أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امنة محمد باقر - سأمضي وما بالموت عار ....















المزيد.....

سأمضي وما بالموت عار ....


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 08:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا ادري لماذا صار للموت هذه الايام طعم اخر ... يكون الموت جميل ... اذا سبقك اليه اجمل الناس الذين عرفتهم ... وهاهو الموت هذه الايام قد زارنا ، وعاد فينا مرات ومرات ... يأخذ في كل انفجار جماعي خيرة الناس ... والذي يأخذ اعمارهم ... انما هو دجال وابن دجال .. ويقول لك انه ينتمي الى التيار الديني الفلاني ... ويقتل بسيارته الشهيرة ... اجمل الرجال ... واجمل النساء ... منذ تلك اللحظات العصيبة التي اخذت اجمل الناس منا ... رأيت الموت في غاية الروعة والجمال .... لا ان تنتحر او تقتل ... بل هؤلاء حببوا الينا عالمهم ... لقد كانوا معنا يصنعون اجمل اللحظات لهذه الحياة ... واقول انهم اجمل الناس .. لان احدهم وقد كان زميلي في كلية اللغات هو من اجمل الشباب .... ورغم اننا في الجامعة كنا اكبر منه سنا ... وهو بمرحلة اولية ونحن في مراحل متقدمة ... لكنه شق طريقه الى الدكتوراه بكل اجتهاد وفخر ... وكان يرتدي اجمل الملابس يشتريها من الكرادة ... سلوكه اجمل السلوك .. قوله اجمل القول ... وضحكته التي اسف ان الموت اخذها .... كانت خير ضحكة رأيت احدا من الناس يهفو بها الى قلوبنا المليئة بهموم الدنيا حتى اذا ضحك حيدر رحمه الله ملأ الدنيا بهجة ...
يقال ان عليا الاكبر ....كان يذكر اهل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله بجمال هيئة الرسول صلى الله عليه وآله ... اقول كيف حال امه واهله على فقده .. كيف صبرهم عليه ...
او الاستاذة الجامعية التي كانت الوحيدة التي تملك الدكتوراه في الانكليزية في حينا ... رحمها الله قتلوها شر قتلة ... وملكوا بعدها سدة الحكومات المحلية ... وهم لايعلمون ان الدوائر تدور .. فاذا بأصحاب البطة الشهيرة اليوم مطاردين وخوارج ويطلبهم القاصي والداني بدماء البدور التي نحروها ........... لانهم لايملكون الجمال الذي ملكه اولئك الافذاذ ... لا ادري كيف هو حزنك ياكلية اللغات ... ولا ادري كيف استقبلت السماء منظر الدماء التي تسيل ها هنا وها هناك على ارضنا الحبيبة ...
يقال ان الدنيا بكت دما عبيطا يوم قتل الحسين ابن عبد الله عليه السلام ، سبط المصطفى ص ، وما كنت اتصور ان الناس تستطيع ان تقتل الحسين عليه السلام ... ولكن عندما رأيت بطة الوحوش تمشي في شوارعنا ثم عندما يدخلون السجن يقال لهم مجاهدين اضربوا عن الطعام .......... فأنني ساعتها فقط .. عرفت كيف قتل الحسين ابن فاطمة الزهراء ابن علي ابن ابي طالب ، ابن بنت محمد صلى الله عليه وآله ... وانما اذكر نسبه .... لأن الذي قتل ابناءنا واصدقاءنا فعلوا نفس الشئ ... والان الان الان فقط عرفت لماذا قتل الحسين ، وانها فعلا قصة واقعية وحدثت في ارض الواقع .. كنت اعلم علم اليقين انها وقعت ولكن بشاعتها ماكانت تسمح لي بأن اتصور ان احدا ما يقتل جميلا كالحسين عليه السلام ، وعندما اذكر الجمال .. فأنني اعرفه بمصاديقه الظاهرية والباطنية .. وكل فلسفات الاستيطقيا !!
ان اللحظات الجميلة التي عشناها معا يا اخي العزيز .... ايها الزميل الغائب الحاضر ... لن انساها ماحييت ، واعلم انهم يوم اعدموك الحياة الخائبة الدنيا الدنية فأنما منحوك الباسبورت الى لقاء اهل الجنان .... واهل الشهادة واهل الفضل من الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ... لازلت اقول .. واكرر قولي ... كيف استقبلت السماء ذلك الخبر .... وكيف استقبلت السماء تلكم الدماء ... ولماذا دوما دوما هنالك من يكون اجمل الناس واطيبهم واحسنهم لكنه يتعرض لهكذا اقدار .. قد يكون حادث سيارة دهس او غيره .... ولكن لا ادري لماذا اراد القدر ، وخط القلم ان يتم استهداف شخص بهذا القدر من الحسن والبهاء ... بهذا القدر من الطيبة والسعادة التي يجلبها الى كل من حواليه .... يوم كان يأتي كان الحي يطرب فرحا .. أن ها قد اتى من سفره الطائر الغريد والبلبل الفتان .... يا اخي وصديقي .. رب اخ لك لم تلده امك .... كيف هي الحياة بدونك ... وكيف هو العيش بدونك .... لقد والله حببت الينا الموت ... لقد صار الموت جميلا هو الاخر ، مذ احتفى باستقبال الجمال ... باستقبال اهل الخير ... ان عزرائيل نفسه ، نفسه تعاب موت الجبناء ، لايريدهم ... لذلك هو دوما يتخير الولدان المخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون يزفهم الى الجنة ...... الى حور عين ... لربما الى فتاة تشبه زميلتك الجامعية التي هاجرت وانت كنت تريدها فارسة لاحلامك ... لربما وربما وربما ... وماذا يكون لمن جاور الله ، وماذا يكون لمن لم تستطع له امه حلا ، امه التي احبته حبا جنونيا ..... ففارقها ولم تستطع له حلا ... اذن لعل الاله هو الذي اراد ان يجد له حلا ... يستقبله في بيت قدسه ... يوم يستهدفه اوغاد هذه الدنيا .... الدنية الخائبة الخائب اهلها ................ ولعله كما قال استاذنا في الجامعة ... لم ير موتا ولانزل عليه الموت... ولعلهم اي من قتلوه صوبوا فرأوا خيالا ..... اما هو فمثل يسوع ... شبه لهم .... وطار الى جنبات القدس .. الى عالم اخر .. لانحسه ولانؤمن به ولاندركه .... ولكنه تعرف عليه مبكرا ... يوم مضى في الخامسة والعشرين من عمره وهو طالب علم .... قائلا لهم :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى .. اذا مانوى حقا وجاهد مسلما ... وواسى الرجال الصالحين بنفسه ...وفارق مثبورا ( اي والله ) .... وخالف محرما ...... اما نحن اصدقاؤه الذين لن ننساه ... زميلنا في بعثة الدكتوراه ، فنجيب : جاورت اعدائي ... وجاور ربه ... شتان مابين جواره وجواري .... وذلك بعد ان اتصلنا بالعائلة من مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ... ليقول الجواب : قد جئنا توا من اربعينيته .... فقلنا لهم .... ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون ... انا لله وانا اليه راجعون ... ولايلقاها الا الذي صبروا ... ولايلقاها الا ذو حظ عظيم ... نعني تلك المرتبة التي اختارها الله له من بيننا .... عصفور الحب ... وطائر الشجن .... واغنية الزمان ... وهدية الرحمن .. التي عاشت بيننا ست سنوات من البكالوريوس الى الماجستير بكل عنفوانها وبهجتها ... من الطلبة الاوائل ... نراه يقتل ونحن نعد الرحيل ... الى بعثة الدكتوراه .... وماقتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم .... وما اصدق الحلم الاخير يوم رأيناه وقد ترجل من سيارة حديثة ومعه اثنين من طلبة الدكتوراه يرافقانه ... جاء كي يرى النصب .... الذي كنا في عالم الرؤيا نعده له في مكان استشهاده ... فقال لنا : اكتبوا طالب البحث الخارج .... حين اردنا ان نكتب كلمة طالب الدكتوراه ... ووالله والله علمت ساعتها ... أن الله سبحانه له عناية اخرى فوق عنايتنا ... وانه قد اصطفى ذلك الشاب الطفولي الوجه السمح النفس .. الجميل المظهر والملبس والجوهر ... الى غاية يعلمها هو وحده سبحانه ...





#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات حب لله ...
- كتبنا وما كتبنا .......
- امرأة لم تشتري فستانا ابيض !!
- ولازلت ارثيه ... ويسعد عيني دمعها ...
- الاطفال ... يرحلون من جديد !
- المرأة وادوار الجندر ....
- كيف تنشأ المليشيات ...؟؟ ومن يقودها ؟
- ليلى قيس ...
- اخلاقيات العمل ... مع النساء !
- المرأة العربية : التقاليد والمعاصرة !
- ما تقتضيه المروءة...............!!
- حتى الظلام هناك اجمل ... ولكن
- وعندما أموت ....
- فتاة المراثي ..
- حريات الرجل ... وحرية المرأة ......
- الرجال لايفهمون كل شئ ..
- عندما تغرب الشمس ..............................
- المرأة والشعور بعدم الانتماء .....
- رجل في المدى البعيد ............
- نبوة السياب !!


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امنة محمد باقر - سأمضي وما بالموت عار ....