أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - ألق الإبداع العراقي.في هولندا. فينوس وطلاء الأظافر .؟















المزيد.....

ألق الإبداع العراقي.في هولندا. فينوس وطلاء الأظافر .؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


ألق الإبداع العراقي في هولندا , الشاعرة فينوس و طلاء الأظافر ؟
تلوين الأضافر لعبة لونية أنثوية قديمة قدم حضاراتنا على هذه الأرض , وحواء أجادت ومهرت في عجن مادته من الطبيعة وتشكيلها على اليدين والأقدام وتخضيب شعرها ووجهها الوضاء حباً في الجمال والتميز.,. وقدم شجرة الحنّاء على شواطئ الجزيرة العربية وأبعد ..
هناك .. في الأفراح والأعراس وزفاف العروس في استقبال حبيبها , أو خطيبها , حيث اللون الأحمر الداكن هو الإغراء وهو الجاذب كلون الأرض ونواتها الحديدية ومادتها الخصبة المعطاءة تفننت واكتشفت كاميرات عينيها عبقريتها الطبية والكيميائية ..
يا له من إرتباط جميل بين المرأة وألوان الأرض والطبيعة !؟

لملمت وغرفت الشاعرة فينوس من بحر الشمال الهولندي ومياه الرافدين قصائدها السكرية , المذهّبة بشمس جبال كردستان , المعطرة بأريج وطن الورود .. والمؤطرة بكنار الحب الأنثوي ..
شكلت من هذا الغمر الخصيب عناويناً لقصائدها المتلألئة ألواناً وجمراً .. فرشت منها و بها ديوانها الجديد ( طلاء الأظافر ) بكل ما أبدع الفن والخيال والثقافة والتجربة الشخصية من أساليب وتقنية في الصنعة الأدبية , لتوظفها ديواناً شعرياً في الحب والجمال .. تشدك الصور فيه إلى الدخول في حميميته المكانية والإنسانية والزمانية حتى أبواب الطفولة وأولى مواعيد الحب .. صاعدة في خيالها وروحها , إلى حيث قطفت إسمها من بين النجوم , تأخذك معها إلى فضاء المجرات وهي ترتل كلماتها دون تعب ودون تكلف أو صعوبة بل تلبسها حيناً مسحة فلسفية عمقت مفاهيمها بقالب صوفي أحياناً وأحيانا بغلاف التمرد والثورة ودائماً دائماً جالسة على بساط الحرية لاتأبه لكل المعوقات والتقاليد المروضة للعقل والمحطمة للقلب , بل تمتد وتمتد فوق قمم جبال كردستان العنيدة كشجرة سنديان ثابتة في محيطها متحدية عواصف الإنهيارات الفكرية والأخلاقية والسياسية لتتلو صلاة قصائدها من هناك لتسمعها الشعوب الحرة دون حواجز وموانع وخوف طغاة ..

إنه الصوت الأنثوي الذي يبدع ويبدع فناً وحباً وعشقاً وإشراقات قوس قزح تمتد من الشرق للغرب لتنام البشرية على درب الإطمئنان والسلام والفرح الإنساني العميق ..
لنطوي صفحة الألم .. صفحة الأضاحي الجماعية على دروب الرحيل والمنافي وفي منحدرات القرى التي اغتسلت بأرجوان الجماجم ودموع المطر الحارق ...داست الأشواك .. لتبني وتؤسس لمجتمع مدني حر يحترم فيه العقل والعواطف النبيلة .. والرأي والإختلاف والعلاقات الإنسانية المقدسة ..
لندخل إلى متحف الالوان ونقطف عنواناً " لرجل بلون الخريف " .. وقد دخلنا للتو في فصل الخريف ل 16 يوما في بعثرة الألوان , لكننا نميز فيه أظافر القدمين عن اليدين :

( تحت أذن الطريق أشم رائحة
قدوم رجل بلون الخريف
رجل قادم من المدن المصابة بالتخمة السياسية
من بين أصابع قدمي
تنمو زهور النسيان
زهور فقدت الذلكرة
وفقدت باب الحنين
إلى وطن
كأنه قيثار من الوجع
يعزف عليها المارة ألحاناً من الكذب
ألحاناً ملطخة بالسياسة " .

هذا نموذج من الإستعارات المكثفة لواقع موجود ومعاش من شاعرة تهذي بحب الوطن والأمراض التي تلاحقه !؟

.... لكنها مع كل أمراضه الخبيثة المعدية التي تنهش جسده ستظل الإبنة والمواطنة الوفية ستبقى تحبه وتحن له وتمد يدها لمصافحته ومواساته ومداواته بحرف وكلمة وقصيدة ونداء :

" الوطن هو الغنيمة
بعيداً عني .. بعد حدقة عيني
قرب الشمس مني
أمد يدي وأتحسس كلماتي
أتفقد ذاكرتي
أتفقد دفتر التاريخ
أتحسس الوطن مدمّي
مرمياً على عشب التلريخ الأصفر
ويتراكضون وراء الغنيمة
والغنيمة هي الوطن .

لا تنسى الشاعرة تصوير حالة التمييز بين وقع الخبر ( ولادة الصبي , والبنت ) فتحفره في يوم ميلادها لتكون الدلالة أوضح وأقوى والدرس والتمرد ثورة وحباً :

( 27 أيلول )
اليوم تتألم أمي من جديد
لأولد أنا
فتتعرف الريح على لون عيوني
ويتعرف المطر على أنفاسي
في ذلك الزقاق الضيق
كضيق جبهة رجال العشيرة
في تلك الغرفة المظلمة
جاء النبأ
اكفهرّت جبهة العشيرة
وابتسم أبي
بكت نساء القبيلة
وضحكت أمي (.

رائعة رائعة أنت يا فينوس يا عزيزتي الثائرة وصف ولا أبلغ ولا أغزر من إستعارات مكنية وجناس وتشابيه واللعب بالكلمات المعبرة ورسم الحالة النفسية لكل فرد من العائلة والمجتمع الريفي الصغير المغلق والمحافط أو المتشبث على التقاليد والعادات والأعراف المتراكمة كالسد الصخري الحاجب جريان ماء الثلوج .. فأحسنت الوصف والصور وأختصرت مسافة العمر كلها لتتقمصي طفلة أكبر من عمرها لترسمي ملامح الدهشة والغرابة وعدم الرضى على وجوه الغرباء .. بينما واهبة الحياة في رحمها ... وقلبها الأم هي هي وحدها من زرعت بسمة المحبة والرضا والقبول ..

أحسنت طرح الموضوع أو الفكرة أسّ التمييز بين ( الأنثى والذكر ) والتربية الخطأ لمجتمعاتنا التي ما زالت ترسف و تئن من حمل القيود وتتخلف عن ركب العصر الجديد الواقعي بسبب هذه الثقافة الجامدة المتحجرة ..

بستان القصائد عامر بالتنوع والجديد موضوعاً وتعبيراً , وتقييم الكتاب وتحليله وتفكيك قصائده النثرية يحتاج للسرد الطويل , واختصاراً .. سأختم تعليقي بقصيدة حب جميلة :
" غداً سأحبك
سأحلم بك ذات ليلة
وأنت على ظهر حصان رشيق مثل الخيال
ستترجل على الحصان وتمد يدك
وتمسك بيدي اليمنى
دون أن تكلمني
لتغار يدي اليسرى
وتقبل عيني اليسرى
فتشعل ناراً في عيني اليمنى
وتلمس خدي الأيمن
فيحزن خدي الأيسر
وتضع يدك كالقديس على كتفي اليسرى
فتغضب منك كتفي اليمنى
وتمسك خصري بيدك اليمنى
وأدعو الله أن تمسكني بكلتا يديك
سأستفيق من النوم وأنا أعشقك .

جميل اللعب بالكلمات ( يا عاشقة الورد .. ) أليس كذلك يا فينوس .. !؟ لغتنا جميلة واللعب بالمفردات أجمل والأجمل من كل هذا وذاك هو إشراك العينين واليدين والخدين والكتفين والخصر وكل أعضاء الجسد تعاملت مع لغة الجسد بكثافة مجسمة مع الحبيب الاّخر لتستفيق على أنغام العشق كروميو وجولييت قديسين في معبد الحب والفرح والإنتصار ليتحقق الحلم .. حلم أي إثنين يحبان الحياة والوفاء لبعضهما دون شريك أو فساد ..
........ .

وفقت الشاعرة بالعنوان ( طلاء الأضافر ) ومحتوياته الوطنية والإنسانية , والإجتماعية والصوفية , والتفتيش دوماً عن الجديد في الكلمة والموضوع ..
فينوس قائق .. إبنة جنوب كردستان العراق .. شاعرة وكاتبة وإعلامية موهوبة بالحس الجمالي والخيال والعطاء الإنساني . لها عدة مؤلفات وترجمات
كانت الكلمة والأمسيات الثقافية والمؤتمرات السياسية في هولندا هي لغة التعارف بيننا وبين هذه العائلة الفاضلة .
الإخوة العراقيون نشطاء في الفعاليات والتجمعات الأدبية والفنية والتلاقي فيما بينهم أينما تواجدوا وعاشوا ف ( الشعر في دمهم ) كما يقال وديوانهم المفتوح , وهذا شئ رائع وجيد يشكرون عليه , وهذه الكلمة كانت ولا تزال هي الجامعة والمقربة بين الوافدين في الغربة ومقربة الشعوب وتبادل الاّراء والأفكار فيما بينها , واّخر هذه الأمسيات التي حضرناها معاً كانت أمسية ثقافية جميلة للشاعرة فينوس - والشاعر الشعبي سعد عزيز ( العراقي ) في صالة البيت العراقي - مدينة دنهاخ -
......................

أمسية شعرية .. ولقاء ثقافي ؟

أيضاً وأيضاً أحب أن أضيف في هذا الموضوع , في ما يتعلق بمناسبة صدور جديد الشاعرة العراقية فينوس - طلاء الأضافر - عن إنطباعاتي حول أمسية الشعر التي أقيمت لها من قبل رابطة بابل للفنانين العراقين في مدينة دنهاخ – البيت العراقي – 3- 10 – 2009

..... وماذا عن ساموراي ؟ من هو ساموراي بالنسبة لكٍ ؟ من هو دموزاي ؟
أسئلة وأجوبة كثيرة .. وامتحان مفاجئ للمؤلفة السيدة فينوس من قبل الدكتور ( سلام الأعرجي ) .
من هو تموز – دموزاي ؟
وكان الحوار الجميل الثنائي والجماعي بين مقدّم الأمسية الأستاذ سلام والشاعرة فينوس . نصف ساعة مرّت على هذه المحادثة الشيقة ( المقدمة أو التمهيد ) , بعدها تركت فينوس مقعدها بين الجموع لتتقدم نحو المنصة بجانب سلام لتتلو قصائدها باللغة الكردية والعربية لتجيب ثانية على ألأسئلة والمداخلات المطروحة للمناقشة من قبل الحضور بعد الإستراحة , حتى نهاية الحفلة .

حقا .. كانت أمسية ممتعة وناجحة ثقافياً واجتماعيا , غير تقليدية من حيث الإخراج وعدم تكرار الأسلوب الروتيني في المحاضرات والأمسيات الفنية التقليدية , هذا ما أحببت أن أسجله عن ملاحظاتي في هذه اللقاء الشعري الجميل والتحدي الناجح للمؤلفة كنقظة مبتكرة وهذا طبعاً يعود الفضل به إلى الدكتور الأعرجي بتجاربه وثقافته الغنية , والقائمين على هذا البيت في رابطة بابل من حسن الإستقبال والتنظيم والتقدير للضيوف والمحتفى بهم , طبعاً بالإشتراك مع الشاعر الشعبي سعد العراقي , وقد أحضر معه ( جرّة عشق ) من مدينته ( الشطرة ) بدمعته وقلبه وقصيدته لنستنشق عطر الوطن العراقي من غابة شعرائه المبدعين في الوطن والغربة والمنفى .. هدية للحاضرين
أجل , الشعر الشعبي محمّل بالحميمية الفياضة , والتفاصيل المحلية الجميلة , معبق بالخبرات الطفولية وعادات الأقوام التي استقرت في جنوب العراق وجهاته الأربع ..
الشعر بالنسبة لي بشكل عام هو إحساس , وشعور متأجج , هو ترجمة وتعبير عن المشاعر الإنسانية الفياضة , ذلك هو الشعر الصادق سواء كتب باللغة الفصحى أم عبّر عنه المرء بالعامية الشعبية .. كلاهما مشاعر إنسانية مسكوبة بعفوية وحب وشوق وألم وحنين الشاعر ..
هنيئا .. لكل من كتب كلمة أو نغماً أو قصيدة , أورسم صورة و لوحة و شكّل جدارية أو تمثالاً في حب الشعب والوطن والحرية ..


شكراً لك يا فينوس شاعرة الحب والحرية والجمال للإهداء الذي قدمته لنا على كتابك الجديد ( طلاء الأظافر ) .. وكل سنة وأنت بعطاء أوفر للشعر والأدب و الكلمة الحرة , في تطوير ورفد المكتبة الثقافية الأدبية للعراق الشقيق الوطن الأم , بلد الشعراء والأدباء والفنانين , وهولندا الوطن الثاني بلد الحرية والجمال والمواطنة الحقيقية والورود .
لاهاي / تشرين أول , أكتوبر / 2009
......................



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الفرح ..وسام المواطنة ؟
- أنا من أنا ؟ أنا إبنة سورية ..أنا إنسانة أممية .. ومواطنة هو ...
- الوجوه القديمة ( الأنتيكه ) مكانها المتاحف ؟
- من كل حديقة زهرة - 28
- ما زالت مرحلة التسويق مستمرة ؟ - 2
- صمت صمت .. عواصمنا ؟
- الصيف المشلول , والصيف المبلول , ليس لدي وقت للكتابة ؟
- صيدناويات - تعابير وألقاب عامية - 4
- خواطر في كل اتجاه ...
- من كل حديقة زهرة - 27
- إلى وجهك الجميل يا وطني .. صفحة من ملعب الطفولة ؟
- همسات نسائية ..؟
- إنتصار القوى الديمقراطية في لبنان إنتصار لشهداء الحرية , تهن ...
- تصورات مسبقة ؟
- حقوق الطفولة .. أيقونة المستقبل , ونضالنا ماضياً , وحاضراً ؟
- من وحي أول أيار حول العالم .. دقائق من فضلكم على مائدة العما ...
- تهنئة .. للمرأة المناضلة في الكويت
- تظاهرة فردية , يافطة رقمية .. لتحرير المعتقلين في سورية ؟
- أسباب إنتشار الأوبئة من الطيور والخنازير ؟
- مرحلة التسويق ..؟


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - ألق الإبداع العراقي.في هولندا. فينوس وطلاء الأظافر .؟