركز الثاني الروائية عايدة الربيعي عن رواية (رفاة على أجنحة أجنتي)، والمركز الثاني مكرر للروائي العراقي سلام نوري عن رواية (حفيد الانوناكي)، والى الروائية رحاب الصائغ في المركز الثالث. يذكر انه سيجري طبع الكتب الفائزة في القاهرة، وسيجري توزيع الهدايا في حفل خاص ببغداد.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل