أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر














المزيد.....

فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2268 - 2008 / 5 / 1 - 08:35
المحور: الادب والفن
    



الشعر انفعال أو تعبير عن انفعالات النفس وهو حالة نفسية فوق حالتها العادية ، بحيث ان نفس الشاعر تسمو الى الاعلى وترتفع عما هو حسي مادي الى روحي باطني ، لان الشعر يتعامل مع النفس الباطنة القائمة على حالة اللاوعي مصحوبا بحالة الايحاء والاشارة متعكزا على اختيار اللفظة ومقدار التلاعب في وضعها النسقي ، كي تعبر عما يروم التعبير عنه وبهذا سمت الشاعرة فدوى احمد بعالم الحب تارة رقيقة شفافة هادئة وتارة اخرى منفعلة ثائرة ، بيد ان ثورتها هذه هي تمسك بالحبيب الذي يعادل الحياة بكل ابعادها وتبقى الشاعرة مستمرة بثورتها في قصيدة (ثورة انثى) ولو فرضنا اسم القصيدة ثورة فقط لفقدت بريق الخصب فيها غير انها اودعت فيها الشاعرة اسباب الثورة وبرقة انسانة تلتزم بعالم الحب الى مالا نهاية تقول:
(وحبل وريد حبيبي
يربطني بروحه الى ابعد المنتهى
فلا المسافات ... ولا الحدود
ولا مكان ... ولا زمان
يبعدني عن حبيبي)
اذن كانت الثورة ممتدة من عنونة القصيدة الى الاستقامة في الالتزام بقضية الانسان الاولى داخل المتن وهي الحب الذي تنعدم من خلاله المسافات والحدود المرئية وكذلك حدود الزمان اللامرئية وهذه الاشكالية عكست حالة الحلم التي ترتشف الشاعرة من ينبوعه الامان في احضان الحب ..
(وانا في احضانه
كطفلة غارقة في النوم
متى طال بها الزمان)
يعني رفعت الحبيب كتجسيم مرئي الى سمو روحي وجعلت نفسها طفلة كلوحة من البراءة كي يطول بها المكوث في احضانه بعيدا عن الحاجات الجسدية والرغبات وفارقت بنصها الشاعر الكبير نزار قباني والكاتب الكبير جبران في النصوص الحسية بدليل قولها:
(روح حبيبي تدور حولي
...............................
تترقب بصمت عن هذا الرجاء)
والذي عكس بدون ادنى شك علاقتها بالحبيب بانها حالة تصوف روحاني او حالة اشراق وسمو حتى(تآكلت الكلمات) عن التعبير الوصفي لحالة الحب ، كي تدعوه باشارات شعرية مغايرة ..
(فكسر صخور ذاتك
واصحو من غفلة فؤادك)
يعني تريد حبيبا على طرازها الروحي الخاص لا لما هو عليه قيس وانطونيو ونزار انما تريده (في لحظات تأمل... ) لتدعوه بقولها :
(مزق شرائع الوجود بقرارك
حتى تكون نورستك بين احضانك)
وهنا ظهرت ثورتها كأنثى تريد حبيبها الرجل قويا مستحقا لحضنها الدافيء .. وتستمر دعواتها له بقولها:
(وانت سائر
بين شارع الرشيد
وازقة البصرة
وكنيسة المهد
ومسرح الجرش
ومتحف الكرنك
عد الى موطن قلبك
ستجد فيه
كل الكلمات
تقول لك
هي ليست لغيرك
هي لك لوحدك)
(بدون قرار السلطان
ولا ملك الزمان)
انما (بالحب السرمدي المتمنى)
لانها (هي اسم مسمى ومعناه مغزى
اسمها مترجم في حرفها
ولا تملك الا ان تقول
حبي حبيبي ... لك عبوديتي)
وبهذا رسمت الشاعرة لوحة الحب روحيا من خلال الشعر واظهرت التزامها بروح الحب صادقة نقية لا تعترف بالحدود والمسافات ولا الزمان انما تقر وتدعو حبيبها للثورة معها من اجل اخراج وجه الحب المشرق الناصع البياض كالصبح او كالنورس ، وانه التزام سرمدي خالد ثم ان فدوى احمد اظهرت ثقافتها من خلال التناص مع نصوص ورموز الحب الخالدة وفارقتها بخصوصية السمو الروحي ..
وعذرا اني لم اوغل في اعماق البحر انما اكتفيت بلؤلؤة واحدة لا اكثر كي ارصع جيد فدوى الشاعرة فيها .

/قصيدة (ثورة انثى)



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعد جاسم ... انفعالات متصوف
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية
- طفولة آدم من ثقب رصاصة
- وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات
- ميادة العاني والنهاية المغايرة
- كولالة نوري سافكر طويلا ...
- وداد بنموسى بين الجذل والحيرة
- سهام جبار وافتراض البحث عن السعادات
- بريهان قمق الى موطن الوجع
- حسين الهلالي ووهج اللون بين الخط والحرف
- باسم فرات الى شعرية النثر الجاد
- ضحى بوترعة
- سمرقند
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن
- فاطمة بنيس بين العمق الشعري وتجزئة النص
- نجاة الزباير وحقائب الاهتمامات الشعرية
- فواغي بنت صقر القاسمي وتكوين الفلسفة الشعرية الخاصة


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر