|
نبوة السياب !!
امنة محمد باقر
الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 23:26
المحور:
الادب والفن
السياب نبي العراق .... قيل قد بعث لنا نبي من جديد ، فقلت استغفر الله رب العالمين! قال لي اخي : اتعلمين ان السياب وصل الى مرتبة النبوة ، ولكن لانبي بعد محمد !! قلت : كفاك من هذا الهراء المجازي !! قال هو بالفعل نبي : وعليك ان تعلمي ذلك قبل ان تموتي !! لكي لاتموتي بنصف ايمان قلت : السياب هو عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ! قال : والسياب هو نبي من نوع خاص، النبي الذي تحدث عن اخبار اخر الزمان في العراق ! لقد تنبأ بالحصار : وتنبأ بالحروب الطائفية ، وتنبأ بهجرة العراقيين ، وتنبأ بخراب بغداد! قلت : وكيف ذلك ! قال فوضت اليك مسألة البحث ! فشعرت بأنه تحدى كرامة المرأة التي احمل ، وذهبت الى كازينو العشار ، لم يكن هنالك من احد ، ولكني رأيت رجلا يجلس وامامه اقداح !! فصاح علي من بعيد : مقلتاك تطيفان بي مع المطر !! فقلت من انت : قال : هذا انا لم ادع في الناس من سبب لم اقتحمه وشحت كل اسبابي النجم في شفتي ، لم ار شفة الا مخضبة تهوي بأكوابي ! قلت : مااسمك : قال عيناك غابتا نخيل ساعة السحر قلت اذن انت هو !! اني امرأة مشغولة جداً وجئت التقيك على عجالة ، فافضي بما لديك !! وبعد ان احتسى حضرته فنجانا من القهوة البصراوية ! قلت له ياعراب اهل العراق ، كيف عرفت بالحصار ؟ قال : " مَطَر ... مَطَر ... مَطَر ... وفي العِرَاقِ جُوع ! وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء تَغِيمُ في الشِّتَاء وَيَهْطُل المَطَر ، وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ . مَطَر ... مَطَر ... مَطَر ... أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟ وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟ بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،
وكيف عرفت بنازحي اهل العراق ؟ قال : أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ، عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين : " مَطَر ... مَطَر ... مَطَر ... وفي العِرَاقِ جُوعْ وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ... مَطَر ... مَطَر ... فقلت له : وهل عرفت باليتم والارامل : قال : كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام : بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " - لا بدَّ أنْ تَعُودْ وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛
قلت وهل تعلم متى ينسحب الاميركان من العراق : قال : أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ، حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ لم تترك الرياحُ من ثمودْ في الوادِ من أثرْ .
قلت له وهل تعلم اي نوع من السياسيين سيحكمنا : وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى . وأسمعُ الصَّدَى يرنُّ في الخليج " مطر . مطر .. مطر ... وهل سنخلص من بعض السياسيين المتشبهين بصدام في الانتخابات القادمة ؟ في كلِّ قطرةٍ من المطرْ حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ . وكلّ دمعة من الجياع والعراة وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد قلت له وكيف تنبأت بحرب الشوارع ، قال : الموت في الشوارع و العقم في المزارع و كل ما نحبّه يموت الماء قيّدوه في البيوت و ألهث الجداول الجفاف هم التتار أقبلوا ففي المدى رعاف و شمسنا دم و زادنا دم على الصّحاف
قلت له : وكيف عرفت بظهور الارهاب في العراق : قال : محمد اليتيم أحرقوه فالمساء
يضيء من حريقه و فارت الدماء من قدميه من يديه من عيونه و أحرق الإله في جفونه محمّد النبيّ في حراء قيّدوه فسمّر النهار حيث سمّروه غدا سيصلب المسيح في العراق ستأكل الكلاب من دم البراق
قلت له : وهل علمت بمقتل النساء : قال : يولد قابيل لكي ينتزع الحياة
من رحم الأرض و من منابع المياه
فيظلم الغد
و تجهض النساء في المجازر
و يرقص اللهيب في البيادر
و يهلك المسيح قبل العازر
مدينة الرصاص و الصخور
أمس أزيح من مداها فارس النّحاس
أمس أزيح فارس الحجر
فران في سمائها النعاس
و رنق الضجر
و جال في الدروب فارس من البشر
يقتل النساء
و يصبغ المهود بالدماء
و يلعن القضاء و القدر
وكيف علمت بخراب بغداد : قال : كأن بابل القديمة المسوّرة تعود من جديد قبابها الطوال من حديد يدق فيها جرس كأنّ مقبره تئن فيه و السماء ساح مجزره جنانها المعلقات زرعها الرؤوس تجرها قواطع الفؤوس و تنقر الغربان من عيونها و تغرب الشموس وراء شعرها الخصيب في غصونها أهذه مدينتي ؟ أهذه الطلول خطّ عليها عاشت الحياة من دم قتلاها فلا إله فيها و لا ماء و لا حقول أهذه مدينتي ؟ خناجر التتر تغمد فوق بابها و تلهث الفلاه حول دروبها و لا تزورها القمر أهذه مدينتي أهذه الحفر و هذه العظام يطلّ من بيوتها الظلام و تصبغ الدماء بالقتام لكي تضيع لا يراها قاطع الأثر أهذه مدينتي جريحة القباب فيها يهوذا أحمر الثياب يسلّط الكلاب على مهود إخوتي الصغار و البيوت تأكل من لحومهم و في القرى تموت عشتار عطشى ليس في جبينها زهر و في يديها سلة ثمار حجر ترجم كل زوجة به و للنخيل في شطّها عويل
#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مي زيادة ، وصاحب دمعة وابتسامة !!
-
لا يا جبران خليل جبران !!
-
أ علي العلياء سلامي ....
-
الحوار المتمدن ... في فكر هاجر ...
-
شعوب في الزاوية ..........
-
امرأة فرعون ................
-
هاجر تلتقي اسلام !!
-
هاجر تبحث عن تعريف اخر ... لمظاهر العنف ضد المرأة
-
هاجر ارهقها العمل !!
-
الوردة معي في لحظة تأمل !!!
-
التمدن في الحوار مع المقدسات !!!!!!!!!!
-
امرأة ليست بمقهورة !!!!!!
-
النساء والمليشيا والتقاليد العشائرية
-
الدين والسلطة
-
ايها الاخوة العرب : لاتعبدوا الصنم !!
-
انني احب الحسين !!
-
علمتني اللطم يابلد المقابر !!!!!
-
عتاب على الاخوّة التي ذهبت : غزة ام بغداد !!!!!!
-
خواطر على رمال كربلا
-
سيارة البطة
المزيد.....
-
فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|