عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 03:07
المحور:
الادب والفن
امرأة الطوفان
يقولون : إنها وصلتْ قبل أن يغيض الماءُ ، وينحسرُ الطوفانُ ، ولم تظهر الا بعد أن توقفتْ السفينة ُ : ظهرتْ بعد أن نزل الناسُ ، بعد أن تفرّقَ الناسُ تجلّتْ .
رنَّ الزمنُ ، وارتعشَ خلخالُ العالم ، عندما التفتتْ .
أضافوا الى أن كتفيها كانتا عاريتين ، تلهثان كحقلي سنابل .
كانت يداها خاليتين إلا من ..
إلا من راحتين
يسيلُ فيهما نهران : دجلة والفرات ،
الفرات ودجلة .
وممّا قيل عنها إنها لم تقل شيئا عندما قذفها الناسُ بالحجارة ، لكنها عندما ركضتْ الى الشرق ظهرت الشمسُ ، وعندما راحت الى الغرب سدتْ الافق َغيمة ٌ ، أما الشمال فانسدل بينها وبينها على هيئة من الجبل ، فلم يبق الا الجنوب ، حيث متاهة الأهوار تسدُّ المنافذ بهواجس من قصب.
أوردتْ الكتبُ أخبارا كثيرة عنها ، منها : أن اللعنة حلّتْ بسببها ، ففار التنورُ ، لكنها أبتْ أن تصعدَ الى السفينة .
قالت معتذرة : سأمشي على الماء ،
ومشيتْ فوقه ،
فوقه مشيتْ ، ومن أمامه ومن خلفه ، وعندما أطلق الربّانُ حمامته الاخيرة وحلّقتْ عاليا ،
حلّقتْ عاليا
ولم تجد ما يستحق أن تهبط من أجله سوى كتفيها .
أضافت الأخبارُ : عندما حطـّتْ الحمامة ُ على كتفيها ، انحسرَ الماءُ ، فجأة ، وظهرتْ اليابسة ُ .
..............................................
يتبع ...
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