أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص














المزيد.....

فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 12:04
المحور: الادب والفن
    



تبقى المحاولات مستمرة في افتراض الدخول إلى النص الأدبي ومحاولة كشف ماهو باطني بطريقة تفكيكية بدوال(القناعة التي مؤداها إن ما يظهر "من النص" هو ليس كل شيء بل هناك شيء آخر ) # 1..
وحينما نروم الدخول إلى نص (ذاكرة البنفسج) للشاعرة فاطمة الشيدي لابد لنا إن نركب راحلة الإزالة ، لان النص يحمل الكثير من الأشياء الباطنية ولواعجا تختض فتخرج على نسق اللغة المعتاد إلى نسق يستوعبها ، وقد يكون أكثر باطنية كترتيل روحي في محراب الحب مغتسلا بأمطار ربيع اللقاء على هامش الزمن الذي يكاد إن يتماهى باللانهاية ناهيك عن بدايته المجهولة والتي جاءت كلحظة الشعر ..
من همنا نستطيع إن نقول إن الشاعرة حاولت افتراض المسافات رغم أنها محاطة بالكوارث تقول:
(اقتعد الأرض على بعد حجرين من الكارثة)
لماذا؟ لأنها تقول :
(استجير من الفوضى كلما لمحت وجهك من خلف نوافذ الزمن)
أي أنها اعتمدت الصورة الشعرية كضربة في نهاية جملتها الطويلة ، والحقيقة لولا بريق هذه الصورة لأصبحت الجملة سياق لغوي معتاد لا يثير شهوة الدهشة فينا ، ولكن هذا الاستخدام المتوهج جعلها في مصاف التميز والأسلوب الذي يكاد إن يكون منفردا حتى في حالة تصاعد لواعجها تقول :
(واشق جيب التجلد كلما قدني الوله
واشهق بك منك إليك)
شكلت بالصورة دائرة مغلقة غير أنها تشع بريق البحث واللهفة ومحاولة التواجد في ساحة البوح وهي منفعلة بل أكثر انفعالا من خلال أسئلة تتحرك في دواخلها وتجتاح مقاطع القصيدة كلها إلا المقطع الأخير تقول :
(أما تسمعني؟)
ثم تعطي جواب افتراضي بقولها :
(ها كلي نداء)
وتتألق بالصورة لتضيء البوح من خلال حديثها :
(احتاج صوتك الخمري كي أبيع السهاد
على مرامي الحيرة
واحتاج دفء يديك شهوة للمس)
أنا المتلقي ومن خلال القطع والإلصاق لصور فاطمة الشعرية قد أكون متمكنا من حالة الإزالة لعلي الوصول إلى إرضاء قناعتي من التمكن بإمساك الشيء الآخر الذي يضمره النص ، فهي تحاول استنطاق الكلمات والحروف حتى كي (تهتف بك) ثم (تصير حين المس شغافها) على أبواب ولادة حتمية وهي الكتابة قرار الصيرورة التي تشرق على الورق وقد تسمح بالبوح وهي مساحة الحرية والاختيار ، لذا نراها تتواصل في إنارة رغباتها بقولها :
(السماوات المتهالكة الخطى تتضح بالمنتهى
والوجع المتطاول يأكل الروح بشهية قادم)
بحيث تتحول لواعجها إلى حالات توتر وشد عاطفي ينتابه قلق فكري قائم على سلسلة الأسئلة المتواصلة ..
(أما تسمعني ؟) من المقطع الأول
(فمن ذا يجير جلادي السماوات؟)
( ومن للغياب المبهوت من حرقة الرؤيا؟)
(ومن للبكاء؟) من المقطع الثاني
و(فماذا؟) من المقطع الثالث
هذه الأسئلة المتوزعة على مقاطع القصيدة ارتكزت على المقطع الأخير بصور فاقت الرؤى لتستوعب الرؤية بخط بات واضحا انه خط فلسفي اختفت فيه حالات اللون المرئي بغير المرئي لأشياء خصخصتها الشاعرة بسطوة محاولة البوح تقول :
(يوما نباغت اليقين بأرتباكة القلقلة
ونوزع العشق في جفان الروح تسكبه على
بوابتها المتأججة الانتظار)
(ونسعف الحمى برعشات خضراء تصلح "شالا" للبرد)
(وعلنا نعري الوحشة التي تعوي داخلنا
ونقشع عري ذلك الخواء المستأنس
ونستأنف خفة العد للأعياد)
ثم تقول :
(علنا نغري اللغة التي جفلت من دمائنا الملوثة بالحزن
بقليل البهجة أو العتب)
وحتى لا أقع في غواية نقل جميع الصور اكتفي بدالة القناعة ، إني على أطراف النص أحوم شفيعي محاولة الوصول إلى إن هناك شيء قيل من قبل الشاعرة وهناك شيء أخر لن يقال حمّلني مسؤولية البحث عنه .


/قصيدة (ذاكرة البنفسج)
1 /كتاب البنيوية والتفكيك ص 157




#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امل جمال والعولمة الشعرية
- فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر
- سعد جاسم ... انفعالات متصوف
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية
- طفولة آدم من ثقب رصاصة
- وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات
- ميادة العاني والنهاية المغايرة
- كولالة نوري سافكر طويلا ...
- وداد بنموسى بين الجذل والحيرة
- سهام جبار وافتراض البحث عن السعادات
- بريهان قمق الى موطن الوجع
- حسين الهلالي ووهج اللون بين الخط والحرف
- باسم فرات الى شعرية النثر الجاد
- ضحى بوترعة
- سمرقند
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن
- فاطمة بنيس بين العمق الشعري وتجزئة النص


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص