أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - الصيف المشلول , والصيف المبلول , ليس لدي وقت للكتابة ؟















المزيد.....

الصيف المشلول , والصيف المبلول , ليس لدي وقت للكتابة ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 08:22
المحور: الادب والفن
    



تقول أمثالنا الشعبية عن أواخر شهر أيلول: ذيله مبلول – أي ما يرافق و يوافق بداية فصل الخريف في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ..
أما هنا في البلدان الأوربية فالأمر مختلف جذرياً , فلا ينطبق هذا القول نهائياُ على الطقس والفصول والشهور ,,, فنستطيع أن نقول عن فصل الصيف كل أيامه مبلولة وممطرة ومتقلبة ونادراً ما يكون حارّاً وجافاً ناشفاً أو صحواً كما في بلادنا .

الصيف عندي إما سفر , أو إستقبال أفراد العائلة و الضيوف , والدعوات , حيث العطلة الصيفية واستثمارها بفرح مشاهدة أفراد العائلة , ومتعة استقبال الضيوف والزوّار في بلاد الشمس المختفية وراء الغيوم ورطوبة الغابات . طبيعي الصيف هنا في الغربة يختلف عن الوطن .
الصيف في الحالتين مشلول عن القراءة والكتابة .. والمتابعة .

الأحداث في هذا الصيف كانت كثيرة , متعددة ومتنوعة ومتفرقة , لكنها ( فترة تهدئة ) للقضايا الساخنة التي تولع الحروب والأخطار الجهنمية , ولكنها معلقة ومبعدة الاّن , أحداث غير عسكرية ليست مزلزلة وتسونامية وكارثية باستثناء صراع دموي بين أبناء ( رفح - حماس ) وأصدقاء الجيران والعمومة التقية للإسراع في إقامة نظام دول الطوائف والإمارات الدينية على غرار , وجوار ( الدولة اليهودية المعلنة ) ..!؟ ..., وحرائق لهيب المطلقات في أعراس خيام الكويت , ومسلسل متفجرات العراق على الاّمنين من الشعب لكي يؤجج الأخذ بالثأر لتمزيق المجتمع أكثر والإستمرار في تهجير السكان , وكوارث الطائرات والزلازل هنا وهناك ..

مواضيع وحملات كثيرة أطلقها منبر الحوار المتمدن تستحق الدراسة والتعليق ك موضوع حملة لإيقاف إعدام النساء السجينات في العراق – قرار حماس بفرض الحجاب على المحاميات الفلسطينيات .
هناك أيضاً .. نية تطبيق المبادرات العربية والأميركية ( الأوبامية ) الجديدة حول قضية فلسطين , و مؤتمر السلام الموعود بين القاتل والمقتول , ( وخرائط الطرق ) الممتدة أمام كل رئيس أمريكي جديد والأفضل تسميتها شباك , أو أفخاخ – قضية النووي الإيراني و مصالحة إيران أو فرض العقوبة - وطالبان وأفغانستان وتورا بورا ورفحستان وغزّستان والجولستان وعشرات المواضيع المهمة وغيرها من الأحداث السورية والعربية والدولية علينا واجب التطرق لها والإستشراف عن بعد ما يجول في الأفق والتسويق للقضايا المحورية , والأشخاص ( الرؤساء ) الموحى بهم بإعادتهم للخدمة والواجهة بعد تغييبهم عن المسرح الهزلي الشرق أوسطي ب ( فصل ثانوي ) لا غير , لا غير لأن أسرار الحقبة الطويلة من البيع والشراء والتصفيات والتغييرات والتبدلات السياسية والجغرافية والوطنية ووووو... معهم , وأسرار الموت والحياة معهم ورثوها وسلموها من جيل لجيل من الأب للإبن فلا غنى عنهم في إقامةحفلة العرس والتصفية والمصالحة وعفى الله عما مضى وعما فقد من أراضي واغتيل من شهداء وأرواح بريئة وحروب وتدمير ومجازر ..!؟
.... دفنوا الميت سوية – والأسرار مخزونة ومخبأة في أدراج العائلة الحاكمة في بلاد لا تعرف الحق و السلام أبداً , لأنها لا تعرف المحبة والفرح والجمال .. لاتعرف الحرية والعدالة ..!؟

هكذا إذاً ... تراكمت الأحداث والمواضيع أمامي وحولي .. والفرائض مؤجلة
........ الصيف مشلول .. واليد مكبلة ... والصيف مبلول بالعرق أو المطر أو دموع الفرح لا فرق كله خير وفيض وبركة ..
وبالتالي استراحة وترقب ومراقبة عن بعد ..

.........

الوضع يختلف بين المرأة والرجل . فمسؤوليات البيت والضيوف من إختصاص المرأة , في بلادنا فقط وأسرنا وعائلاتنا وتقاليدنا الشرقية ..
فاللوم , والسلب , والتقصير , والمهمات , تقع دائماً على المرأة , ويقولون بالتالي : إن الرجل أذكى وأقدر وأشطر وأقوى !!؟
مسكينة المرأة , إلى أي هم ومهمة تنزاح وتدور وتتحمل ..؟ مسكينة المرأة الكادحة وليس المرأة المرفهة , البرجوازية –
فلا صيف ولا شتاء عندنا . فهي تستقبل وتحمل كل الفصول بين يديها .. في مطبخها تقيم وتقرأ وتفكر وتكتب عبر روائح مواد التنظيف وبخار الطهو .. وتصفيف الصحون وترتيب الأسرّة وتنظيف كل ركن وزاوية من البيت وملاحظة كل شاردة وواردة .
تتفنن عبر خيطان التقطيب والرتي والأشغال الصوفية واليدوية والكوي , وتمرّن عضلات يديها وقدميها عبر التسوق وصعود الأدراج والسلالم .. , واستراحتها أمام تهيئة المائدة ..
تكتب بحبات العدس والبرغل والأرز والمعكرونة , تنقطها وتجمّلها بحبات البطاطا والبندورة والبذنجان والفاصولياء وهلم جراً .. من مخزن المؤونة في وزارة الزراعة والصناعة والتجارة والصحة والأشغال العامة ...
يا لها من متعة وصبر وتحدّ , لكي تخلق نصّاً من المستحيل , وقصيدة من وجع الظهر , أو خواطراً من أرق الأعصاب .... والصيف مشلول ..
صيفنا مشلول مبلول بماء البحر وندى الحب .. فلا تقل لماذا وأين العدل وأين العمر وأين الرفاه ؟؟
فالكادحون والكادحات هكذا دوماً يغزلون الألم لتصنيع فرح الحرف , ويقطفوا زهرة الكلمة من ضفاف طين الأنهار وسواقي الدروب غير اّبهين بالأشواك .. ونعومة الأظافر ..

يا له من سرد أدبي .. وشكوى نابضة بجراح الوردة الجورية أو زعرور الجبال .. بعيدًا عن النقد الأدبي و التحليل وأنماط الأساليب التقليدية .. إنها الكتابة على صفحة الأعمال اليومية والأتعاب المزمنة والعرق المبلول بصيف هولندا البحري .... ولا تقل أخيراً يا أخي لماذا أنت مقلّة بالكتابة ولا تواكبي الأحداث ..!؟

لا تقولي يا امرأة ..... ليس لديّ وقت للكتابة ...
فالوقت مفروش لديك كالحرير.. , كالسواقي العذبة على منحدرات الصخور . فالوقت مفروش لديك في كل اتجاه وسرير .. ومكتب مريح .. وخدم القصور , يهيئون لك الفطور , حولك يحومون يسألون ؟ أتريدين كأساً من الشاي والنعناع ؟ أم أهئ لك جوزة المتى مع الحليب ؟؟ أم ماذا , القهوة سادة , أم أشياء أخرى فلا تخجلي يا سيدة , فطوال عمرك تخدمين ألا تستحقي من يخدمك يوما ,, ؟ ولو يوما رتيب ؟ ؟

التعطيل والشلل يشمل كل وسائل الإعلام وينطبق على مشاهدة التلفاز , فهو ملك برامج الأطفال – من الصعوبة بمكان مشاهدة أو سماع حتى الأخبار – وجهاز الكمبيوترفي البيت الصديق الجديد للأطفال مصادر هو أيضاً من قبل الأحفاد الأحباء .. , لا تغضبي يا مريم بل افرحي بهم بعد غياب طويل عنكم –

والأحلام نسرقها ... !؟ .لا تقل لي أيها القارئ العزيز متى إذاً تقرئين وتكتبين وترتاحين أيتها الكاتبة الأمينة للكلمة والعاشقة سحرها – وكم ساعة تنامين وأنت في هذا العمر من السنين ؟
متى تذهبين لممارسة اليوغا والسباحة والدراجة الهوائية ؟ متى تمارسين الرياضة اليومية أيتها النشيطة التي لا تملين من الحركة , وتخاصمين الثبات والركود .. والشيخوخة !؟
الجواب يقول : هذه هي قمة الحياة .. ,, قمة الجمال
والإستمتاع بفصل الصيف المشلول المبلول
بالصيف والربيع وبقية الفصول , تعصرين الأيام والراحة والإستراحة لتخلقي قصيدة أو مقالة عبر خطوات الطريق , أو في صمت الوحدة الغريب الرهيب في عالم الضجيج والصخب والأحداث المتراكمة والمسجّدة الجديدة والمفتعلة ..
أو على مائدة الكفاح وترانيم الفجر والصباح . فالمدرّسة والمعلمة تبقى تعلم وإن أصبحت في مرحلة التقاعد . فالعلم ليس له حدود وأعمار وقوالب وشروط . العلم طريقة حياة وممارسة وتربية وأخلاق , العلم فكر متوهج ينبع وينمو من ألف باء الإيمان الأولى , ثم من ألف باء الأبجدية , وأخيراً طعمّته بالفلسفة الماركسية اللينينية – علم العلوم- , وأخيرا وليس اّخراً من تجارب الحياة والمعايشة والإطلاع ..

.... حولك إذا غابة كثيفة من المواضيع والأسئلة والأجوبة .. والصيف مشلول لديك ؟ أتمزق إذا لم أكتب وأقرأ يومياً .. هذا صحيح .. زارتك الافكار والمواضيع لكنها ذهبت مع الأحلام التي لا نتذكرها عندما نستفيق.. كالسهم الذي يمر في الهواء ..

الصيف استراحة واستجمام ورحلات , نوم وتسلية ولعب ومشاهدة مسلسلات الطلاق والزواج والخيانات والجرائم وكل ما يمت لعالم الذئاب ..!؟
الصيف إجازات وعطل ولهيب الشمس تحرق الأجسام وتشويها على سواحل البحار الغاصة بالشماسي والشاليهات هو عيد الأطفال والعائلات ...
الصيف غنيّ بالولائم والموائد والحفلات والأعراس والمهرجانات
هو الكيف والصيف وبساطه الواسع الممتد عبر أمواج البحر وظلال الغابات ومدرجات الجبال ,, الصيف مؤونة للشتاء فضفاض كالريح .. ميلل .. مرشوش بأغاني فيروز .. وهي تنشد وتصيح .. للحب .. للإنسان .. للجمال ..

أكتب هذه الخواطر وأنا جالسة إلى مائدة طعام الفطور قبل أن يستفيق أفراد العائلة من النوم , فأدوية الصباح تجبرني النهوض مبكراً .. واستقبال النهار بالشوق للعمل .. مع قبل الأحفاد .. والأبناء ...
لاهاي / 18 / 8 / 2009



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيدناويات - تعابير وألقاب عامية - 4
- خواطر في كل اتجاه ...
- من كل حديقة زهرة - 27
- إلى وجهك الجميل يا وطني .. صفحة من ملعب الطفولة ؟
- همسات نسائية ..؟
- إنتصار القوى الديمقراطية في لبنان إنتصار لشهداء الحرية , تهن ...
- تصورات مسبقة ؟
- حقوق الطفولة .. أيقونة المستقبل , ونضالنا ماضياً , وحاضراً ؟
- من وحي أول أيار حول العالم .. دقائق من فضلكم على مائدة العما ...
- تهنئة .. للمرأة المناضلة في الكويت
- تظاهرة فردية , يافطة رقمية .. لتحرير المعتقلين في سورية ؟
- أسباب إنتشار الأوبئة من الطيور والخنازير ؟
- مرحلة التسويق ..؟
- حبات متناثرة - الكبار يأكلون الحصرم , والصغار يضرسون ؟ مهداة ...
- الكلمة في الإنجيل .. أضواء على العهد الجديد - 2
- فيتنام .. يا وردة الحرية
- من خواطر زوجة معتقل سياسي - رسالة إلى حبيبتي ..؟ - 19
- المواصلات وحركة السير والنقل , هولندا , هدايا جديدة للمسنين ...
- من كل حديقة زهرة - 26 - مهداة لفلسطين في ذكرى يوم الأرض - ول ...
- متى ..يا وطني الليلكي ؟


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - الصيف المشلول , والصيف المبلول , ليس لدي وقت للكتابة ؟