أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - امل جمال لاتمل احضان الشعر














المزيد.....

امل جمال لاتمل احضان الشعر


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 06:43
المحور: الادب والفن
    



كان صباحا اشقرا فيه وداعة الحمام وبراءة سقسقة عصافير الشجرة كنت مبهورا وانا اتطلع مع انبلاج الضياء الاول واتسمّع صوتا يغزو قيعان النفس ويُليس القلب جلباب الطمأنينة وهدوء الحب ثم ما انفك الصوت يدعوني لدخول وادي الشعر ، ذلك الوادي الذي يحسن البث المتبادل بايقاع متصاعد حعلني اردد ماقالته الشاعرة امل جمال :
(ساصطاد هذا الحنان
الذي يعبر ذاكرتي
ـ كغيمة خائرة في سماء ضيقة جدا
ادخل روحي الشاسعة كصحراء
واركض
ظلل وجعي
فاينما ركضت
توجد دائما
دمعة ساخنة
في انتظارك ...)
في الليلة الماضية كان الحلم يبثني اشجان الشوق عبر النجمة المتلألئة في كبد السماء ويغازل روحي واتواصل مع الصوت بخيط لحن حزين كأنه انا أو (كأنها انا) كما عنونت الشاعرة ديوانها واحتفظت بمكانة شعرية وصوت خاص بها ، ظلت تعزف وتردد الحان الحياةعلى اوتارها من خلال نوافذ شعرية متميزة تكفلت بايصال الصوت الذي رافقني منذ قراءتي لاسطرها الشعرية الاولى ، حتى وصلت الى شبه قناعة بأنها تساوي حينما يكون الشعر وهو تبرير للعنونة على ما اعتقد (كأنها انا) اي كأنها البياض ، الطفولة ، كأنها الحب اي تصوفت مع اشياء الشعر المعبرة ، فاصبحت بمقابل عالم الشعر وعندها يعني الطفولة والحياة تقول:
(الاطفال الذين رقصوا
على ايقاع قلبي
وهم يغرسون ارجلهم الطرية
في حنانه
لهم ان يناموا الآن
في حضن ملاكهم الابيض)
القلب مقابل الغرس ، وطراوة الطفولة خلقت لحنا هادئا جرنا جميعا الى منطقة يكثر فيها الدفء والالتصاق بالحبيب ..
(ياحبيبي
انا
اجبن من ان ارى وجهك
ينظر للناحية الاخرى
ولا يراني)
هذا التقابل مع الهدوء هو اعتراف كبير بالجبن ولجوء صريح الى الاشجار العارية ان (احتضنيني) لان امل جمال قد تستلم بدالة قولها:
(روحي المختبئة في كهف الغرباء الآن
مشوهة
وتخاف العالم)
واستسلامها هو البحث عن الاستقرار قرب الاشجار العارية الا من البراءة والحب يعني الطفولة ، هذا الظاهر الذي بصمته الشاعرة اما ماهو مخفي ..
ف(رعشة مرتبكة على شفاه
من يجربون الحب لاول مرة)
(هناك
في سريرك الابيض ترقدين
كقمر صغير ، فر من سماء الوحدة
فتبعته
النجوم كلها كيلا يبكي)
المخفي هو جمال اللقاء ، جمال الروح ، جمال اللحظة الشعرية التي تعيش اجوائها الشاعرة بصوفية منغمسة في عشق الطفولة ..
(هناك
....
واربعة ملائكة ، او اطفال لم يتكلمو بعد يهزون سريرك
لتنامي)
يعني سريرك تهزه البراءة وهو امتداد للهدوء المتمسك بالحب ..
و(تحت وسادتك البيضاء
حروف تركتها سيدة)
بين القلب والحب والسرير والاطفال ثمة حرف يداخل وحدة امل جمال ، فتصبح متغلغلة عاليا تاركة الشاي والخبز على الطاولة ، لتكون ليست وحيدة انما برفقة الحروف بين الفينة والاخرى تكشف النقاب البنفسجي بهدوء الاصايع الناعمة وب(شارع يتململ تحت حذائي
وقطارات لاينتظرني
على رصيفها احد)
تقول هكذا خالقة لوحة جمالية افتراضية بالتعامل مع اشياء المحيط وبلغة بسيطة وبانساق امل جمال لاغيرها الطفلة التي لاتمل احضان الحنان بدفء الحب النقي وسط طوفان الغربة والغرباء متمسكة ابدا بوجه الحياة المشرق وبنظرة ماكرة لعوب على حروفها وكلاماتها الشعرية حيث تقول:
(وانا في كهف الغرباء
اسلي الوقت)
(كأنه بيتي
وكأن حبيبي يقسم روحه
لنصفين
ويعطيني نصفا)
وتستمر الرحلة بمسيرة حافلة في طرق الحياة
(ينزل قلبي لقدمي
ويدفعهما للمسير)
(واقول لقلبي لن اعود ...)
(واقول لنفسي:

ساعود الي هناك في الصباح
وابكي )
هذا الصراع المتصاعد والمشوب بالهدوء يخلق التوترات المؤدية الى قلق الابداع الشعري بافتراض (الزمن على خط واحد) وتكون هموم الشاعرة ايضا على خط متوازي مع هموم المرأة والطفولة وهموم المكان والزمان وهموم الوطن وهي تمشي بجلباب الغربة(ووطن يترجرج في دمعتك
ولا تدرين متى تصلين؟)
وهذه الهموم جعلتها تؤجل الوصول بسؤال افتراضي باعتبار ان المبدعين في الادب والشعراء منهم هم اناس هامشيون في مجتمعاتنا العربية ، لذا فانها تتمسك بالحنان برغم انها (عارية من حنانك) لكن امل جمال تقف بجرأة بدالة قولها: (سارتكن الى وجعي
واداوي جرحي)
(انا وطائر القلق وطيفك)
هذا اضاف لها دفقا اخرا لقلق الابداع سوغ للشاعرة ان تغمض عينيها وتعد الاشباح وهو انشطار بين الوعي واللاوعي تقول:
(ساصطاد هذا الحنان
الذي يعبر ذاكرتي)
كونها ام حنون وطفلة تستجدي الحنان ومراهقة تحاول استمالة عطف الحبيب او تحاول افتراض علاقة بينها وبين الاخر ..
(لصديقي
ان يشكو الي
عقل زوجته الصغير)
اذن الانسان الشاعر يستشعر الحياة وتفاصيلها محاولة لدخول في مساماتها الدقيقة(فاشرح له العلاقة
بين الحب والحمق
والاهتمام والاكتمال)
وسرعان ما تنقلب الشاعرة الى التكور مع الذات في صورة شعرية واضحة المعالم (انا هذه الفاشلة الكبيرة
الممتلئة بالحب والدمار)
هذه الحقيقة التي توصلت لها الشاعرة هي حقيقة باهتة لكثرة الوقوف عليها وهي ان الانسان في نهاية الحياة يسجل فاشلا لانه رضخ للموت وكف عن اللحاق بضجيج الحياة والتوقف عن القول والفعل بيد ان الشاعرة كتحصيل ظلت تسعى لخلود الاثروهو سعي الانسان المثالي داخل الانسان الواقعي السؤال هل يصل الانسان الشاعر لاجوبة اسئلة غامضة في الوجود ... ويسجل نجاحا على الموت هذا ما توضح لنا مسيرة الشاعرة المبدعة امل جمال ....

/ ديوان (كأنها انا) الشاعرة امل جمال
جماعة اضافة الثقافية لسنة 2008



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين رائحة الحبر وشاشة الحاسوب
- الادب بين أصالة الحضارة والحداثة المستمرة
- مليكة مزان واحتمالية شعرية اخرى
- ماجد موجد بين الهم الذاتي والموضوعي
- التجاور الشعري /نجاة عبدالله انموذجا
- فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص
- امل جمال والعولمة الشعرية
- فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر
- سعد جاسم ... انفعالات متصوف
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية
- طفولة آدم من ثقب رصاصة
- وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات
- ميادة العاني والنهاية المغايرة
- كولالة نوري سافكر طويلا ...
- وداد بنموسى بين الجذل والحيرة
- سهام جبار وافتراض البحث عن السعادات
- بريهان قمق الى موطن الوجع
- حسين الهلالي ووهج اللون بين الخط والحرف


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - امل جمال لاتمل احضان الشعر