أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - وأد التعليم والتربية مع سبق الإصرار














المزيد.....

وأد التعليم والتربية مع سبق الإصرار


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 09:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من المعلوم ان دول العالم كافة ولاسيما تلك التي قطعت اشواطاً بعيدة في التطور والتحضر تحرص على ان تكون جامعاتها بمستوى التحدي المعاصر الذي افلح في جعل العالم مثل قرية صغيرة يتلاقح فيها كل شيء، ولا يشذ عن ذلك التوجه إلا الانسان المتخلف والبلد المتخلف اللذان ليس بمقدورهما مجاراة التغييرات المتسارعة في مجال العلم والتطور العلمي.
قال رئيس جامعة البصرة في نهاية الاسبوع الماضي انه ( تم الكشف عن وجود اكثر من 400 حالة تزوير في الشهادات الدراسية الجامعية في الكثير من كليات وأقسام الجامعة) واضاف د. صالح اسماعيل: إن حالات التزوير هذه مسجلة لدى مكتب المفتش العام في وزارة التعليم العالي وهنالك متابعة مستمرة للأمر و إن اغلب الشهادات المزورة تؤشر إن مصدرها من خارج العراق..
الملفت من أمر ما أورده الخبر هو هذا الكم الهائل من المزورين الذين ضمتهم جامعة واحدة، ولا نعرف بالتحديد كم عدد الاشخاص الذين تحتضنهم الجامعة كي نستخرج النسبة المئوية للمزورين من مجمل العدد الكلي للمنتسبين، كما لم يورد الخبر تفاصيل عن طبيعة عمل المزورين، وان كنا نظن ان النسبة الأعم منهم هم من المدرسين والمدرسين المساعدين وغيرهم من الحلقات التدريسية. وإذا صح هذا لتبين لنا عظم الورطة التي اوقع هؤلاء طلبتنا فيها وكم يسيء امثالهم للعلم ولمستقبل الاجيال المقبلة. الأمر الآخر الذي تعنيه تلك النسبة من المزورين الجامعيين هو انهم سرقوا وظائف مستحقيها الفعليين من خريجي الكليات الذين لم يعينوا لحد الآن برغم تخرجهم ونيلهم الشهادات العليا بسبب المحسوبية في التعيين وكذلك تسلم الرشا مقابل التعيينات في الهيئات التدريسية حتى وان كان المعين غير مستوف للشروط الاولية لوظيفته المقترحة.
يقبع عشرات الآلاف من خريجي الكليات الجدد وكذلك الكثير غيرهم من متخرجي الاعوام السابقة في بيوتهم من دون عمل برغم مراجعاتهم شبه اليومية الى دوائر الدولة ويلجأ الكثير منهم الى اعمال مضنية في الاسواق وعلى الأرصفة في حين تمتلىء مؤسسات الدولة بأفواج من مزوري الشهادات والوثائق الذين يفتح لهم الفاسدون ابواب الوزارات والدوائر بغض النظر عن كونهم متعلمين أم لا إذ ان الذي يزكيهم هي شهاداتهم المزورة ومعارفهم والاموال التي يدفعونها لغرض التعيين ولا يهم بعد ذلك إن افترشوا قاعات الوزرارات وغرفه من دون ان يعملوا شيئا إذ المهم هو راتبهم وامتيازاتهم الناجمة عن تعيينهم.
لقد ادى وجود هؤلاء المتخلفين في السلم التعليمي الى خلق اجيال من الطلاب شبه الاميين الكثير منهم غير قادر على كتابة جملة عربية واحدة سليمة كما نجم عن ذلك طبقة من (المدرسين والمعلمين) تتميز بسوقيتها واستعمالها الالفاظ النابية في التعامل مع الطلبة ولجوئها الى اساليب زجرية ومتخلفة لا تليق بمؤسسات تعليمية. لقد عكس الكثير من امثال هؤلاء المعينين بطرق غير شرعية اسوأ ما في الشارع من تصرفات ليجسدوها في العمل التعليمي الامر الذي سبب مشكلات كبيرة في التعليم والتعلم لدى النشء الجديد والغى من العملية التعليمية جانبها التربوي.
وفيما يتعلق بالشهادات المزورة التي يتم الحصول عليها من الخارج فلقد توصل المواطن العراقي الى قناعة راسخة من ان اغلبها هي شهادات غير مستحقة وغير معترف بها لا في الخارج ولا حتى من قبل الجامعات العراقية ولا تمثل التقويم الحقيقي المطلوب للحكم على أهلية حاملها وخبرته.
الامر خطير ويحتاج الى اكثر من وقفة والى المعالجة الفورية والجذرية لأن المسألة تتعلق بمصير الاجيال العراقية المقبلة التي تحتاج الى تدريسيين كفوئين يحسبون لكل شيء حسابه سواء في مجال التعليم او في القضايا الاجتماعية التي يحتمها عليهم فرق العمر والخبرة اللذين يوجبان مد النشء بأسباب التصرف الحميد والتعليم الراقي الفعال ومن دون ذلك سنحكم على مستقبل التعليم واجيال الطلبة المقبلة بالفناء.





#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق رابعاً على العالم!
- عذرهم أقبح من فعلهم
- كركوك ضحية السذاجة السياسية والتخلف
- إنشاء جهاز أمن واحد مطلبٌ شعبي
- التهاني بالفشل!
- مصارف النساء إمعان في تفتيت المجتمع العراقي
- امثولة الشعب الفرنسي الناصعة
- شرعنة النقد التسقيطي
- اعتداءات متكررة من دون حساب
- لماذا ضفاف دجلة؟!
- الأراضي لهم وللفقراء الجحيم
- محاولة الغاء عراقيي الخارج
- فوضى التعيينات في البلد
- قوانين على عجل وأخرى تنتظر!
- مزورون بالجملة
- ودوّروا الأموال مثل الكرة!
- تخلّف الخطاب الانتخابي العراقي
- الدبلوماسية العراقية والمشتركات الوطنية
- يعطلون الجلسات للسفر لدول الجوار
- دكتاتوريات جديدة تتكاثر


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - وأد التعليم والتربية مع سبق الإصرار