إبتسمي ..!؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 16:46
المحور: الادب والفن
    

إبتسمي ,,..؟
إبتسمي في لهيب النار
وسط المتاعب والأخطار
ابتسمي :
يا قديسة الإنتظار ..!!
.
يا وجع القضية
وضحية الإنحدار ..

تكحلي تزيني تعطري
مطلوب منك هكذا
في طقوس الوحدة
ومرارة الغربة
وسط لعبة الكبار .. وإمعة الصغار
وأدوات الصغار .

وسط التمزق .. والتبعثر
وتاّكل سقف الدار ..
ابتسمي لشوق طال
وحب الأطفال .. وضمة الصغار
ابتسمي يا عصفورة الريح والأمطار
والأقدار
عصفورة السفر.. وحقيبة الرحيل كنت ,
وجوكندة الدار
يقولون : لماذا تحبون التنقل وعدم الإستقرار
والسكن والإقامة في كل هذه الأقطار !؟
إبتسمي ..

............

إبتسمي وامرحي وافرحي وارسمي
وسط الإعصار
قصة الحرية , وحب الوطن
أكتبي بغزارة الأمطار.. من العيون .. من السماء
عن وحل الأقذار


إبتسمي يا صديقتي
حبيبتي
يا رفيقة دربي .. زنبقتي
يا مرج اّذار .
يا سماء صيفي ابتسمي
قنديل ليلي .. وشمعة عيدي
اسكبي دمعي ودمي , واشربي خمر خريفي
حوّلي المرارة , والخل
إلى عسل النحل للأزهار
يا صحبتي وخلي , ابتسمي يا دليل المسافر
في خط الفواصل .. خط النار
في تماس الحدود , والشوق البعيد للديار ..

*
إبتسمي .. يا سحب خريفي
وغيم شتائي
جوكندة اللألوان , والأسرار
إبتسمي وسط الرعود والبروق
لا تهربي لا تعبسي لا تطفئي الشموع
وألسنة النار .

إشربي وارقصي مع الأولاد والأحفاد في الأعياد
لا تمثيلاً , أو حزنا ويأساً
كالعصفور برقص مذبوحاً من ال ...... "
بل طربا
.. نغماً حباً
مع أحرار البلاد .
ابتسمي وسط اللهيب
بعيدًا عن نسمة الحرية
عن حديقة برية
بعيدا عن حضن ودفء الحبيب
ابتسمي فالإبتسامة هي الدواء والتفاحة , وهي الطبيب
هي السائل وهي المجيب يا عروسة الدار ..

.....

يقولون لك ابتسمي
يقترحون عليك
يا ملحمة الغربة .. وقيثارة الليل
ونشيد الشمس في وضح النهار
في دفء النهار ابتسمي
ابتسمي للأحفاد للأطفال .. للكبار
واضحكي للضيوف .. للزوّار
الذين لم يعد لهم مضافة , لم يخترقوا الأبواب
ولا الأسوار
لا تحزني .. لا تعبسي ... لا تقلقي ,, لا تيأسي
قسمات وجهك خلقت للجمال
للصلاة , وفرح النضال
و .." ثورة الأطفال "
لتراتيل الطيور الجبلية
وعصافير الثلج الشتوية
لجمع الأزهار وأعشاب النبتات البرية دون أسوار
وإعصار
لأعراس السنونو
لطيبة الثمار
لرسم ابتسامة الفطور.. وتحدّي الأخطار
للجائعين , للمعتقلين , للمشردين في جبهات الحروب وامتداد المخيمات
في كل بلد ودار ..

؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فالعالم كله بخير !؟
والشعوب بنعيم ( وسلام ) وبحبوحة بكاء
بعدل وتقطير , وطرد وتسفير
ومجاعة حرية , وخلق أزمات , بطالة وجهل وقمع وسجون
وسمسرة المافيات والعصابات
ابتسمي بعيدة عن دائرة الأضواء
يا معلمة الأمل .. وهدوء الأعصاب .. وسط الأحزان
حضنك الحب , وقلبك السلام , منبع الإيمان
جداولاً وأنهار ..


ابتسمي يا حبيبتي إذا ما العيد جاء
إذا ما العمر ضاع
إذا ما الخوف ساد
إذا ما طالت الغربة وسطوة الجلاّد
إذا ما السلطان ماد
في خيل الصحراء ومستقبل الأجيال
ورياح الأنواء .. وصعوبة الإبحار
و سادت برجوازية التجار !؟
وانتهازية المثقفين
ومصالح الكبار
إبتسمي واملئي الفضاء
ضجة حركة قبلاً وتحايا .. ونداء

.... هي الحياة هكذا
لا تساوي غضباً واحتراق
وألماً واستهتار
بل هي دهشة , وموقف ,
تحدّ .. وانبهار .................. لبنان – 1996

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل