أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - أراني في انبثاق الفجر..














المزيد.....

أراني في انبثاق الفجر..


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


يسكنها ولا تسكنه، يدري عنها ولا تدري عنه، يعيش بها ولا تعيش له، يفتك بخلاياها وانحاء جسدها فتكا صامتا وبطيئا دون الدراية إنها في صدره سمكة وهو المحيط، المحيط الوحيد الذي لا تجيد السباحة فيه.
لم تكن تدري انها تتجاهل وجعها لتحييه وتغني له ليرقص لها وتسهر الليل لتجعله ينام قرير العين في داخلها.
هي لم تنتظره ابدا كما لم تنتظر الحزن.. فكيف للانتظار اذا تلاقى مع الحزن والحزن اذا تلاقى مع الحروف؟
صمت المكان كصمت الفجر، وصمت الفجر كصمت المرض فلا تلاقي سوى في محاور استحالة الضجيج.
اتسعت المرآة هذا الفجر كاتّساع حزن اكتسحها. البرد قارس يلسعها لسعا والجسد اصبح هزيلا لا يتسع لروح توضأت بندى الفجر.
الوقت يمر بطيئا لا يصلح لمداعبة رفات الآمال في الحياة فكيف ستكون بعد شهر او شهرين فهل تدعه يفتك بها ام تحاول أن تفتك به دون أمل بذلك؟
أسئلة كثيرة اعتلت في رأسها عدا الضياع ومحاولة حزم الامل في اخر ذرة فرح .
الناس تركض في الخارج والمحاور الزمنية تركض في فكري لا تجد مكانا تحط فيه. احترت في امري هل انزل الى الشارع واركض مع الناس، أم أبقى في ركني اشاهد بصمت ما يحدث أمامي؟
هي الوحيدة التي لم تركض مع الناس فقد كانت تتأمل الذي يجري في الشارع بصمت وسكينة لكنها لم تجرؤ على الاقتراب من المشهد.
أذكر شعرها الحنطي وعينيها الواسعتين، كانت تتأمل الاشياء والناس والمارة، مبتسمة تبدو كأنها راضية أو انها تبث رضاها للذين يركضون نحو الشمال. هكذا رأيتها من خلف نافذتي ومعها مرآتها الكبيرة.
لم افهم سبب الضوضاء والعويل والعدو. الامور لم تكن مبسطة او بسيطة بل كانت متشابكة جدا، سواء ما يحدث منها في الخارج أو ما كان يدور في رأسي وخلف نافذتي المقفلة، فحتى اللحظة لم أكتشف سر المرآة التي ما زالت صورتها في رأسي صامدة لكنها وحيدة الغرفة ووحيدة المكان، فلا آثار تُذكر لفناجين القهوة والاوراق التي كانت تملؤه الامكنة.
الاشياء على حالها وتلك الحنطية الجميلة ما زالت واقفة في ذات المكان لا تعدو ولا تتحرك، فقط كانت تراقب الذي يحدث تماما مثلي كما راقبتها من خلف نافذتي. اردت الوصول اليها أو بالاحرى أردت الجري مع الناس والاطفال والنساء نحو الشمال علنّي أجد ما يرضي تساؤلاتي.
وصلت الشارع فوجدت نفسي وحيدة أعدو هناك نحو الشمال او نحو فراغ السماء.. فلم اعرف إلى أين ذهب الجميع ولماذا اختفوا فجأة ، لكن اين تلك الحنطية التي وقفت هنا.. فعلّها تعود او علّها ترحل معي نحو الشمال او نحو فراغ السماء، لكنها تباخلت في البقاء فقد اختفت رافضة البقاء في اروقة المكان، اختفت كما اختفى الناس فلم اعد اراها لا من قريب ولا من بعيد. عدت ادراجي من حيث اتيت لكني كنت اسمعها بجانبي تحدثني عن مرآتها الكبيرة التي تأبطتها وحملتها على صدرها وكأنها تأبى مفارقتها.

عادت الحياة الى طبيعتها وبدأ الشارع يكتظ بالناس والاطفال والنساء.. لكن أحدا لم يعرف سر الحنطية.
عدت ادراجي وحدي ومعي مرآتي الكبيرة افكر في سرّ الحنطية التي اختفت تاركة لي المرآة وفي أذنيَّ جملتها الأخيرة" أراني في انبثاق الفجر"..




#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصْبَحنا عَلى قَوس..وَ..رَقْم
- كَ..وُجوه أخوة يوسِف
- نَزفُ جُرحهنَّ صَدى عيد
- عبثية السَفْساف
- نَسْفُ الياسَمينِ.. ظِلّ السُؤال
- إجابَة دانتوية.. وكأنه لا يملكها
- أخيلة وأمكنة
- أَيا أبْكمَ بَيْننا
- دِسْلِكسيا مُنتديات
- وشاية أصدق من موقع
- لمحة على الأدب الناكت
- أحذية وحذاء
- مصطلحات مشرذمة
- متلازمات كاريزمية
- ويحلق ساق الخيزران
- استنطاق
- فيض اقتحام
- بحر على قيد نقطة
- لعّل حيفا قد رحلت..
- صحراء عدن


المزيد.....




- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - أراني في انبثاق الفجر..