أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مريم نجمه - حتى لا ننسى .. ؟ الجيران الثلاثة الأقرب ؟















المزيد.....


حتى لا ننسى .. ؟ الجيران الثلاثة الأقرب ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 23:54
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


حتى لا ننسى ..؟ الجيران الثلاثة الأقرب ؟
التاريخ أحداث مضت ..
التاريخ أحداث مضت لكنها لاتنسى , أحداث حلوة ومرّة , ودروس وعظات , صنعها أناس متحكّمون , ينتمون إلى بلد وقوم , ولهم أسماء مهما غار الزمن , سيأتي من ينبشها بعد اّلاف السنين ويدوّن الحدث ..
التاريخ , حكايا الشعوب , محفورة في أذهان الناس كالنقش على الحجر .. تحكيها الجدات للأطفال , نقرأها هنا وهناك في كتب التاريخ وروايات الأدب حيناً , وفي المذكرات الشخصية , والشعر حيناً اّخر . وفي نتف وماديات أخرى مشلوحة على الرصيف أو في خزائن الكتب والمقابر ..., علينا التعلم منها وإدانة أعمالها وسلوكها وممارساتها اللاإنسانية , ونعمل بكل جهدنا ألاّ تتكرر , وخاصة التي تحمل فكراً شوفينياً عنصرياُ كريهاً لا يمت للعلم والرقي والإنسانية بخيط من الإخلاق والأحاسيس , سوى الهمجية والغرائز الحيوانية الغير مؤهلة للحياة بين البشر ..,,
إنه الواقع وتاريخ الإحتلالات والأمبراطوريات الجرّارة الفاشية التي مر كابوسها فوق صدور شعوبنا عصور وعصور , وعلى شعوب أخرى في قارات مجاورة أو بعيدة كا أوربا أفريقيا وأمريكا وغيرها , بنت رقعتها وتوسعها على أجساد البشر التي أخضعتهم بالقوة والبطش والتخلف , ولا يزال هذا الفعل والعمل يتكرر في إحتلال فلسطين وقضمها دون توقف وإدانة , ورجوع الهيمنات العسكرية والمذهبية يطل على شعوبنا بأحلاف وأسماء لا تعمي المستنيرين والمبصرين !؟

ما يحزّ في النفس , أن المجرمين لا يعترفون بجرائمهم ويعتذروا للشعوب الضحية ( العرب والأرمن ) , ولا يحاسبون دولياً ولا من يبكي على الماضي ويقيّمه , بل يصفق له للمزيد في الحاضر !؟
كيف ذلك ؟
لنقرأ قليلاً من التاريخ الأسود لبعضهم , بعض الإمبراطوريات المندثرة والتي تحاول الرجوع بإسم الإقتصاد والسوق والشراكة والتجمع الثلاثي وغداً الرباعي ( إيران – تركيا- سوريا , وفيما بعد ( إسرائيل ) :

سؤال .. ؟؟ لمصلحة من هذا التجمع ؟ ومن يأخذ ويستفيد ويتوسّع على حساب من ؟ من يعطي من ؟ ويهدي أرض وامتداد وفضاء وهيمنة ؟ معروف من أعدم وذبح وأحتل وضم وسرق , ويتاّمر علينا من الشمال حتى الساعة – مدن وقرى وعواصم ومدارس ومراكز ثقافية تاريخية شمال سورية , وشمال العراق وشمال قبرص , وأرمينيا واليونان وووو.... الخ ؟؟.
................

الدولة الصهيونية أو الكيان الصهيوني معروف تاريخه القديم والحديث والحاضر واستراتيجياته المستقبلية في تشكيل وتكوين دول حوض البحر المتوسط وأحلافه الإقتصادية والسياسية والإعتراف بكيانه وهيمنة إغتصابه وتوسعه الخطير بتكريس لغة القوة والبطش والقتل والتعصب !؟

-------------

بعد تفكك الإتحاد السوفياتي وتخلخل هذا الهيكل المساند لحرية الشعوب وقضاياها العادلة , مهما انحرفت قيادته -- وتبعثر الدول الإشتراكية الشرقية ,, بعد هذا الفراغ الذي أحدثه هذا الغياب , عن الساحة الدولية الفاعلة , غياب الثقل السياسي والعسكري , المادي والمعنوي , والفوضى والإنفلاش الذي رافق هذا الحدث العالمي .. ,, هذا الزلزال الذي هز العالم , كان لا بد من تعبئة المكان بقوة أخرى مؤهلة وقريبة أومحيطة بها .
منذ ذلك الوقت , وضعت تركيا وإيران والعراق على طاولة التحليل السياسي , من سيكون المؤهل من هذه الدول الثلاث لتعبئة هذا الفراغ الذي حدث , رغم الحروب التي خاضها الجاران إيران والعراق لكنهما كانا يتسابقان على التسلح والهيمنة والنفوذ –
تركيا لديها القاعدة الأميركية وهي عضوة في الناتو , وصديقة لإسرائيل , تركيا حينها لم تكن مؤهلة للعب هذا الدور , حيث تفتقد لمقومات صعودها كشرطي المنطقة ( الإمبراطوري القديم ) , وليس لديها القوة المالية للتسابق العسكري خاصة مربوط تحركها بتعليمات الإدارة الأميركية . فكان المهيأ اّنذاك لملئ الفراغ إيران , والعراق –

المال , والنفط , موجودان بكثرة وتحت تصرفهما , موارد وطاقات متنوعة وعمق جغرافي وتاريخي والساحة الداخلية أي الشعبية ملغاة , أي لا أحزاب ومعارضة تستطيع الوقوف أو تلجم هذا التوجه التسلحي والتوسعي والغزو تقف أمامهما , بالإضافة إلى شراء العلماء وعلماء الذرة والأسلحة المتطورة , والغرور والمنفخة والطيش والتصريحات بما يملكون وما يخططون ...؟

............
معروف نفوذ النظام الإيراني وتوسعه العسكري والإقتصادي والمذهبي من تسع و عشرين عاماً حتى اليوم , ومستقبلاً سيقضم ويمتد أبعد من العراق حتى سورية ولبنان , وأبعد من اليمن ووادي النيل . إنه النفط ومال النفط , ومخططات التوسع والمصالح والثورة المذهبية التي صدّرها للمنطقة والعالم وخلق الفتن والإنقسامات , ومساهمته ودوره في توليد وخلق ميليشيات الإرهاب والرجعية والتخلف , وإشعال الحروب . ولغتة المذهبية التي تلاشت منذ سنين بعيدة في أوطاننا والمنطقة حتى أتى هذا النظام الديني وأيقظها من نومها بالعنف والسلاح حينا , والإغراءات حيناً اّخر ,
وبدأ التسابق مع المملكة العربية السعودية والدول النفطية في هذا المجال . فكرّست أموال النفط و صرفت على الحروب والإرهاب والمليشيات والأحزاب الفئوية . نفخوا في كل مجموعة دينية لطائفة ما , لكي تنشئ دولة ضمن دولة .. وحارة ضمن حارة ..!!؟

موجة و نغمة جديدة , وسياسة مخربة خبيثة اللعب في المكونات الإثنية والتجمعات البشرية منذ اّلاف السنين , أتى هذا النظام الديني وأفسد خارطة المنطقة والعالم بأسره . هذه الجرثومة وهذا الأسلوب من أحقر وأدهى المخططات .
حتى في أي بلد اّسيوي أوربي وأميركي وأوسترالي , أصبح هذا التقسيم وارد , ويحسب حسابه !!؟؟
هل هناك أخطر من هذا السلاح وهذه الحرب الدينية القذرة – الذي دفنها العالم - , التجارة بالدين وتقليب الناس على بعضها والنظرة للاّخر المختلف " بعين حمراء " وبعداوة , بالكره والتعصب والإبتعاد عنه والخوف منه !؟؟

..... أي منحدر نحن ساقطون نازلون ؟ أي واقع ومناخ وجو ومشهد نحن ذاهبون ؟؟ وأكبر مثال العراق ؟ فلسطين لبنان سورية اليمن وغداً من ؟ لا ندري ؟

ألم يخدم كل هذا التحول , والواقع المؤلم العدو الصهيوني الطائفي المذهبي ؟ والأميركي ؟ - اللعب بالمكونات البشرية التاريخية – اللعب بالفرز المذهبي وتأجيج هذه النعرات الرجعية ؟ هذه العصور المظلمة التي خرجنا منها وطوينا صفحلتها السوداء , و بعد أن دفعنا فيها ملايين الضحايا وأنهار الدماء وتخلفنا عن العالم 400 عام ..؟

هذا العقد هو عقد الهيمنة الإيرانية , والنفخ بالماضي الإمبراطوري الفارسي والعثماني , إلى جانب بقاء الهيمنات والنفوذ القديم للإمبراطوريات الأخرى الضعيفة أو المتصابية ..

>>>>>

مسكينة شعوب هذه المنطقة كيف تجر للمحارق والمعارك المجانية , كيف يسوقون القطيع للحروب , أو الأحلاف المشبوهة , لخدمة مصالح الطبقات الحاكمة وحاشيتها وأزلامها وامتيازاتها البرجوازية , كيف يلعبون بها شمالاً جنوباُ شرقا وغرباً ؟ بين عشية وضحاها يختلف الإتجاه والدوران , حسب الريح , والأوامر , والمساومات , والتعليمات الأميركية ومصالح الكبار , والمقعدون يصفقون , والمدجّنون يرقصون طرباُ لهذه الصداقات البريئة من كل طمع , أو سياسة ملغومة ..
كيف يمر هذا دون أن يكترث ويقف ويندد ويتظاهر ويعرف ما يدور وراء الكواليس والتنازلات والبيع والشراء والسيطرة والتدخل في قرارات الوطن والشعب المغيب , منذ ليوبيل الفضي الخمسين عن دائرة الوطن وساحاته .. وقضاياه المصيرية ؟
..........

حتى لا ننسى

تعال معي أخي القارئ لنتذكر قليلاً اّثار همجية الإحتلال العثماني للشعوب الاّمنة البسيطة الطيبة , حتى لا تتكرر المذابح والمأساة والجرائم مرة أخرى ..
من كتاب الشاعر الروماني فرجيل جورجيو :

( .... فأجاب والدي : إن إسمك مدوّن تدويناً صحيحاً في سجلات السماء , فأية أهمية للباقي ؟
فسألته : ألا ترى أهمية في عيشي بأوراق مزورة ؟ ألا ترى ذلك مهماً أن أقضي حياتي ببطاقة هوية مزورة , شأني في ذلك شأن كل المحرومين ؟
فصمت والدي محرجاً ومغتماً لقد كانت تنقصه الشجاعة ليجيب , والسكوت جبانة . ولا يحق للمسيحي أن يكون جباناً . فالجبان لا يمكن أن يكون مسيحياً . فالمسيحي لا يخاف شيئاً , ولا شئ يثنيه عنزيمته أو يجعل منه جباناً . ومع ذلك فقد خاف والدي ولم يجب . تصرف أمامي مثل جبان فاحتقرته .
. " ......... لم يصرّح والدي إلى المختارية بولادتي . فجاء رجال الدرك ليوقفوه ويودعوه السجن . عندئذ أعطى لولادتي تاريخاً مغلوطاً . كل هذا كان صحيحاً . لأن الولادة كانت خطراً مخيفاً في وطني , يشكل موتاً للطفل . وأنا لم أعرف ذلك إلا فيما بعد .
رزح شعب بلادي خمسة قرون - سورية أربعة قرون - إضافة مني – تحت الإحتلال العثماني الديني ... وبعد أن احتل الأتراك بلادي أعملوا السيف في رقاب السكان , كما يفعل كل الغزاة . ومن ثم نهبوا البلاد . وأحرقوا المدن والقرى , وأوقعوا بالشعب خسائر فادحة مثل كل الفاتحين .
وبعد وقت قصير لاحظ الغزاة أن السكان لم يفنوا كلهم , لأنهم كانوا قد اختبأوا أثناء المجازر , ثم خرجوا بعدئذ من مخابئهم . – كما فعل الشعب الروسي عندما هاجم بلادهم نابليون ثم هتلر – إضافة من الكاتبة - ة وأغروهم بمنافع كثيرة : وعدوهم بأن يصبحوا مواطنين في الإمبراطورية العثمانية , ويتمتعوا بامتيازات رعايا الباب العالي ...
) ثم أفهموا الرومانيين L es Romains ) المهزومون باستطاعتهم أن يظلوا مسيحيين , كما من قبل . ولكن أنه إذا ظلوا مسيحيين , يتوجب عليهم أن يدفعوا جزية باهظة : أربعة أو خمسة أو عشرة أضعاف .
فرغم فقرهم المدقع , وافتقارهم إلى الموارد , بسبب الحروب المتتالية والنهب , أجابوا كلهم , وبدون استثناء , أنهم يفضلون أن يظلوا مسيحيين ما داموا على قيد الحياة . ووافقوا على دفع الجزية مهما ضخمت , في سبيل الحفاظ على مسيحيتهم . وإذا لزم الأمر يدفعون الجزية من لحمهم ومن دمهم .
وبالفعل , لقد دفعوا الضريبة ضعفين , وثلاثة , وعشرة أضعاف , عسلاً , وحبوباً , وأحصنة , وخرافاً , وثمراً وذهباً , ونحاساً , وفضة . ودفعوا بصورة خاصة ضريبة الدم الرهيبة التي فرضها المحتلون الأتراك .
لقد أخذ الأتراك الفتيان ليؤلفوا منهم جيش الإنكشارية , أو ليجعلوهم خصياناً . وأخذوا الفتيات ليضموهن إلى حرمهم , أو لكي يمتعوا بهن الجنود . فجيش الإنكشارية القوي , الذي تألف سنة 1330 والذي حلّ سنة 1825 , كان مؤلفاً من فتيان مسيحيين , دفعتهم الدول المسيحية فدية .
فكان على كل أم من بلادي أن تدفع في يوم من الأيام ضريبة الدم الرهيبة . فتقدم إبنها إلى المحتل .
خضع شعب بلادي لهذه الأساليب طيلة خمسة قرون , بانتظام وبدون أية خيانة , وذلك لكي يظل مسيحياً .
وأنا شاعر أبناء شعبي , أصرخ اليوم , بدالة الأنبياء القاسية , أصرخ إلى السماء من أعماق منفاي : " أيها المسيح مخلصنا , إن شعبي قد أحبك , ولم يبخل بشئ في سبيل هذا الحب . فلا تنسه , أيها السيّد ! " .
إن الذين كانوا ينتزعون الأطفال من أحضان أمهاتهم ليرسلوهم إلى القسطنطينية , - إلى الباب العالي – كانوا فناريين * جشعين مستبدين . لقد كانوا الحكام الذين يوفدهم السلطان إلى الأراضي المحتلة . فكان هؤلاء الفناريون أحطّ , وأسفل , وأذلّ وأكره من وجد على وجه الأرض .
وكان الأتراك يختارون لهذا العمل الشنيع , والمشؤوم , حكاماً من أسافل القوم في بيزنطيا . كانوا يختارونهم لمدة سنة , أو ستة أشهر , أو ثلاثة . فمهنة جمع الثروات والفتيان لصالح الباب العالي , من البلدان الرازحة تحت الإحتلال , كانت تعرض في المزاد العلني . والذين كانوا يشترون هذه الوظيفة , كانوا يسمون أمراء , أثناء قيامهم بهذه المهنة . لذلك كان أبناء بلادي منذ بداية الإحتلال التركي وحتى زمن أجدادي , يكتمون ولادة كل طفل مولدافي ّ ( Moldave ( ) . كانوا يكتمونها لكي يوفروا على المولود , الخصي , والرق , والزنى , والموت " .


- أي ظلم وأي ذكريات وأي تشنيع مرت بها بلادنا , والبلاد التي رزحت تحت هذه الإمبراطورية الشوفينية المتعصبة العمياء ..!!؟ ملاحم البطولة هنا .. أرض صبغت بالدماء على مر العصور .. وما زالت في عصر العولمة تدفع المزيد ..
نستمر في قراءة الملاحم البطولية للشعب الروماني أيام الإحتلال العثماني ...

.... " تماماً كما كانوا يفعلون في زمن ولادة سيدنا يسوع المسيح . فكل أم من أمهاتنا كانت تهرب إلى الغابات بمولودها الجديد , لكي تخلّصه . كما فعلت أم يسوع , سيدتنا المكرمة , إذ هربت بابنها إلى مصر . لأن قرار هيرودس كان يقضي بقتل كل طفل دون السنتين .
هذا الأمر الذي أعطاه الملاك ليوسف بعد ولادة يسوع ... , رافق كل الولادات في بلادي خلال أجيال :
" قم واهرب بالطفل وأمه إلى مصر ... " وكان يسمع صراخ , وبكاء , ونحيب " . .... وفيما بعد وجدت في إهراء جدتي الخورية , ماريا سكوباي , في رعية بلابيا ( Blebea ) , خرجة ( أكياساً ) غريبة . فشرحوا لي , أنهم كانوا يربطون هذه الأكياس على ظهور الخيل , ويخبئون فيها الأطفال , ويهربون بهم إلى الجبال .
وبفضل هذه الخرجة , نجت جدتي عدة مرات من الأسر . ولهذا السبب كانت تحتفظ بها . وتوجد أسباب أخرى للإحتفاظ بها , إنها نفس الأسباب التي كانت تفرض عليهم أن يحتفظوا بالأجراس الخشبية بجانب الأجراس المعدنية في قباب الكنائس . فخبرة اّلاف السنين علمتهم أن أزمنة الشؤم والغزوات , والإضطهادات هي دائمة الورود , ما زال ( المولداف ) أحياء . فلا يصبحون في مأمن من هذه الأمور كلها , ولا يستغنون عن الخرجة لينجوا بأطفالهم على ظهور الخيل , ولا يستغنون عن الأجراس الخشبية , إلا عندما يصبحون فوق , في وطنهم الحقيقي . ولكنهم يعرفون أنهم ما داموا على هذه الارض , فهم بحاجة إلى هذه الأشياء , لأنهم معرّضون دائماً لأن يطلب منهم كل يوم أن يدفعوا ضريبة الأطفال , وأن يسلموا أجراس كنائسهم ليصنع منها أسلحة ..."

- هل علينا نحن أيضاً أن نبقى متهيئين لمثل هذه المواقف بعد أن عاد ورثة العثمانيون إلى الهيمنة على منطقتنا وضمت واغتصبت المزيد من أرضنا , ومن يعلم ربما بعدها حلب والقامشلي واللاذقية وشمال لبنان وكركوك , خاصة وقد أصبحنا مطوقين بثلاث جيران مدججين بالسلاح والقواعد العسكرية والتعصّب والشوفينية والكره لكل ما هو غير فارسي وعثماني ويهودي """" ؟؟؟ ربما يعيد التاريخ نفسه بشكل اّخر وبسخرية أكثر !؟


