أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - امل جمال والعولمة الشعرية














المزيد.....

امل جمال والعولمة الشعرية


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 09:32
المحور: الادب والفن
    



ممكن اعتبار المنهج هو الكيفية التي يسلكها الإنسان في بحثه عن الحقيقة في مجمل حياته ، لكن ماهي الكيفية التي ممكن سلوكها للوصول الى ما بين السطور في ساحات الشعر وهو على الورق ، لان الشعر سلسلة من الافتراضات ، قد لا تقترب إلى نهاية منطقية إلا في المسافة الفاصلة بين اللاوعي والوعي ، ولحظة خروج الشاعر من غيبوبة اللاوعي يبدأ يحاكم الأشياء من حوله بوسيلة اللغة سفينة نجاة الشاعر ، وتبدأ معه التوترات والانفعالات الظاهرة تواسي انفعالات تلك اللحظة بإسقاطات التجربة والمران في التلاعب وزحزحة اللغة أشاريا حتى الوصول إلى صيرورة الحفاظ على شفافية الملاك داخل الإنسان الشاعر ..
لاشك الذات لها محيطان خارجي وداخلي والشاعرة أمل جمال حاولت إمساك العصا من الوسط ووقفت بتوتر منفعل ، ولان المحيط الخارجي شديد القساوة بالنسبة لأمل جمال ، كان اللاوعي لها قد ادخلها في دهاليز المسار الحلوزوني بافتراض نقطة بداية ونقطة نهاية هي في حقيقة المنطق الرياضي نفسها نقطة البداية لولا ذكاء الشاعرة في التلفت يمينا ويسارا ، لاغناء دورانها ببث إشارات هي عبارة عن منبهات لأصبحت الدائرة جوفاء لابسة رداء الرتابة من ... والى ... تقول الشاعرة:
(مرتبكة من الدنيا
مرتبكة من الحرب
ومفزوعة)
ربطت ارتباكها من الدنيا وعللته بالارتباك من الحرب .. الارتباك نقطة بداية من الذات مرت بالمحيط وازدادت انفعالا بسبب الحرب الغير شرعية في عرف الشاعرة ..
هنا يمكن لنا ان نحسب حساب ذكاء الشاعرة في انفعالها من ويلات الحرب بقولها:
(أريد أن اخلع رأسي
واضعها في جيبي وأسير بلا رأس
كيلا أرى العالم)
فعملية الخلع صورة غير واقعية أي إن أمل جمال رفعت صورة الخلع من نسقها المرئي إلى نسق غير مرئي بدليل قولها:(أسير بلا رأس) ثم يكون مسار نقطة البداية مسرعا إلى نفس النقطة (كيلا أرى العالم) ، ولأنها ترى ذاتها نقية مشرقة تبث المحبة للجميع ، غلقت الدائرة بالرجوع إلى نفس النقطة ، وان الإغلاق تم لا مرئيا أي شُبه لي أنا المتلقي أنها مغلقة ، غير أنها مفتوحة في فضاء الإنسانية ... بحيث تقول الشاعرة وكأنها بقولها هذا تحتضن جميع البشر بشفقة احتضان الذات ...
(أنا مشفقة علّي وأريد إن احتضنني
وابكي على صدر نفسي
وأقول للرب بحرقة إنني لا احتمل
هذه البشاعة)
أي إن أمل جمال جعلت مقابل صورتها المرئية صورة لا مرئية ، لتكون مثال للتعبير عن عاطفتها تجاه الآخرين وهم في ضنك الحياة تحيط بهم نيران الحروب والعداوات المقيتة ، والشاعرة بهذا قد تكون رفعت الشعر العربي الى ذبذبات إنسانية ممكن التقاطها عبر الإشارات المرسومة على الصور الشعرية التي طرزت قصيدتها ، مستدركة بقولها أنا ..
(... لا أستطيع احتضان نفسي)
بسبب الواقع المر ل(أنني لا أستطيع إن أتظاهر
أو اسب الجنرالات الذين يسبهم الناس)
أي أنها عكست واقع الإنسان العربي المخنوق بانعدام الحريات ، فعمدت الى رسم صورة غير واقعية انفعالا من الواقع ...
(إن احشر كل الجثث في أفواههم
أضعها من أرجلها واترك رؤوسها
بين شفتيهم)
وظلت أمل جمال وسط المسافة المتوترة بين الذاتي والموضوعي وفي اعتقادي انفردت بانزياح الذاتي نفسه إلى الموضوعي وجعلت الذاتي موضوعي والموضوعي ذاتي محاولة منها إعطاء رخم للشعرية العربية الممتلأة بهذيانات المديح وإخراجها إلى فضاءات الموضوعي كأرباكات الحروب وهو عبارة عن انفعال كلتوم تجاه الإنسان ..
فهل يكون الشعر العربي عولميا ضمن اتجاه الخصوصية الإنسانية عند أمل جمال أظن ذلك وعذرا لها أني لم أتناول الديوان كاملا ، نه معلق أمامي على شاشة الحاسوب ، تمنيت إن يكون ورقيا كي أتصوف مع كل قصائده .. وأنا اتكأ على فراشي في خلوتي الطقوسية أغازل مسافات القرب من بوح الشاعرة

/ديوان زهوري السوداء السرية/زهور الموت
قصيدة حالة حرب ص48/49



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر
- سعد جاسم ... انفعالات متصوف
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية
- طفولة آدم من ثقب رصاصة
- وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات
- ميادة العاني والنهاية المغايرة
- كولالة نوري سافكر طويلا ...
- وداد بنموسى بين الجذل والحيرة
- سهام جبار وافتراض البحث عن السعادات
- بريهان قمق الى موطن الوجع
- حسين الهلالي ووهج اللون بين الخط والحرف
- باسم فرات الى شعرية النثر الجاد
- ضحى بوترعة
- سمرقند
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن
- فاطمة بنيس بين العمق الشعري وتجزئة النص
- نجاة الزباير وحقائب الاهتمامات الشعرية


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - امل جمال والعولمة الشعرية