أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - ليلى قيس ...















المزيد.....

ليلى قيس ...


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


تعجبني كثيرا كلمة قيس ليلى ... هي المرة الاولى في تاريخ العرب التي ينسب فيها الرجل الى المرأة ....
ولم تحزنني قصة ، الا كما احزنني جنون قيس ...
لانك قلما تجد رجلا بهذه الرهافة من الاحساس وصدق المشاعر ، لتكون نهايتهه تلك المأساة التي بكاها والد قيس نفسه ، وقال بأنه لم يكن يدري ان الامر سينتهي تلك النهاية المأساوية ...
وحسن ليلى ليس الجمال الظاهري فحسب ... بل ان الاخلاق التي يصفها قيس نفسه ، قلما تجدها لدى النساء ، بل تتمنى كل امرأة عاقلة واعية ان تمتلكها ، لانها فعلا كانت مكملة لجمال ليلى الاخاذ ...
وفي رأيي فأن جنون قيس لم يكن متأخرا ، لقد جن مبكرا ... وذلك حين منعوه من لقاءها وبدأ يهذي في اشعاره عنها ، واود ان اعرض شيئا من تلك الاشعار ، لانك تبحث عن الصدق ، قلما تجد صدقا في زماننا هذا ... لكنك ستجده في كلمات قيس ... وان الرجل هو الكلمة نفسها ....وصدقت تلك المقولة في قيس !
فليلى اذن تستحق ماقاله فيها من اشعار ... لكنه لايستحق ما ناله من اذى ، وكيف ذهب عقله وشخصه النبيل وشخصيته كيف حطمها ذلك الحب ... كنت اتمنى لوكنت والدة ليلى ، لضربت رأي والدها عرض الحائط ... صحيح ان كلاما كهذا لايصح في ذلك الزمن ... ولكن لو ان ابا ليلى تم تبصيره مثلا بعاقبة الامور التي سينتهي اليها قيس ، اذن لربما اهتدى الى انقاذه ......
ان الحب يفضي الى الجنون ، ان لم يكن هو ضربا من الجنون ! هذا ان كان صادق حقيقيا ... وانني ادعو الى مناقشة الموضوع مع علماء النفس ... لمعرفة كيف يفضي الحب الى الجنون ، ماهي الاسباب ؟ هل هنالك مكان في المخ تطيش سهامه برؤية شخص ما ؟ او رؤية تطابق صفاته مع الصورة الرومانسية لما يسمى بفارس الاحلام ... لهذا اقول حذار !
انني هنا لا اريد ان اتهكم .. وكيف اتهكم بشهيد الحب العذري ، والانسان الذي احترم المرأة واحبها الى درجة العبادة ؟ وكيف اتهكم بذلك الانسان النبيل الضحية ؟ المسكين المستكين المستجير ؟ كان يستجير من حب ليلى !
انني آسى كثيرا لتلك القصة ، وكنت قد قرأت النص الانكليزي لقصة روميو وجوليت ، ولكنني لا استطيع ان اقارنها بما لدينا ... بالمصيبة والكارثة التي جاءت بها ثقافتنا العربية ، بالقضاء على انسان كل ذنبه انه اراد الزواج من امرأة اعجبته على اقل تقدير ، ولسنا نقول احبها واحبته !
وانني هنا لا اريد ان اروج لثقافة الحب .. ان الحب ذهب مع اهله .. مع قيس وليلى !
من اين تأتي بأنسان صادق بهذه الدرجة من الوعي ؟ واحترام الاخر ؟ احترام المرأة وتقديسها ، وتقدير قيمتها كذات عليا تستحق ان يحبها الرجل الى حد الموت !!
بل وحتى مابعد الموت .. قيس لازال هو قيس الهائم :
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم هل فرجت عنكم مذ متم الكرب
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى وإن بالدمع عين الروح تنسكب

الرجل الذي قضى صبرا ، وصبر على عذاب تلك المشاعر ، بل وارادها :
أَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى بليلى كما حن اليراع المنشب
يقولون ليلى عذبتك بحبها ألا حبذا ذاك الحبيب المعذب
بل ويعترف قيس المجنون بجنونه :
ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا في حبِّ من لا تَرى في نَيْلِهِ طَمَعَا
الحبُّ والودُّ نِيطا بالفؤادِ لها فأصبحَا في فؤادِي ثابِتَيْنِ مَعا
طُوبَى لمن أنتِ في الدنيا قرينتُه لقد نفى الله عنه الهم والجزعا
بل ما قرأت كتاباً منك يبلغني إلاَّ ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمعَا
أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني حتى إذا قلت هذا صادق نزعا
لا أستطيع نزوعاً عن مودتها أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا

وابياته المشهورة بتقبيل الجدار ، تذكرني بقصة تقول انه ركض خلف غزالة لها عيون تشبه عيون ليلى !!
أمر على الديار ديار ليلي
أقبل ذا الجدار وذا الجدارِ
وما حب الديار شغفن قلبى
ولكن حب من سكن الديار

وقد صدق ظنه في موته على يدي هذا الحب :
خليلي ان ضنو بليلي فقربا ليا ..........النعش والاكفان واستغفرا ليا

ولا احسب احدا اراد ان يصف امرأة بما وصفه قيس من امكانية ان تحل ليلى محل البدر ، وحق لأبي ليلى هنا ان يغضب ، فقيس يصف ليلى ومحاسنها ، ونحن نطلب من والدها السكوت ، نطلب ذلك من رجل من الصحراء العربية ، ان لاينهار امام هذا الوصف لابنته :
أنِيري مَكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ وَقومِي مَقَامَ الشَّمسِ ما اسْتَأخَرَ الفَجْرُ
ففيك من الشمس المنيرة ضوؤها وَلَيْس لهَا مِنْكِ التّبَسُّمُ وَالثَّغْرُ
بلى لَكِ نُورُ الشَّمْسِ والبَدْرُ كُلُّهُ ولا حملت عينيك شمس ولا بدر
لَك الشَّرْقَة ُ الَّلأْلاءُ والبَدْرُ طَالِع وليس لها مِنْكِ التَّرَائِب والنَّحْرُ
ومن أيْنَ لِلشَّمْسِ المُنِيرة ِ بالضُّحى بِمَكْحُولَة ِ الْعَيْنَينْ في طرْفِهَا فَتْرُ
وأنى لها من دل ليلى إذا انثنت بِعَيْنَي مَهاة ِ الرَّمْلِ قَدْ مَسَّهَا الذُّعرُ
تَبَسَّمُ لَيْلَى عَنْ ثَنَايا كأنَّها اقاح بجرعاء المراضين أو در
منعمة لو باشر الذر جلدها لأَثَّرَ مِنْهَا في مَدَارِجِها الذَّرُّ

وفي النهاية ، هو يتمنى ان يتحول هذا الحب الى بغض ، ولكن لا امل فأن حبه لها يزداد تماديا :
فَيا رَبَّ سَوِّ الحُبَّ بَيني وَبَينَها يَكونُ كِفافا لا عَلَيَّ وَلا لِيا
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها تَكُن نِعمَةً ذا العَرشِ أَهدَيتَها لِيا
أَرى الدَهرَ وَالأَيامَ تَفنى وَتَنقَضي وَحُبُّكِ لا يَزدادُ إِلّا تَمادِيا
فَيا رَبِّ إِن زادَت بَقيَّةُ ذَنبِها عَلى أَجرِها فَاِنقُص لَها مِن كِتابِيا

قيس الذي نسي حتى صلاته :
وَإِنّي إِذا صَلَّيتُ وَجَّهتُ نَحوَها بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها كَعودِ الشَجى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا

تبقى تلك القصة ............ هي مأساة تدعو للبكاء على تاريخنا وتراثنا الذي لم ينصف الاحرار ... حتى في ابسط امنياتهم ...
تبقى مسألة مهمة جدا اعجبتني في عشيرة ليلى ونساء قبيلة بني عامر : انهن نساء اشتهرن بالعفة والحياء ...
ليلى قيس لم تكن امرأة متبذلة ... فتاة حيية ، وما اجمل الحياء !




#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخلاقيات العمل ... مع النساء !
- المرأة العربية : التقاليد والمعاصرة !
- ما تقتضيه المروءة...............!!
- حتى الظلام هناك اجمل ... ولكن
- وعندما أموت ....
- فتاة المراثي ..
- حريات الرجل ... وحرية المرأة ......
- الرجال لايفهمون كل شئ ..
- عندما تغرب الشمس ..............................
- المرأة والشعور بعدم الانتماء .....
- رجل في المدى البعيد ............
- نبوة السياب !!
- مي زيادة ، وصاحب دمعة وابتسامة !!
- لا يا جبران خليل جبران !!
- أ علي العلياء سلامي ....
- الحوار المتمدن ... في فكر هاجر ...
- شعوب في الزاوية ..........
- امرأة فرعون ................
- هاجر تلتقي اسلام !!
- هاجر تبحث عن تعريف اخر ... لمظاهر العنف ضد المرأة


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - ليلى قيس ...