يكمل شاعرنا الروماني جورجيو ويقول : " .. إن الخطر على أجدادي , ومعاصريهم , لم يكن لينتهي بنهاية طفولتهم , بل كان يلاحقهم حتى الموت . كانوا يعيشون في خطر دائم يرافقهم في كل دقائق حياتهم : خطر الرق ّ والموت , فالسلطات الشرعية ورجالها – المنظمون والذين وصفهم سلفي الأكبر , الشاعر ( Panait Istrati ) , أدق وصف – كانوا يظهرون دائماً في ساحات المدن والقرى حيث تقام الأسواق العامة , فيلاحقون الصبايا والشباب , والمراهقين . ويطاردونهم ويحاصرونهم , ويقبضون عليهم بواسطة أوهاق تشبه ( الأوهاق ) التي يلقون بها القبض على الحيوانات في مراعي البرازيل و أميركا اللاتينية .
لمّا ولدت أنا , كانت الأقلية المستغلة , والحكام " الفناريون Les Phanariotes "- هل منطقة الفنار في ضواحي جونية ( لبنان ) لها علاقة في هذا الإسم , ربما ؟؟ - والأمراء جباة الأطفال واللحم الحي للباب العالي , قد بدلوا أزياءهم التركية , وتخلوا عن العمامة والقفطان , واستبدلوهما بأزياء باريسية ولندنية . وتخلى أمراؤنا عن لقب " بك " و " باشا " , وأصبحوا يلقبون بنفسهم " معالي الوزير " و " سعادة السفير " و " حضرة المدير العام " أو " حضرة النائب " . ولكنهم هم أنفسهم , لم يتغيروا . لقد أبطلوا جباية الأطفال للباب العالي , فأبدلوها بتجارات أخرى لأسياد أخر . .
وإذا كانوا قد أوقفوا مؤقتاً إنتزاع الرضعان من أحضان أمهاتهم , فالخوف بين الشعب المسيحي التاعس في إعلان الولادات , والتصريح بالأولاد للسلطة , كان لا يزال قائماً .
وبسبب هذا الخوف , وهذه العادة , كتم والدي على السلطة نبأ ولادتي . ولم يبح به إلا عندما جاء رجال الدرك إلى دار الخورنية بحرابهم وأغلالهم , لكي يعتقلوه . وكانت تعطى مهلة قانونية للتصريح بالولادات . وحتى لا تخلو الرعية من كاهن , وحتى لا يساق والدي إلى السجن , تجمع المؤمنون على قبور الموتى , أمام الكنيسة , ورفعوا إلى رجال الدرك توسلات وتضرعات فقبل رجال الدرك أنني ولدت في الخامس عشر من أيلول . فهذا التاريخ كان اليوم الأخير من المهلة القانونية المحددة للتصريح بالولادات . فسجلت ولادتي بهذا التاريخ , وذلك لكي أظل ضمن الشرعية , ولكي لاتجر القضية ذيولاً , ولكي لا يساق والدي الشاب النحيل إلى السجن مقيداً مخفوراً .
لقد كانت والدتي على حق : إني ولدت يوم عيد القديسين يواكيم وحنا , في التاسع من أيلول . لما عرفت هذه الاشياء , ذهبت إلى والدي , وركعت قدامه أستغفره , مشفقاً على نفسي وعلى شعبي ...
" ... ولقد أدركت فيما بعد أن لكل إسم تركيبة كيماوية خاصة لا يعرفها إلا الشعراء . فكان يحق لأمي الشاعرة أن تحب إسماً وتكره اّخر . ولم يكن بمستطاعها أن تفصح عن الأسباب ..... .
الكاهن الحافي القدمين , والبروليتاريا الكهنوتية ......"
( من الساعة الخامسة والعشرين إلى الأبدية – تأليف الشاعر الروماني فرجيل جورجيو - تعريب الأب عبدالله عبدالله ) .
الكاهن الحافي القدمين .. والبروليتاريا الكهنوتية
............


