أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - سعد جاسم ... انفعالات متصوف














المزيد.....

سعد جاسم ... انفعالات متصوف


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 06:05
المحور: الادب والفن
    



الحقيقة ما يسند الشعر افتراضات الوصول إلى شواطيء البوح هي التجربة ، والتجربة مجموعة من الخبرات منها ما يخرج حالما يحل الغياب عن الوعي وهي لحظات ولادة ، ومنها ما يتلاعب فيه الشاعر أثناء الوعي وهو الموجه في اقتناص فرصة تخفيف التوتر الحاصل في التعاملات مع ماهو أفقي في الكلمات وما هو عمودي فيها ...
هكذا استطاع الشاعر سعد جاسم التعامل في قصيدته ( لا وقت الا لابتكارك ) أثناء الوعي حيث جعل الكلمة ليست حصرا للتعبير المادي والحسي بقدر ما تعبر وتناغم الفكر فهي ليست معزولة عن التفكير والشعور الإنساني حتى أن معنى الكلمة الواحد ينشطر عند تقدم الفكر واللغة الى أزواج متباينة ، المجرد والمجسم ، الخاص والعام ، الموضوعي والذاتي ، ثم إن قدرة الشاعر في أختيار الكلمة لتعبر عن هاجسه وترمز لانفعالاته وفق المقاربات الشعرية وكانت بداية سعد جاسم محل تسائل بالنسبة لحالة المتلقي ، أما بالنسبة لمنتج النص فهي حالة استقرار وعمل وهذا بعد مرحلة اللاوعي حيث كان الشاعر يوجه لتخفيف حالة التوتر في ابتكار ما يدهش وما يخلق حالات جمالية متخفيا على أستحياء في بوحه الخاص حينما قال : (( واستجير بروح الصبح ))
( ليشاركني كرنفال تكوينك وتدوينك )
( ثم أطلقك فرسا عاشقة في براريي )
هذه اشكالية جمالية خلقها الشاعر وأطلق جناحيه ليحلق بعيدا عن دنايا الحياة السفلى حتى تصيّر لديه الأنوثة نور شفاف يلتذ به روحيا وليس حسيا يسبح في كرنفالات الماء أي أن الأنوثة اشراق جميل بعيدا عن الحسي المعمول به في الحياة السفلى لأن
( لا وقت عندي الا لأتنفسك
حيث تتفتح خلايا روحي )
رؤية الشاعر الخاصة خلقت حبية تتعالى في السمو والشفافية حتى أن جسدها هو عبارة عن آيات من نصوص التوق لفها الشاعر بفرات الروح وهي حالة تصوف في جسد المرأة ، لكنه لا يخفي اشتعالات الحسي في دواخل نفسه السفلى .

( حيث تشتعلين وتنفجرين عاصفة
لأحتضان أعشاب طيني
أو خزامى كتفي
وجلنار شفتي ... )
وهذا التصوف جعله يتمنى أن تتجسد حبيبته فيه حيث قال :

( وتتهدج أصابع الأغنية ـــــ التي هي أمنية
.. { ياريت ... أنت وأنا في البيت
...
رغم أننا لا نعرف أي المسافات
والأزمنة قد تلاشت بيننا )
اذن ( لا وقت عندي الا لقراءتك ) لأن ( ... الشهقة برق الله )
ويستمر سعد جاسم يتسامى في اطياف الحبيبة رغم ( نداءات وصيحات ومسرات وأسرار الجسد ) بقوله :
( حيث كونته في احتفالات المروج
والصنوج والقرنفل والبخور
النصوص ... ك
هي آيات ينابيعي
وأرغفتي وكاسات نبيذي )
حتى يصل الشاعر الى حالة من التصوف والتجلي بانفعاله القائل :
( أتعالى ... أتجلى
في فراديس نداها
وصداها )
حتى يتكرس عنده الزمن في لحظات الذوبان في نقاء الحب بقوله :

( لا وقت عندي الا
لأحبك وأحبك وأحبك )
ثم تأتي حالة الولادة أي تنفجر ينابيع التجدد من خلال رحلة النقاء والإشراق ...

( وبك ... وفيك
تولد ... تنفجر
وتفنى ثم تحيا ... روحه الماء الكلام )

تتداخل هنا لديه الهواجس لتصبح ( ... روحه الكلام
واللغات والكتابة والقراءة )
لماذا لأنها ...
( هي روحي
وأنا روحك
وأنت الأبدية )
جسر التصوف الوهمي الذي اعتلاه الشاعر في غياب الوعي هي الكلمات
. اللغة وبعد اخضاعها تحول الى
( هي روحي
وأنا روحك
ونت الأبدية )
وهو إجراء منطقي بان ذات الشاعر وكيانه الروحي ما دامه متصل بعالم الحبيبة فهو أبدي خالد .



/قصيدة(لاوقتَ إلا لإبتكارك)



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية
- طفولة آدم من ثقب رصاصة
- وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات
- ميادة العاني والنهاية المغايرة
- كولالة نوري سافكر طويلا ...
- وداد بنموسى بين الجذل والحيرة
- سهام جبار وافتراض البحث عن السعادات
- بريهان قمق الى موطن الوجع
- حسين الهلالي ووهج اللون بين الخط والحرف
- باسم فرات الى شعرية النثر الجاد
- ضحى بوترعة
- سمرقند
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن
- فاطمة بنيس بين العمق الشعري وتجزئة النص
- نجاة الزباير وحقائب الاهتمامات الشعرية
- فواغي بنت صقر القاسمي وتكوين الفلسفة الشعرية الخاصة
- احزان في زمن العولمة


المزيد.....




- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - سعد جاسم ... انفعالات متصوف