عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 20:18
المحور:
الادب والفن
أبي يعودُ الى البيت
عاد أبي الى البيت ، ورمى عشبة الخلود الى الطاولة : لا حصرَ للقـُبل الملطخة بكلماته التي لم يقلها ، وهو يتخذ ركنا قصيا من المطبخ ، فيما خرجتْ امي من حجرة نومها لتهشَّ اسئلة الجيران من رأسها ، الذي يفور كتنور الطوفان : انكبـّتْ ، فورا ، على تنظيف حذائه الملطخ بالأوحال والمدن ، وعبثا حاولتْ أن تكشط َ منها آثار الطريق المؤدي الى سدوري ، ضرّتها في النصائح .
لا شك أنه ما زال حزينا ، ليس على اوروك التي تهدمتْ ، ونخرها الغبارُ ،
ليس على القرون التي هدرها ضائعا بين المنافي ،
وإنما على رحيل صديقه أنكيدو ،
وإلا ما سرّ الدموع التي سالتْ ، من محجري عينيه التائهتين ، فخضّبتْ لحيته البيضاء ؟
ما السبب في أنه أخرجَ مسدسه ، فجأة ، وصوّبه نحو الافعى التي تسلقتْ المنضدة ؟
و لماذا غيـّر رأيه ، كما في كل عودة ، وأعاد المسدس الى مكانه ،
ثم قام :
لبسَ حذائه الذي عاد نظيفا ، وغادرَ البيتَ ،
دون أن ينبس ببنت شفة ؟!
................................
يتبع
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