لقد كان نصيب النساء والفتيات الجورجيات والقفقاسيات المسبيّات والجواري حصة النصيب الأكبر بين السبايا في الدولة العثمانية التي احتلت بلادنا العربية والأوربية من 4 – 5 قرون , رق وعبودية واستغلال , ويأتي اليوم القبيح لكي يعملوا لها دعاية وتسويقاُ ( مودرناً ) تنفيذا لأوامر الدهاة الكبار والصغار , ورسم وتشكيل شرق أوسط جديد أوبامي وليس بوشاوي .. لا فرق فالنتيجة واحدة , سيتغير الإخراج فقط للتجميل .. واللعب في عقول المغفلين ..

... طالما الشعب ومعارضاته الوطنية مبعدة عن المشاركة في الحكم ومؤسسات الدولة , وقيادة التغيير لإتجاه سورية نحو عالم الحرية والديمقراطية وإنهاء عروش الإستبداد والوراثة وتأليه حكم الفرد ,
شعب لا يؤخذ رأيه في أي مشاركة تتعلق بكيان الوطن والشعب وتاريخه ووجوده ومستقبله ( محذوف من الوجود ) , وممنوع من السياسة وخاصة في القرارات المصيرية للوطن كالحرب والسلم , وما يتبعها , التنازل عن أراضي ضمت أو أعطيت للأعداء الجيران ( تركيا وإسرائيل ) سرا أو علناً , الدخول في الأحلاف الجديدة المشبوهة ,
ولذلك فنحن نتوجس ونخاف من هذه الصفقات والإصطففات , ومن حقنا التحفظ عليها , وإدانتها , طالما كانت كلها سرية , وبعيدة عن رأي الشعب ومصالحه ومصارحته . وخاصة نحن أمام حكام مجربين , وغير مؤتمنين على حدود الوطن وحقوقه التاريخية خلال عقود من حكمهم الإستبدادي .
لنا الحق أن نقول ونسأل إلى أين أنتم ذاهبون ؟ هل ستسلموا بلادنا وشعبنا مرة أخرى , إلى مخالب الدولة التركية الجديدة لكي تذبحنا وتسرق مواردنا وتسوقنا إلى حروب توسعية بإسم التمدن العثماني و ( الدين المودرن ) والصلح مع إسرائيل ؟
سؤال مشروع ومطروح بقوة وسط التعتيم والسرية في المحادثات والإتفاقات المشبوهة .... المياه – الجيش – الجولان – اللواء السليب – اللاجئين – التوطين – التعويض - المعارضة – التغيير – الديمقراطية – الفساد – القتلة – المجازر - ملفات مكدسة دون صراحة دون وضوح دون حل ؟؟
لاهاي – 12 / 11





#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الحجارة , ورسوم الجدار , قمّة النضال ضد الإحتلال ؟ ( جن ...
- من كل حديقة زهرة - 29
- الكلمة في الإنجيل .. أضواء على العهد الجديد ؟ - 3
- امن التراث الشعبي الغذائي ..أكلاتنا الشعبية ؟ -1
- ليس لدي وقت للكتابة ؟ -2
- إبتسمي ..!؟
- ألق الإبداع العراقي.في هولندا. فينوس وطلاء الأظافر .؟
- يوم الفرح ..وسام المواطنة ؟
- أنا من أنا ؟ أنا إبنة سورية ..أنا إنسانة أممية .. ومواطنة هو ...
- الوجوه القديمة ( الأنتيكه ) مكانها المتاحف ؟
- من كل حديقة زهرة - 28
- ما زالت مرحلة التسويق مستمرة ؟ - 2
- صمت صمت .. عواصمنا ؟
- الصيف المشلول , والصيف المبلول , ليس لدي وقت للكتابة ؟
- صيدناويات - تعابير وألقاب عامية - 4
- خواطر في كل اتجاه ...
- من كل حديقة زهرة - 27
- إلى وجهك الجميل يا وطني .. صفحة من ملعب الطفولة ؟
- همسات نسائية ..؟
- إنتصار القوى الديمقراطية في لبنان إنتصار لشهداء الحرية , تهن ...


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مريم نجمه - حتى لا ننسى .. ؟ الجيران الثلاثة الأقرب ؟