خواطر في كل اتجاه ...

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:20
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

خواطر في كل اتجاه...؟

الأيام تمضي .. تمضي مسرعة إلى غير رجعة .
ولكن حبي لرفيق حياتي يقوى .. ويقوى إلى ما لانهاية ..

الليل , كان يعصرني بثقله , و أدواته الحادة الضاغطة
بغزارة وبتدفق مشاعره –
بعمقه – ويعلقني على خيوط وحبال فجره –

أما النهار ؟
يأتي النهلر لينشرني بعرضه وطوله –
بشمسه وحرارته , بمسؤولياته المبعثرة المتطاولة في كل الجهات .

الإنسان هو إبن الطبيعة –
حياته وجوده في تناقض مستمر
السعادة .. فالألم
الهدوء .. فالعاصفة
اللقاء .. فالفراق
الليل .. فالنهار
البرد .. والحرارة
إذا لم يكن الإنسان هو أيضاَ تناقض – لما عاش الحياة بعلقمها , وعسلها
بابتسامتها , وتكشيرتها
فالجسم الفيزيائي والكيميائي
إذا لم يعش الحرارة , لم يعش البرودة
ومن لم يبك مطراً , لا يبتسم نجوماً
من لم يصعق كالرعد , ويثور كالبركان , لم ينعم بنسمات لبربيع , وصحو الصيف .. !؟

الحياة ... مدّ وجزر باستمرار
وعلينا أن نعيش أبعاد الجزر وأبعاد الألم وأبعاد البؤس والفاقة والإضطهاد والحرمان بجوارحنا وكياننا
لنكون فعلاً , أناس جديرين بحمل المبادئ والأفكار التي تؤمن بقوانين الطبيعة وديالكتيك التاريخ والجدلية , قولاً وفعلاً وممارسة .......................

* من مذكرات زوجة سجين سياسي .... دمشق 1977

الصلب ... هو الإحتمال
الصليب ... هو الصبر
الصليب ... هو مفتاح الحياة
مفتاح الحقيقة .

الصليب هو الحق , والدفاع عن الحق والعدل
هو القناعة .. والبساطة .. والتواضع
هو الفرح .. المحبة والتضحية
الصليب والألم .. متعانقان
متحابان
متفانيان
طوبى للمصلوبين من أجل الحق والوطن ..

الصليب هو الوجع الشخصي والعام , بصمت وهدوء وسكينة
هو القداسة والإيمان الحقيقي
الإيمان العميق بكل ماهو جوهري .. وعميق عميق
في الوجود , والروح , والطموح
والإعتقاد , والجهاد


ما أجمل صليبي
إختياري
لقد اخترته .. واختارني
إيماني – نقائي
طريقي
خطواتي وانتمائي

صليبي , حبيبي
لك الشموخ والعلاء
تأبى الرضوخ والإنحناء
إلا , لوجه السماء .. !؟

............................

*

أبعثر الزمن
أفرفطه على صفحات الدفاتر الملونة -
كي أخلق أملاً ما .. لقاء .. نصراً , أي شئ يغيّر المعادلة –
رسمت الخطوة الأولى بعزيمة , وأنوثة , وحب , وجذور
ماذا أرى أمامي يا وطني ..؟

يا حبيبي
أرحل إلى الشرق وأصطحب معي كلكامش ومتاحف الحضارات
لكن , نحو الشرق , وليس نحو الأرز هذه المرّة
سنجمع من بحوره وخلجانه وجزره وسهوله شتلات شاي الصين الخضراء
وبهارات الهند وسجاد إيران
, سنصطاد سمك البحر الأسود
أقدمه غذاء لمتعبي الأرض
لكل مشتتي ومشردي العالم
للتعارف والتبادل والتحاور
أمام ثوار العالم , والفلاسفة والحكماء والأبطال والمناضلين والفنانين
أمام الشعراء
نعلن قيام الجمال مملكة للكلمة , وإمارة للرأي
و هوية للإنسان ليعلن عن إسمه , هويته , رأيه , مشاكله , رفضه تأييده , أمنياته طموحاته

حبّذا لو ينتصر طريق الفتح الجديد
لتسكن وتزور الحرية بلادنا , وبيوتنا , ومدارسنا
وصحفنا , وإعلامنا
ليعترف بنا كخط ومنهج وتيار
كموقع .. وثقل إنساني ..!؟

حبذا يا وطني .. يا حبيبي
أن نحل قضايانا بأنفسنا بأيدينا بقراراتنا الذاتية
أن نضع ونرسم الحلول لمشاكلنا والدواء لأمراضنا النفسية والجسدية والإجتماعية
الإقتصادية .. والسياسية؟؟

ماذا ينقصنا لنصبح كالشعوب التي شقت طريقها نحو الحرية ؟؟
أن نصبح كالشعوب الأخرى قيمة وو جوداً ورأياً يؤخذ به ويطرح للمناقشة
ومتى ينتصر الوقت على الضياع والفراغ ؟
وبعثرة الدقائق , وانعدام الوزن والقيمة وشحوب اللون
وجمود الفكر وإلغاء العقل ؟؟
متى يعود الزمن ؟ نقطفه بين أيدينا
وترتسم أرقامه في كل الأرجاء
والإتجاهات ؟
هل تستقيم هاماتنا بعد ذل الإنحناء
متى نعود ونثبت الأقدام ..؟
أتمنى , وأتمنى أن يكون لنا ويصبح لنا سفناً وموانئ .. وميناء
لكي نعاود الإبحار
ولا نخاف الغرق , وسوء الأنواء
طالما الأحرار والصادقون والمجربون معنا .. والمعلمون
ينهرون الريح .. وأمواج المساء ..! ......................... 1995

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل