أريد زوجة .....!!!

امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 10:26
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

اريد زوجة ! ( قصة قرأتها بالانكليزية للكاتبة الاميركية جودي برادي ) ، واعجبتني فيها السخرية اللاذعة للكيفية التي تستغل بها النساء في مختلف بقاع الارض ... رغم ان العمل يعتبر من مطالب حقوق المرأة ، الا ان الاستغلال لطيبة المرأة يمد جذوره في مختلف الثقافات ... ولايعرف الشرقية من الغربية .... كل شئ يعتمد على وعي المرأة وتصرفها بالدرجة الاساس .... اترككم مع هذه المقطوعة ...

انني انتمي لذلك الصنف من الناس الذين يسمونهم ( زوجات ) ! ، انا زوجة ... وليس صدفة على اي حال .... انا أم !
من فترة ليست ببعيدة ، احد اصدقائي من الرجال ظهر على الساحة ، خرج مؤخرا من تجربة طلاق ... ولديه طفل واحد ، والطفل بالطبع مع زوجته السابقة . أنه يبحث عن زوجة ، وبينما كنت افكر فيه ذات مساء وانا اكوي الملابس ، خطر لي فجأة انني انا ايضا ، اود ان تكون لي زوجة !!!
لماذا ياترى اريد ان تكون لي زوجة ؟ !!!!
اريد ان اعود للدراسة ، لكي اكون اكثر استقلالا من الناحية المادية ، وادعم نفسي ، وان اقتضت الحاجة ، ادعم من سيكونون بعهدتي ، لذلك اريد زوجة تعمل وترسلني الى الجامعة ، وبينما انا في الجامعة ، اريد زوجة تعتني بابنائي ، اريد زوجة تتابع مواعيد الاطباء ، واطباء الاسنان لاولادي وتتابع مواعيدي انا ايضا ، اريد زوجة تضمن ان اولادي يأكلون بشكل صحيح ، وتعتني بنظافتهم ، وتغسل ملابسهم وتصلحها ! اريد زوجة تعتني بتغذية اولادي ، وتتابع امورهم الدراسية ، وتتأكد من ان لديهم حياة اجتماعية طيبة مع اقرانهم ، تأخذ اولادي الى المتنزه والى حديقة الحيوانات ... الخ
اريد زوجة تعتني بهم اذا مرضوا ، بل و تكون متواجدة اذا مرضوا ، لانني بالطبع لا استطيع ان اتأخر عن محاضراتي في الجامعة ، زوجتي يجب ان ترتب وقتها بحيث تأخذ بعض الوقت من العمل ، ولكنها لاتفقد العمل ! وهذا قد يعني فقدان شئ من دخلها بين فترة واخرى ، ولكني سأسامحها ، لاحاجة للقول بأنها يجب ان ترتب لدفع مصاريف الاولاد من شغلها .. اضافة الى مصاريف دراستي ...
اريد زوجة تعتني بحاجاتنا البدنية ، تعتني بنظافة المنزل ، تنظف وترتب ان قام اولادي بالعبث بالمنزل ، وكذلك ترتب ماقد ابعثره انا ، اريد زوجة تتأكد من نظافة ملابسي وتكويها ، وتصلحها ، وتبدلها ان اقتضت الحاجة ، وتتأكد من ان حاجاتي هي في مكانها الصحيح ، بحيث انني اجد مااريد في اللحظة التي اريد ! اريد زوجة تعد القوائم ، وتقوم بالتسوق ، وتعد الوجبات وتقدمها بسرور ثم تنظف بينما انا ادرس ، اريد زوجة تعتني بي اذا مرضت ، وتتعاطف مع الامي وفقدي للوقت الكافي للدراسة ، واريد زوجة تذهب معي في الاجازة الاسرية ، اي ان لدينا احدا يعتني بي وبأولادي عندما اريد تغيير المكان واخذ قسط من الراحة ...
اريد زوجة لاتزعجني بالاستياء والشكوى من واجباتها كزوجة ، اريد زوجة تصغي الي عندما اريد توضيح نقطة صعبة في دارستي ، وتطبع واجباتي بعد ان اكتبها !
اريد زوجة تعتني بتفاصيل حياتي الاجتماعية ، عندما نتلقى دعوة من الاصدقاء ، ونخرج سوية اريد زوجة تعتني بالاولاد ، وعندما ادعو اصدقائي في الجامعة الى البيت ، اريد زوجة تضيفهم ، تعتني بنظافة المنزل ، ولاتقاطعني عندما اتحدث في شؤون تخصني انا واصدقائي ، وتتأكد من ان الاولاد قد اكلوا وناموا بحيث لايزعجوني انا وضيوفي بل وتعتني بحاجات ضيوفي وتتأكد من انهم مرتاحين ، وتقدم لهم مطفأة السكائر عند الحاجة ، وتصب الطعام مرة واخرى وتتأكد من ان اقداح الخمر تملأ عند الحاجة ، وان القهوة تقدم عندما يريدون ، اريد زوجة تعرف بأنني احيانا قد احتاج ليلة لوحدي خارج المنزل !
اريد زوجة تشبع حاجاتي الجسدية ، وتعطيني الحب الذي اريد ، وتتأكد من انني قنعت ! وبالطبع لا اريد زوجة تطالب بغريزتها عندما لا اشعر بالحاجة الى ذلك ! اريد زوجة تمتلك المسؤولية الكاملة للسيطرة على عملية الانجاب ، لاني لا اريد اطفالا اكثر ، واريدها ان تبقى مخلصة لي ، لكي لا احطم حياتي العلمية والثقافية بالغيرة ، واريد زوجة تتفهم بأنني لا احتمل الالتزام بأمرأة واحدة ! في النهاية اود ان تكون لي علاقاتي الاخرى كلما امكن ذلك !
واذا وجدت بالصدفة امرأة اخرى تناسبني اكثر من الزوجة التي لدي ، فأنني اريد كامل الحرية في استبدال زوجتي الحالية بواحدة اخرى ! ومن الطبيعي انني سأبدأ حياة اخرى جديدة وزوجتي ستأخذ الاولاد وتكون هي فقط مسؤولة عنهم وتتركني حرة !
وعندما اكمل دراستي ، واحصل على عمل ، اريد من زوجتي الجديدة ان تترك العمل ، وتبقى في المنزل ، لكي تستطيع ان تمارس واجباتها كزوجة بشكل كامل !

يا إلهي لم لا اريد زوجة ؟

#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل