أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - قبعة حميد المختار شعريا نموذج القراءة قصيدة علي الأمارة














المزيد.....

قبعة حميد المختار شعريا نموذج القراءة قصيدة علي الأمارة


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2817 - 2009 / 11 / 1 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


حينما حضر الشاي في إناء فضي ورائحة الخبز تقدمته كنت قد وضعت ساقي المتعبتين تحتي ، ومددت يدي فلامستْ شفتي الورقة البيضاء بين هذه اللحظة وتلك سبح طائر القلق ودفع عربة ترددي وحيرتي بين لحظة الخبز الزمنية الموصولة وبين اللحظة الشعرية اللازمنية التي تمسك لا مرئيا بنوازع الرحيل البعيد ، لتذعن أمام جمالية الاكتشاف .. لذة الخبز ولذة المعنى ... وفي هذه اللحظة اكتشفت توا أن الشاعر يستيقظ مندهشا أمام الحسي ، فتأخذه المجالات ، ليحاول ألامساك هذه المرة ، حتى تتداخل الأشياء أمامه مشكلة لوحة لا يكتمل نصابها الجمالي ، حتى يمل وبالتالي يقنع نفسه أنها اكتملت لتأخذه لحظة شعرية أخرى ...
ولازالت عربة حيرتي تشق الحيز بين رائحة الخبز ورائحة المعنى ، مثلما عربة الشاعر تدفعه بين حيز اللاوعي ووعي الإمساك باللحظة من خلال لغة تحاول أن تعبر عن إرهاصاته وتبلور أفكاره تجاه مواقف الحياة ...
من هذا وأنا أتربع على ساقي في عربة الحيرة دخلت في موجة من الأسئلة هل ابرر لماذا قبعة حميد المختار شعريا في إرهاصات شاعرية علي الامارة ؟ وهو يحاول مزج ألوان الأشياء المرئية واللامرئية !!
ونحن نعلم بدربة ومرانية الشاعر على الأوزان الخليلية ولا نشك فيها ، لكنما جعلنا الآن إما تبرير جديد وهو ينزل في مزاوجة الكلمات خالقا موسيقى بديلة اعتمدت علاقة لا مرئية بين (جبل قاسيون) و(جبل العشق) حيث بدأ علي الأمارة بالتقاط صورة تبلورت وتوضحت في مساحة لوحته الشعرية كصورة حية تتحرك هو حميد المختار بقبعته ... القبعة ، لكنما الظاهر انها حملت معاني آخر أغرت الأمارة في عشق ملون تحول إلى لوحة شعرية متحركة في مساحات جمالية يقول :
(السفر ..
حزام اخضر
يحصن القلب من غبار الوقت ...)
استهلال مبرر ثم يقول :
(وقبعتك الحميمة
تشبه جبل قاسيون)
تشبيه يفارقه ب..
(اصعد ...
جبل العشق
بصبايا الشموس
وسلام الحروف)
جاءت النتيجة باللاوعي متلائمة مع صاحب القبعة والشاعر كون وسيلة صعودهما لأثمار المعاني الدانية القطوف هي الحروف لبلورة الأفكار...
وأنا قلت بمقال سابق أن التجربة تولد الهدوء ، لذا فان علي الامارة يخاطب صاحب القبعة بهدوء صامت ينم عن تجربة ..
(بصمت بليغ
وبفصاحة حجر كريم
تغوي الصباحات والأزقة)
صورة (بفصاحة حجر كريم) قل نظيرها في التقرب من المناطق البوحية أو مناطق البث المتبادل بين حميد المختار وعلي الأمارة ، بهذه الكلمات القليلة توالدت المعاني وبإغراءات متعددة جعلني كمتلقي اختار الأكثر اغراءا في حدائق الشعر ، لان الشاعر يقر بعيني المختار الملونتين لكن يختار لهما لونا حلميا إضافة إلى لونهما الأخضر كي يقترب من اكتمال لوحته كقوله :
(وعيناك الملونتان بالحلم
تقتنصان غزالة الوقت
بشباك الحكمة
أيها الصاعد إلى الجبل
تمتع ...
بالهواء الطلق)
إذن هي عين ليست كالعين العادية والصعود مرتبة عليا وهو صعود طوعي للشاعر أولا ثم للمخاطب ثانيا وترفع عن ..
(فساد الأقبية
وسراديب الانتظار)
ليؤسس بين عولمة شعرية وأخرى سردية حصيلتها أننا ..
نكتشف ما يريد قوله لحميد المختار ، بان رأسك الذي يعتمر القبعة ظاهريا يعتمر الحكمة باطنيا ، ثم بعد ذلك يؤاخي بين الحكمة كقمة جبل وبين سفوح الحياة المعشوشبة بالخضرة وكل هذا بمساحة تساوي وجه يبحث عن الحقيقة في خطوط الصعود والهبوط خطوط الواقع تقابلها خطوط حلمية شعرية تخلق حالة قلق التماهي بين المرئي واللامرئي ..
وقبل أن ارضي فضولية الجوع بالخبز والشاي رحت اطوي المسافات ، لأجد جملة المسالك قد تحولت إلى نوافذ للرؤى تثير أسئلة متوالدة تبقي على مناطق البث مفتوحة في إرسال الإشارات لتحريك الذهن في التأويل كلما تعددت القراءة مساءا وصباحا سواء في الحزن أو الفرح تحت قطيرات المطر أو قطيرات ندى سقطت توا من أوراق الشجر ، لكن تبقى القراءة على حذر في الخروج من النص بمعنى يقرب الرؤية من الأعماق كي نتذوق لذة المعنى بعدما تذوقنا لذة الخبز في إسكات غائلة الجوع ، ولان (لايمكن لأي قراءة أن تكون نهائية) إذن حصيلتنا أن نبقى قراء نبحث في النصوص القابلة لأكثر من قراءة .. والحقيقة قصيدة (قبعة .. حميد المختار) خلقت إشكالية الزحف على الحدود بين الأجناس الأدبية جعلت الشاعر علي الأمارة يختار القاص حميد المختار ليعالج موضوعة هي موضوعة قصصية بجعلها موضوعة شعرية تناسقت بلوحة جمالية بحثت قضية الحكمة .. أي انه خلق متخيلات شعرية من جهة ورؤى وموقف وتنظير من جهة أخرى مكانها هو السرد .

/ قصيدة (قبعة ... حميد المختار) الشاعر علي الأمارة



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان
- سوسن السوداني عندها الحب هو الامل قصيدة (ترخيص منتصف الليل)أ ...
- الموضوعي الذاتي في شعر بارقة ابو الشون
- ضحى بوترعة تهمس لك ارتحالاتي
- توالد المعنى ما بين الحرف والنقطة قراءة في ديوان(شجرة الحروف ...
- امل جمال لاتمل احضان الشعر
- بين رائحة الحبر وشاشة الحاسوب
- الادب بين أصالة الحضارة والحداثة المستمرة
- مليكة مزان واحتمالية شعرية اخرى
- ماجد موجد بين الهم الذاتي والموضوعي
- التجاور الشعري /نجاة عبدالله انموذجا
- فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص
- امل جمال والعولمة الشعرية
- فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر
- سعد جاسم ... انفعالات متصوف
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية
- طفولة آدم من ثقب رصاصة
- وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - قبعة حميد المختار شعريا نموذج القراءة قصيدة علي الأمارة